- لم يكن من المفروض أن تشترى للجميع الأيس كريم فهم لن يتأخروا فى لومى رغم أنى أميل إلى الاقتصاد .



- فى المرة القادمة سأحاول السيطرة على نوبات الكرم التى تنتابنى .

- "جاسون" لست بحاجة إلى أن تبتسم بسذاجة هكذا .

- أوافقك يا سيدتى .



سألته بعد أن توقفت برهة بصوت متردد :

- ماذا يكدرك يا "جاسون" ؟



سألها "جاسون" وهو يحاول أن يخفى قلقه :

- ماذا ؟

- اطمئن الأمر ليس خطيرا إن "شارلين" لا تتصرف كما توقعت .



اعترى وجه تعبير قاس لم تعرفه من قبل :

- أنا والدها .

- إنها لا تعرف ذلكهى تعتقد أن والدها قد مات فى هذا الحادث .



ابتسم ابتسامة مترددة خففت من حدته :

- إذن ربما أروق لها ؟



استشفت بريق أمل فى صوتها . قالت وهى متأكدة من أنها تثيره :

- بالتأكيد انها تحبك لماذا أنت ...
منتديات ليلاس

اتسعت ابتسامة "جاسون" :

- لأننى ... جميل ؟ بعض النساء يعتقدن ذلك .



قهقهت "إيريكا" وهمست :

- لم لا ؟ لكن ألا تعتقد أن "شارلين" صغيرة جدا على ان تفقد عقلها امام قوامك الرياضي هذا ؟

- هل ما جذبها إلى هى ثروتى ؟



- شكرا لها ! إن ما يتعلمونه هنا ان النقود ليست كل شئ فى الحياة .



ابتسم ساخرا :

- إذن , أنا لا ارى إلا شيئا واحدا جاذبية الرجل الخبير التى لا تقبل الجدال .



- نعم ؟ خبير فى ماذا ؟

اقتربت نظراتهما .



نهض "جاسون" برشاقة ووضع قدحه نصف الممتلىء على طاولة الحديقة انحنى واخذ القدح من يد "إيريكا" التى لم تتحرك وقد خلبها سحر عينيه الفضيتين .



همس :

- خبير فى الحب يا عزيزتى رجل يعرف كيف يؤثر فى المرأة .



لا شئ كان يستطيع إبطال سحر هذه اللحظة اعترت "إيريكا" رجفة لذيذة . لقد اهتزت بالفعل دون أن يلمسها . كان شعورها غريبا .



إنها لم تشعر بإحساس مماثل أبدا إلا مرة واحدة عندما قذفت بسهم فى المحيط , كان هذا الاحساس يزداد كلما اقترب منها "جاسون" ازدردت لعابها الجاف . وقالت متلعثمة:

- لقد ابتعدنا عن .. موضوعنا ؟



- وانت يا "إيريكا" ماذا تنتظرين من رجل .. ؟

لم يمنحها الفرصة لتجيب جلس بجانبها فوق المقعد الطويل .



وطبع قبلة على شفتيها بحرارة .

شعرت "إيريكا" بأن أمواجا تتقاذفها بعيدا عن الحقيقة كانت ترى نفسها وقد حملتها موجة عالية لتقذف بها إلى الشاطئ وهى فاقدة الوعى والعالم من حولها يدور فى حلم عاطفى جميل .
منتديات ليلاس


- أمى ؟

جرس إنذار انحسر محيط أحلامها ونشوتها .

وبينما ينتابها الذعر تعرفت على صوت "بيلي – جو ".



( نهاية الفصل الثالث )

متشوقين ياريت تكملين الرواية غاليتي

الفصل الرابع





نهضت "إيريكا" بصعوبة فقد كانت ساقاها مرتخيتين لم تشعر بمثل هذا الخجل فى سالف حياتها حيث يراها أحد أبنائها فى حالة تلبس و .....؟ ورجل يغازلها فى شرفة منزلها !



ازدرت ريقها بصعوبة . لكنها جاهدت لتزيف الحقيقة إن ما فعلته هنا كان أكثر من مجرد مغازلة .



تبا لها ! لقد كانت على وشك أن تمنح نفسها لـ "جاسون" فى عقر دارها ! لحسن الحظ أن "بيلى-جو" لم تتمكن من فتح باب المطبخ كيف تفسر لطفلة ذات عامين مشهدا كهذا ؟


منتديات ليلاس
كررت "بيلى-جو" نداءها ، لم تتمكن "إيريكا" من النظر إلى "جاسون" كانت وجنتايها متوردتين خجلا عندما إتجهت كالمذنبة نحو الباب ، تنحنحت ثم قالت دون ان تلتفت إلى الوراء :

- طابت ليلتك يا "جاسون" الإفطار فى الساعة السابعة والنصف لأن الأطفال سيذهبون إلى المدرسة.

دون أى إضافة ، اختفت "إيريكا" ودخلت المنزل وأغلقت الباب خلفها .



إنه لمن حسن الحظ أن "جاسون" كان رجلا مهذبا ! قليل من الرجال يسمحون لامرأة أن تهرب على هذا النحو بعد كل ما حدث بينهما .



شعر "جاسون" بالذنب لما بدر منه حملق إلى الباب الذى يفصله عن "إيريكا" ، اى شيطان دفعه للتصرف على هذا السلوك مع "إيريكا" ؟ فهو لم يسلك هذا السلوك قط مع أية امرأة ، حتى اثناء مرحلة مراهقته كان يلهو مع الفتيات فى سيارة والده .



جلس وقد أثقله الشعور بالذنب والخجل ، وأخذ يصلح من ثيابه . أحاط ذقنه بكفيه ، ووضع كوعيه على ركبتيه وهام بنظرة فوق الجبال التى كانت تناطح السماء المظلمة .



ماذا حدث ؟ لقد كانت البداية طيبة فهو لم يمرح فى حياته كاليوم حتى ذلك الحين ، كان خبرته بالأطفال محدودة فهو لم يتعامل مع الأطفال إلا من خلال تقديم الهدايا لأولاد أخته فى أعياد الميلاد ، وفى يوم تبين فجأة انهم قد كبروا وقد حثته اخته "ستيلا" على الاستراحة ، كان يجب أن يستمع إلى ما قالته قبل أن يسافر مسرعا إلى "مونتن فيو" ليحضر ابنته .



نعم : إن التعب يدفع إلى الإتيان بأشياء لا يرغب فيها سيجاهد نفسه ويركز على الهدف الأساسى لوجوده فى المنزل . إنه "شارلين" . سيكون الأفضل أن يكرس وقتا أطول لـ "شارلين" بدلا من مغازلة "إيريكا" .



إن "إيريكا" لا تشبه تلك المخلوقات المندفعة من النساء سيئات السمعة اللاتى تعود على معاشرتهن .

إن تلك النساء يعرفن قواعد اللعبةعن ظهر قلب أما "إيريكا" فهى صريحة جدا ، ومستقيمة جدا إلى حد يجعلها فى منأى عن هذا النوع من التصنع ولم يكن لديه الحق فى إنتهاز الموقف . فهو إنسان ناضج وعليه السيطرة على كبح جماح نفسه !



كان "جاسون" يؤمن إيمانا قويا بما يدور فى رأسه وعلى هذا الأساس قرر وضع خطة عمل مترابطة . فى المقام الأول ، عليه أن ينسى ما حدث ومن الأفضل أن يتظاره كأن شيئا لم يكن .



فى المقام الثانى ان يتجنب الانفراد بـ "إيريكا ماكورميك" وأخيرا يجعل "شارلين" تأنس إليه ويصطحبها فى أسرع وقت ممكن إلى "تكساس" .



كان يعرف أن ذلك لم يمر بسهولة . فى الحقيقة كان هناك إعجاب متبادل بينه وبين "إيريكا" بالإضافة إلى سحر خاص كان عليه أن يكافحه فى كل لحظة .

منتديات ليلاس


عندما نزلت "إيريكا" اندهشت لرؤية "جاسون" فى المطبخ . ورأته مستندا على حوض المطبخ يحتسى القهوة وهو شارد الذهن . هل "جاسون نيس" مهذب حقيقى ، ربما هو كذلك فعلا !



فإذا كانت لديه نية استكمال ما كان قد بدأه معها وما كانت قد منحته إياه فى لحظة غرام طائشة ، فعليه الانتظار طويلا .



عندما كانت تضع "بيلى-جو" فى الفراش أخذ يطوف بخيالها صور وأحداث ما قد مضى .



بادئ ذى بدء ، كان هذا الرجل خطرا محققا فلم يسبق لرجل أن تسلط على مشاعرها وعقلها على هذا النحو وبهذه السرعة لقد أمضت "إيريكا" سنتين فى بناء سد واق يحميها من ويلات هذا العالم وما أن نزل عليها هذا الغريب حتى انهارت دفاعاتها التى أقامتها بجلد ، وتحولت إلى رماد بل إلى نار تحاول السيطرة عليها.



وحتى ذلك الحين ، لم تكن "إيريكا" تعتقد أنها امرأة سهلة ثم بعد أن قابلت "جاسون" بدأت تشك فى ذلك. بعد وفاة "براد" كرست حياتها كلها لتربية أطفالها .



لقد أقامت فى هذا التجمع السكنى الريفى حتى تستطيع تربيتعم بشكل أفضل وبعد فترة زمنية قصيرة عرضت عليها مصلحة حماية الأطفال استقبال "جاك" ثم جاء كل من "بيتى" و "شارلين" . لقد وافقت "إيريكا" بشكل غريزى على إعاشة البنت الصغيرة اليتيمة .


منتديات ليلاس
للمرة الأولى فى هذا المساء ندمت على استضافتها . وكل هذا بسبب الشيطان ذى العينين المشعتين باللهيب !



تسمرت مكانها على عتبة المطبخ نظرت إلى هذا المخلوق الى يمثل نموذجا للرجولة الكاملة . سيطر عليها إحساس بالرعب المفاجئ .

إنها لم تكن تخشى "جاسون" بقدر ما تخشى نتائج الأحداث تذكرت القواعد الذهبية للعزوبية القاسية ، فتبينت فجأة الفراغ الذى سيتركه "جاسون" إن قصد الرحيل ذلك الفراغ الذى لا يستطيع أن يملأه أحد إلا هو.



رفع "جاسون" بصره من على قدحه واستشف القلق الذى سكن فى عينى "إيريكا" الخضراوين .



فأسرع فى اتجاهها مقدما بعض القهوة لـ "إيريكا" التى لم تتحرك من مكانها . همس وهو يقدم لها القهوة :

- هنا عهد المصالحة والمصارحة !؟



تقدمت نحوه ، وتناولت قدح القهوة إنها لم تمر فى حياتها بمثل هذا الموقف وما أن تذكرت عناقهما الحار توردت وجنتاها خجلا .



فزعت "إيريكا" قليلا عندما قال "جاسون" :

- إنى أريدك فعلا يا "إيريكا" .



استطاعت أن تنظق بصعوبة كلمة تماما وكانت أقرب إلى النقيق منها إلى الكلام . ونظرت إليه ، همست وهى تنظر إلى النافذة :

- لا تكلمنى هكذا .



أمسك بذقنها محاولا أن تنظر إليه هذه المرأة تستحق تفسيرا :

منتديات ليلاس
- سامحينى يا "إيريكا" ، أظن أننى قلت ما يكدرك إنى أفضل مواجهة الحقيقة يا عزيزتى : إنى لم أرغب فى امرأة مثلما أرغب فيك .



داعب شفتيها بإبهامه فتدفقت فجأة موجات العاطفة بين جنباته وحرارة الحب تغمره .


يا إلهى ...! هل من المعقول أن يكون لتلك المرأة هذا التأثير عليه؟

تأملته "إيريكا" ، وهى ساكنةكانت تجربة مذهلة أن ترى الرغبة فى عينيه الرماديتين . هل كان يريدها إلى هذا الحد ؟ لم ينظر إليها رجل أبدا تلك النظرة حتى زوجها . كيف سيشعر إذا ما أعطته نفسها ؟



أومأت برأسها لتطرد تلك الأفكار الملحة التى تتوارد على ذهنها .

أغمض "جاسون" جفنيه محاولا دون جدوى كسب معركة يعرف أنه فيها الخاسر مع ذلك قام بتدبير مخالف تماما أثناء اللحظة الوجيزة التى غابت عنه فيها "إيريكا" وإذا كان قد انتظرها فذلك ليقدم اعتذاره لها .



أما الآن فكل خططه تبدو له سخيفة . فعندما رأى "إيريكا" من جديد ، وعندما قرأ الحيرة فى عينيها الكبيرتين الخضراوين اندهش عندما تبين أن الاستسلام لها . كان أقوى من قدراته .أثبتت الطريقة التى استمرت تحدق بها إليه أن تلك المعركة لم يكن بها منتصر . فتح عينيه ونظر إليها . لم يرد أن يربكها ، همس إليها :

- عزيزتى ، سنمارس الحب بالتأكيدولكنى لست أدرى متى ...؟ سأترك لك المبادرة ، اعتمدى على حتى أساعدك فى اتخاذ هذا القرار .



لم يبد أن "إيريكا" قد فهمت ما قال : لأنها اكتفت بهز رأسها وهى شاردة لم تكن إلا شفتى "جاسون" ولم تكن تحلم إلا بقبلاته التى تهوى بها إلى كوكب آخر .



دفع صدر "جاسون" تنهيدة تحمل آهات .... ودمدم :

- أقل ما أستطيع قوله هو أنك لا تسهلين مهمتى إنى أريد أن أحقق أمانيك حتى الموت ..... يا "إيريكا" إنى لا أريد أن يكون الأمر مجرد مغامرة فى المساء . أتفهمين ؟ ثم إن هناك "شارلين" وكل الأطفال ... قولى شيئا ... إننى لم أقابل أبدا امرأة صامتة إنه أمر يصيب بالضجر .



ساد الصمت أمسك يدها حتى ارفض العرق منها وسارا حتى الباب :

- أخبرينى قبل أن تتوصلى إلى قرار . اتفقنا ؟ إنى بحاجة لمعرفة قرارك يا "إيريكا" كونى إيجابية يا عزيزتى . منتديات روايتى . الآن سيذهب كل منا إلى حجرته ولا سيما ونحن بحاجة إليها – اتفقنا ؟



انحنى ، ليطبع على جبينها الندى قبلة رقيقة اعتلت شفتى "إيريكا" ابتسامة صغيرة .



خرجت إلى الطرقة بكل هدوء وأغلقت الباب خلفها . سمعت صوت الباب بعد فترة يدوى فى رأسها لقد كانت فى تلك اللحظة حذرة وهى تنزلق بين ملاءات السرير .

ماذا أراد أن يقول ؟ ضربت بقبضة يدها الصغيرة بغضب على الوسادة . همست :

- "نيس" إنك لرجل ميت . من تظن نفسك ؟ دون جوان لا يقاوم ؟


منتديات ليلاس
- لا شك فهو يعتقد أن ارملة مثلها ستكون فريسة سائغة فترك لها إمكانية استجداء حبه . إيه .... حسنا يا صديقى العزيز ، ما زالت أمامك صعوبات !



استدارت واستلقت على ظهرها ويداها خلف عنقها وعيناها مثبتتان على السقف المظلم . كانت بسليقتها تعتز بالشرف ز ومن ثم اعتادت دائما على اتخاذ الجانب الصحيح من الأمر . لم يكن هناك إلا حقيقة واحدة وكانت تلك الحقيقة حتمية وهى أن "إيريكا" ، كانت ستمنح نفسها لـ "جاسون" وكان هو لا يريد ذلك ربما ظهر ذلك من ترددها ... خوفها ارتباكها .



تنهدت ، دفنت رأسها فى الوسادة . لقد أساءت التصرف ، ماذا سيظن بها ؟ أسيضحك منها بالتأكيد .



كلا على العكس فعندما تركها أظهر تعبيرا ينم عن الأسى .