السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الروايه هذي مره عجبتني وحبيت تشاركوني فيها اتمنى تنال اعجابكم واتمنى بعد ماتكون مكرره
بسم الله
رواية (( بكاء بلا دموع ))
للكاتبة غجريه ... أو سهر الليالي
الفصـل الأول الجزء (1)
" مات .."
" الله يرحمه ."
طالعت الريم لـ شمس وهي متفاجئة
" توقعتج تكونين متعاطفة . مصدومة ..لكن ماتوقعتج تكونين بهالبرود وأنا أقولج أن طلال مات .. "
التفت شمس بعيد عن الريم ..تكتم دمعتها ...
" هو صج ..مات ؟؟"
" اييه .. اليوم الصبح ارتحل ..تعذب وايد .. "
" ارتاح وريح .. "
وقفت الريم قالت وهي تصيح بقوة
ـ هذا موقفج ؟؟ بعد كل الــ...
"بس .. خلاص .. مايحتاي تذكريني كل دقيقة .. خلاص مات .. أنا شسوي له ؟؟ شتبيني أسوي ..ارحميني يا الريم ..ارحميني .. قلت لج خلاص . خلاص .. لاتفتحين هالصفحة بعد اليوم .."
الريم" ما أقدر .. هذا ولد عمي ...وله حق علي .. "
شمس " وأنا بنت خالتج.. ولي ...حق عليج .."
اجلست الريم على طرف السرير . وتمت شمس واقفه تطل من الدريشه .. مااقدرت تطالع لالريم .. ولا اقدرت تنطق حرف زياده ..
" بتحضرين العزا ؟؟ "
هزت شمس راسها بلا ..
تكلمت الريم بعبره " حرام عليج .. حتى عزاه ما بتحضرينه .. حرام عليج .. ليش قلبج جليد ؟؟ ليش ؟؟ كان يموت عليج .. أنا أذكر كنت تحبينه .."
التفت شمس واهتزت الريم لما شافت دموعها ..
" جرحه علمني الكره .. اللي سواه فيني علمني أكون أقوى .. ما أقولج أني ..أحبه .. بس للأسف مامر يوم مافكرت فيه .. مامر يوم ما نمت على هالمخده إلى وأنا أصيح وأخطط شلون .. أنتقم منه .. "
"تنتقمين منه ؟؟ "
" أو أرجع له .. ما أدري .. اللي أعرفه أن حياتي .. ماعادت مثل الأول .. إن فيني شي انكسر .. ومابيتصلح .."
حطت الريم يدها على جتف شمس ..
" على الأقل خليه يرتاح .. "
التفت شمس بعيد عن الريم .. ومسكت أوراق كانت حاطتها على السرير
" شتبيني أسوي ؟؟ "
"سامحيـــه "" ..
" أسامحه ؟ ""
" شمس .. أنتي ماتفهمين ... طلال مات .. يعني .. انتهت حياته.. ماعاد بيرجع ..مات يا شمس مثل مامات أبوج .. ارحميه .. وسامحيه .. أرجوج .. "
" أسامحه ؟؟ تطلبين مني أسامحه ؟؟ وحقي ؟؟ وسنين عمري اللي راحت ؟؟ وجروحي وانتقامي ومحمد ؟؟ "
قربت الريم من شمس بهدوء
" راحت معاه .. سامحيه . أرجوج .. آخر اسم انطقه كان اسمج .. .. سامحيه .. أرجوج .. علشاني سامحيه ..."
وقفت شمس ودموعها توقفت ..
" سامحته .. سامحته يا الريم .. علشانج سامحته. وربي شاهد ..أنا خلاص . ما بطالبه بشيء .. "
صرخت الريم " ولا بتقدرين تطالبينه لأنه مات .. شمس انتي ماتفهمين؟؟ طلال بيندفن اليوم العصر .. "
شلت الريم عباتها وطلعت من الغرفة .. لكن شمس كانت تحضن الأوراق .. وطالعت خطه على الورق .. رسايله ..ريحته .. كلماته ..ومشاعره ..تذكرت .. انقبض قلبها وبجت ..توها استوعبت انه خلاص ...رحل ...
الفصل الأول :بعد الرحيل ..
________________
مر شهرين .. من آخر محادثة كانت بينها وبين الريم ..صديقة عمرها ..وبنت خالتها..تجهزت شمس للدوام ..وهي تشتغل موظفة في دائرة حكومية ..مسكت شنطتها ونزلت ..
" كل ما يالج ..تذبلين .. ما أدري يا بنتي متى بشوف ابتسامة على ويهج "
باست شمس راس أمها وجلست تشرب قهوتها ..
" وين ماجد ؟"
" ماعنده دوام اليوم .."
"وصافية ونوير و شيخة ؟؟"
" ماعندهم شي اليوم ..شيخة كان عندها محاضرة وكنسلها الدكتور .. ونوير وصافية ..ما ادري شكان عذرهم . بس .. قريب من عذر شيخة .."
شمس " يمه شخبار معجبة ؟؟ "
ام ماجد " قولي خالتي معجبة .. "
شمس " شخبارها ؟؟"
ام ماجد " بترد من مصر الأسبوع اللي ياي .."
شمس " لقت الكوافيرة اللي تبيها ؟؟ "
ام ماجد " لا .. بس بتدور في لبنان بعد شهر .."
شمس " يمه .. اكثرت سفراتها .احنا مب ناقصين "
ام ماجد " شمس ..انت تعرفين ان معجبة هي الوحيدة اللي رتبت لي أمور الصالون وخلته من أشهر الصالونات في الدوحة "
شمس "ماقلت شي .. بس أقولج أن سفراتها اكثرت .."
ام ماجد " هذا انتي .. يا ساكته طول الوقت يا لسانج يطول علينا "
تنهدت شمس ..وحطت الكوب على الطاولة وقالت بصوت واطي
" مع السلامة يمه .."
شمس مقتنعة أن أمها ما ترضى كلمة على اختها معجبة ..وأن مهما صار أمها بتكون هيئة الدفاع الأولى في صف معجبة رغم كل الأشياء الغلط اللي تسويها ..
**
"يات .. يات مس كآبة .."
"شنو ؟؟ "
"مس كآبة .. شمس ثامر .. رئيسة القسم .. يات .."
"هذا آخر عمرنا ؟؟ وحده تشبه دراكولا بطبعها ترأسنا حن الرياييل ؟"
التفت سلطان لعبدالعزيز وابتعد عن الدريشة ..
" لي متى ؟؟ ما تعودت على هالموضوع ؟؟"
حذف عبدالعزيز القلم على المكتب "ولا بتعود لين هالمخلوقة تفارج ..هي تيي آخر الناس وأنا وأنت من الصبح مرتزين هنا .. تقول عبيد عند أبوها .."
جلس سلطان على مكتبه وقال له بصوت واطي وهو يفتح الملفات
" بس عاد .. لاتنسى الشورت ليف والاجازات المرضية والاضطرارية كله في يدها ,,ولاتنسى أنها تقيمنا وتقيم شغلنا ..وهي في هالوظيفة من سبع سنوات .. يعني قبلنا بخمس سنوات .. "
"مايعني أنا نسكت لها ولأمثالها لما تكلمنا مثل الدريوليه عندها .. لاتنسى انا حن أكبر منها بوايد .. أنا عمري ست وثلاثين سنة وأنت من عمري .. والأولوية المفروض لنا .. "
رفع سلطان يده باستهزاء " أنا وأنت لو درسنا من الأول بدل هالعشر سنين اللي ضيعناها كان كنا في مركز أعلى ..هي من عمرها سبعطعش دخلت الجامعة .. وخلصتها وعمرها واحد وعشرين واشتغلت على طول ولاضيعت وقتها ..وهي الحين رئيسة هالقسم سنة ولا اثنين بتصير مديرة وماتدري اذا بتصير وزيرة بعدين ولا لاء .. "
رن التلفون ورفعه عبدالعزيز بضيق نفس
" نعم ؟؟ أنا ماقلت لج لاتتصلين هنا ؟؟ بعدين .. يلا مع السلامة "
التفت عبدالعزيز لسلطان
" لاعت جبدي ,, المدام كل مايالها وغيرتها تطق المية وثمانين "
سلطان " حشى سيارة مهي بمدام "
ضحك عبدالعزيز .. ورجع لأوراقه ..
دخلت السكرتيرة وقالت " اجتماع "
قال عبدالعزيز " اييه ..الحين وصلت .. وقررت أنها تبي اجتماع .. وبنرتزع هناك ربع ساعه لين حضرتها تشرف .. "
استغرب سلطان من رفيجه .. ومو من عادته أنه يطيح حش في حد مثل الحريم ..قال وهو رايح صوب قاعة الإجتماع
" ماأدري شفيك يا ريال .أمثالك لازم يعيشون في جزيرة بروحهم .. "
عصب عبدالعزيز "ليش انشاء الله ؟؟ فيني العنكز ولا مرض معدي ؟؟"
قال سلطان بإبتسامه "فيك مرض أقشر .اسمه (( مايعجبني أحد )) "
**
دخلت شمس مكتبها حطت شنطتها وشالت الملف الي جهزته للإجتماع.. وطلعت على طول ..
" مدموزيل شمس .. خبرت كل الموظفين بالقسم بالإجتماع .."
"تعالي .."
دخلت وجلست .. لقت من الموظفين سلطان بس ,, ومن الموظفات نورة وفاطمه وآمال.. السكرتيرة الثانية ..
"وين عبدالعزيز ؟؟ و ناصر ؟؟ "
دخل عبدالعزيز في نفس اللحظة .. وجلس على الكرسي بطريقه استفزازية ..
"وين ناصر ؟؟ آمال ممكن تشوفينه ؟؟"
قال سلطان ببساطه " ماجا اليوم .."
شمس تحترم سلطان كثير لكن عبدالعزيز وناصر ماينزلون لها من زور.قالت مضطرة "خل نبدأ الإجتماع "
كان فكرها مشغول بناصر . اللي مايحضر أبد . أكثر من مرة قدمت ضده مذكرة بس ما تدري ليش ما احد يتصرف .. السبب اسمه .. اسمه وايد عود والواسطة مب مقصرة .. لو أنه موظف عادي بإهماله كان اطردوده من زمان ..
"التوزيع الجديد للمعاملات والشغل بيتغير .. للأسف .. آمال بتنتقل .. فالشغل بيسبب وايد ضغط .. جدامكم الخطة ..حد عنده اعتراض ؟"
قال عبدالعزيز " اييه أنا عندي اعتراض ..أشوف مكتب ناصر مااندرج تحت الخطة ؟"
"لانه ببساطة راح ينتقل .."
ماقدر يمسك نفسه" أقدر أقدم بطلب نقل مثلي مثل ناصر ؟؟"
"نقل ناصر كان بسبب غيابه المستمر .. نقلته لقسم ثاني تحت اشراف
ثاني ..لكني ما أفهم سبب رغبتك في الإنتقال "
قال عبدالعزيز بثقة "مايعجبني صراحة الشغل..ما أحب أكون تحت اشراف حرمه "
انصدمت شمس برده ..فقالت في عفوية
"قدم طلب .. وبنقله للمدير مع توصية خاصه لو تحب .. وبذكر له أنك ترفض العمل تحت اشراف إمرأة.. أو مثل ماتسميها ..حرمه "
وقفت شمس وشالت الملف وقالت
" في أي شي ثاني ؟؟"
قال سلطان في احترام " بس شيء واحد .. مع انتقال ناصر وآمال المكتب بيزداد ضغط العمل .. مافي تعيينات أو نقل جديد؟؟"
قالت باحترام وتقدير لهالإنسان الواعي " للأسف التعيين الجديد بيكون خلال شهر والانتقال ماأعتقد بيكون أي انتقال ..ماأدري ليش هالقسم عليه لعنه . محد ينتقل له .. بس ينتقلون منه "
تمتم عبدالعزيز "يمكن بسبتج؟"
شمس اسمعت عبدالعزيز لكنها طنشته .. وطلعت بعد ما وزعت عليهم جدول الشغل ..
لحقها سلطان وقال " أنا أعرف طالبات جامعيات يدورون على شغل ممكن أقدمهم وبوساطة منج ومن المدير يمشي حالهم ويشتغلون .."
قالت شمس بهدوء " انزين .. خل يقدمون اوراقهم .. وأنا بوضح للمدير حاجة القسم الشديده لأيدي عامله جديده ."
قال سلطان بعد تردد " صراحة البنات فقيرات ويتيمات وهم يسكنون في فريجنا وأتمنى أنني أساعدهم … "
عرفت شمس أن سلطان يبيها تتوسط بشكل أكبر وتوظف البنات فقالت وهي تحترم هالشخص
" ييب لي أوراقهم ..وأنا أتصرف بإذن الله "
" شكرا أستاذه شمس .."
انصرف سلطان .. وتمت شمس سرحانه زار ذاكرتها طيف طلال المرحوم ..سلطان مايشبه طلال في شي .
سلطان أسمر وطويل ,, لكن طلال كان أبيض وملامحه سمحه وطولها تقريبا .. كان يتعقد لما كانت تلبس الكعب ..
. لكنها تذكرت حرص طلال الدايم على مساعدة الناس .. تعوذت من الشيطان ودعت له بالرحمه ..
*****
مواصفاتي :سعودي وسيم..متدين .. العمر 34 موظف الحالة المادية ممتازة
المواصفات المطلوبة : بيضا رشيقة موظفة رومانسية ...
تأففت الريم .. طالعت علبة الآيسكريم الفاضية ..راحت للثلاجة وطلعت علبة ثانية ... وفتحتها ورجعت عيونها تتابع قناة العفاف ,,
دخلت شمس في هالثانية .. قفزت الريم واحضنتها بقوة
"يالحمارة شهرين ماشفتج "" ..
قالت شمس " كنت أبيج تشتاقين لي ,, شخبارج ؟؟ شتسوين ؟"
يلست على الأرض بقرب الريم واعزمتها الريم على آيسكريم وقالت
"تعرفيني .. كل صيف أترس الثلاجة عسكريم وأيلس مقابله التلفزيون "
قالت شمس وهي تتذكر أيام زمان "أيه .. تذكرت ماغيرتي العاده ؟"
هزت الريم راسها بلا وقالت وهي تآكل "ما أتحمل الحر .. ما أتحمله من أطلع من البيت جسمي يحسس ويحكني .. هالشهرين سبع وثمانية ...ما أتحملهم .. "
أشرت شمس على الآيسكريم " بس بتمتنين و بيصيدج سكري أنت وويهج "
قالت الريم بثقة " لا ان شاء الله .. انت تعرفين أني ما آكل شيء غير العسكريم والسلطات في الصيف ..مافيني عالمتن ..الدكتور محذرني ,, الربو عندي بيزيد "
ابتسمت شمس وهي تذكر اول مرة الريم ادمنت الآيسكريم .. كانت شالت اللوز من سبع سنوات ..والدكتور منعها من اكل شيء صلب ..وطلب منها تكثر من العسكريم والعصاير والاطعمه السائله .. وأدمنت الريم .. صارت كل صيف تقابل التلفزيون وتآكل عسكريم . مرة تطالع أفلام ومرة مسلسلات كارتون ومرة أفلام هندية ..
طالعت شمس لقت القناة موقفه ...سألت الريم " شنو هذا ؟"
قالت الريم " هالصيف اكتشفت قناة لطلبات الزواج اسمها العفاف .. أمبيه نسيت الصورة موقفة "
"لحظة خل أقرأ "
قالت الريم "ماينفع ..يبيها بيضا وموظفه "
استغربت شمس "بس أنتي بيضا "
قال الريم " ايه . ..بس هو كذا مايدور على الشكل والفلوس ..طماع "
مافهمت شمس لكن الريم قالت "حسافه وقفت القناة الحين طلبات الزواج طافتني "
واندمجت شمس مع الريم وهم يقرون الطلبات ..تحلطمت الريم
"هذا يبيها دبه ! ايه معليه عشان يمسخرها عدل "
ضحكت شمس
استغربت الريم "شبلاج ؟"
"شوفي البنات .. كل وحده تقول انا جميله ورشيقة والجسم يذوب ههه"
قالت الريم " ايه معليه على هالكذب "
قالت شمس "يمكن صدق بس ..بهالطريقة كلهم يشبهون بعض فمافرق بينها وبين أي وحده ثانية لو كل وحده تذكر صفاتها واهتماماتها ""
قالت الريم " لا صدقيني .. انت ركزي على طلبات الرياييل ...لاتطالعين صوب الحريم يمكن ترتاحين لشخص معين ..شوفي .. رجل أعمال جذاب متدين ...يوه .. مايصير .."
"شفيج ؟"
تحلطمت الريم "يبيها حلوة وموظفة ..انزين انت رجل اعمال شتبي في الموظفات ؟"
استغربت شمس "انزين .. من متى انتي عالقناة هذي ؟"
"من ثلاث أسابيع ...شوفي حد الآن عشرين واحد مصرين على خياراتهم وكل مرة يعيدون فيهم .. بس الباقي يختفون .. تهقين يلقون حريم ؟"
فكرت شمس بحيرة وقالت " مدري انزين انتي تبين تتزوجين ؟ "
هزت الريم راسها بإي ..
سألتها شمس "في حد لفت نظرج ؟ من هالقائمة ؟"
برطمت الريم وقالت متحسفة " مافي من عيال البلد .. كلهم خليجين أو شاميين ومصرين .. بس في اماراتي عجبني وايد طلبها مثقفة ومايهمه الشكل وهو ملتزم ومهندس .. تمنيت أرد عليه .. بس ابوي قايل لجدتي أن ما أخذ حد من برا من عيال البلد ولازم قبيلي ,, مب أي حد .. أنا نفسيتي تعبت . .. عيد ميلادي شهر اكتوبر ,كم سنة و بصك الثلاثين وانا خطوبة محد خطبني ..أي قبيلي بياخذ وحده اشردت امها مع ..استغفر الله "
طالعت شمس الريم بحنان وحاولت تغير أفكارها وقالت " توكلي على الله ولاتيأسين .. "
قالت الريم بقهر " السبب خالتج .. اللي .. "
قالت شمس " لا .. خالتي مها بريئه لاتصدقين حجي الناس .. وبعدين تبقى أمج .."
تعوذت الريم من ابليس " لاتذكريني أنها أمي .. ألعن هذيك الساعة اللي انولدت فيها .. "
قامت شمس وهي تقول " تعالي بيتنا "
هزت الريم راسها " لا .. أبوي حالف على أجدادي ما أطلع لمكان في الصيف .. لانه مسافر وانت تعرفين موال كل صيف .. يخاف أشرد شرات الوالده "
تضايقت شمس من الريم .. قالت تغير الموضوع
"بتمين جي تزطين في هالعسكريم ومقابله هالقناة ؟"
حطت الريم الملعقة وقالت " ايه .. شكلي بستوي مثل بوعلي في طاش ..تم "
هزت الريم جسمعا بطريقه مشابهه ..ضحكت شمس وقالت " انزين .. أنا بروح .. اليوم انغثيت في الدوام .. "
"ليه عسى ماشر ؟"
"تذكرين عبدالعزيز الغثيث .. اليوم تطاول بالحجي علي بس أنا طنشته "
قالت الريم بلامبالاة "زين تسوين .."
طلعت شمس من عند الريم وقررت أنها تمر يدة الريم .. بس ترددت .. وطلعت من البيت بدون ماتمرها .. راحت هذيك الأيام لما كانت كنة ولدها .. وهي في طريقها للسيارة شافته حست بغصة .. أشر لها تدخل البيت .. اسحبت نفسها غصب وراحت داخل ..
أبو طلال " شلونج شمس ؟ ماشفتج من زمان .."
اغرقت عيون شمس بالدموع وانهارت تبجي .. ادمعت عيون بو طلال وقال لها يهديها من بعيد " اهدي يا بنتي .. الله يرحمه .."
ماقدرت شمس تتكلم ..قال بوطلال " أتوقع اللي صار فيه حوبتج .. "
"عمي شتقول .. لا ..أنا ماحقدت عليه ولادعيت عليه .. لاتقول "
هداها بهدوء وقال " لانج ما سويتي شي .. الله انتقم لج .. حقج مايضيع "
ارتجفت شمس لهالفكرة " لاتقول ياعمي ..الله يعرف أني أحب طلال .. صج اني كنت مظلومة .. بس ما كنت أتمنى له الموت .."
"يعني سامحتيه ؟"
" من زمان يا عمي .. من زمان ..."
وفي قلبها ..لما مات بس ..لمامات ..
"انزين وولدج محمد ؟"
تنهدت شمس وقالت " محمد من يا على هالدنيا وهو مايعرف إلا أم وحده وهي خلود .. والحين بعد موت طلال .. بنتظر شوي لين آخذه منها .. حرام يفقد ابوه وامه في سنة وحده .."
قال عمها مستغرب "بس أنتي أمه "
قالت شمس بقناعة " بس هو مايدري بهالشي .."
"طول عمرج عاقله ..وتهمج مصلحة الكل ولو على نفسج .."
"عن اذنك عمي .."
اتجهت شمس لسيارتها وطلبت من السايق أنه يآخذها للبيت .. تذكرت كلمات الريم ." كله من خالتج مها "
*********
الريم ..الريم ... تعالي يدتج تبيج ..
خافت الريم هذا صوت عمها بوطلال .. شغلت الفيديو تسجل عشان ماتطوفها الطلبات وهي تحت .. اوقفت جدام التسريحه وتحسرت .حرام هالجمال محبوس بين اربع حيطان سنين .. تنهدت ,, وانزلت بعد مالبست شيلتها عمها بو طلال مايرضى تبقى بدون شيله ..
"السلام عليكم "
سلمت على عمها اللي قال "شتسوين مخلية يدتج بروحها ؟"
ارتبكت وقالت " كنت أكوي ملابسي "
أدركت غلطتها في نفس الوقت وعضت على شفايفها وهي تسمع كلام عمها الجارح "حق ايش تكوينها وين تبين تطلعين ؟ شمسوه وتوها كانت عندج وين تبين تصيعين يالصايعة بنت الصـا.."
"بس.."
كان صوت جدها عيسى ..انخرس عمها بوطلال اللي راح يسلم على ابوه بس طنشه الأخير ..
" سعد .. آخر مرة أسمعك تتلفظ بهالالفاظ في بيتي و لبنت ابني .. والا أقسم بالله العظيم اني ما أخليك تطب هالبيت وأنا عايش ريم روحي غرفتج "
كان عمها يبي يتكلم ,, بس ماتكلم ..انخرس وكانت نظراته كره لها .. هو أصلا مايحبها من انولدت .. ويوم كان طلال يبيها بغى يذبحها ورحمها طلال ونسى الموضوع ,, كله من امها .قتلت قلبها وهي بنت 18 ..واتفقت هي وطلال أن يكونون اخوان .. ويتجاهلون هالمشاعر لان مافي شي في هالدنيا بيقنع ابوه انه يتزوجها ,,وبعدين التقى طلال بشمس ,, كانت فرحانه لهم بس قلبها يعتصر ألم ..تعودت مع الأيام . ..وتقبلت هالأمر .. ولما فتح الموضوع مع ابوه بغت تصير مذبحه ,, كانت موجوده لما سمعت طلال يرد على ابوه
"الريم وآمنا بالله أنها بنت مها ,, لكن شمس زينة البنات ,, يبه أنا ضحيت بالريم ..لكن مااقدر أضحي بشمس .."
كانت تبجي دم كلما تذكرت هالكلمات .. بنت مها .. كرهت امها في هذيك اللحظة ..واسودت صفحة من حياتها ,, ليش يا يمه .. شلقيتي في هالـ.. أزود عن أبوي ..
تزوج طلال بشمس .. ورضخ ابوه لطلبه .. وابتعد عن حياتهم .. لكن السعاده ما انكتبت لهم لما خيمت أشباح الماضي على حياتهم ..واشتغلت الوساوس في راس طلال ..
تمددت الريم على سريرها وقالت وهي معصبة "بنت الصايعه فهمناها ,,لكن .. أنا .. ليش ياربي ليش .. "
مسكت شعرها ومثل كل مرة تمر فيها بلحظة هم .. تمت تتسلى وهي تقطعه بيدها شعره شعره ........الألم كان ينسيها شوي من همومها ,,في نظرها الألم الحسي أهون ألف مرة من روحها اللي تصرخ من الظلم ..
*****
"من هو ؟ "
" ما أدري مجرد موظف .."
"شمس احترميني وأني سترت عليج بعد الفضيحة اللي كانت .."
"طلال ..بس حدك عاد …! "
وامسكها من شعرها وانتفضت وهو يصرخ
" من هذا اللعين اللي كنت تكلمينه بهاللهجة .. من ؟ من ؟ "
فتحت شمس عيونها برعب . كانت تكلم نفسها بهمس
. الحمدالله .. حلم ..حلم يا شمس .. انتهت هذيك الأيام .. و..طلال مات ..مات يا شمس ,, صار له شهور ...صار له شهور مات ..مات "
قامت للدرج وطلعت ملف .. كانت تحط فيه الظروف اللي توصلها من خلود ..ماكانت تفتحها .. قالت والدمعة ترقرق في عيونها
"يا قسوة قلبي .. ما كان عندي أمل انه بيرجع ..بس الحين بيرجع لي ولدي .. "
ارتجفت يدها وهي تبي تفتح الظروف .. لكنها ما اقدرت .. عودت قلبها أنه يقسى .. طلعت ملف ثاني .. رسايل طلال لها ايام الخطوبة وبداية الزواج .. صورهم .. الرسايل ارقدت من كثر ماكانت تقرأهم .. والصور تكسرت .. من كثر ما كانت تحضنهم وتبجي .. ليش يهون على قلبها أنها تتذكر ايام قبل ..ولايهون عليه أن يفتح هالمظاريف ؟
يمكن لانها جربت الم هالرسايل القديمة .. وهو أهون بكثير من ألم هالمظاريف ,,لكن محمد بيرجع لها.. عمها بو طلال قال لها انه ولدها انه من حقها هي ...بس هل هي مستعده ؟ ..كان الخوف مستعمر قلبها استعمار ماله حدود ..الولد مايعرفني ..
ولما تذكرت آخر مرة شافته ..اذرفت دموعها مثل الشلال ..
"تعرفين اني بفضحج .. أنا بآخذ الولد .. وأذا اعترضت .,,تعرفين شينطرج وينطر هلج وخواتج من فضايح "
خذه من يديها .. وماخلاه حتى يتغذى من حليب صدرها .. تذكرت دموعها وهي تقول له " بس خل تكون عنده مناعه . بعطيك اياه . بس خل يشرب حليب صدري .. "
صرخ فيها طلال " مايبي حليبج الخايس .. .بتلوثينه بخيانتج .."
اصرخت بكل قوتها " لكنه دمي ..دمي الي يمشي في عروقه أكثر من دمك .."
قال لها ببرود "لاتزيدينها ..ما يكفيه انه بيضطر لمواجهه هالواقع المر " .
شهقت في هذيك اللحظة ..وكانت بتموت .. توها كانت تعاني من مخاض مدته عشرين ساعه .. وأول ماانولد البيبي .. بياخذه منها وهو عمره ساعتين ؟ .. ادمعت عيونه وهي تسأله " شبتسميه ؟"
قال بلؤم قتلها "محمد.."
انهارت بالبجي أيام .. وما اقدرت تتكلم .. اخذ الولد منها ..وحلف عليها ماتمسكه .. والا .. بيفضحها ويفضح أهلها كلهم ويخلي سيرتها على لسان اللي يسوى اللي مايسوى .. وشمس كانت تعرف أنه بيسويها ,,فإشترت سمعة أهلها مقابل ولدها .. اللي كان يسلي قلبها أن خلود زوجته اليديده .. طيبه .. كانت تطرش لها ظروف فيها صوره .. لكنها كانت جبانه .. وما تجرأت تشوفها . ..هي ماتذكر ريحه ولدها .. ولاتذكر ملامحه ..وقررت أنها في غنى عن وجع هالقلب .,,خلود كانت تطرش لها بانتظام .. لكنها كانت تحطهم في الملف وهي واثقة أن قلبها مايقدر يتحمل أين يشوفه .. امنعت نفسها من شوفته .مع انها كانت تفكر أكيد عيونه مثل طلال .. وخشمه .. مثلها .. وأكيد أبيض ..لانها بيضا وطلال ابيض .. بس .. هذي الصورة الي كانت في بالها .. عيون طلال وبشرته .. وخشمها ..
طالعت الساعة .. اربع الصبح .. اكيد أذن الفير .. بتقوم تيدد وتصلي .. وتدعي الله أن يمر الشهرين الجايين بسهوله ..
كانت تنطر خلود تخلص العده قبل لاتروح وتآخذ ولدها .. أكيد خلود محتاجه ونيس .. العده مب هينه .. اكيد بيسليها محمد .. وهي لاتستعيل.. بتقضي العمر كله معاه .. .. خلود كانت طيبه معاها .. بعدين انطرت أربع سنوات .. تقدر تصبر بعد شهرين ..
********
"بتترك القسم وتخليني مع البنات ؟"
قال عبدالعزيز " تحمل .. قلت لك انتقل معاي .. بس أنت ماتبي .."
سحب سلطان نفس من الشيشة .. وقال
"عبدالعزيز .. خلك من هالكبرياء الماصخ وتم معاي في القسم .. أنا جربت كل الأقسام وهذا القسم هو الوحيد اللي ارتحت فيه .. الشغل معقول والإدارة معقولة .. تدري أن ناصر لما درى بنقله انغث ؟"
ضحك عبدالعزيز لكن ضحكه انقلب لعبوس لما دق تلفونه ومكتوب عالشاشه "ام العيال " ...
"لاحول ولاقوة الا بالله .. تعبت يا أخي ..تعبت .. كل دقيقتين تدق علي ..شكلي بسوي لرقمها ترشيح .. والله تعبت منها "
قال سلطان وهو يدخن " للحينها تغار ؟؟"
قال عبدالعزيز" ايه .. ماصار زواج .. سجن تبيني اقابلها واطلع معاها .. مليت منها ياريال .. "
استغرب سلطان " بس ليش ؟؟ تو الناس .. ماكملتوا سنة .. أنا المدام تمت غاثتني ثلاث سنوات قبل لا اقرر اطلقها ..وتميت سنة كاملة اراجع قراري .. كسر خاطري الولد .. بس اشتريت راحتي ..ما أتحمل صراحه ..وافترقنا بالمعروف "
قال عبدالعزيز " والولد للحين عندها ؟"
هز سلطان راسه وقال " ماصدقت خلصت العده تزوجت وحذفت الولد على أمي .. تقول ولدكم وتحملوه .. "
ضحك عبدالعزيز وقال وهو يطالع سلطان اللي مستغرب من ضحكه
"ما أدري يا أخي انت تنصحني ولا تحذرني "
ضحك سلطان .. بس في قلبه ماكان يضحك .. فيه جرح لكرامته .. ماصدقت العده خلصت وعوضته بريال ثاني .. توقع أنها تحاول ترجع له .. ماكان مقصر معاها .. وتوقع انه كان في ذرة حب في قلبها تجاهه ..على الاقل تنتظر سنة .. ست شهور .. لكن.. انكمش سلطان من داخل .. صعب بعد عشرة ثلاث سنوات وشي .. تنساه وتستبدله بسهولة ..صج ان حياتهم كانت صعبة والتفاهم بينهم كان معدوم .. لكن .. ماكان يتوقع العيش والملح اللي بينهم ماله أي قيمة ..
"وين سرحت ؟ "
طالع سلطان عبدالعزيز . "لبيه .."
عبدالعزيز "لامافي شي .. أنا بروح البيت ..عن اذنك .."
طالع سلطان الساعة كانت تسع ونص .. "الله معاك "
عبدالعزيز ماقدر مايطالع لسلطان قبل لايركب سيارته .. وسط الربشه وسوالف الشياب ومباراة الكورة اللي عالتلفزيون ..كان سلطان مغمض عيونه يدخن القدو ولا كأنه حد جنبه ...ما فهم عبد العزيز اللي يدور في بال سلطان .. قال في نفسه وهو يركب السيارة " خوفي أنتهي مثلك ...أيلس في القهاوي لآخر الليل أدمر نفسي بنفسي بهالقدو ..خل أصبر على نورة ... الله يهديها بس .."
***
قراءه ممتعه