كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" لكن ذلك هو نفسه , السبب الذي علينا أن نحاول , ألا تعتقد هذا؟ هذا يتعين أن تفعل شيئا يدوم , شيئا تستند اليه أذا أنهار كل شيء ما عداه".
" هكذا نعود الى الأساسيات القديمة , الحب والثقة".
ومد يده , ورغما عنها تقدمت اليه
وسألها بنعومة:
" هل لديك أي سبب خاص يدفعك لعدم الثقة بي؟".
ونظرت اليه لحظة ثم خفضت بصرها ولاحظ هزة رأسها التي لا تكاد تلحظ , وعندئذ وضع يديه على كتفيها
وأنتابتها رجفة للمسته فشدد قبضته وهو يقول لها:
" أعتقد أنك تحبينني فعلا , لكنك لا تريدين الأعتراف بهذا".
وآلمها هذا الأفتراض الذي قاله ببرود, فبعدت عنه وهي تقول:
"كلا , ولن أعترف بذلك , ولن أستطيع أن أتزوجك , ولا بد أن تعرف أن هذا لن يجدي , فنحن لا نكاد نعرف أحدنا الآخر , أنا... أنا لا أعرف لماذا تريد ذلك؟".
" لأنني أريدك".
" تريدني؟ هل تقصد أنك تريد فحسب...".
" أقصد أنني أريدك , وأنا على أستعداد للزواج بك".
" هكذا فحسب , بدون حب".
وبان في عينيها النجلاويتين التحرر من الوهم على نحو جعل عينيها تبدوان كبيرتين في وجهها الشاحب , وقال لها بهدوء:
" أنسي موضوع الزواج حاليا ودعينا نتساءل هل أنت مستعدة لأقامة علاقة معي".
" كلا".
" لماذا؟".
فكررت كلامه بسخرية:
" لماذا؟ هكذا , هل لديك فكرة كيف يبدو أقتراحك وحشيا؟".
" كلا , أفهم أن تقولي أنه أقتراح متعمد , أنما ليس وحشيا".
وأحست بالألم يعصف بقلبها , وأن يديها مثلجتان رغمدفء الغرفة
ثم أجابته بعناد:
" لا أرى فارقا , لا أريد هذا النوع من العلاقات".
" هل أنت خائفة؟".
" نعم".
" مني؟".
منتديات ليلاس
" من كل الأشياء التي تخشاها فتاة".
" لست في حاجة الى الخوف , فسأرعاك , أعدك بذلك".
وران عليها الصمت الكثيف الذي أعقب ذلك حتى كاد يزهق أنفاسها وأحست أن شفتيها متيبستان وأن دم الحياة غاض منهما
وبذلت كل جهد ليبدو صوتها طبيعيا وهي تقول:
"أنا واثقة أنك مخلص تماما , لكن ألا ترى أنك تجعل الأمر يبدو مستحيلا أكثر فأكثر ؟ أنت... أنت تستطيع أن تحدد للزواج بنودا كالبنود التي تحدد في طلبات الشراء , أنت تريدني , ومن ثم فأنت سترعاني ؟ هل تعتقد أنك تستطيع شرائي؟".
" لم أقل شيئا عن الشراء أو العطاء , ومهما كانت الزاوية التي تنظرين منا , فأن الصلة الغرامية يا ميراندا هي علاقة متبادلة".
" الصلة الغرامية , تقصد أنك عندما تفور بك الرغبة...".
فقاطعها وهو متوتر:
" ماذا تريدين من صلة غرامية".
" قلت لك أنني لا أريد صلة غرامية ,هل تدرك أن ما تقترحه ينسف كل شيء هام , كل حنان , كل مودة بل كل ما يمكن أن يدعم غراما حقيقيا , لا بد أن يكون هناك ود وأحترام متبادلان , أنك لا تستطيع أن تخطط لأي علاقة , أن رعاية أنسان ما تعني حمايته , فكيف يمكن أن تحميه من الأذى الذي ستوقعه أنت نفسك فيه؟".
|