كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
جلست ميراندا الى مكتبها ونزعت غطاء الآلة الكاتبة , آه لو علمت رينا هارفي كم كان كلامها قريبا من الحقيقة , فقد مضت تسعة أيام بالضبط على تلك الليلة التي حاولت فيها المبيت في مكتب جاسون
كانت أعصاب ميراندا قد بلغت أقصى حدها من التوتر , ففي ذلك اليوم كانت تنتظر أستدعاءها للتحقيق , الأمر الذي يعني أنهاء عملها , وعندما حلت الساعة الخامسة ولم يجيء
تجرأت وتنفست في أسترخاء , وعندئذ عرفت أنه مسافر , في بون , لذلك لم يجيء أصلا.
وفي يوم الأربعاء التالي أخبرتهم رينا التي لا يفوتها شيء أنه أتجه الى ستوكهولم , وأنه يتوقع عودته في اليوم التالي , وسيذهب الى نيويورك في الأسبوع التالي
راودت ميراندا فكرة أن تتمارض يوم الخميس , بأمل أن ينسى كل شيء عنها لدى عودته من أميركا , لكنها سرعان ما تخلت عن هذه الفكرة , هل سيهتم بأن يستدعيها شخصيا ؟
منتديات ليلاس
وتذكرت قوله لها :
" أخبريني بالحقيقة قبل أن أتمتع بفصلك شخصيا والألقاء بك خارج المبنى".
لكنه أخذها للعشاء , حيث أصبح ساحرا جذابا تماما , أنها لم تخرج أبدا مع رجل مثله , متحضر , مطّلع وجذاب بطريقة مغرية حتى وأن كانت ترعبها , لا .... لا يمكن أن يفصلها!
وتنهدت بصوت مرتفع محاولة أن تمحو ذكرى جاسون من ذهنها وأن تركز على عملها , ولو كان لها أن تشغل بالها فذلك يجب أن يكون في سبيل البحث عن سكن آخر ملائم لها , وربما كان السكن الذي ستراه الليلة هو الحل , لكن جاسون ستيل ظل حتى وهو بعيد يسبب قلقا لميراندا في كل لحظات يقظتها
ومر اليوم مثل أي يوم عمل آخر ولم يتم أستدعاؤها , لكن هل سيحسم شيئا من أجرها في آخر الشهر؟ وبعد أن تناولت طعاما خفيفا مضت تذرع المدينة تفتيشا عن شقة أخرى صغيرة تشارك فيها زميلة أخرى.
وللمرة الأولى منذ أن بدأت بحثها شعرت بتفاؤل وهي تضغط على جرس الباب.
كان الشارع يبدو هادئا يبعث على البهجة , والمنزل على طراز عصر الملك أدوارد , تم طلائه حديثا , وتنسدل الستائر على كل شبابيكه , وأحست أن روح عمتها هيستر تبارك أتجاهها لهذا المنزل.
وعندما أنفتح الباب ورأت ميراندا سيدة سوداء الشعر تقف قبالتها مبتسمة أحست بتفاؤل أكثر وقدمت السيدة سوندرز نفسها وهي تتأمل ميراندا
ويبدو أن ما رأته منها سرها لأنها أبتسمت مرة أخرى بطريقة غير رسمية وتطوعت بأخبار ميراندا بأن تلك هي أول تجربة لها في تأجير جزء من البيت
فقد تزوجت أبنتاها وهي أرملة وتوصلت الى قرارها هذا بعد أن أخبرتها أبنة أختها أنها ستجيء الى لندن لتعمل وأنها تريد مكانا للأقامة فيه , ومضت تقول:
" ومن ثم فأنك ستشاركينها الشقة , أرجو أن تسامحيني لما أقول, لكن عليّ أن أكون حذرة فتلك أول مرة تبعد فيها جان عن بيتها وأختي ليست سعيدة بذلك فهي تؤمن بأن كل فتاة صغيرة تذهب الى لندن يعني أنها تذهب للشيطان".
منتديات ليلاس
وأبتسمت , لكن وجه ميراندا البيضاوي ظل جادا وهي تقول :
" نعم , أدرك ذلك تماما , وهذا هو السبب في أنني هنا فأن روحي تكاد أن تزهق من المكان الذي أعيش فيه حاليا ".
" نعم , أن الأمر يستغرق وقتا كبيرا حتى تجدي مكانا في مدينة غريبة خاصة أذا كان ذلك في المرة الأولى التي تبتعدين فيها عن بيتك , هل تريدين رؤية الشقة؟".
" نعم, لو تكرمت".
لم تكن الشقة كبيرة , كانت تتكون من غرفة نوم أمامية وغرفة أضافية في الدور الأول , لكنها كانت مزخرفة بطريقة تدل على الذوق والستائر الجديدة مبهجة وجذابة , كانت هناك خزائن واسعة , ووحدة غسيل ومطبخ.
|