كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" قلت تعالي تناولي بعض الطعام".
" معا؟ ليس ذلك ضروريا".
" ولم لا , هل هناك شيء منفر يبرز من أذني؟".
وهزت رأسها في يأس قائلة:
" كلا , لكن ... أعتقد...".
" أوه , بحق السماء كفي عن الجدل , لا تخشي أن آكلك".
" نعم , أعرف ذلك , لكن... لكنني لا أفهم".
" لست مجبرة على الفهم , أنا جوعان , ولا أحب أن آكل لوحدي".
فتقدمت للأمام غير واثقة
ثم توقفت وقالت:
" ليس لي أن أعتقد أنك أردت أن تأكل معي".
منتديات ليلاس
تنهد جاسون وكظم غيظه وهو يقول:
" أسمعي يا فتاتي , لا أعتقد أنك في وضع يسمح لك بالتفكير , أما أن تفعلي ما أقوله أو أدعو الحارس ليلقي بك الى الخارج , ماذا تختارين؟".
" لم تترك لي الخيار , حسنا , لكن ملابسي لا تتناسب مع الأماكن الراقية التي أعتقد أنك تتردد عليها".
" لن أتردد على أي منها الليلة, سنذهب الى حانة صغيرة هادئة".
ألتقطت حقيبتها وسارت نحوه وهي تقول متشككة:
" هل هناك حانات هادئة؟".
أصطحبها الى الخارج قبل أن يطفىء النور وهو يقول:
" الصحبة وليس المكان, هي التي تحدث الضجة".
بقيت بعيدة عنه تنظر الى اللوحة المضيئة والمصعد يهبط بسرعة وهدوء للطابق الأرضي.
ونظر اليهما الحارس الليلي قبل أن ينظر الى زميله
وأدرك جاسون أن التكهنات ستكثر بعد رحيلهما ورأت ميك كلب الحارس فقالت:
" أي كلب رائع هذا!".
" لا أعتقد أن هذا سيكون رأيك لو أنك أصطدمت به خلال الليل".
" لا , لا أظن".
وأنتابه وهو يفتح السيارة الأحساس الذي شعر به في المصعد وأخذ يتساءل عما يدور في رأسها؟ هل هي متحجرة فعلا كما تبدو؟ أم أن تلك تمثيلية أخرى فحسب؟.
أتجه الى الجنوب الغربي , كان في منتصف الطريق الى مكانه المختار عندما أتخذ للمرة الثانية في الليلة نفسها قراره المفاجىء والغريب , ففي التقاطع التالي أتجه يمينا وتجاوز غرين بارك متجها الى حي سوهو.
ولم تتخل عن صمتها وهي تنزل من السيارة , لكنها للمرة الأولى أقتربت منه قليلا وهما يقتربان من مدخل المطعم
وحياه البواب بأسمه . وفتح لهما الباب , وأحسا بالجو الدافىء العبق , ونظرت اليه الفتاة مرة أخرى وهو يصطحبها نازلين عبر سلالم حلزونية ضيقة
وكبت جاسون تكشيرة أوشكت أن ترتسم على وجهه عندما بدأ يستعيد ذكرياته في هذا المكان.
كان الوقت ما يزال مبكرا , وهناك عدد من الوجهاء وعدد أقل من الصبية يتناولون العشاء , وكان الحائط المخملي الأسود يشكل خلفية تبرز الملابس الملونة , خاصة الأكثر غرابة.
وعندما جلسا وجهت ميرندا نحوه عينين تنطقان باللوم وهي تقول:
" قلت أننا سنذهب الى حانة هادئة ".
" غيرت رأيي ".
" ملابسي لا تتناسب مع مكان مثل هذا".
منتديات ليلاس
" هراء , فهنا تستطيعين أن تلبسي أي شيء".
" ربما, لكنني أود لو لم أكن بملابس العمل".
فقال وعيناه تجولان في ملامحها:
" أنت تبدين في خير هيئة , وفي أية حال لا أجد فرقا كبيرا بين ملابس العمل التي ترتديها الكثيرات من الموظفات العاملات معنا وملابسهن في الأماكن الأخرى , هناك فتاة واحدة فقط في الحسابات تبدو دوما كأنها في طريقها الى السهرة".
|