" كيف كنت أستطيع أن أقول هذا الكلام في ذلك الوقت, وتحت بصر آلاف العيون , أنا آسف يا عزيزتي , أن أكون السبب في كل هذه المتاعب لك".
وقبل خدها وعينيها وأضاف:
" أنا أحبك , كيف أقنعك؟".
ولفت ذراعيها حول رقبته وتشبثت به تاركة أكسير الحب يحدث سحره ويشعل حرارته وهي تغمغم:
" أوه يا جاسون".
" هل أنتهى كل هذا , هل تتذكرين ليلة زفافنا كنت تعسة ولمتني , أليس كذلك؟".
" كلا, لمت نفسي".
منتديات ليلاس
" قلت لي حينذاك, بينما كنت ما تزالين غير واثقة بي لكنك لا شك تعرفين الآن الجو الذي كنت أعيشه لتدركي عندما هربت مني تلك الليلة جعلتني راغبا في الأستحواذ عليك بدرجة خشيت عاقبتها وكان علي أن ألزم نفسي بالصبر , وكنت أعرف من البداية أنه وراء مظهرك البارد تخفين كرما فياضا في الحب ,للرجل المناسب , لكنك كنت طفلة في طريق الحب , والرجل المجرب لا يتوقع من الطفل أن يجري قبل أن يتعلم المشي لذا تراجعت , ضد رغباتي الأنانية".
" لأنك كنت واثقا أنك الرجل المناسب".
" هل تعتقدين أنني كنت أهتم لو لم أكن أحبك بصورة أعمق حتى مما كنت أتصور أنا نفسي , كان علي أن أفكر في مفهومك المثالي عن الحب , وهو أنه في الحب يتعين على الأنسان أن يفكر في سعادة الطرف الآخر قبل أن يفكر في سعادته هو".
" أردت أن أصدق أنك وقعت في حبي , لكنني كنت أخاف أن أدع نفسي تصدق هذا , لخوفي من مشاعري أتجاهك ومن سحرك الذي لا يقاوم لكنك كنت أمينا فيما يتعلق بالشيء العادي".
" أي شيء عادي؟".
" أنك تريد أن تحبني".
" آه يا حبيبتي الحمقاء , مهما كان الذي تعلمت أن تعتقديه عن الرجال ورغباتهم , فهناك جانب صغير عميت عنه , قولي لي , هل تستطيعين أن تسمحي لأي رجل أن يتملكك؟".
ونظرت اليه في رعب وملامحها تنطق بالأستنكار العنيف , فأضاف:
" حسنا , ألا تعتقدين أن الرجل يحس بالمشاعر نفسها ومهما كان ما سمعته عن الرجال , فأنهم قادرون على الأحساس بالحب في قلوبهم كما يحسون به في رغباتهم , وأذا كنت تعتقدين أن هذا مستحيل , ألا تظنين أن هناك أستثناءات وأن هذا الأستثناء هو أنا؟".
فضحكت وهي تقول:
" بالطبع , أنا آسفة يا جاسون".
" لم؟".
" لأنني لم أثق بك , لأن صبري نفذ ولم أنتظر نضج علاقتنا , لقد أفرطت في اللوم , ولم يكن لدي ثقة كافية ., لقد عانيت من الشك والغيرة أرجوك أن تحبني وأن تصفح عني , لأنني أحبك كثيرا".
فهمس لها:
" أستمري في حبي".
وفي وسط هذا سمعا طرقا على الباب فتركها وهو يلعن ويقول:
" أدخل".
ففتحت ليدي هيوبارد الباب وهي تقول:
" أليس هناك من يريد طعاما ؟ قاربت الساعة الرابعة والمائدة معدة في غرفة الطعام , وفي غرفة الجلوس ثلاثة صحفيين , والآنسة مايو سألت عنك وما أذا كانت تبقى في المكتب".
فرد جاسون وهو يرفع يده الى جبهته:
" يا ألهي , مسكينة مايو نسيت أنني قلت لها أن تنتظرني في المكتب وأنني سأحدثها وأنا في طريقي من المطار الى البيت ".
وأضافت ليدي هيوبارد:
" شارلي في المكتبة يتسلى مع المذياع , هل أقول أنكم ستنزلون خلال خمس دقائق؟".
فقال جاسون:
"كلا , أنتما ضيفانا اليوم".
منتديات ليلاس
وتراجعت وهي تقفل الباب في هدوء وهي تبتسم لميراندا .
وأغمض جاسون عينيه وهو يقول:
" لن يكون هناك مهرب اليوم , لكنني أتساءل ... أليس من الأفضل أن ننسل الى مكان هادىء ليلا".
" أذا أردت يا حبيبي, فكل ما يعنيني هو أن أكون حيث تكون".
وكان ذلك حقا وصدقا , فكل دواعي الأطمئنان التي بحثت عنها طويلا موجودة هنا , بين ذراعيه وفي الحب الواضح في عينيه وفي الفرح البادي على وجهه , كان ذلك نهاية الحلم وبداية الواقع... كان ذلك هو زواجها.
النهاية