فرد جاسون عابسا:
"الأرهابيون كالعادة , لكن كان للمسألة طابع الأنتقام الشخصي من المؤكد أن الميجور شومان كان هو الهدف الرئيسي , مع كل الرعب الذي كان سينجم عن ذلك لو نجح ذلك الهجوم الذي أستهدف بريطانيا بصورة عامة , ربما تتذكرون أننا وقعنا عقد أيجار جديد من ثلاث سنوات لأستخدام القاعدتين البحرية والجوية في روكال , ولسوء الحظ فأن عناصر التخريب في الجزيرة أصبحت خطيرة بحيث أضطررنا الى أخذها بالشدة , وقد جرى أرسال الميجور شومان هناك كمسؤول للأمن , وأطلقت يده لأتخاذ أي خطوات يراها ضرورية , ومدى نجاحه يمكن الحكم عليه من جو السلم الذي يسود الجزيرة حاليا , ومع ذلك , لم يكف أعداؤنا , فقد تلقى تهديدات بالأنتقام في ثلاث مناسبات ,كان الأخير في شكل رسالة ناسفة وجهت الى زوجته , لكنها لحسن الحظ فحصت وأبطل مفعولها قبل أن تصل اليها , عندما كان هو...".
فقاطعه سير شارل سائلا:
" هل هو ذلك الرجل ذو الرأس الكبير , أعتقد أنني أعرفه".
" نعم, هو , أنهى مهمته في روكال وكان في طريق العودة مع أسرته ".
وسأل سيؤ شارل في لهفة:
" ماذا كان رد فعلكم عندما أخبروكم عن القنبلة ؟ هل أخطروا الركاب؟".
منتديات ليلاس
" كنا قد أقلعنا توا من فرانكفورت , وفي البداية قالوا أن هناك خللا فنيا وأنه ليس هناك ما يخشى منه وأننا سنعود , ثم جاء الأعلان الثاني بأن هناك تغييرا في الأتجاه , وأنه ليس هناك ما يقلق, وبعد فترة لم يعلن شيء آخر ولم يستطع المضيفون أن يقولوا ماذا يحدث فبدأنا نتململ , خاصة الميجور شومان , وأخيرا لم يكن هنا مناص من أخطارنا لأنه كان لا بد من تفتيش الطائرة وكل من فيها , وتلك تجربة لا يتخيلها الا من مارسها ,وبدأ أربعة منا تحت قيادة ميجور شومان الذي تولى القيادة تلقائيا ومهندس الطائرة في تنظيم التفتيش وقررنا ألا نخطر الركاب المضطربة أعصابهم عما نفتش عنه وأخترعنا قصة عن سلاح مهرب وتهديد بأختطاف الطائرة , وقد قبلوا هذه القصة بلا مناقشة , وجعل هذا الجميع مستعدين لتفتيشهم ولم تسر المحاولة الأولى عن شيء فبدأنا نقلق بشأن التهديد بأن القنبلة في جهاز الأنزال , لكن مهندس الطائرة أقسم أن هذا مستحيل وأكد أنه أشرف شخصيا على الأصلاح البسيط الذي تم في فرانكفورت وأدى الى تأخير الطائرة ... لقد كانت السيدة شومان هي التي وجدتها".
" أين؟".
" مخبأة في عربة الطفل, أبن شومان , كانت هي الشيء الوحيد الذي لم نفتشه".
وأصبح وجه ليدي هيوبارد أبيض من الرعب وهي تتخيل ماذا كان سيحدث , وأحست ميراندا بالغثيان وهي تتصور الصدمة والكرب اللذين كانا سيصيبان الأم , وغمغمت:
" كم هذا بغيض".
" نعم , لقد كان بغيضا , وعندما وجدنا القنبلة كان قد بقي على موعد أنفجارها سبع دقائق فحسب , سبع دقائق بيننا وبين الموت , وكان هذان الخبيران من الجيش وكانا يتصلان بنا من غرفة المراقبة وعلى الأرض , وأبديا مهارة وخبرة في السبع دقائق , وصفا لنا القنبلة كما لو كانت أمام أعينهما وأرشدانا الى طريقة أبطال مفعولها ".
ولم يتحرك أي منهم من الصمت الذي تبع ذلك , وفجأة رن التلفون مما جعل ليدي هيوبارد تقفز واقفة على قدميها
وسار السير شارل ليرد وما لبث أن قال جاسون:
" أنها الصحافة ولا شك أنهم يعرفون أنك هنا , وربما كان من الأفضل أن ترد وتنتهي منهم "
وسار جاسون الى التلفون ونظر السير شارل الى الساعة وأومأ لزوجته التي نهضت في أعقابه وهي تقول لميراندا أنها ستذهب للأشراف على أعداد الغداء , وأغلقت الباب خلفهما بهدوء وأستمر جاسون في حديثه التلفوني وهو يوليها ظهره , وجلست هي متصلبة في مقعدها غير مصدقة كيف أنه نسي وجودها تماما , راودتها الرغبة في أن تهرع اليه وتنزع السماعة من يده وتجبره على أن ينظر اليهامنتديات ليلاس
لكنها أحست فجأة بالدوار والضعف وبالخدر ينتشر في أطرافها وشعرت أنه سيغمى عليها ... ومع الخوف شعرت بعكس الأحاسيس التي أنتابتها منذ لحظات , فقد طغت كرامتها على كل ما عداها وصممت ألا تجعل نفسها مثار سخرية , وقررت أن حنانه هو آخر شيء تريده وأخذت نفسا عميقا, وصلّت الى الرب ألا يستدير حتى تصل بها رجلاها المرتعشتان الى الباب
وحدث هذا وأستراحت في هواء الردهة البارد ,لم يظهر أحد ووصلت الى حجرتها في الطابق الأول متقطعة الأنفاس وأرتمت على أول كرسي , لم تكن تدرك أن رد فعل ساعات الأجهاد والتوتر بدأ فجأة
وفتح الباب وأستدارت لترى جاسون يقول:
" ماذا هناك؟".