كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لقد تأكدت مخاوفها الآن , ليسا في روما , وجاسون في روما ومن المستحيل ألا يعرف أحدهما أن الآخر هناك , وحتى لو لم يعودا صديقين , ولن يهدأ بال ميراندا , أو يستقر زواجها
قبل أن يتقرر مصير هذه العلاقة , وعاشت هذه الأيام في كرب وزاد من قلقها أن جاسون لم يتصل بها تلفونيا , وحاولت أن تشغل نفسها بشؤون البيت الريفي
وفي يوم الجمعة فوجئت بجاسون يصل بدون أخطار في الساعة العاشرة مساء , وكانت تحيته لها جافة ولم يحاول أن يقبلها عندما هرعت الى الباب لكنها تبينت أنه مرهق الى أقصى حد
ويكاد يسقط أعياء فهتفت به:
" ما بك يا جاسون؟".
" لا شيء , أنني على ما يرام , مجرد أرهاق".
" لا تبدو على ما يرام".
" لا تحدثي جلبة , سأكون على ما يرام".
وعندما سألته ليبي عما يود أن يأكله , قال لها أنه شبعان ولا يريد شيئا
وتدخلت ميراندا تسأله:
" هل أكلت شيئا قبل هبوط الطائرة؟".
منتديات ليلاس
" نادرا ما أكلت خلال اليومين الماضيين , لأحساسي بآلام في معدتي , ربما أكلت شيئا سبب هذا الألم ... ".
وقام وأتجه الى السلم دون أن ينظر أتجاه المرأتين المشفقتين عليه, ونظرت ميراندا الى ليبي التي قالت:
" ليس من المفيد أن تفرضي طعاما عليه أذا كان يشكو آلاما في معدته , لكنه عليك يا سيدة ستيل أن تقنعيه بتناول أكبر كمية من السوائل , هل أخلط له عصير الفواكه مع ماء الصودا".
" نعم .... كلا , سأقوم بهذا أنا بنفسي".
وبالفعل ملأت أبريقا من عصير البرتقال وماء الصودا ووضعته على صينية مع كوب , وأسرعت الى أعلى حيث وجدت غرفة النوم الرئيسية خالية , كانت هناك أربع غرف نوم في البيت , أحداها واسعة يدخلها الهواء وأثنتان أصغر والرابعة تكاد تكون صندوقا , وهناك وجدته
وأشياؤه ملقاة كيفما أتفق على السرير وعلى الأرض وحدقت فيه فقال لها:
" لا تندهشي هكذا , فسأوفر عليك نوما مضطربا".
وأخذ منها قدحا من الشراب وتناول قرصين من زجاجة وأبتلعهما فسألته:
" ما هذا؟".
" مضاد حيوي".
" لا يمكن أن تنام هنا , ولا بد أن يراك الطبيب , أذا كنت ...".
ومدت يدها الى جبهته فوجدته ساخنا فهتفت:
" أنك تعاني من الحمى ... لا بد من أستدعاء الطبيب".
" أستدعيت طبيبا في روما , ولم أذهب الى بون , فلا تحدثي جلبة , لقد مرت المرحلة السيئة".
" ماذا تتوقع مني؟ ألا أهتم؟ لا يمكن أن تبقى هنا , كن معقولا أرجوك الغرفة ساخنة وسيئة التهوئة وغير مريحة".
" هل تحاولين أغرائي؟ ليس الليلة يا حبيبتي".
" لم أفكر في هذا".
وبدأت في جمع الأشياء المبعثرة وسمعته يقول:
" لا تقلقي فسوف أعيش , أتركيني فحسب وأذهبي لتنامي".
" كلا , سأبقى هنا ., لأتأكد أنك على ما يرام".
" ليست هناك ضرورة لذلك ,لكن أفعلي أي شيء بشرط أن تهدئي".
وألتقطت الصينية ونزلت بها لتحكي همومها لليبي التي قالت لها:
"رأيه مريضا مرة واحدة فقط طوال الأعوام التي عملت فيها عنده , كانت عملية جراحية في أربطة ركبته , لا تقلقي ربما كان مجرد أضطراب في المعدة ناجم عن كل هذه الأطعمة الغنية خلال حفلات العشاء التي تقام لرجال الأعمال".
|