شعرت بأنقباض , وبخدر في أطرافها السفلى , رغم الشمس الحارة , تلك هي الفرصة المثلى لفتح الموضوع , ولا خوف من المقاطعة , لا هاتف ولا أستدعاء لدوائر الأعمال, وهو يوليها أهتمامه كاملا , تلك هي اللحظة التي يتعين عليها فيها أن تجلس وتقول: نعم, أنا قلقة, مذعورة, لأنك ما زلت تحب فتاة تدعى ليسا , فكل الدلائل تشير الى أنه كانت لك علاقة غرامية بها حتى عشية زواجنا , وربما حتى الآن , أنني أعرف كل شيء, وأنت لم تقل لي أبدا حتى الآن أنني أهم لك من أي أمرأة أخرى في العالم , وأن دافعك الوحيد للزواج مني هو حبك لي وليس لأنك كنت تريدني , لأن هناك فارقا بين الأمرين لديك , لكن لم يخرج من شفتيها أي من هذه الأفكار التي ظلت تعذبها والواقع أنها لم تجرؤ
فهي ما زالت لا تعرف الكثير عن الرجل الذي أصبح زوجها بدرجة تمكنها من التنبؤ بالنتيجة وقال لها فجأة:
" أعتقد أن هناك أمرا علينا أن نناقشه جديا ذات يوم , هل تريدين أسرة؟ أحيانا أستطيع قراءة كل ما يجول في خاطرك, هل أنت من النوع المحب للأمومة؟ أذكر أنك قلت مرة بصراحة أنك تريدين زوجا وبيتا وأطفالا".
" نعم , أذكر هذا لكن هل تريد أنت أطفالا؟".
" نعم أود طفلا , ثم طفلة".
" أذن أعتقد أنه علي أن...".
" ليس الآن , فأنا أريد أن أتعود على حالة الزواج قبل أن أنتقل الى حالة الأبوة".
كانت هناك أكداس من الأشياء تنتظر عودتهما , خاصة البريد , والبطاقات التي وردت من أماكن مختلفة
وكان من بين هذه واحدة لميراندا فأعطاها لها وهو يقول:
" أعتقد أنه ليس فاتورة؟".
" كلا , أنه من السيدة غوردون صديقة عمتي ,وسأقوم ببعض الأشياء الخاصة بأشيائي".
منتديات ليلاس
" أي أشياء؟".
" بعض الأثاث".
" هل تريدين أحضارها هنا؟".
" نعم , لأن السيدة غوردون تود أحضار أختها لتعيش معها وتحتاج الى الغرفة".
" حسنا , ما هي المشكلة؟ لدينا الكثير من الغرف الأضافية في الطابق العلوي يمكن أن يوضع فيها كنز طفولتك , أذا لم تكوني تريدين التخلي عنه , وربما نستطيع أن نجد مكانا للأشياء الأخرى"
" الحقيقة كنت أتساءل عن هذا , ولا أرى أن حاجيات العمة هيستر تناسب هذا المكان , أنها طراز يناسب الأكواخ
, والسيدة غوردون تقول أن موظف مكتب البريد مهتم بها ويريد شراءها".
" كلا , لا تبيعي شيئا حتى ألقي نظرة عليه , من الأفضل أن نذهب هناك في أول فرصة , فالبعض من هذه الأشياء قد يكون قيما لأقصى حد".
وبعد يومين ذهبا الى أيفشام وتغديا هناك, ثم ذهبا الى بيت السيدة غوردون وبعد أنتهاء عمليات الترحيب , فحص جاسون الأغراض وقال أنه سيرسل سيارة لتحمل القطع الضخمة منها أما الأشياء الصغيرة فسيأخذانها معهما في السيارة.
سعدت ميراندا كثيرا بزيارة مسقط رأسها ,وزادها سرورا روح جاسون المجاملة ومداعباته , لكن ذلك لم يدم طويلا , ففي المساء أبلغها أنه سيسافر في الأسبوع التالي
فقالت وهي تحس بالضيق:
" أوه , كلا, هل ستسافر مرة أخرى؟".