كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت روكسان تتوقع جوابا عنيفا , وخوفا من حول ذلك لم تزد بل صمتت وعادت لتفرغ مزيدا من القهوة من األأبريق الفضي الموضوع أمامها , وبعد فترة , تكلم خوان بهدوء
ليعلمها بأنه يريدها أن ترافقه الى المدينة صباح اليوم التالي , وأضاف:
" وستشترين بعضا من الأشياء الجميلة التي يحب زوجك أن يراها ".
" أنت تأمرني يأن أذهب الى المدينة برفقتك".
هز رأسه موافقا وأجاب:منتديات ليلاس
" أن كان هذا ما تبغين يا روكسان , أجل , أنه أمر".
أخذت تفكر كيف سيكون رد فعلها لو أنها مثل أحدى النساء اللواتي يتتعن بأرادة قوية مثل كلير مثلا, كلير كانت تقول دائما أنها لن تدع رجلا يتحكم بها , هل بأمكان كلير أن تتحدى رجلا مثل خوان ؟ لا , ليس
هناك من أمرأة تستطيع أن تصمد أمام جبروت هذا الرجل الأسمر , هذا الرجل الأسمر , هذا الرجل الذي يدعوه الجميع بالنسر الأسود , وجمدت عينا روكسان تتأملان قسمات ذلك الوجه الشبيه بوجه النسر الذي
منتديات ليلاس
يكتسي , في قمة الغضب , بقناع شر عميق يجعلها تهرب منه مرتعدة , وكان خوان في تلك الحالات يتركها وشأنها ثم يحاول بعدها أشاعة جو من الأطمنان حولها ليزيل تلك الصورة من مخيلتها , ألا أن شيئا لم يستطع
أزالة تلك الصورة لأنها تعودت أن تلجأ في كل مرة الى أمور تذكرها بخيانته لها, تلك الخيانة التي كانت تقوي في نفسها الكراهية نحوه ولم تساعدها على الأقتراب لحظة من حدود التسامح .
بعد أنتهائه من شرب القهوة , نهض عن كرسيه وأتجه الى غرفة صغيرة كان يشغلها كثيرا , روكسان لم تعرف بعد ما أذا كانت تلك الحجرة هي للجلوس أم أنه يستعملها كمكتب خاص , ولم تهتم أن تعرف , أما هي
منتديات ليلاس
فذهبت لتقضي وقتها في الحديقة وعادت الى غرفة النوم وجلست قرب النافذة تطالع كتابا وتستمتع بزقزقة العصافير في الخارج , بينما رائحة الأزهار تفوح في كل مكان , كان الوقت ربيعا , وروكسان جالسة قرب النافذة تمتع النظر بالشجرة القريبة المكسوة ببراعم بنفسجية
مائلة نحو الزرقة , وفي البعيد كانت جميع الطرق المؤدية الى المنزل تشبه لوحة طبيعية تمتزج فيها الألوان بينما الأرض مكسوة بحلة خضراء , وخلف ذلك أنتصبت الجبال تعرض صدرها للشمس الدافئة ويغرق تحتها ذلك الوادي الجميل , حيث تبدو رمال شاطىء أكابولكو الذهبية , ذلك
الشاطىء الذي دعاها خوان لزيارته لكنها رفضت , مفضلة أن تذهب الى هناك بنفسها في يوم من الأيام , في هذه اللحظة سمعت روكسان صوتا هادئا يناديها :
" سنيورا".
|