كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" أنني أعتني بنفسي في الوقت الحاضر".
" لشد ما تغيرت!".
أعلنت ديبورا هذا بصوت حزين وأتجهت الى المطبخ لتعد أبريقا من الشاي.
كانتا تشربانه معا عندما وصل أبوها ,صوت دوران المفتاح في القفل جعل ديبورا تجفل بوضوح فيما أحست روكسان برفيف في أعصابها , أنما لم تكن خائفة بأي شكل , رفعت بصرها عندما دخل والدها غرفة الأستقبال
ورأت عينيه تتسعان بدهشة , سارعت الى تأخير السؤال الذي لمحته يتكون على شفتيه فقالت مبتسمة:
" مرحبا يا أبي , قبل لحظة خلت , كنت أسبب صدمة لديبورا المسكينة وذلك بأخبارها بأنني قد تركت زوجي".
صمت من قبل السيد هاتون , الرجل الطويل المستقيم ظهر ذي القامة العسكرية والذي بدا فجأة أنه يحني كتفيه قليلا.
وفي الأخير أستطاع أن يسألها:منتديات ليلاس
" صحيح ما سمعته منك يا روكسان؟".
" أنا وخوان أنفصلنا عن بعضنا ياأبي وقد عدت الى أنكلترا بصورة نهائية".
وهنا قالت ديبورا بلهجة مأساوية:
" الطفلة وجدت عملا , أنها تشتغل كمربية ".
فأضافت روكسان تكمل المعلومات :
" قبل أن ندخل في أي نقاش , أعلمك أيضا بأني لا أنوي العودة الى هنا , فمن اليوم فصاعدا سأشق طريقي في الحياة بنفسي".
حدق اليها بعينيه الرماديتين وبطريقة مخيفة طالما جعلت رجالا عديدين يرتجفون في حضرته , لكن روكسان لن تؤثر فيها هذه النظرة بتاتا , بل أنها واجهتها بعينين ثابتتين.... رأسها يرتكز على كتفيها بأعتزاز وذقنها يشمخ في قوة وتحد.
" هل تدركين أنك تخاطبين أباك؟".
سألها أخيرا وقد تعمد شحذ صوته بالصرامة ليذكّرها بأنها لم تخاطبه بهذه الطريقة ولا مرة واحدة في حياتها.
لكنها أجابته بهدوء:
منتديات ليلاس
" كلمتك بأحترام ولم يبدر مني عكس ذلك , لقد بيّنت لك فقط ما أنوي فعله , كيلا تحاول أن تفرض أرادتك علي مثلما فعلت ديبورا ,لقد قررت أن أقف على قدمي الأثنتين ,ولا شيء قد تقوله أنت وديبورا سيجعلني أغيّر رأيي".
منتديات ليلاس
" فهمت".
حافظ على كرامته ظاهريا بشكل جيد , لكنه تألم داخليا , كما تألمت ديبورا , أحست روكسان بالأسف أنما لم يزعزع هذا الشعور عزيمتها وقال والدها:
"أذن قررت ألا تعودي الى زوجك وألا ترجعي كذلك الى بيتك؟".
هزت رأسها نفيا وردت:
" أصبحت الآن مسؤولة عن نفسي يا أبي".
فنظر اليها من حيث يقف على عتبة باب غرفة الأستق
بال , حيث لم يتحرك نصف خطوة منذ أن وقع بصره عليها وهي تجلس هناك تحتسي الشاي , وبطريقة بدت له بالتأكيد لا مبالية الى أبعد حدود اللآمبالاة , ثم أستوضحها بقوله:
" ما السبب الذي حملك على ترك زوجك؟".
فأجابت ديبورا بالنيابة عنها:
" لأنهما لم ينسجما مع بعضبهما البعض".
فخاطب أبنته بنوع من السخرية الحادة :
" ألم تتأخري قليلا في أكتشاف هذه الحقيقة؟".
تنهدت روكسان من أعماق صدرها وقالت بكبرياء هادئة وهي تنهض عن مقعدها:
" هذا الحديث ليس مفرحا لأي منا يا أبي , سأنصرف الآن , وأذا أردتني أن أزورك في أي وقت من الأوقات فما عليك ألا أن تخابري هذا الرقم التلفوني".
|