كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
روت لها روكسان أجزاء معينة منها فأخبرتها فقط ما أرادتها أن تعرفه , لم تذكر أسم مارتا بتاا لكون ديبورا لا تعرف شيئا عنها , وأكتفت روكسان بالقول , كتعليل
لأنفصالها عن خوان , بأن طباعهما المتنافرة حالت دون أنسجامهما الزوجي ولهذا قررت أن تهجر تلك الحياة التي لم تكن لا هي ولا زوجها يستمتعان بها.
وللمرة الثانية شخصت اليها المربية العجوز بلسان معقود , وبعد فترة طويلة من الصمت والتأمل قالت لها بلطف:
" يا صغيرتي , ينبغي أن تأتي الى بيتك وتدعيني وأباك نعتني بك , وبعد أن يشفى ذهنك تماما سوف نرسلك ثانية الى زوجك".منتديات ليلاس
فردت عليها روكسان بهدوء:
" ذهني سليم وليس به أي أنحراف , أنا أعرف ما تبغين يا ديبورا....أنت لا تريدينني أن أتابع حياتي الماضية والتي تركتها لدى زواجي من خوان , أنا أنسانة مستقلة , وسأبقى هكذا دائما".
قطبت السيدة العجوز وقد تحول أهتمامها الى جهة أخرى أذ بدت تستوعب التغيير الحقيقي والمخيف الذي طرأ على الفتاة بعد أن كانت مثال الطاعة التي أعتبرتها ديبورا دائما أمرا بديهيا .... وقالت تسألها:
" تبدين في منتهى الهدوء يا صغيرتي ....ألا يزعجك البتة أن تدعي زواجك يتحطم بهذا الشكل؟".
فأحست روكسان بغصة مؤلمة تسد حلقها وتجمعت خلف عينيها غيمة من الدموع الجامحة , لكنها حافظت ظاهريا على تصرفها الفاتر وأجابت:
" الزيجات المحطمة صارت شيئا عاديا هذه الأيام , أنا لا أختلف عن مئات الشابات الأخريات , وسوف أشق طريقي الخاصة في الحياة".
وتوقفت حين رأت السيدة المسنة تهز رأسها بذهول مستمر وبألم , بدا ذلك واضحا تماما لروكسان , فهي تعرف ماذا يعني كل تغيير يطرأ على وجه مربيتها وحركاتها , ولذا أردفت بلطف:
منتديات ليلاس
" يؤسفني أن أسبب لك هذا الحزن والقلق يا ديبورا , لكن لا أنا ولا خوان أستطعنا الأستمرار على ذلك النحو ".
كانت تعلم أنها تكذب , فخوان ما كان ليتوانى عن الأستمرار في تلك الحياة الى الأبد ...
وغمغمت ديبورا تخاطب نفسها:
" زواج محطم... لن يتغلب أبوك المسكين على هذه المصيبة أبدا ".
وفجأة فقدت روكسان صبرها وقالت بحدة:
" ما كان يجب أن يرغمني عليه من الأساس!".
يرغمك؟".
" كلاكما , أنت وأبي ضغطتما علي حتى قبلت".
فذكّرتها ديبورا بلطف :
" لكن يا صغيرتي , يبدو أنك نسيت تلك الظروف القاهرة التي أوجبت الزواج".
فردت قائلة:
" كانت تلك الظروف مخالفة تماما لظواهرها , لقد حاولت أن أشرح لكما
منتديات ليلاس
الوضع في حينه لكن كليكما لم يكن مستعدا للأصغاء الي , أما أنا فكنت على أستعداد للمغامرة بكل شيء مقابل أن تتصرفي وتقفي الى جانبي , لكنك خذلتني يا ديبورا.... وهكذا أمتثلت كالعادة , وكنت تلك الطفلة المطيعة التي تحني رأسها دائما لرغبات أبي ولرغباتك , والآن ,
هذه هي النتيجة! لكن , هناك في الواقع فائدة واحدة جنيتها من كل الذي حصل وهي أنني تحررت من سيطرة الآخرين وأصبحت سيدة نفسي".
" لا أصدق أنك تتكلمين بهذه الطريقة!".
بدت ديبورا تعاني توترا كبيرا أذ كسا وجهها شحوب شديد , فأنتاب روكسان أحساس أكيد بأن المرأة كانت تتخيل المشهد الذي سيعقب وصول أبيها الى البيت ... وأكملت مربيتها قائلة :
ط أنت لست نفس الفتاة التي رحلت من هنا".
فسارعت روكسان الى الموافقة بقولها:
" لا أشبهها بأي شيء , لقد تغيرت , وأنا مسرورة بذلك".
"وخوان... أكيد أنه أنزعج كثيرا من أنهيار الزواج؟".
|