كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حدقت اليها روكسان مذهولة , بدا لها مستحيلا أن تتجرد العجوز من الرحمة الى حد تركهاهناك لتموت , وبعد أن خامرها الظن في أحتمال ضياعها ,سألتها:منتديات ليلاس
" لقد عرفت أنني ضللت طريقي , أليس كذلك يا لوبيتا؟".
" لا أعرف شيئا من هذا يا سينيورا , قلت لك فقط أنني تمنيت أن تكوني ضائعة , أنما راودني أحتمال بأنك كنت في الحقول مع صاحبك".
نظرت اليها روكسان تتأملها , وأحست فجأة بشيء من الأشفاق يتحرك في داخلها ويمتزج بمشاعر الكراهية التي تحملها لهذه المرأة , أنها مخبولة تماما , ولا ريب أنها أصيبت بهذا الجنون منذ زمن بعيد بسبب وفاة
الفتاة التي أحبتها كثيرا , وتوصلت روكسان الى قناعة بأن المرأة قد كابدت عذابا مبرحا خلال كل تلك السنوات وما تزال تعاني وسوف تتعذب الى أن يريحها الموت من عذابها , كان الزبد يطفر الآن من فمها وعضلات
وجهها تتقلص كما لو أنها تعاني ألما جسمانيا حادا , أبتلعت روكسان ريقها , وأجتاحتها للحظة قصيرة موجة حنان عارمة جعلتها تنسى كراهيتها لها , بدا غريبا وشاذا بالنسبة الى تفكير روكسان المنطقي أن تدع لوبتا حياتها تتركز برمتها حول شبح فتاة لا تربطها بها أية قربى
دموية , بل كانت فقط أبنة مخدوم عملت لديه فيما مضى.
ثم تركت خدمته لتأتي وتعمل لدى والد خوان , قطبت روكسان فجأة أذ بدا لها غريبا جدا أن تقدم لوبيتا , التي أحبت مارتا الى درجة الوله
منتديات ليلاس
, على ترك أم الفتاة من الأساس , ومع ذلك تركتها , ألا أنها أستمرت تزور أم مارتا وتقضي كل أوقات فراغها مع البنت الصغيرة , حيث كانت تعتني بها وهي طفلة وتخرجها للتنزه في عربتها , أذن لماذا لم تبق في خدمة تلك العائلة التي كانت تنعم معها بسعادة متناهية , وكل
الظواهر أكدت هذه الحقيقة؟ أجل , لأنه لأمر غريب جدا أن تحب مارتا الى حد الوله , وتستطيع بالرغم من ذلك أن تتركها وتلتحق بخدمة أناس آخرين وفي مكان آخر .
عادت لوبيتا تضغط على صدرها بيدها وراحت روكسان تراقب بأ
منتديات ليلاس
نسحار الأصابع الطويلة الهزيلة وهي تنفتح وتنقبض بتقلص , وفي الأخير قالت لها بلطف:
" لوبيتا , أرجوك أن تنصرفي , أريد أن أتناول طعامي".
تألقت عينا العجوز , لكنها بدت مغلفة بنوع من الأنبهار كما لو أنها لم تستوعب ما قالته لها سيدتها , وغمغمت:
" سوف تتحسن حالتك في يوم أو أثنين , سأرتب أمر رحيلك عن هذا المكان يا سينيورا .... لا تقلقي أبدا , هل تعدينني بذلك؟".
فقالت روكسان ثانية:
" أرجوك أن تنصرفي".
فأمتثلت المرأة للطلب دون أن تتفوه بشيء آخر.
|