كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبمراعاته المعتادة والمنتظمة لآداب المائدة, قرّب لها الكرسي فجلست عليه وهي تتساءل كيف سيتخطيان فترة الطعام هذه بعد الذي حدث بينهما عصر أمس , أسترقت النظر الى وجهه وهو يتخذ مكانه المقابل لها , كانت خشونته ترعب البصر , أنما كان في
عمق عينيه تعبير آخر من التأمل الحزين , تعبير غائر يصعب فهمه , ألا أنه أثار فيها حنانا جارفا أتجاهه , كم هو غريب هذا الرجل ليستطيع أن يجير عواطفها الى هذا الحد , ويجعلها تقرر في لحظة أنه عفريت مريد
وأن تشفق عليه في اللحظة التالية كل هذا الأشفاق.... وفكرت في نفسها , أنه يبدو متعبا جدا , فجفناه محمران قليلا من قلة النوم , لم يأكل ألا قليلا وشرب فقط نصف فنجان من القهوة , لقد حدق اليها بضع مرات أثناء تناول الطعام لكنها أحست أنه كان ينظر اليها دون أن يراها... أين تسرح أفكاره؟ خلف مارتا على الأرجح , مارتا التي لم تكن لتخذله أبدا كما فعلت هي بحسب أعتقاده.منتديات ليلاس
هل يتوجب عليها أن تحاول شرح الوضع؟ سألت روكسان نفسها وهي تشعر فعليا بحبها له وبحنين عميق اليه بدا أنه يتصارع مع قناعتها الراسخة بأستحالة الحياة معه.... أية فائدة ستجنيها من محاولة أطلاعه على
الحقيقة؟ هزت رأسها بحركة لاواعية , فهو ليس في مزاج قابل للأصغاء ولن يصدقها , في أي حال , كانت بالفعل ترى توم بأنتظام , وقد رافقته الى شاطىء أكابولكو وسبحت معه , كذلك أئتمنته على أسرارها وباحت له بكل شيء تقريبا حول الطريقة الغادرة التي لجأ اليها خوان
ليحملها على الزواج منه.... أن طبيعة خوان المعقدة تحول دون تفهمه وتقبله لكل هذه الأمور , ولن يقدر على الأخص أن يغفر لها أبدا , فلقد أصيبت كرامته في الصميم , وروكسان تعلم أنه سيمضي وقت طويل قبل أن يصبح قادرا على النسيان.
منتديات ليلاس
أستأذنها بترك المائدة بصوت جاف , وكان يهم بالنهوض عن كرسيه عندما أنتابتها نوبة سيئة من السعال , فضغطت صدرها بيدها غريزيا وعضت شفتها من جراء الألم الذي أحسته يمزقها , فسألها دون أن تظهر في صوته دلائل الخشونة المسيطرة على وجهه:
" هل أنت مريضة؟".
سارعت الى هز رأسها وقالت:
" كلا , بالطبع لا".
بدا واضحا أن خوان لم يقتنع بجوابها أذ أستقر بصره للحظة على المكان الذي ضغطت عليه بيدها لتخفف عنه الألم , وقال بعد هنيهة:
" ذلك السعال.... لم تحسي به يوم أمس , هل فعلت شيئا جعلك تصابين بالبرد؟".
هزت رأسها مجددا وفكرت , يبدو قلقا علي ... لكنها رأته يحدجها بنظرة مقطبة فأحست بأنها تتورد قليلا لكونها كذبت عليه ,وقالت معترفة:
" ذهبت ليلة أمس في نزهة قصيرة , وبرد الطقس بعدئذ".
منتديات ليلاس
أزداد عبوسه وسأل:
" بالطبع أخذت معطفك معك؟".
" نسيت .... أن آخذه".
فضاقت حدقتاه وقال:
" لقد قضيت هنا وقتا كافيا لتدركي أنك تحتاجين الى أرتداء معطف في المساء".
" قطعت مسافة أبعد من تلك التي نويتها".
" الى أين وصلت؟".
نظرت اليه بسرعة , الى عينيه الثاقبتين , فمه المتقلص... وتلك الحركة في حنكه , ماذا يجول في ذهنه , أو بالأحرى ,بماذا يتهمها؟
|