كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
8- بأنتظار الفجر
بعد مرور أسبوع , أطل صباح عيد ميلادها الحادي والعشرين ولم تكن قد فعلت بعد أي شيء في صدد خطة الهرب , ظلت ترى خوان بعين خيالها ولم تقدر أن تقرن تصرفه المؤمن هذا
بالصورة السوداء التي رسمتها لشخصيته , هل هناك شيء أشكل عليها فهمه بالنسبة الى الوضع ككل؟ وهل ستقدر أن تتوصل الى هذا الشيء أذا بقيت في المزرعة ؟ بما أن خوان توقف الآن كليا عن زيارة غرفة نومها فهي تنعم براحة نسبية وبالتالي ليست هناك حاجة ملحة الى تركه في منتديات ليلاس
الوقت الحاضر ..... لم يخطر لها أبدا , في هذه المرحلة على الأقل , أن هناك دافعا خاصا يحثها على تأجيل الهرب.
لقد زارت توم في خلال الأسبوع الماضي وأخبرها أن فيليس كتبت اليه أخيرا , لم تذكر موعد للقاء , لكن توم كان بادي التفاؤل , وعندها فقط
أدركت روكسان مدى حبه العميق للفتاة .
وسألها توم آنذاك بلهفة:
" ما رأيك في رسالتها ؟ أقصد , هل أخطىء أذا بنيت عليها أملا للمستقبل؟".
فردت على الفور لتطمئن أفكاره القلقة:
" أنها بكل تأكيد مدعاة للأمل واتفاؤل , أنا واثقة من وجود سبب قوي جعلها تقرر أن تكتب اليك".
ثم أستفسر توم عن سير علاقتها بخوان , فأعتمدت جوابا متحفظا بطبيعة مما جعل توم يتأملها بدقة محاولا أستشفاف الحقيقة , فقال بصيغة سؤال أنما كان في الواقع تذكيرا بحقيقة معينة :
منتديات ليلاس
" لست متأكدة الآن من صوابية تركه؟".
ظلت صامتة بعض الوقت ثم أجابته بصدق :
" لقد غيّرت رأيي يا توم , لا أرغب مطلقا في الأنفصال عنه".
وبهذا الأقرار سطعت الحقيقة المذهلة أمام عينيها .... أنها واقعة في حب زوجها الغامض الأسمر , الرجل الذي يطلقون عليه أسم النسر الأسود.
منتديات ليلاس
ولما أستلقت ليلا على فراشها , سألت نفسها : كيف ومتى وقعت في حبه , وهي تدرك بشكل ما أنها تخطّت سنوات مراهقتها , كانت هناك مناسبة أو أثنتان , تسرب فيهما الى وعيها بصيص من النور , أنطلق من مكان ما
في ثنايا ذهنها العميقة لكنها أخفقت وقتئذ في أدراك معناه , وحتى لو أنها وعت ذلك البصيص من الحقيقة لكانت نبذته على الفور كشيء سخيف للغاية .... أفلم تعاهد نفسها على أن تكره زوجها طيلة حياتها؟أما الآن فكل ما فعله معها يبدو باهتا وبلا أهمية تذكر , بالرغم من أنها
لم تنس السبب الأساسي واللاعطفي لزواجها منه , لكنها في ضوء هذه الحالة الجديدة الصادقة مع ذاتها , تتعلق بالأمل بطريقة بطريقة يائسة وذلك أنطلاقا من تصميمها على أيجاد وسيلة تجعل زوجها ينسى حبيبته الأولى , لكن , أليس أكيدا أنها تحضن أملا عسير التحقيق؟ فخوان أحب
مارتا طوال أحد عشر عاما تقريبا , وقد تزوجها هي , شبيهتها , ليعيش مع مارتا في الخيال من جديد , أذن أي أمل لديها في أمتلاك قلبه بلا منازع ولا شريك؟
" سأحاول بكل ما لدي من قوة وتصميم".
|