كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" أن كان لا بد لك أن تعرف السبب , فأعلم أنني عدت أشعر بكل الأشمئزاز القديم الذي كنت أكنه لك , فكلامك حول جمال شعري وعيني ذكّرني بكلام مماثل سمعته منك في أول لقاء لنا , وذكرني بكل ما فعلته معي".
وبرغم شحوبها أكملت بصوت هادىء أدهشها:
"أنني أكرهك يا خوان , والآن , أرجوك أن تنصرف".
تقلص وجهه الأسمر الداكن ,وعاد يقبض على ذراعيها بقسوة , فصرخت هذه المرة من الألم وصاح فيها متهكما:منتديات ليلاس
" أنت تكذبين! أريد معرفة الحقيقة!".
وبالطبع لم تكذب عليه لكنها أخفت عنه جزءا من الحقيقة , تفحص وجهها بحدقتين ضيقتين وقابلت نظراته المخيفة بطرف جامد , فقال بقدر أكبر من الهدوء:
" أرى أنك ذكرت الحقيقة".
لكنه دفعها بعيدا عنه بعنف شديد جعلها تتعثر الى الوراء وكادت تسقط أرضا لو لم يسارع الى الأمساك بها مجددا , ثم جذبها اليه معاقبا أياها على كلامها ,وبعد لحظة قال بصوت منخفض خرج كثيفا من حلقه:
" تقولين أنك تقرفين مني ؟ أذن يبدو أننا عدنا الى حيث بدأنا ".
لم توهم نفسها بأنه ربما يقصد من كلامه شيئا أيجابيا , بل كانت لديها قناعة تامة بأن كل الرقة التي لمستها منه مؤخرا وكل الأهتمامات الصغيرة , والنظرات القلقة على راحتها , لم تعد من نصيبها من اليوم فصاعدا.... ولماذا تتحسر أو تهتم ما دامت قد عزمت على تركه ؟
ولفترة طويلة , حدقت في الباب المغلق بعد أن عبره الى الرواق بخطوات ثابتة وقورة على الرغم من الثورة المستعرة في صدره ..... ثم أتجهت عيناها الى الباب الآخر الفاصل بين غرفتيهما ووجدت قدميها تسوقانها
صوبه , هل جواز سفرها في مكان ما هناك؟ من الأكيد أن زوجها لن يصعد الآن الى غرفته وعلى الأقل لفترة معينة , دفعت الباب أمامها ودخلت غرفته .... الدرج الذي فتحته مرة من قبل وجدته الآن فارغا ألا من حلقات لجمع أكمام القمصان ومشابك لربطات العنق.... وفكرت , لا بد
منتديات ليلاس
أن خوان أخرج منه صور مارتا الفوتوغرافية .... وأحست بأختناق حين تخيلته يحدق في تلك الصور .... يحدق ويحدق لوقت طويل , فتحت عددا من الأدراج الأخرى لكنها كانت تحتوي ثيابا فحسب....درج آخر وجدت فيه عدة دفاتر مذكرات فتجاهلتها وأقفلت الدولاب , تنهدت ونظرت الى ما
حولها . لم تبق ألا الخزانة ولم تتصور أن يكون جواز سفرها محفوظا فيها , ومع ذلك فتحت بابها ولحثت في داخلها , ثياب كثيرة معلقة ورفوف عديدة ملأى بسترات صوفيه وملابس داخلية مطوية بعناية فوق بعضها بعضا , مررت يدها تحت هذه الثياب وتنهدت بخيبة , أذن يبدو أن الجواز محفوظ في غرفة مكتبه , وليس من السهل دخولها لأنها في الطابق الأرضي ولوبيتا ستكون هناك فلا سبيل الى ذلك.
|