كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
7- كل شيء ينهار
تسللت لوبيتا بهدوء الى كشك الحديقة الصيفي حيث تجلس روكسان وفي حضنها كتاب مفتوح , كانت عيناها البنفسجيتان تلاحقان حلما جميلا وشفتاها المكتنزتان منفرجتين قليلا
ببسمة سعيدة , وقد توزعت أفكارها في كل الأتجاهات , فكرت أولا في زوجها وفي لطفه المتزايد نحوها مما خفف الكثير من نفورها المشمئز السابق , ثم وجدت نفسها فجأة تفكر في جويل وتتساءل أذا كانت قد
أحبته حبا حقيقيا , فهي عجزت منذ فترة طويلة عن أستذكار ملامح وجهه الوسيم بوضوح , ثم أن ثقتها الذاتية المتنامية وأحساسها الجديد بأنها فرد له حقوقه وليست مجرد دمية يحركها الآخرون على هواهم , جعلاها الآن تنقم على جويل لأعتقاده بأنها خانت حبه عن تعمد وكان يجب أن يتأكد , من خلال معرفته الوثيقة بطباعها المحافظة الخجولة ,أنها لا يمكن أن تذهب مع رجل غريب وتمكث معه طوعا في أي مكان.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
ثم فتحت قناة جديدة لأفكارها في أتجاه والدها وديبورا , هما أيضا كان يجب أن يعرفا تماما بأنها لا يمكن أن تقدم على عمل كهذا , الآن أدركت مبلغ تفكيرهما الضيق , وعلى الرغم من حبها العميق والمستمر لهما , ألا أنها دانتهما أيضا ,ليس فقط بسبب عدم ثقتهما بها وأستعدادهما لتصديق أسوأ الأمور عنها أيضا بسبب تربيتهما الصارمة لها والتي حالت دون
أكتسابها شخصية قوية مميزة , لكن لسبب غريب لم تقدر أن تحقد عليهما من ناحية أرغامها على الزواج من خوان.
وفي الأخير عادت بكل أفكارها الى زوجها , وهذا ما رسم في عينيها حلما جميلا وعلى شفتيها أبتسامة عذبة , لكن ظهور المرأة العجوز المزعج سرعان ما محا الحلم والبسمة معا , وسألتها قبل أن تتمكن لوبيتا من الكلام:
" ماذا تريدين؟".
" تعلمين سبب مجيئي يا سينورا ,هل أتخذت قرارك؟".
نظرت اليها روكسان بأستعلاء وسألت بجفاف:
" بأي شأن يا لوبيتا؟ تكلمي بسرعة ثم أنصرفي من هنا".
فتوهجت عينا العجوز وبدا الشرر في عمقهما الأسود , قالت:
منتديات ليلاس
" أظهري بعض الأهتمام يا سينيورا , فأنت على شفا كارثة".
تنهدت روكسان بفروغ صبر وبصوت مسموع , فقلصت العجوز يديها البارزتي العظام وأردفت وهي تلصقهما بصدرها :
" هل سأضطر الى أخبار الدون خوان بعلاقتك السرية ؟".
" لا أحسبني أفهم ما تقصدين يا لوبيتا , هل لك أن تشرحي مقصدك بكلمات أوضح؟".
" ها! ها! أنت تتعالين علي , أليس كذلك ؟ هل تعلمت من الدون خوان أن.........".
" هل لك أن تشيري اليه كزوجي ؟".
" مستحيل! لا بد أنك لاحظت حذفي لهذه الصفة التي تريدين أسباغها عليه؟ لن يكون زوجك أبدا ! أنه زوج مارتا فحسب!".
" أنت مجنونة يا لوبيتا , سوف أخبر زوجي أنك تستحقين الطرد".
ما كان في نية روكسان أن تفعل شيئا من هذا , لأن شجاعتها لا ترقى الى هذا المستوى ولا يمكن أبدا أن ترتقيه , مهما بلغ مقدار الدلال الذي شرع زوجها يبديه لها فسوف يوقفها عند حد أصدار أوامرها اليه.
|