كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
في الساعة العاشرة كانوا في مدينة مكسيكو يتمشون في شارع صغير تحف به بيوت أسبانية الطراز , مطروشة بلون زهري وذات بوابات خارجية وأبواب داخلية مصنوعة من الحديد , كانت هناك حدائق رائعة أمام كل بيت وأناس يكبون على نكش أحواضها وتشيذ
أغصانها أو ري عشبها بواسطة النباريج , أنعطفوا عند الزاوية فأذا بهم في شارع المدينة الرئيسي جادة باسيو دي لاريفورما الجميلة , كان شارعا عريضا ضخما تحف به من الجانبين أشجار الدردار والأوكالينوس وما بين مسافة وأخرى , يوجد دوار مشجر في وسطه تمثال وحوله أناس يجلسون على مقاعد حجرية مستطيلة أو يمسحون أحذيتهم على أيدي صبية حفاة الأقدام ذوي ثياب رثة , ولاحظت روكسان أنهم يستعملون أصابعهم في وضع الدهان على الحذاء.
تمشوا في الجادة لأكثر من ساعة ثم أقترح خوان قائلا:
" أظن من المستحسن أن نأتي بالسيارة لنتفرج على المدينة بطريقة أخرى وبسرعة أكبر".
فوافقته مرغريتا فورا:
منتديات ليلاس
" معك حق فأصابع قدمي بدأت تؤلمني من كثرة المشي".
فوبخها خوان قائلا:
" هراء! أنك تبالغين!".
ثم ألتفت الى روكسان وسألها:منتديات ليلاس
" ماذا عنك أنت؟ هل تؤلمك قدماك؟".
فأطلقت ضجكة قلبية ... واحدة من ضحكاتها النادرة منذ مجيئها الى المكسيك, وأجابت:
" كلا , فأهتمامي الشديد بما أرى لا يجعلني ألاحظ قدمي بتاتا".
" أتشعرين باألأستمتاع؟".
أومأت قائلة:
" كل شيء رائع!".
جاؤوا بالسيارة وقادهما خوان الى مركز التسوق , وهي منطقة شاسعة تمتد في كل الأتجاهات , أوقفوا السيارة في مرآب آخر ثم أتجهوا سيرا على الأقدام الى شارع فرنسيسكو ماديرو الأول حيث توجد أروع حوانيت المدينة وأفخمها.
وأوضحت مرغريتا لروكسان:
" هذا الشارع يعادل بوند ستريت عندكم".
ثم رمقت أخاها بنظرة سريعة وسألته:
" هل تمانع أذا أنفصلنا عنك لفترة يا خوان ؟ أخشى أن بقيت معنا أن نضجرك بوقوفنا الطويل أمام الواجهات الرائعة".
وبدا لروكسان أنها طرحت السؤال بعفوية مصطنعة , وسرعان ما وافقها أخوها بقوله:
منتديات ليلاس
"كما تشائين يا مرغريتا , سنلتقي بعد ساعة من الآن وحذار من التأخير أذ وعدنا أدواردو بملاقاته الساعة الواحدة في الفندق".
أنفصلوا بعد ذلك , وبعد أن سارت المرأتان قليلا توقفتا أمام واجهة كبيرة تعرض تشكيلة متنوعة وشاملة من المنتوجات الجلدية , وسألت روكسان رفيقتها وكأنها لا تصدق ما ترى:
" هل هذه كلها مصنوعات يدوية؟".
" أجل , وهي ليست غالية الثمن تبعا لبطاقات الأسعار الملصقة بها , أليس كذلك؟".
" أسعارها معقولة جدا بالمقارنة مع أسعار الجلد في بريطانيا , أنني أحب هذا الجلد فعلا!".
فهتفت مرغريتا بعفوية:
" أنت حلوة المعشر يا روكسان , أن أخي سعيد الحظ حقا ونحن جميعنا لا نقل عنه حظا بهذه القربى , أخوتي وأخواتي , سيأكلهم الحسد عندما أخبرهم أنني تعرفت اليك وأنك في الواقع أفضل زوجة أخ حظينا بها!".
" لا , لا تقولي أني.........".
توقفت روكسان فجأة عن الكلام ,ولما رأت الدهشة في عيني مرغريتا تابعت بأرتباك:
" أقصد......... أعني أنني أنسانة عادية لا أختلف عن الأخريات".
|