كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أستيقظت روكسان باكرا في الصباح التالي وأنسلت من الفراش وزوجها ما يزال نائما , وقفت لبعض الوقت تحدق الى الوجه الأسمر الملتصق بالوسادة البيضاء , كانت أحدى يديه منقبضة الأصابع قرب خده , وتحركت شفتاه بصمت ولعدة مرات وهي تراقبه , أحست
بعاطفة مجهولة تتحرك فيها بلا دافع واضح فأشاحت بصرها عنه , كان قويا حتى وهو نائم , وعندما يتحرك فمه بهذه الطريقة يبدو وكأنه طفل نائم يحلم بأنه ضل طريقه , عبرت الغرفة وأزاحت الستائر ثم فتحت الأبواب الزجاجية وخرجت الى الشرفة المغمورة بالشمس , كانت على
السطح عريشة من البوغنفيليه تتدلى غصونها المزهرة على حاجز الشرفة , لمستها بأسترخاء , وأرسلت بصرها يجول على فسحات العشب المقلم ومساكب الزهور , أنسحرت بنبات الألياف المتدلية والشبيهة بخضار الكوسى , وبالطيور النحيلة ذات الذيول القرمزية التي كانت تغط عليها وتطير عنها مكررة هذه اللعبة بأستمرار , تنشقت الهواء النقي المنعش وشعرت أنه كان بأمكانها أن تحب هذه الأرض الأستوائية الزاهية على مر الزمن لو أنها وفدت اليها في ظروف أفضل.
أحست بحركة خفيفة في الغرفة جعلتها تستدير صوبها , كان خوان يراقبها مرتكزا على مرفقه , فتوردت خجلا وأغتاظت لأنها لم ترتد شيئا يغطي قميص نومها القصير والمحرج , وقال بتكاسل :
" نهضت باكرا يا روكسان , منذ متى تقفين عل الشرفة؟".
فدخلت الغرفة ووقفت في منتصفها تبحث عن روبها ثم تذكرت أنها علقته خلف باب الحمام , وهنا أجابت سؤال زوجها:
" خرجت منذ قليل , أنه صباح جميل".منتديات ليلاس
راح خوان يتفحص قوامها بالتفصيل , وقال معلقا:
" بدوت جذابة جدا وأنت تقفين كلوحة ضمن أطار النافذة".
" شكرا".
منتديات ليلاس
أجابت بجمود غير مقصود ورأته يقطب حاجبيه قبل أن يقول:
" لا تحبين المديح , أليس كذلك يا روكسان؟".
هزت كتفيها بأرتباك وقالت:
" أنه......... أنه لا يعني شيئا".
" تقصدين مديحي أنا بصورة خاصة؟".
" أجل , هذا ما عنيت".
فأزاح الأغطية جانبا وأجاب:
" أذن لنتكلم في موضوع آخر كي لا تفسد بهجة هذا النهار المهم بالنسبة اليك والى مرغريتا".
" ألا تتطلع أليه أيضا؟".
أضطرت الى أن تسأله , أذ بدا فجأة مهما أن يشاركها الأستمتاع بهذا اليوم , صمت قليلا ثم قال وهو يرتدي الروب:
" أيزعجك أن لا أكون متحمسا له؟".
" أريدك بطبيعة الحال أن تستمتع بأصطحابك لي ولمرغريتا الى المدينة ".
" أنك تتحاشين أجابة مباشرة وصريحة , أليس كذلك؟".
تناول حقيبة جلدية صغيرة وخرج قاصدا الحمام في الممر وتاركا أياها تفكر مليا بتعليقه الغامض.
منتديات ليلاس
وبعد نصف ساعة كانت مرغريتا تقول:
" أسعدتما صباحا! أرجو أن تكونا أمضيتما ليلة مريحة ونمتما جيدا ".
فرد خوان وعيناه السوداوان تبتسمان لها:
" نعمنا بنوم مريح جدا , شكرا يا مرغريتا ... وماذا عنك أنت؟".
" أسترحت تماما , لقد أضطر أدواردو الى مغادرة البيت باكرا وطلب الي أبلاغكما أعتذراه عن عدم أستطاعته تناول الفطور معنا".
كان على المادة عصير برتقال وأناناس وأيضا شرائح من الباب
ايا , تناولت روكسان بعضها وقد سبق وأعجبت بهذا الثمر الأستوائي اللذيذ.
رشت عليها بعضا من عصير الليمون الصغير الحجم , أكلت مرغريتا فطائر حلوة , لكنها لم تغفل عن تحضير خبز محمص لروكسان ,والبيض المسلوق جاءت به مرسيدس الفتاة ذات المريول الزاهي التي ساعدت في حمل الحقائب الى الطابق العلوي ليلة وصولهما.
|