"لا أدري أن كان ذلك صحيحا".
" لا تريدين أن تتكلمي يا روكسان , أليس كذلك؟".
أحتارت روكسان في أمرها , كانت تختلف عنه كثيرا ,ألا أنه بدا ناعما
رقيقا , فتذكرت أشارة توم بأنها أرادت الزواج منه بطريقة لا شعورية , كانت أشارة غير معقولة , كان عليها أن تقرر ذلك , غير أنها لم تفعل , على العكس , بقيت حقيقة هذا الأمر تزيدها أرتباكا حتى تلك الساعة التي تجلس فيها مبهورة بجمال الطبيعة وسكونها ,تذكرت حبها لجويل , غير أن صورته بدت باهتة في في مخيلتها.
صدر عن زوجها تنهيدة ذكرتها أنه ما زال ينتظر أجابة على سؤاله فتبسمت قائلة:
"طبعا أريد الكلام ,غير أنه ليس لدي الكثير لأقوله , أو على الأقل , لا يثير الأهتمام".
أجاب على الفرو :
" نعوز كلينا الراقة في التعبير , أليس كذلك يا روكسان؟".
فكرت بأنها هي التي تعوزها الرشاقة في التعبير وليس هو , ثم سألته بنبرات جدية كي تضفي على الجو بعض الأرتياح:
" أخبرني , ماذا كنت تفعل في مدينة مكسيكو ؟".
" كانت رحلة عمل , نزلت أثناءها بضيافة أختي المتزوجة مارغريتا".
هنا أصبحت روكسان متشوقة لتعلم المزيد عن أخته , وسألت عن شكلها ومنذ متى تزوجت ؟ وكم عمرها.........
وتبسم خوان فلاحظت روكسان علامات الأهتمام على وجهه , فأعترفت أنه بأمكانه أن يكون وسيما غير أنها أضافت, وسيما بتزمت , فهو دائما يبدو متحفظا متكبرا وقاسيا بعض الشيء ..... أجاب:منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
" في الواقع , لا تشبهني أبدا , هي ذات شعر بني خفيف وعينين زرقاوين , أنها جميلة جدا أو هذا ما أعتقده أنا شخصيا وجوابا على السؤال الثاني أقول : أن مارغريتا منذ سنتين ونصف سنة وهندها صبي عمره سنة واحدة , أذن أنتخالة , أما عمرها فخمسة وعشرون عاما".
" عندها ولد........".
وعادت بها الذكرى الى جويل وأحاديثهما عن الأولاد وكيف أتفقا معا على أن العدد المفضل لديهما سيكون ولدين ,وتذكرت أنها تكلمت عن ذلك الموضوع بحياء في مراحل علاقتهما الأولى , وسألها خوان بصوت لطيف:
" أتحبين الأولاد؟".
أومأت برأسها بعفوية قائلة:
" ربما في يوم من الأيام".
" ربما".
وتجهم وجه خوان , فعضت روكسان على شفتها نادمة على تسرعها بالأجابة ,وقالت لنفسها بأنها لا تريد ولدا من خوان , فذلك مستحيل .
أطرق هنيهة قبل أن يقول لها بنبرة قاسية:
" لندخل الى المنزل ,هيا أكملي شرابك".
" متأسفة........".
وأرادت أن تكمل , وبسرعة قاطعها قائلا:
" أتعجب من أعتذارك , لست بحاجة لذلك , فالأمر , في أي حال , ليس له أي تأثير".
نهضت وحالة من البؤس تغمرها , حيث أنها عادت مع خوان الى نقطة الصفر , أنها غلطتها هذه المرة ولكن, تساءلت لماذا حالة البؤس هذه ؟ كأنها لم ترد بالواقع تحسين الأمور مع زوجها .... وعاد اليها الرعب , حاولت أن تتخيل وجه جويل وفشلت ... ماذا سيحدث لها؟ نظرت الى الرجل الجالس
منتديات ليلاس
أمامها وهو يحمل كأسه بيده وعيناه تحدقان فيها بحنان , مستحيل قالت لنفسها , فعلى الرجل تبدو علامات الحزن والوحدة , وهزت رأسها بطريقة غريبة وهي تردد , كيف يكون رجل مثل خوان تعود العيش لوحده , وحيدا؟ كل ذلك مجرد تخيلات منها ,وشعرت بسيل من العاطفة يسيطر عليها , وفي الوقت نفسه , برغبة ملحة لتقوم بعمل شيء يهدىء من تعاستهما ,وقالت وهي لا تدري كيف تصيغ الكلمات لتعبر عن رغبتها الحقيقية:
"هل علينا أن ندخل الآن؟ الجو رائع هنا... أليس بأستطاعتنا البقاء لمراقبة غروب الشمس؟".
جحظت عيناه الداكنتان وظهرت عليه علائم الحيرة الأمر الذي أدهش زوجته , فالحيرة وقوته الجامحة لا يجتمعان لدى خوان , ثم قال:
"أهذا ما تريدين يا روكسان؟".
لفظ خوان أسمها بطريقة جذابة لم تلاحظها منذ زواجها , وذلك لسبب بسيط هو أنها لم تكن لتصغي الى كلامه من قبل بالأهتمام والتركيز ذاتهما , وأجابته:
" نعم يا خوان , أما أذا كنت تفضل الدخول.......".
فقاطعها خوان مبتسما وموافقا:
" سوف نبقى هنا بعض الوقت".