كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
5- الشر بالمرصاد
وقفت روكسان تراقب السيارة الفخمة تتهادى على الطريق متجهة نحو بوابة المزرعة الكبيرة , وما أن دخلت البوابة وأقتربت منها ورأت خوان جالسا خلف مقودها حتى أطبقت
عينيها في لحظة يأس , كانت في غيابه تشعر بالأرتياح أما الآن وقد رجع , , فعاد اليها بؤسها القديم , فكرت بمطالبه العقيمة وكيف كان يصر عليها أن ترتدي الثوب الذي يروق له دون أي أعتبار لمشاعرهامنتديات ليلاس
وأحاسيسها , فهي تكره هذه الأمور , تكرهها لأنها بنظر زوجها , هي مارتا ,حبه الأول والوحيد , ما هو الحافز الذي دفعه لأبتكار تلك الخطة الجهنمية التي أوصلتها الى هنا ؟ نظر الى رسمها وأذا بالشبه واضح بينها وبين حبيبته التي غابت , ثم خطط مع مارتن موضوع التعرف
اليها , ثم أرتكب جرمه الشنيع ليجرها الى الزواج منه , عفريت فقط يقطع كل هذه المسافات ليحصل على ما يريد , وكيف لا يكون الدون خوان ذلك العفريت والجميع يلقبونه بالنسر الأسود؟
وما هي ألا لحظات حتى توقفت السيارة أمام المدخل , وقبل أن يترجل منها خوان , رمق روكسان بنظرة سريعة متعجرفة , ثم نزل من السيارة ووقف برهة غير قصيرة قبل أن يصعد وهما يتبادلان التحديق من دون أن يتفوها بكلمة واحدة , في الواقع, من الصعب جدا على المرء أن يجد شخصين مختلفين الى هذا الحد فعينا روكسان البنفسجيتان تؤمنان
بالأخلاص ,وفمها واسع سخي كله دفء وعاطفة بينما فمه رقيق نحيف, توحي ملامحه بالبرودة والقساوة و أنه ثنائي غير متجانس , هذا ما كانت تعتقده روكسان , وطال الصمت , وهي تنظر اليه جامدا مكانه , وأذا بشفتيها ترسلان اليه أبتسامة باردة فيقول:
" هل هناك ما يضحك يا روكسان؟".
وجاء صوته الحاد ليمسح تلك الأأبتسامة عن وجه روكسان فتنحت عن طريقه وهو يصعد درجات السلم بخطى قوية حتى وصل وأمارات الغطرسة المهيبة بادية على وجهه.
وأجابت روكسان بالنفي بعد أن تلون وجهها:
" كنت أبتسم لشيء آخر".
وأستدارت لتعود الى المنزل , فأمسكها بيدها وقال:
" هل أشتقت اليّ يا روكسان؟".
منتديات ليلاس
ألهذا السبب غاب هذه المدة؟ أرادت أن تضحك ألا أنها توقفت عن ذلك وأجابت:
" أشتقت الى عنايتك غير المرغوب فيها , ربما هذا ما تود سماعه".
ومرت لحظة صمت مريعة , تكلم بعدها منذرا بالعواقب الوخيمة التي تنتظرها وقال:
" أنت تتجاوزين جميع الحدود ,أعلم انك تغيرت , جميل أن تتمتع المرأة بقليل من الجرأة , نعم أنا أدرك أنك نشأت في جو هو بمنتهى الشدة والحزم"
|