كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ثم رفع نفسه قليلا عن الأرض ونظر الى الأفق مضيفا:
" أمور عديدة حدثت , موت الفتاة نفسها ثم وفاة الوالدة ثم مرض لوبيتا وأخيرا تصرف الدون خوان الغريب , أنا أفهم , أن يرتاح فترة
من الزمن بعد الذي حدث , وليس عشر سنوات كاملة ,في الحقيقة , هذا شيء مستهجن".
" في بعض الأحيان أشعر أن مارتا ما تزال.....".
وتوقفت دون أن تكمل مدركة غرابة الكلمات التي أوشكت أن تنطق بها.... غير أن توم حاول أن يكمل عنها مستكملا:منتديات ليلاس
" شبحها يلازم المكان , أهذا ما عنيت؟".
لم يدرك توم سبب توقفها المفاجىء عن الكلام غير أنها سارعت في الأجابة عن تساؤله وقالت:
"يظهر أن حضورها يلازم المكان , في بعض المناسبات وليس دائما ".
صمت برهة ثم سأل:
" عندما تكون لوبيتا موجودة؟".
أجابت , وقد تغضن جبينها:
" نعم , نعم يا توم في حضورها فقط".
نظر اليها توم بحدة قائلا:
" هذا يفسر كل شيء , أنها تبغي تذكيرك بمارتا , فهي اتي أرتك رسمها ,
منتديات ليلاس
أليس كذلك؟".
لم تعلق روكسان بشيء فأردف توم قائلا:
"لماذا جاءت اليك بالرسم يا روكسان؟".
" هي التي بدأت الموضوع , فبينما كنت في أحد الأيام جالسة في الحديقة , أتجهت لوبيتا نحوي وبدأت الكلام دون أن أبدي لها أمارات التشجيع.... أذ أنني منذ المرة الأولى التي شاهدتها فيها لم أتحملها ...... فهي كما يظهر شريرة نوعا ما".
توقفت روكسان عن الكلام , ثم هزت كتفيها بلا أكتراث , فلوبيتا كانت الرفيق المناسب لخوان طوال السنوات التي عاشها متنسكا , وأردفت تقول:
" تكلمت عن مارتا وهكذا علمت بأسم الفتاة وتكلمت عن جمالها الرائع".
منتديات ليلاس
وهنا لم يسع روكسان ألا أن تردد كلمات لوبيتا لها حين قالت:
" أنت لن تكوني أبدا بمثل جمالها , أعتقد الدون خوان أنك بديلة عنها , غير أنه سيكتشف خطأه بالقريب , نعم , أنت تشبهينها بأمور عدة , ألا أنه لن يخلق مثلها في االوجود ,كانت ملاكا نزل من السماء , وكانت طاهرة النفس وذلك كان سر جمالها , أما أنت ..... وبصقت على قدمي "
أنت بشعة بالمقارنة" فقلت أقاطعها محتجة : لم ينعتني أحد بالبشاعة في حياتي , قالت: هناك الآن من يقول لك ذلك , وتابعت أتريدين أن تشاهدي رسمها ؟ وبغير أنتظار لسماع ردي على ذلك تناولت من صدرها محفظة قديمة متسخة , الأمر الذي أغضبني فأدرت وجهي عنها , وبحركة
سريعة , أمسكت لوبيتا بقوة بذراعي وشدتها نحوها وهي تقول : سألقنك درسا لن تنسيه في حياتك , هذا جزاء من يتطلع بأحتقار نحو طفلتي الحبيبة , أنظري الآن.....".
|