كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
3- أبتسمي لي
في صبيحة اليوم التالي كانت روكسان تجلس بالقرب من خوان وهو يقود سيارته الكبيرة في البلدة , أنزلها أمام بعض المحلات واعدا أن يلتقيها بعد ساعتين تقريبا وقال:
" سنتناول الغداء وبعدها نقوم بشراء بعض الحاجيات الأخرى".
لم تجب روكسان , كانت تحدق فيه غير مبالية , ومن نافذة السيارة قال:
" أنتبهي لنفسك من السيارات فهي كثيرة في مثل هذا الوقت".
أجابت :
" لا تقلق , فلن أدعها تدهسني".
ثم تابعت :
" ألست خائفا أن أهرب؟ هل تعلم أنك أعطيتني كثيرا من المال؟".
أجابها وهو يهز برأسه:منتديات ليلاس
" لست خائفا أن تهربي مني يا روكسان , ألم أقل لك منذ البداية أن مصيرنا؟ هو كذلك الآن أكثر من أي وقت مضى ,لن نفترق يا عزيزتي ,ولو أنك تؤمنين بهذا كما أؤمن به , تكونين أسعد".
أجابت بسرعة:
" أسعد من ماذا؟ فالمقارنة مضحكة".
وقبل أن يطلق لسيارته العنان ويختفي قال:
" لا أريد مجادلتك في هذا الوقت , لدي أجتماع عمل بعد عشر دقائق, تمتعي بوقتك والى اللقاء".
منتديات ليلاس
أتجهت الى أقرب مخزن وهي تفكر بما قال , الى أية درجة هو واثق من أنها لن تتركه ! تذكرت فجأة أن جواز سفرها ما يزال في حوزته فأحست بأنها أسيرة في هذه البلاد الغريبة القاسية .
ثم تجولت في المكان ولم تشتر شيئا , ليقينها من أن خوان سيجبرها على الشراء عندما يعود , خرجت من المخزن وراحت تتمشى في الشوارع الضيقة حيث يقف بائعو الفواكه والخضار , ثم أخذت تتأمل وجوه المارة وألوانهم , خليط عجيب من الألوان , جلد كالقهوة والحليب , آخر أصفر قذر , وبشرات بيضاء أيضا".
لم يمض وقت طويل حتى وجدت نفسها أمام دكان صغير لمحت فيه شخصا أبيض اللون , ولشدة أستغرابه دخلت المحل وقالت للرجل :
" أنت أنكليزي".
وقبل أن يجيب تابعت :
" أنت صاحب هذا المحل ".
منتديات ليلاس
حدقت في الكتب الموضوعة على الرفوف وكان بعضها باللغة الأنكليزية , نظر اليها الرجل بفضول وقال:
" تركت عملي في موطني وجئت الى هنا , أنا الآن مكسيكي الجنسية ".
أجابت بدهشة:
" صحيح؟ وهل أنت مسرور هنا؟".
" جدا , لن أترك هذا البلد لقاء أي شيء".
ثم صمت برهة ليسأل:
" من أنت؟ وماذا تعملين هنا؟".
أجابت بقليل من الصعوبة والتردد كونها المرة الأولى التي تأتي فيها على سيرة زوجها.
" أنا متزوجة من مكسيكي".
" منذ متى؟".
" منذ شهرين وبضعة أيام".
" أعتقد أنك لم تعتادي على الحياة هنا بعد".
" كل شيء هنا مختلف".
|