كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تفرس بها لحظات, ثم طافت عيناه في المحل حتى استقرتا على باقة من القرنفل
فإشار إليها:
-"هذه تفي بالمراد".
سارت إلى منصة العرض لتجلب الأزهار و حين استدارت, كان لا يزال ينظر إليها, و في عينيه بريق تفكير متأمل.
-"كم من زمن مر و لم تغني فيه باحتراف؟".
التقت عيناها البنيتان بعينيه الباردتين.. و أسر نظرتها بعض الوقت..
سألته:
-"أتريد أن تضع عليها بطاقة؟".
انخفضت حرارة عينيه بسرعة .
-" لا أظن ... الزهور فقط ".
حاكت برودة صوته برودة صوتها ...
وأخرج محفظته من جيب سترته الداخلي ، وأخرج بطاقة اعتماد مصرفي وضعها على المنصة .
وبينما كانت اوما تلف الزهور بأوراق خاصة نظرت إلى البطاقة " ستان أواردز " ، سرعان ما تعرفت إلى الاسم .. فله مكتب محاماة في الطوابق العليا من المبنى ، و لاشك أنه يمر بالمحل كل يوم .. إضافة إلى أن صورته كانت تظهر في الصحيفة.. بصفته واحدا من أعضاء المجلس التشريعي في " فانكوفر ".
أحست بقلبها يغور: مع انه لم يدخل المحل من قبل,إلا أنه من أفضل الزبائن فيه, فقد طلبت سكرتيرته المئات من باقات الزهور باسمه في السنوات الثلاث التي مرت علي أوما و هي في مهنتها هذه.و ها هي قد رأته شخصياً تعامله بغاية الفظاظة.
وضعت الباقة علي المنصة أمامه, و رسمت ابتسامة دافئة كعرض سلام. لسوء الحظ, لم تتح لها فرصة معرفة ما إذا كان سيرد لها الابتسامة.. وبينما كانت تبعد يدها عن الباقة ارتطمت يدها بوعاء ماء كان فيه منذ قليل زهور الأقحوان فانسكب محتواه البارد على مقدمة بنطلون ستان أواردز الخالي من أية شائبه.
فصاحت بذهول:
-"أوه. . لا. . !".
أخرج منديله يمسح البقعة القاتمة عن بنطلونه الرمادي الفاتح .ويمنع القطرات من أن تتسرب إلى حذائه المصنوع يدويا قبل أن تجمع اوما شجاعتها لتقول المزيد :
-" أوه سيد أواردز .. أنا آسفة جدا ... "
ودارت حول المنصة لتساعده .. لكنه رفع يده يوقفها ..وقال بصوت أجش ..
-" أرجوك .. لا تزعجي نفسك "
ومسح بنطلونه مرة أخيرة , واستقام .. تم استعاد بطاقة الاعتماد
ودسها في جيبه :
-" لقد غيرت رأيي بخصوص الزهور .. أرجو أن تسامحيني لمنعي إياك من إقفال المحل " .
حين ارتد على عقبيه ليخرج أمسكت اوما بباقة الزهور وأسرعت خلفه :
-" أرجوك سيد أواردز .. خذ الزهور .. إنها هدية من المحل .. أعني إنها أقل ما أستطيع أن أفعله .. ويجب أن ترسل لي فاتورة تنظيف البنطلون .. أنا حقا آسفة . "
التفت وعلى وجهه تعابير الغيظ .. فعرفت أنه مازال غاضبا لكنه مد يده إلى باقة القرنفل وقال بتكلف :
-" شكرا لك .. سآخذ الأزهار .. الوقت متأخر لسوء الحظ ولن أستطيع إيجاد غيرها في مكان آخر .. خاصة وأنا مضطر الآن لتغيير ثيابي .. "
منتديات ليلاس
وابتعد عنها ليخرج من المحل ..، وأقفل الباب وراءه .
وقفت اوما بخزي تنظر إليه وهو يبتعد إلى أن قالت داريا من خلفها :
-" اوما .. كيف استطعت هذا ؟ أعرف أنك لا تحبين التحدث عن أيام الغناء لكن أكان يجب أن تصبي الماء على الرجل المسكين ؟ "
وجدت اوما متنفسا للوم الذي كانت توقعه على نفسها
فالتفتت إلها وعيناها تقدحان شررا :
-" كان هذا حادثا ! أما بالنسبة للأمر الآخر ، فبما أنك تعرفين أنني أكره الكلام عن الماضي فلماذا قلت له ؟ لقد سئمت منك . منذ ان عرفت أنني مغنية وأنت تدورين حولي وكأنني من صنف لعين ! وها قد قررت الآن ان تفتحي فمك أمام من تلتقين به ..قائلة بأنك تعرفين اوما بايروت العظيمة ! حسن جدا .. أدخلي هذا في رأسك : لم يعد لأوما بايروت وجود ! لقد ماتت هي وباول بايروت .. فتوقفي عن نبش الماضي ! ".
|