كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
8-من هو المجنون؟
********************
وصلت أوما من المحل إلي منزلها متأخرة . . كانت الآنسة أديسون قد اتصلت بها وسألتها ما إذا كانت بخير للخروج مع ستان لحضور حفل عشاء هذا المساء . . فأكدت أوما لها أنها بخير ،ثم تناست الموعد وهي تتابع العمل علي جهاز الحسابات ،تحضيرا للمحاسب الذي استخدمته مؤخرا ..ولم تتذكر الموعد إلا عند مغادرتها المتجر .
ذهبت مباشرة إلي الحمام فور وصولها إلي الشقة وابتلعت بسرعة حبتين من الأسبرين قبل ان تخلع ملابسها وتدخل تحت رشاش الماء . . سيصل ستان ويصطحبها بعد أقل من ربع ساعة .. وهي دائما تحرص علي أن تكون جاهزة قبل وصوله .. لكن ،الليلة ،بدا هذا من المستحيل .
كانت بينها وبين نفسها مشتاقة إلي النوم في سريرها طلبا للراحة .. يا إلهي كم هي متعبة ! شعرت بصداع مؤلم ،آخر ما كانت تتمناه هو الخروج مع ستان الليلة ..رن جرس الباب بينما كانت تخرج من تحت الرشاش الماء الساخن .. اللعنة عليه ..لماذا لا يتأخر أبدا؟ بسرعة لبست رداءها ,وربطته وهي تقطع غرفة الجلوس لترد علي رنين جرس الباب ..
فتحته وصاحت به قبل أن يحييها:
-لا تقل شيئا ..أعرف أنني متأخرة!
طافت عيناه بالروب ،مع نظرة حيرة خفيفة لسماعه لهجته الحادة،وقال ممازحا وهو يبتسم ،آملا أن يغير مزاجها :
-لم أتوقع منك الذهاب بهذه الثياب .
أفسحت له الطريق ليدخل ،وسألته بلهجة متذمرة ما إذا كان يريد شراباً بينما ترتدي ثيابها .
التفت إليها و هز رأسه متفحصا وجهها بعجب ,فأشاحت وجهها بسرعة لتدخل إلي المطبخ وتحضر له كوباً من العصير .كانت تسكب العصير عندما وصل إلي المطبخ ووقف خلفها مستندا علي الباب .. ولاحظ أنها تصب العصير بارتجاف ظاهر علي يديها.
تقدم من خلفها وأخذ الإبريق منها بلطف
أدارها إليه واضعاً يديه علي كتفيها وعيناه تطوفان بالإرهاق البادي علي وجهها:
-تبدين مريعة ..لماذا قلت للآنسة أديسون إنك قادرة علي الخروج معي الليلة، بينما من الواضح أنك لم تستعدي قوتك بعد الأنفلونزا؟
-لقد شفيت .. وعدت إلي مزاولة العمل منذ أسبوع .
منتديات ليلاس
جذبت نفسها من قبضته متضايقة من تعليقه علي مظهرها ..
ورفعت شعرها عن وجنتيها :
-لم تسنح لي الفرصة بعد لوضع الماكياج ،اشعر بصداع خفيف .هذا كل ما في الأمر .. أخذت بعض الأسبرين ،وسأكون جاهزة بعد دقائق .
قال ينظر إليها بصراحة:
-ربما علينا أن نلغي موعد الليلة ,تبدين وكأنك بحاجة إلي النوم مبكر .. وسيفهم الجميع بأنك متوعكة .
-سأكون علي ما يرام .
صممت فجأة أن تكون بخير .. يجب أن تبدأ بمساعدته في وقت ما, ولا تريد التأخر أكثر من هذا .. تركته يحتسي شرابه في غرفة الجلوس وذهبت إلي غرفتها وأقفلت الباب وراءها .. أخذت زجاجة العطر من علي الطاولة الزينة ,وتعطرت بها قبل أن ترتدي ملابسها .. ما إن انتهت من استعمال العطر حتي هاجمها دوار قوي .تمسكت بطاولة الزينة تهدئ نفسها ,فأوقعت زجاجة العطر فانكسرت بصوت قوي .
انفتح الباب الغرفة فجأة ودخل ستان بسرعة:
-ما الذي حدث ؟هل وقعت؟
هزت رأسها بحذر .. لقد توقفت الجدران عن الدوران حولها لكنها كانت لاتزال تشعر وكأنه لا روح لها .. قطع الغرفة وأمسك يدها ,وتمكنت من إجابته .
-لقد أوقعت الزجاجة ..أنا بخير .
لكنها لم تكن تعي أن شحوب لونها ،وبرودة يديها كانا يكذبان قولها .
|