كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
غرفة الاستقبال منزل آل اواردز لا تشبه القاعة الرئيسة في فندق ، ولا عزف هاو علي بيانو يماثل عزف الاوركسترا الكاملة .. مع ذلك بدا السحر الغناء امام الجمهور يتملكها من جديد ، و احست بان الضيوف المجتمعين هو المئات التي تغني لهم ..
اختبرت اوما مرة اخرى ذلك التواصل الحميم بين المغني و الجمهور .. وصدح صوتها ساحرا بالنغمات العالية وهي تصب روحها لترضي المستمعين .. كونها مغنيه محترفة لديها واجب الغناء ، و كانت تشعر بلهفة استماع الضيوف المأسورين .
منتديات ليلاس
استقبل الصمت العميق آخر النغمات .. ثم استعاد الضيوف وعيهم و بدؤوا التصفيق و الهتافات .. عندئذ امسك ستان بكلتا يديها و شدها نحوه قائلا بصوت ملؤه العاطفة و الحنان :
- كان هذا رائعا و ممتعا اوما .
آليا اتجهت عيناها الي والده و الانتصار يطلق تحديه الخاص .
فيما بعد جلست الي جانب ستان علي الصوفا بينما كان يتحدث الي مايكل ثم استسلمت للارهاق .. لحظات الشجاعة التي ساندتها طوال الامسية تلاشت وحل محلها تعب شديد .
مع انها امضت ساعات طويلة في متجرها خلال الاسابيع الماضية الا انها تمنت فجأة لو تعود مرة اخرى الي ازهارها. انها تجد هناك الرضي و الأمان بكونها اوما دوناهو .. وهذا شيء لن تحصل عليه وهي اوما بايروت ..
فأوما تعيش تشعر بالسمو الي القمم الجبارة امام جمهورها . مع تفجر صراخ الاستحسان و الهتاف . ثم ينتهي الاستعراض و مرة اخرى تهبط الي الوادي .. حياة اوما دوناهو كانت فوق الارض منبسطة من الهضاب الممتدة .. ليس فيها قمم مرتفعة ولا منخفضات سحيقة .
سألها ستان بنعومة ممسكا يدها بشدة :
_متعبة ؟
- قليلا .
- ستنتهي الحفلة قريبا .. ولا اظن ان احدا سيعترض ان ذهبت الآن الي غرفتك .
جلست مستوية :
- أظن ان هذا ما سأفعله .. اذا كنت لا تمانع .
وقف ستان و ساعدها علي الوقوف : سأرافقك .
ووقف مايكل معهما :
- قبل ان تذهبي اوما .. اريد ان اخبرك كم تمعت بغنائك . لم تفقدي لمستك رغم السنين .
- ابتسمت له اوما :
_ شكرا لك ..
ارادت ان تنسي اوما بايروت لفترة ما ... فالليلة لأول مرة تشعر منذ سنوات طويلة بأنها اوما بايروت .. لكنها الآن تحس انها عادت اوما دوناهو مجددا ، و تريد الذهاب الي غرفتها و لا تريد التفكير بالشخصية الاخرى .
قال مايكل :
- لا .. اظن انني انا من عليه ان يشكرك .. لقد خسر العالم فنانا مميزا عندما انهيت عملك . اكان السبب فقط موت اخيك ؟
ترددت اوما وهي تحاول ن تكبح جماح نفسها بالموافقة .. لقد تحدثت كثيرا عن عملها كمغنية الليلة .. اساسا هي لم تكن مرتاحة لهذا .. فسنوات من تفادي الاسئلة و تقديم الحقيقة المجزأة ، لا يمكن نسيانها بسرعة ، اخيرا ردت علي سؤال مايكل بالنفي .
- كان هذا جزء من اسباب عدة .. كان هناك عدة عوامل اخرى جعلت من الصعب الاستمرار .
منتديات ليلاس
انضم ستا نالي الحديث :
- وما هي ؟
- أوه.. عدة اشياء .. مثلا . لم تعد لي ثقة بمديرنا ولم ارغب ان يستمر بادراة اعمالي . كان علي ان اجد وسيلة لتخلص فيها من عقدي معه . ثم هناك مشكلة ان اجد كمديرجديد و انا حقا اريد الذهاب الي غرفتي الآن .
- طبعا .
امسك ستان ذراعها ليرافقها.. توقفا قرب البيانو وهما يهمان بالخروج ليتمنيا ليلة سعيدة للسيد و سيدة اواردز . وركزت اوما اهتمامها علي ليتدسي اواردز .. التي كانت تشكرها لأنها غنت لضيوفها بينما شعرت طوال الوقت بالاستهجان بعيني زوجها .
اخيرا ، علي المضض حولت اهتمامها الي والد ستان .
ومدت يده تصافحة مواجهة نظراته بشجاعة .
- شكرا لك سيد اواردز علي استقبالك لي عمت مساء .
- انت ضيفة ابني آنسة بايروت . ولا حاجة لأن تشكريني .
وارتد علي عقبيه و ابتعد الي الجهة الأخرى من الغرفة و ساد صمت متوتر بين الثلاثة لعدة ثوان و بدت السيدة اواردز محرجة فعلا . ويداها ترتجفان بتوتر .
رأت اوما الاحمرار يتسلل الي وجه ستان وهو ينظر الي ابيه و عضلات فكه مشدودة بقسوة .. خلال الاسابيع الاخيرة بدأت تعرف كيف يبدو عندما يكوون غاضبا .. وعرفت انه اوشك علي فقدان اعصابه الآن ..
تحرك باتجاه ابيه و لكن اوما امسكت بذراعه بشدة :
- انا حقا اريد الصعود الي غرفتي الان .. ارجوك ستان .
نظر اليها و عيناه تستشيطان غيظا , فكررت :
_ارجوك .
اخيرا هز رأسه , و اخرجها من الغرفة
نهاية الفصل السادس
|