كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أزعجها استمراره في سوء الفهم:
-أنت مخطئ في هذا .. فأنا لن أعود إلي الغناء كمهنة مجدداً.
-أنا لم أقل هذا . . أنا أتمتع بصحبتك و بالخروج معك ،لكنك لا تسمحين لي بمرافقتك إلي أي مكان عدا العشاء ،ولوحدنا فقط .. لكن مستقبلي يتطلب أن أنغمس أكثر في حياة اجتماعية أوسع من هذا وأريد أن تشملك تلك الحياة الاجتماعي ،وهذا كل شيء . . في المقابل ،سأفعل ما بوسعي لمساعدتك في عملك.
أخذت نفسا عميقا .. إنه يجعل المسألة تبدو بسيطة ومنطقية ،لا يمكنه أن يفهم كم صعب طلبه بالنسبة لها ،جلست في صمت تنظر إليه متفحصة ،كان وجهه مسترخيا علي ضوء الشموع المتراقص ،وعيناه فقط تفضحان أمر انتظاره لردها . .
مع أنها وجدت مسألة استعادة هويتها القديمة مزعجة إلا أنها كانت مترددة ،كانت متأكدة من أنها لو رفضت طلبه لن تراه مرة أخري .. ولن تتحمل هذا ..مع ذلك فهي ستكون غبية بالكامل أن تابعت رؤيته.
لكنها لم تستطع إسكات صوت ضعيف في داخلها أنها لو استمرت معه، فما الضرر في هذا ؟ كما أنها لا تعارض فلسفته السياسية ..
ولن تكون أول مغنية تعطي الدعم لسياسي . وبما أنها لن تغني ،لن يكون لتود ممسك عليها .. وليس محتملا أن يكتشف أمر علاقتها بستان أحد ..
سألها ستان :
-أوما .. هل طلبي صعب الي هذه الدرجة؟ بكل تأكيد ،بعد كل هذه السنوات ،يمكنك مواجهة بضعة أسئلة حول مهنتك كمغنية؟
وقف يأخذ يدها :
-تعالي ،ارقصي معي ..سنتكلم فيما بعد .
عندما وصلا إلي باحة الرقص ،غمرها بين ذراعيه تدريجيا فوجدت نفسها تسترخي ..كانت الفرقة الموسيقية تعزف لحناً حزيناً ،وأراحت رأسها علي صدره واسترخت علي كتفه .. فجاة أحست أنها ستبكي .
انتهت الموسيقي وأعلنت الفرقة استراحة .. ولحقت أوما بستان بانقياد وهي تتمني أن لا يعاودا حديثهما السابق ..
وقال متمتماً بعد جلوسهما :
-نحن ننسجم في الرقص جيداً أوما ..ويمكننا النجاح في أشياء كثيرة معا،فهل ستفعلين ما أطلبه منك؟
منتديات ليلاس
-سأتركك تقدمني لأصدقائك ستان ..لكن لا تطلب مني الظهور الفني ..لأنني لن أفعل .أتفهم؟
هز رأسه إيجاباً مع ابتسامة مشجعة ..وتساءلت لماذا ورطت نفسها به ..فهل تطن انها ستتغلب علي تعلقها به بالاستمرار برؤيته ؟أم أنها ببساطة لا تتحمل التفكير بتركه؟
تظاهرت أنها تتمتع بما تبقي من الأمسية مع ستان .. لكنها أحست بالراحة أكثر عندما تركا المطعم ،ورافقها إلي سيارته حتي وصلا إلي شقتها .
بعد إطفاء المحرك ،استدار في مقعده وكانه ينوي الخروج ..
بسرعة قالت:
-لا تزعج نفسك بإيصالي إلي الداخل .
مدت يدها إلي مقبض الباب ،لكنها أجفلت حين امتدت ذراعه لتمنعها ،فتراجعت منكمشة في مقعدها .
-ألن تدعيني إلي القهوة؟
بدأت أعصابها تنتفض ،إنه يريد إستغلالها ،يتاجر باسمها لمساعدته في عمله .. فجأة اشتعل غضبها .. وعرفت أنه يريد أن يدخل معها الشقة وكأن شيئاً لم يحدث !
وربما لم يحدث شئ بالنسبة له ..لكن بالنسبة لها .. كانت ذراعه حولها ،فأبعدتها عنها بقوة.
-لا .. لن أدعوك . لقد اتفقنا الليلة .. ستساعدني في عملي ،وسأساعدك في عملك ،أنه اتفاق عمل ،وتقديم القهوة لك في شقتي ليس جزءاً منه.
تراجع إلي الخلف في مقعده .. وعيناه تتفرسان بها ،وحاولت أوما تهدئة أنفاسها وهو يقول بنفاذ الصبر بارز في صوته :
-ظننتك فهمت..موافقتنا علي مساعدة بعضنا لا تعني أننا لم نعد صديقين .
ردت وهي تمد يدها تبحث عن مقبض الباب :
-لقد توقفت عن كونك صديقي منذ أن أصريت علي أن أكون أوما بايروت ،قلت إنني سأفعل هذا ،لكن لا يعني هذا أنني سأحب أن أفعل ،أو سأحبك.
أحست بفمه يشتد متوتراً ،وعرفت أنها أغضبته ،وفجأة أدارها بخشونة لتواجهه.
-ـأنا صديقك صدقتي هذا أم لا ...وأنت أوما بايروت ,وأن لأحد أن يوقظك لتواجهي الأمر , لسنوات خمس كنت تلومين نفسك ,لآن أخيك مات ،حسنا . . الكثير من الناس يخسرون من يحبون ،وآن لك ان تتوقفي عن دور الشهيدة التي تنفي نفسها ,فانضجي .منتديات ليلاس
وشدها بقسوة إليه ,وكانه يعاقبها . . وحاولت أن تحرر نفسها .لكن يديه الفولاذيتين أبقتاها مسمرة وأخيراً استسلمت . . وعندما شعر بضعفها بين ذراعيه , خفف ضغطه عليها لكنه لم ينه العناق .
رفع ستان رأسه ينظر إليها ,وجهه متجهم وهو ينظر إلي تعابيرها المذهولة ,وعيناها المشتعلتين .وأبقاها بين ذراعيه
فتأوهت :
-دعني أذهب ! لقد انتهي الاتفاق بيننا!
انتزعت نفسها من ذراعيه , وفتحت الباب تخرج إلي الرصيف ,ثم تستدير :
-وداعا سيد اواردز . . وسامحني إن لم أقل إنني كنت سعيدة بمعرفتك!
ناداها وهي تهم بالابتعاد :
-انتظري . . أوما . . !
سمعت صوت بابه ينفتح ويصفق ،وتقدم نحوها والتصميم بادٍ علي وجهه . . أمسك ذراعيها بقبضة حازمة ولطيفة :
-أعرف أنني تصرفت بسوء الآن, وكان علي ّ ألا أفقد أعصابي هكذا . . وسأعوض لك . . أعدك . . لن ألمسك ثانية إلا إذا أردت أنت . . أرجوك . . تعالي معي ليلة غد!
كانت مضطرة أن ترفع رأسها إلي الخلف لتنظر إليه ، وجهه كان يلتمع بنور مصباح الشارع الفسفوري ,وشعره مشعث , وخصلة واحدة تتدلي علي جبينه تثير فيها ذكري باول . .عليه اللعنة . .
سألت بغضب :
-وهل ستدعني وشأني ؟
-أعدك.منتديات ليلاس
-وتتوقف عن التطفل علي حياتي كأوما بايروت؟
هز رأسه بعد تردد قليل , فأسرعت تقول قبل أن تغيير رأيها :
_حسن جداً .
وتركها ,فوقفت تراقبه يعود إلي سيارته ويدير المحرك ثم همتّ بالدخول إلي مدخل شقتها وهو يبتعد.
لقد كانت داريا حقا .. لكن حين تطفلت الفتاة كثيرا علي ماضيها ,أخرجتها من حياتها ..فلماذا لم تستطع ترك ستان يرحل كذلك؟ وهل لديها القدرة أن تخدع نفسها أكثر من هذا ؟عرفت أن لديها الرد علي هذا السؤال.
لكنها كانت تتمني لو كان لديها الرد علي ما دفعها لتترك نفسها تقع في حبه .
نهاية الفصل الثالث
|