كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لا احد اشد خيرة من تود بالخداع ، فهو يصلح ان يكون ضابط تمويه متفوق في الجيش .. عضت اوما شفتها ، فهي لا تحب التفكير في تود و في الاسرار التي كتمتها .
كيف تمكن هو و لاري من اخفاء شيء كهذا عنها ؟ انها تفهم مبررات تود .. فمساعدة باول كانت تتطلب الرعاية . وما كان باستطاعته ان يفعل شيئا يعرض حياتهما العملية للخطر .. لكن لاري كان صديقهما !
للحظة رعب تذكرت صورة اخيها باول كما رأته اخر مرة ، قسماته جمدها الموت و جسده ممدد علي المقعد الأمامي لسيارته .. اغمضت عينيها بسرعة تضغط يدها علي جبهتها ، وكانما تريد ان تدفع تلك الصورة بعيدا عن تفكيرها الي الأبد . لن تفكر ابدا في الثنائي بايروت ، ولا في باول ، ولا ما حدث .
اردف ستان بإصرار :
- اخبريني اوما .. كيف هو الاحساس عندما يكون المرء مغنيا ناجحا ؟
اخترق سؤاله افكارها .. فجاة احست بغضب شديد ، فرفعت رأسها و نظرت اليه بوجه جهم و لكنه اضاف :
- اتصور ان حياتك كانت مختلفة كل الاختلاف .
ردت باختصار :
- هذا صحيح .
- الا تشتاقين اليها ؟
- لا ... ابدا .
ركزت بصرها علي نقطة ما خلف كتفه .. هل اشتاقت اليها ؟ لم تكون تعرف الرد حاليا كانت تتذكر الحقيقة .
اندفاع الادرينالين الي شريينها ، حين كانت تخطو الي المسرح .. و الاحساس المثير بانها محلقة في الهواء .. الذي كانت تشعر به عندما يتعالي التصفيق و الاستحسان من الجماهير , اما الغناء فهو جزء صغير من كونها اوما باريوت
اما ما تبقي .. فلن تعود اليه , ما ان وصلت الي هذه الفكرة حتي وجدت نفسها تشد يديها في حجرها .
التقت بعيني ستان علي المضض و كانت عيناه باردتين .
قالت باقتضاب حاد :
- ليس لدي ما اضيفه الي ما قرأت في مقالات الصحف .
كسر الصمت المتوتر الذي تلا قولها وصول الساقي الذي ازال الاطباق المستخدمة . في هذه الاثناء كانت اوما تتلاعب بمنديلها بتوتر اخيرا عندما اصبح الصمت الطويل مزعج جدا ، بدأت الجوقه الموسيقية بعزف انغام لاتينية صاخبة .
منتديات ليلاس
و سألت اوما بيأس :
- اتظن ان بإمكاننا الرقص علي هذه الانغام ؟
عبس ستان قليلا ، لكن حسن الاخلاق فرض عليه الموافقة فوضع منديله ، ووقف ليرافقها الي باحة الرقص .
فيما كان يراقصها علي خطوات الرومبا نظرت اليه و ابتسمت بتردد لكنه لم يكن ينظر اليها .. شعرت بالذنب لانها اساءت التصرف . الا انها لم تجد وسيلة اخرى لايقاف تطفله .
ما ان عادا الي مائدتهما حتي وصل الساقي من حسن الحظ يجر عربة عليها اطعمة فتوقفا عن الحديث .. حضر الساقي السلطة بإيماءات مبالغ فيها ، ثم قدمها بحركات مسرحية .
ما ان ابتعد الرج حتي ضحك ستان بصوت منخفض :
- الواقع انني لا احب هذه السلطة .. ولكنني اطلبها دائما لأشاهده وهو يمثل روتينه المعتاد .
نظرت اليه بسرعة ، فرأت ابتسامه دافئة الجذابة قد عادت الي وجهه .. إذن لقد غفر لها رفضها الكلام عن ماضيها .. و اضاءت عيناها سعادة وهما تلتقيان بعينيه . و التهمت السلطة بشهية غامرة .
فيما كان يرتشفيان القهوة بعد العشاء لم تستطع اوما ان تتذكر متي استمتعت بامسياتها كما الآن .. صحيح ان الامسية بدأت بداية سيئة و لكنها كانت امسية جميلة بعثت البهجة الي قلبها .. كان لستان شخصية مذهلة فهو مثقف و ضليع في كافة الامور ، ومع ان ثقافته اوما كانت قليلة ، الا انه لم يحاول ان يشعرها بأنها اقل منه شأنا .
لفترة ما ناقشا طموحه و بدات اوما تعلق بحماس .. فهو يخطط للانتقال الي مرحلة السياسية الوطنية العامة في القريب العاجل .. و بينما كان يناقش افكاره وجدت ان انجذابها اليها يتعاظم .. فمع انه يملك رأيا محددا في كافة المسائل ، لم يكن من المتعصبين لم و كان يصغي أفكار بصدق و اهتمام الي ملاحظاتها .
|