ولوح بأصابعه أتجاهها قائلا:
" لا ينبغي ألا أهمل الرياضة , لهذا حضرت بنفسي , لكي يجد الطائر المحب فرصة للألتقاء بوليفته , كما فكرت".
وصمتت توني فقد كان بحالة سيئة , ولكن صمتها أتاح له الفرصة ليتجرأ أكثر من اللازم , وقال :
" تعرفين عن آن المسكينة وقصة حبها , أنها قصة محزنة , فالشاب الذي يحبها يعمل في مدرستها , ويحبان بعضهما بجنون , وللرجل زوجة .... آسف يا حبيبتي !".
وقالت توني في عجل :
" أنظر يا دومينيك ! ينبغي ألا تتحدث عن آن هكذا , وعد ألى البيت الآن , فالوقت متأخر ".
" لا .... ليس متأخرا... لنجلس! ونتسامر!".
وقبل أن تدرك نيته أخذ معصمها وجذبها ألى الأريكة بجانبه , وحاولت أن تنهض ,ولكنه أمسك بذراعها بأحكام , وقال :
"لا تذهبي ي حبيبتي ! أنتظري لحظة . وتحدثي أليّ ... أنت غاية في الجمال في هذا الفستان الأزرق , لا تتضايقي ! أنا لست ... وساتصرف بلباقة كاملة ...هذا وعد.... أريد أن أخبر أي شخص بالخبر السعيد...".
وفكرت أنه من الأفضل أن تصبر عليه ولحسن الحظ ترك الحديث عن آن وسألته :
" أي خبر سعيد تعني ؟".
" أستراليا! صديقي ذاهب أليها في الأسبوع المقبل وهذا ما كنا نحتفل به , وطلب أليّ أن ألحق به بعد فترة , أنها فرصة كبيرة بعد أن أطمئن على آن وعند ذاك أسافر".
" حسنا , سوف تخبرني بتفصيلات ذلك فيما بعد فالوقت متأخر الآن".
ولكن دومينيك كان مصرا على الكلام , وظل لنصف ساعة يحكي عن أستراليا , وعن مزرعة الماشية التي تقع على مستفة ميل من أقرب مدينة , وعن المسكن وما حوله من أرض والثراء الذي يمكن تحقيقه والطرق الجديدة التي يبنونها , ثم قال :
" من السهل أن تشتري بيتا خاصا وسيارة أنه بلد صحي يلائم تربية الأطفال كذلك".
وأعلنت ساعة الحائط منتصف الليل , ووثبت توني وقالت :
" يا لله! لم أكن أعرف أن الوقت تأخر ألى هذا الحد , ينبغي أن تنصرف يا دومينيك ,هيا أنهض!".
منتديات ليلاس
ومدت يدها تساعده على أن ينهض من الأريكة الغائرة ولكن عندما وقف لم يتركها وأمسك يديها بأحكام ونظر في وجهها قائلا:
" أنك يا توني جميلة وعاطفية ورائعة , وكل ما يتمناه المرء فيك , ما رأيك في أن نذهب سويا ألى تلك الأراضي الغنية ؟ المرء يحتاج هناك ألى زوجة وسوف نسعد سويا ونجد فرصة للعمل , أنني أعني ما أقول".
" أنا واثقة من كلامك يا دومينيك".
" هل تقبلين أقتراحي؟".
" سوف أفكر....".
" أنك حبيبة ... أعطني قبلة بتمنيات الحظ وبمناسبة العيد !".
وجذبها أليه في رقة , وقال :
" عذبة!".
وحاول أن يقرب وجهه ثانية ولكنها أبتعدت عنه قائلة:
"لا ! يا دومينيك يكفي!".
وصارعت لتجذب نفسها منه وهو يحاول أن يمسك بها , وضحكا وكأنهما في سن المراهقة , وكانا يتجاذبان ويتدافعان عندما دخل غراي ألى الردهة من مكان ما ووقف يرقبهما , وقال في أقتضاب :
" آسف أذ أفسد المرح ولكن الوقت قد حان لينفض هذا الأحتفال أذا كنا سنخرج في الصباح الباكر غدا يا أنطونيا !".
كان دومينيك قد ترك ذراعيه يسقطان عندما سمع صوت غراي ووقف الآن يرقب ما يحدث في شيء من الغباء وعندما أفاق من الدهشة أحس برغبة في أن يؤكد ذاته فقال :
" ما شأنك وهذا؟ نحن لسنا بحاجة ألى أن نطلب منك الأذن بالسهر ؟".
ونظر في تحد الى الوجه الصلب الذي يواجهه , ونظر أليه غراي في أحتقار قائلا :
" الأفضل لك أن تنصرف وألا ألقيت بك خارجا ".
وكورت قبضتا دومينيك ولكنه لم يكن ليثير شجارا , هكذا تصورت توني , وكان دومينيك يتنفس بصوت مسموع وقد أحمر وجهه وبدا شعره أشعث على جبهته , ووقف في غير أكتراث ويداه في جيوبه وبدا شيء من التهديد يقترن بذلك الصمت , وأحست توني بالخوف يسري في عروقها وخطت ألى الأمام تقول :
" الوقت متأخر يا دومينيك , وسوف تقلق عليك آن , أشكرك لأنك قصصت عليّ أخبار أستراليا , وأرى أن تذهب الآن , خذ المعطف ,ها هو ! أسعدت مساء يا دومينيك !".
ورد قائلا :
" أسعدتما مساء ".
وخرج وأغلق الباب خلفه في تظاهر بالشجاعة.