وعلق :
" بالنسبة ألي فأننا جميعا أنانيون ".
" هذه نظرية حيوانية ساخرة ".
" نعم.... وبناء على ذلك أكون أنا شخصيا حيوانيا ساخرا – كان ينبغي أن أدرك أنك أكتشفت ذلك الآن ".
وقالت في أقتضاب:
"أكتشفت ذلك!".
وأدارت رأسها بعيدا وتهدل شعرها الذهبي على ظهرها , وتبع ذلك صمت كان ينذر بخطر وفكرت فيما يمكن أن يفعله لو أنها نهضت وأتجهت ألى الباب , ولكنها أحست بساقيها لا تقويان على حملها , وقطع صوت غراي الصمت بقوله في رقة :
"أنك فاتنة يا توني .... وتعرفين ذلك بالطبع ".
وأدارت رأسها وتوجست منه شيئا لم تكن لتخطئه هذه المرة في عينيه وجف حلقها وأضطربت أنفاسها وحولت عينيها بعيدا عن عينيه القلقتين ونظرت ألى يده التي تستقر على الأريكة ورأت أصابعه على بعد بوصات قليلة من فستانها الحريري.
وفجأة أنكشفت الواجهة التي يستتر وراءها وأمتلأ وجهه بالغضب وتكسر صوته بالأنفعال قائلا :
" ما الذي جعلك تأتين ألى هنا ؟ يا للشيطان لتعذيبي ؟".
وتبادلا النظرات في الضوء المعتم , وتحركت يده لتمتد أتجاهها وأندفعت أصابعه تتخلل شعرها وتسللت ولم تعد تسيطر على نفسها وأقترب منها , وعرفت بطريقة غامضة أن هذا ما كان يصبو أليه وعندما كانت مياه الفيضان تحيط بهما من كل مكان .
كان وجهه شديد القرب ولم تكن في الضوء المعتم ترى فيه أي عاطفة بل لم تكن لتصدق أن لديه شيئا من ذلك".
وكانت واهنة تطفو على موجتي المد والجزر .
ودق جرس الهاتف عبر الغرفة , وأعتدل رأسه ألى الخلف وسكنت ذراعاه وأنتظر أن يتوقف الجهاز عن الرنين , ولكنه أستمر بدون توقف يتردد صوته في أرجاء المنزل القديم الهادىء , وأخيرا توقف الرنين , وأطلق غراي أنفاسه وتمتم بشيء لم تسمعه توني فقد بدأ الهاتف يدق ثانية قبل أن يتم ما يتمتم به.
وسمعت ما قاله غراي عند ذلك جيدا..... كان يطلق الكلمات بطريقة واعي وهو يسير عبر الغرفة , وقال :
" نعم! من؟".
ونظر ألى توني , وهز كتفيه , وأشار أليها بأن تبقى حيث هي , وقال للمرة الثانية:
" من؟ لا أستطيع أن أسمع ..... الخط سيء .... أوه مارشا , هل هذا وقت مخابرات ؟ نعم .... أعرف أنني قلت.... ولكننا في الريف هنا ...... وكل شخص يذهب ألى الفراش في وقت مبكر , ماذا؟".
وضحك :
" لا بالطبع , لم أكن كذلك.....".
أدار ظهره ألى توني , فنهضت في هدوء وتسللت وتوقفت في الردهة لحظة , وقد جف فمها وأخذ قلبها يخفق في هلع , ثم صعدت الدرج مسرعة ألى غرفتها كأنه الشيطان في أثرها .
ولم تحاول أن تأوي ألى الفراش لفتر طويل , بل جلست على حافة الفراش ترتعد من الداخل , وحاولت أن تهدىء نفسها بأستعراض أحداث ذلك اليوم الغريب , وسرعان ما أدركت أن عقلها لم يكن يعمل على الأطلاق بينما كانت أنفعالاتها تعمل طوال الوقت , وكان غراي لورنس هو السبب ........ وأدركت ضحالة خبرتها أن له جاذبية لا تستطيع أمرأة أن تقاومها .
لم يعد لديها ثمة مجال للشك في أحاسيسه نحوها , كان يحب زوجته بعنف وكانت هي شديدة الشبه بميدج لدرجة جذبته أليها رغم مشيئته , وأتضحت لها حقيقة الموقف , كان موقفا صعبا , لا يحتمل! ومع ذلك قبلت أقتراح بنيامين بالأقامة معه في البيت , وهكذا لن تستطيع أن تتفادى رؤي غراي بما تعنيه من مزالق الخطر !
وتنهدت في عمق , ونهضت لتغسل وجهها وتنظف أسنانها , سوف تتضح الأمور أكثر , لقد أتخذت قرارها الآن ولم يكن من اليسير أن ترجع عنه رغم أن بنيامين لم يعرف به بعد , وكان عليها أن تخبره في أقرب فرصة , في صباح اليوم التالي , أذ لا يليق أن يسمع بقرارها من غراي وليس منها .
وخلعت ملابسها وأوت ألى الفراش الوثير ونظرت حولها ألى الأثاث الفاخر , أن أي فتاة تكون بلهاء لو أنها أضاعت فرصة الحياة في بيت مثله؟ أذا لماذا تسمح لآراء غراي لورنس بأن تتدخل في قرارها؟ وعلى أي حال فعندما تنتهي عطل العيد عليه أن يكون في لندن معظم الوقت ,وعندما يحضر سوف يعتاد رؤيتها في المكان , ولن يكون لوجه الشبه بينها وبين ميدج أي تأثير عليه عندئذ , فأمامه بنات كثيرات آن التي كانت تضحك وتعبث معه , كان من الواضح أنهما يستلطفان بعضهما ألى حد كبير , ثم هناك مارشا التي طلبته في وقت متأخر من الليل مما يدل أنها صديقة حميمة , ولكن من المؤكد أن هناك أخريات كثيرات ينجذبن بسحره , وعليها فقط أن تتذكر أنها ليست منهن , وعندما يحين الوقت ستجد من يحبها لذاتها , أنطونيا وارين ........ وليست البديل لشخص آخر.......