5- الأصل والبديل
ودهشت توني أذ رأت أنها تستمتع بعيد الميلاد , وربما كان لعدم ظهور غراي أثناء وجبة الظهيرة داخل في ذلك. وقال بنيامين أن غراي ذهب ليقنع مسؤول الكراج المحلي بجر السيارة لأصلاحها , وعندما حانت الواحدة ظهرا , ظنوا أن الأمر أحتاج لوجوده هناك لفترة أطول , وقالت السيدة وارين :
" هذه وجبة خفيفة حتى تظل الشهية مفتوحة لوجبة العشاء".
أعدت شطائر باللحم والسلاطة وفطائر محشوة بمزيج مفروم , وجلس الثلاثة حول مائدة صغيرة , وأطلعت توني أمها على الحلية الأوبال فأبدت السيدة وارين أعجابها الشديد وكانت هي الأخرى حصلت على صندوق من علب الحلوى المستوردة من باريس وقدمت لبنيامين نيابة عنها وعن توني هدية تتمثل في نصف دزينة من مناديل اليد المصنوعة من الكتان الأصيل.
وبعد الغداء أقترح بنيامينأن يقوموا بجولة في المزرعة, كان المطر قد توقف خلال الليل وكان الجو معتدلا , ظهرت فيه بعض السحب وقال :
" هذه هي رياضتي اليومية , لن نسير طويلا , ولكن بالقدراللازم لصحتي , أنني أجد عالمي ينكمش بأستمرار , ففي أيام أيام جدي كانت المزرعة كبيرة نوعا , والآن فأن عملي في لندن يستغرق معظم وقتي , وقد بيعت معظم الأرض هنا لأشخاص يستطيعون أن يجعلوها تنتج أفضل بكثير مما أستطيع".
منتديات ليلاس
ودارواحول المرج حيث كانت الأغنام ترعى العشب , بين الأشجار الضخمة , وأنتهوا عند الأسطبل ليروا المهر الجديد .... كان يرقد متمددا على العشب الجاف في منظر يستحوذ على الأعجاب وفي رضى كامل وبالقرب منه أمه بلونها الكستنائي الجميل تمضغ الطعام في هدوء , وعلق بنيامين عندما رأى توني وأمها تأخذهما النشوة بسبب المهر قائلا :
" لم أستطع مقاومة الرغبة في الحفاظ على نسل كليمنتينا , كانت فرس حفيدتي وأحببت لها الأستمرار , وكان من عادة ميدج وغراي أن يركبا الخيل كثيرا , وهذا هو حصان غراي لوسيلفر ....... أنه حصان عنيد ولكن غراي لا يجد صعوبة في أن يسوسه .
وعندما أقتربوا من الحصان وأدار رأسه وأتسع ثقبا أنفه ورأت توني أنه بالفعل الحصان الذي يناسب غراي لورنس .
وأتجه بنيامين ليختبر باب الأسطبل وليتأكد أن لوسيفر لن يستطيع أن يهجم عليه , وصهل الحصان في غضب , وأبتسم بنيامين ساخرا يقول :
" أحببت أن أطمئن فأنا لست فارسا , وماذا عنك يا أنطونيا؟ هل تركبين الخيل ؟".
وأجابت :
" كنت أركب أحيانا فقد كانت لي صديقة في المدرسة شغوفة بركوب الخيل , وأصر أبوها على أن يدفع لي رسوم التدريب حتى أكون في صحبة دينييز وعندما تركنا المدرسة واصلت دنييز تعليمها في الجامعة وأنقطعت الدروس".
وأومأ قائلا :
" ينبغي أن تتدربي من جديد , ستجدين في غراي مدربا ممتازا لن يتردد في أصطحابك معه يوما ما ".
وخطر لتوني أنه يمزح , ونظرت أليه ولكنه لم يبد كذلك , وأبتسمت أمها وقالت :
" أن توني تعشق ذلك ! أليس كذلك يا توني؟".
وأصطنعت توني صوتا لا يعبر عن معنى , ثم أتجهت ألى المهر ثانية لتلقي عليه نظرة أخرى.
وسمع صوت سيارة كان غراي نفسه يقودها ألى الساحة الداخلية ونزل عن مقعد القيادة وأتجه ناحيتهم يقول :
" ها نحن على الطريق مرة أخرى , كل شيء تخلص من المبلل ويسير على ما يرام , أن دنكن , عامل ممتاز ولكن السيدة دنكن غاضبة , فقد أخرت زوجها عن عشاء الميلاد".
وتشبثت توني بباب الأسطبل فقد أثار ظهور ذلك الرجل المفاجىء قلقها وأضطربت دقات قلبها ,كان كل شيء هادئا وآمنا في الساحة ولكنه ظهر ليدمر الهدوء بخشونته المثيرة للقلق.
وقال بنيامين :
" كنت نتفرج على الجياد يا غراي! وبالمناسبة فأن أنطونيا تركب الخيل ويسعدها أن تصحبها في نزهة على ظهر الفرس عندما تستعيد كليمنتينا صحتها من جديد , وألتفت الرأس القاتم أتجاهها يقول :
" صحيح يا أنطونيا ؟ تسعدين بصحبتي؟".
منتديات ليلاس
وبدت كلماته غاية في المؤانسة , ولكنها أحست فيها بنغمة السخرية وعلقت :
" أكون في منتهى السعادة".
وسار الجميع أتجاه البيت ولزمن توني جوار بنيامين , وكانت تستطيع أن تسمع أمها خلفها تتحدث مع غراي الذي لم يبد أهتماما بحديثها .
كانت وجبة عشاء الميلاد قد قاربت نهايتها , وتوردت وجنتا السيدة وارين حياء من الثناء الذي حظيت به لجهدها , حتى توني التي كانت تعرف جيدا مهارة أمها في الطهو أبدت أستحسانها , كانت تجلس في موضع الشرف عن يمين بنيامين وزال عنها أنفعالها بالأضطراب من أثر الشراب الفاخر الذي قدمته شيرلي والفتاة الأخرى , كان كل شيء مفعما بالسعادة وبروح الأسرة , لم يكن ثمة ضيوف يتكلفون أو خدم مائدة تثير الأرتباك بالرسميات ولم تكن هناك كذلك صنوف من أدوات المائدة تثير الأرتباك, مجرد عشاء عادي تتناوله أسرة عادية , كان دومنيك يجلس ألى جوارها وأخته آن تجلس أمامها , وهي فتاة جميلة سمراء ذات عينين جادتين وكان هناك كذلك غراي لورنس , ولم تكن راغبة في أن تعتبره سويا بأي معيار ولو كان بالأمكان تجاهله لبدا كل شيء آخر ممتازا.