لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-10, 11:10 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- الهدية

وقالت السيدة وارين وهي ترفع صينية العشاء لتضعها على خزانة الملابس :
" أحسست بالقلق عليك تماما يا حبيبتي برغم أن بنيامين أكد لي أنك كنت في مأمن تام مع السيد لورنس , وأقترح هذا الشاب دومنيك أن يخرج ليستطلع أخباركما- هل أحضر لك مزيدا من الطعام؟".
كانتا تجلسان في غرفة النوم المخصصة لتوني بعد أن صمم العم بنيامين على أن تأوي ألى الفراش وكان قد رحب بها قائلا:
" يبدو على أثر الأرهاق يا أنطونيا ..... أخلدي ألى الراحة لتتمكني من المشاركة في الأحتفالات غدا".
منتديات ليلاس
وشكرته توني وكان آخر ما يخطر لها أن تجد نفسها في صحبة غراي لورنس بعد ذلك , فلقد لقيت منه ما يكفي ......... منذ أن صعد الدرج وكاد يصطدم بها وهي تلبس رداء الحمام الرقيق منذ أربع ساعات فقط بدت كأربعة أيام حافلة بالأحداث .... ولكن كان عليها أن تنسى ذلك .
وألتفتت ألى أمها التي كانت تعلق ملابسها في الخزانة المبنية في الحائط تقول :
"ضعيني في الصورة يا أمي ...... هل هناك آخرون يعيشون هنا؟ ومن هو دومنيك هذا الذي خرج يبحث عنا ؟".
كان غراي قد فتح باب السيارة وخاض ألى ركبتيه في الماء ثم أنحنى وحملها بعيدا عن البلل ثم ركبا سيارة لاندوفر نقلتهما ألى البيت , ولم يكن هناك مجال عندئذ للتعارف وبعدها عاد الرجلان ألى السيارة المحاصرة.
وقالت أمها :
" لا يوجد سوانا يا عزيزتي .. لكننا سنكون ستة أشخاص على العشاء غدا , بنيامين وأنت وأنا السيد لورنس ودومنيك فتش وأخته آن , ودومنيك هو مدير المزرعة ويسكن مع أخته في الأكواخ القريبة , لم أقابل أخته بعد وهي تعمل معلمة في المدرسة القريبة , أنه شخص جذاب يذكرني بشخص عرفته يوما ما لا أتذكر أسمه الآن ".
وأبتسمت توني أذ لم تضيع أمها وقتا في التعرف ألى الموجودين وتمنت لو كانت لها القدرة نفسها على كسب الصداقات , وسألت في لهجة رقيقة:
" ولكن لماذا تعجلت الحضور وتركتني هكذا؟".
" أنني آسفة ! حدث كل شيء عفوا ...... سافر بنيامين هذا الصباح ألى برمنغهام وترك لسكرتيرته السيدة جينيز تدبير الأمر وأتصلت بي جينيز هذا الصباح لتخبرني أن مدبرة المنزل نقلت ألى المستشفى لأجراء عملية عاجلة , وأستأذنتني في الحضور مبكرة بعض الشيء لأعنى بشؤون المنزل لأن الخادمتين الصغيرتين جديدتان لم تتدربا على العمل وطمأنتني السكرتيرة ألى أن السائق سيحضرك في تمام السادسة والنصف ويبدو أنني لم أسمع جيدا لأن السائق كان مع بنيامين ...... آسفة يا عزيزتي فقد سببت لك بعض العناء ".
" لا داعي للأسف .... فقد كنت مشغولة , وأنتظرت السائق ولكن جاءني ذلك السيد لورنس!".
ونظرت أليها أمها نظرة حادة , وسألتها :
" ما الخبر يا عزيزتي ؟ ألا تحبين السيد لورنس؟".
" لا! لا أحبه.... أنه أبغض رجل رأيته".
وأنحنت السيدة وارين , وأخذت تربت على أبنتها في أسترخاء :
" لا تتسرعي في الحكم يا عزيزتي! حدثني بنيامين عن السيد لورنس .......... كان زوج حفيدته .... التي قتلت في ذلك الحادث و.....".
" أعرف! شبيهتي على ما يبدو أن كل من يعرفها لا يصدق عينيه عندما يراني , أحس لو كنت شبحا ......".
وبدت الدهشة على السيدة وارين وقالت :
" لم أكن أعرف ذلك , ولعله يفسر , من الواضح أن لورنس كان يحب زوجته بدرجة كبيرة , ولقد تغير بعد وفاتها , كان فيما قبل شخصا أيجابيا , كما يقول بنيامين , ولكنه الآن صار شخصا معقدا وساخرا بل وعصبيا , هذا يقلق بنيامين كثيرا وخاصة أنه يعتمد عليه في العمل , بعد أن أحس بالكبر ويريد أن تمضي الأمور في يسر ".
ونهضت وقالت :
" والآن , نامي وأستريحي ليكون يومنا غدا يوما بهيجا ".
وتنهدت جذلة ,وقالت :
" تخيلي أننا نمضي عيد الميلاد في منزل جميل كهذا ......... أحب أن تتجولي في أرجائه ".
وأنحنت وقبّلتها قائلة :
" أسعدت مساء يا حبيبتي , أحس أن فصلا جديدا يبدأ في حياتنا".
وأبتسمت أمها وأنصرفت .
منتديات ليلاس
وجلست توني في الفراش وأستندت ألى غطاء الوسادة المطرز , وأخذ بصرها يتجول في الغرفة بأمعان , غرفة صغيرة مؤثثة أثاثا بسيطا , ولكن كل شيء ينبىء بالثراء , جدران خضراء تتناغم مع ستائر مزخرفة وفرش سرير يزدان بنقوش زهور البنفسج والسوسن والخشب الذي صنع منه المكتب وخزانة الملابس والأبواب المنزلقة والسقف المرتفع والسجاد الفخم على الأرضية , وقع بصرها على وعاء البسكويت المصنوع من الخزف النفيس على النضد الجانبي وعلى الترموس بجانبه وعلى كومة المجلات الصقيلة والمزهرية البيضاء الصغيرة المزدانة بنتوءات صغيرة..
لم يكن قد مضى على وجود أمها في المكان ألا ساعات قليلة ومع ذلك حدث تغيير كبير في سلوكها وبدت عليها مظاهر الثقة بالنفس في شيء من الأبتهاج , وكانت تتصرف كأنها المضيفة وأنها أعتادت هذا النمط من الحياة المترفة طوال حياتها , وخشيت توني ألا ترضى أمها بعد ذلك بحياتها في مسكنهما المتواضع بحي هورنس , وتنهدت وحاولت أن تنسى , كانت منهمكة تماما , وأطفأت المصباح , وسكنت ألى الفراش الوثير , وأستغرقت في النوم خلال لحظات , وأستيقظت لترى فتاة في الرابعة عشرة من عمرها تميل ألى الطول قليلة الخبرة , تلبس مريلة زرقاء من النايلون , كانت ترفع الستائر , وتسللت شمس الشتاء الباهتة ألى الغرفة من خلال أغصان شجرة جرداء خارج النافذة ونظرت بعينين طارفتين ودفعت بشعرها الذهبي ألى مؤخرة عنقها وجلست وقالت :
" أهلا! من أنت؟".
وأستدارت الفتاة في أبتسامة عريضة , وقالت :
" أنا شيرلي , أحضرت لك الفطور , وتعتذر السيدة وارين عن عدم مجيئها الآن فهي تحشو الديك الرومي وتنتظرك عندما تكملين أستعدادك ولكن لا تتعجلي!".
وأتجهت شيرلي ألى الباب بعد أن أبلغت الرسالة , ثم توقفت لتقول :
" أتمنى أن يكون لشعري لون شعرك , أنك تشبهين الصورة الفوتوغرافية التي في غرفة الجلوس , وكنت أظن أن المصور أعطى الشعر ذلك اللون , ولكنني أراه الآن بعيني لونا طبيعيا ".
وخرجت وأغلقت الباب خلفها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 11:25 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 




كانت صينية الأفطار على الطاولة المجاورة للسرير ورفعتها توني على ركبتيها , وأحست بشيء من الأرتياح عندما رأت ألوان الطعام, كمية كبيرة من التوست , وشرائح من الزبدة الطبيعية , بيضة كبيرة مقلية وطبق من المربى ثبتت عليه بطاقة كتب عليها :
" عيد ميلاد سعيد يا حبيبتي , أخلص التمنيات طوال العمر ".
كانت البطاقة بخط أمها , وأبتسمت توني , وسكبت لنفسها بعض القهوة .... لتستمتع بأيام قليلة من السعادة ما دامت قد وافقت على الحضور , ولكنها ينبغي أن تتجنب غراي لورنس قدر ما تستطيع لتوفر لكليهما الهدوء , عندما توصلت ألى هذا القرار الحكيم أطمأنت , وبدأت تتناول الفطور في رضى كامل .
وبعد أن أفرغت آخر نقطة من القهوة نهضت لتنظر من النافذة و لم تكن قد تعرفت على المنزل في الليلة الماضية وكان أنطباعها أنه منزل دافىء مريح تتوهج في ردهته نار المدفأة حيث كان بنيامين يجلس في الليلة السابقة على كرسي مزين بقماش قطني مطبوع , وأخذت تنظر الآن ألى المرج الأخضر الممتد , وأحواض الزهور الجرداء التي تنتظر فصل الربيع وتبينت أن مبنى الطرق البيضاء كان أحد المنازل القديمة في غلوشستر , قرأت عنه في يوم من الأيام في المجلات , يرجع تاريخه ألى أيام كانت تجارة الصوف تتركز في تلك المنطقة حيث ترى أغنام كوتزولد بكثرة على المزارع الممتدة , وبدت بعض الأغنام تنتشر على التلال الممتدة وراء الحديقة وظنت أن تلك كانت المزرعة التي تحدثت عنها أمها في الليلة السابقة والتي يديرها الشاب الذي أسرع لنجدتهم دومنيك وسوف تتناول العشاء معه وأخته في ذلك المساء ,وخطر لها أنه شيء جميل أن يتواجد أناس كثيرون منهم عازلا بينها وبين لورنس , وأنصرف بصرها عن المنظر الممتد خارج النافذة للحظة , ورأت من جديد شبح غراي لورنس بقامته الفارعة وشخصيته الساخرة المتسكعة تنظران في عينيها في تحد وكبرياء ..... وأحست برعشة بسيطة , وأتجهت ألى الحمام الملحق بغرفتها .
منتديات ليلاس
وأتجهت ألى الطابق الأرضي بعد ذلك بنصف ساعة ترتدي فستانها الجديد بلون القرفة الغامق والذي ينسجم تماما مع لون شعرها , وعندما وصلت ألى الدرج السفلي للسلم العريض المصنوع من خشب البلوط توقفت لتتفحص الردهة السفلية , وأدركت أن المنزل كان يشبه أحدى الصور التي تعرضها المجلات المصقولة , لم تكن الردهة ضخمة ولكن بدا كل شيء كأنه أكمل ما يكون من وعه , وأحسّت بأنها بحاجة ألى أن تعرف شيئا عن تاريخ صناعة الأثاث ,وسمعت صوتا يقول :
" أهلا , لا بد أنك أنطونيا ؟".
وأستدارت لترى شابا يقف عند المدخل خلفها يبتسم , كان أشقر البشرة يلبس بنطلون ركوب الخيل وسويتر من الصوف , وواصل يقول :
" أنك تبدين كأنك لوحة زيتية , أهبطي الدرج وأتيحي لي الفرصة لأقدم نفسي , لقد تقابلنا في الليلة الماضية ولكن في غمرة الفيضان وكنت في حالة سيئة".
وهبطت ما بقي من الدرج ومدت يدها تصافحه , وقال :
" أنا دومينيك فتش , فلاح وجنتلمان.......".
وأمسك يدها بكلتا يديه ونظر في حدة ألى وجهها وهو رأسه في عجب :
" أخبروني أنك صورة طبق الأصل عن المسكينة ميدج . ولكن يا لله! هذا شيء سخيف . لا تشغلك تلك الفكرة فأنك شيء آخر".
ردت له الأبتسامة وعرفت من هو الشخص الذي كانت أمها تعتقد أنه شبيهه .. كان من نفس طراز أدريان الذي رحل ألى أستراليا ,وأحست نحوه بعاطفة , وقالت:
" أشكرك على هذه الكلمات اللطيفة , أنني أشعر بالضيق عندما يحدق في كل شخص كما لو كان رأى شبحا .......".
وواصل يقول :
" أنت لست شبحا ".
وأطلق يدها على كره منه , وقال :
" هل أحتملت مغامرة الليلة السابقة ؟ قال غراي أنكما بقيتما هناك حوالي ساعة أو أكثر قبل أن أحضر لنجدتكما ".
وأحست بحرارة تسري في وجنتيها عندما تذكرت ما حدث على مرأى منه , وقالت :
" حقا ؟ لا أستطيع أن أقدّر الوقت فلقد فضلت أن أنام حتى تصل النجدة ".
وعلق قائلا :
" كان ذلك خيرا ..... فلقد خذلت غراي ..... وهو يستحق ذلك ...... أنه يعتقد أن أغراءه للنساء لا يقاوم ".
وسألته :
" وماذا حدث للسيارة؟".
" ما زالت هناك في حدود معلوماتي , كان من العبث أن نحاول سحبها في الظلام ولذلك أكتفينا بأخطار الشرطة بمكانها , وقد وضعت عددا من الفوانيس الحمراء على الطريق , يا لسؤ حظ غراي ! فالسيارة جديدة لم يمض على شرائها أشهر قليلة ولا بد أنه تأثرا كثيرا ".
وأبتسم للمرة الثانية أبتسامة عريضة , وأحست بشيء من الحقد في صوته وهو يواصل :
" ومع ذلك فهو الذي خاض بها في الماء..... أنه لا يلوم ألا نفسه !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 09:25 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحول الحديث قائلا:
" أذن حضرت لتمضية عيد الميلاد في هذا المستنقع ؟ لم يكن على لسان بنامين سواك خلال الأسبوعين الماضيين , أنه يحب العائلة بطبعه لكنه ظل يعيش وحيدا حتى ظهرت حادثة ميدج حطمت قلبه لفترة طويلة ".
" هل كنت تعرفها؟".
منتديات ليلاس
" بالطبع , كل منا كان يعرفها , كانت سيدة بالفعل ".
وأرادت توني أن تعرف المزيد عن أبنة العم فقالت :
" كانت حادثة , وكانت تقود بنفسها؟".
وأومأ دومنيك :
" نعم!".
وسمع صوت حاد ينادي أسمه من أعلى الدرج , فنظرا ألى أعلى ورأيا غراي بوجهه القاتم هناك , وأحست توني بشيء من الأرتباك ,ولكن دومنيك أبتسم قائلا:
" أهلا ...... أيتها الشمس المشرقة , عيد ميلاد سعيد".
وهبط غراي الدرج أتجاههما , ووقف ينظر أليهما في برود ثم ركز بصره على دومنيك يقول :
" أين كنت ؟ بنيامين ينتظر أن تقدم أليه التقرير ".
وأرتفع حاجبا دومنيك في حركة مضحكة , وقال :
"يا عزيزي ! يا عزيزي! هل أنا حيوان مربوط ؟ الأفضل أن أصعد لألوذ بالأمان , سأراك فيما بعد يا حبيبتي ".
ولمس كتف توني في خفة , وصعد الدرج مسرعا , ووقف غراي هناك ينظر ألى توني بصمت , ولما لم تستطع أحتمال الموقف لفترة أطول , قالت :
"عيد ميلاد سعيد يا سيد لورنس ".
ودهشت أذ رأته يبتسم أبتسامة حقيقية دونما سخرية وخمنت أنها لا بد أن تكون بركة عيد الميلاد , وقال :
" وعيد ميلاد سعيد لك يا أنطونيا , هل تحسنت بعد محنة الأمس؟".
" ن..... نعم ....... أشكرك .... لم تكن محنة حقيقية فلقد تم أنقاذنا في وقت قصير ".
" قصير جدا بالنسبة أليك ؟ هل كنت تودين أن يطول ذلك الموقف الشاعري ؟ قد نكرر المشهد يوما ما بشرط ألا تغرق سيارتي أثناء ذلك".
وتجاهلت طريقته الساخرة وقالت :
" آسفة لما حدث للسيارة , وآمل ألا يكون التلف كبيرا ".
وهز كتفيه , قائلا:
" أعتقد أنها ستبقى صالحة للعمل".
وحاول أن يغير مجرى الحديث , قائلا:
" أخشى أن أكون قد قطعت حديثا وديا بينك وبين الصديق دومنيك , لقد تصادقتما سريعا".
وأحمرت وجنتاها خشية أن يكون قد سمع ما دار بينهما من حديث أو على الأقل الجزء الأخير منه , وقال :
" نعم سمعت بالفعل ما تتحدثان عنه ولا ألومك بالطبع ولكني أكون ممتنا أذا سألتني أي سؤال تودين عن المرحومة زوجتي ".
وأحست بأنه صفعها على وجهها ولم يعطها الفرصة لتجيب , وقال في أجب :
" هل قام أحد بتعريفك بالمنزل؟".
وأجابت :
" لا! ليس بعد, نزلت منذ وقت قصير بعد أن تناولت فطوري في الفراش , لم أتعود مثل هذا الترف".
" سوف تتعودين على كل شيء في وقت قصير , بأي شيء نبدأ؟".
كانت تود أن تقول : من أي مكان , بعيدا عن تلميحاتك الفظيعة الساخرة ولكنها قالت :
" عرفت أن أمي مشغولة في المطبخ وبوسعي أن أساعدها ولكنني لا أعرف أين المطبخ؟".
" لا تشغلي نفسك بذلك ! فأن زيك لا يناسب العمل أمام الموقد الساخن , أنه زي جميل.........".
وأضاف في أبتسامةة ساخرة :
" المظاهر خادعة حقا!".
وأحست توني بأنه ضايقها بما فيه الكفاية , وأعتراها الغضب قائلة:
" أسمع يا سيد لورنس ! ربما كانت لديك أسباب تجعلك تعاملني بهذه الطريقة , ربما تجد سرورا في أن تهاجمني وتهينني , ولكنني غير راضية على الأطلاق عن ذلك".
ورفع حاجبيه قائلا:
" أهينك؟ أنك تسيئين الظن بي....... أنني لا أحاول بتاتا أن أهينك , أرجو أن تكوني تعنين بذلك أنك لا تعرفين قواعد اللعبة ؟".
منتديات ليلاس
" أي لعبة ؟".
" هناك لعبة واحدة يمكن أن تكون بين أي رجل وفتاة ".
" حسنا.... أنني لا قواعد اللعبة , وفي قرارة نفسي أنا فتاة ريفية ألم أقل لك ذلك؟ بل أنني لا أريد أن أتعلم تلك القواعد ".
وأبتسم وهو لا يكاد يصدق , وقال :
" ولكن لا تنتظري مني أن أصدق ذلك , ليس من فتاة مثلك!".
وردت عليه في تحد :
" وأي فتاة أنا ؟".
وتغيرت ملامح وجهه فجأة بطريقة مخيفة , وذهبت السخرية الرقيقة لتحل محلها الصلابة وقال :
"أنك تتعلمين سريعا يا آنسة أنطونيا وارين , هيا , سأطوف بك البيت".
وأمسك بمرفقها وقادها عبر الردهة , وظلت للحظة تفكر كيف تجذب ذراعها بعيدا , ولكن أصابعه كانت كالفولاذ من خلال نسيج كمها .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 09:41 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيكي العافية امل

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 10:00 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت رحلة التعريف بالبيت شيئا مخيفا , فقد أخذ يفتح الأبواب المؤدية من الردهة واحدا بعد الآخر ويقول:
" هذه هي غرفة المكتب يستخدمها بنيامين كمكتب وخلوة , أما هذا الباب فيفتح على غرفة الصباح ووراءها المستنبت الزجاجي , وهذه غرفة الطعام , أما هذه الردهة فتؤدي ألى المطاعم وألى غرفة التقطير ".
وحاولت أن تخفف الجو فقالت :
" أشعر أنني أحترت تماما , بيتنا في ديفون بأجمعه يوازي غرفة واحدة من هذه الغرف".
منتديات ليلاس
وفتح الباب الأخير , وقال :
" وهذه هي غرفة الجلوس".
ووقفت تتفحص الغرفة الطويلة الفاخرة بأبوابها العريضة , وهنا كان الثراء الحقيقي يتمثل في السجادة والستائر والكراسي والأرائك , وفوق النوافذ الطويلة كانت نافذة مروحية غطيت بزجاج ملون بالألوان اللآليء الغامقة , وكانت هناك مناضد جانبية مطعمة بدقة وخزانات ذات واجهات مقوسة لها أبواب زجاجية تسمح برؤية التحف من الفضة والصيني , كانت هناك تحفة كريستال تتدلى من السقف تتلألأ كأنها خيوط العنكبوت طعمت بقطرات الندى , وشدها صوت غراي لورنس الجاف ألى الأرض من جديد وهو يقول :
" حسنا؟".
وعلقت في تعجب :
" أنها أجمل غرفة رأيتها في حياتي , لا يمكن الجلوس فيها بالتأكيد , أقصد ليس في مثل هذا اليوم أو العصر , أنها معرض يكفي منه المشاهدة".
ورفع حاجبيه القاتمين , وقال :
"هناك البعض ممن لا يأخذونها هكذا ... ... بل يعتبرونها جزءا متمما لشخصيتهم , ومرآة يرون فيها جمالهم الشخصي".
وتقدم عبر الغرفة ألى المدفأة العالية المصنوعة من المرمر وأمسك بصورة فوتوغرافية داخل برواز من الفضة , وقال في حدة:
"ها أنت هنا..... والآن هل تفهمين لماذا أثار ظهورك ما أثاره من أنطباعات ؟".
وأخذت منه الصورة , وأمسكت بها بين يدين ترتعدان ....... وحملقت فيها وأحست بأحساس غريب وهي تتفحص وجه المرآة التي ظن أن بينهما شبه كبير , الشعر الأحمر الذهبي البراق والبشرة الشقراء و القوام , وما تبقى ......... وهزت رأسها , وأعادت الصورة ألى غراي قائلة:
" لا أنكر وجه الشبه بالطبع! ولكنني لا أظن أنه يستحق تلك الأثارة , أن لها جمالا حقيقيا لا يوجد لديّ".
وأعاد البرواز الفضي ألى المدفأة وقال :
" أنك لا ترينه لأنك معتدة عليه , ترينه في المرآة , ولكن هل خطر لك أنك لا ترين نفسك أبدا كما يراك الآخرون؟ وأنك ترين نفسك فيما يسمونه قلب الصورة أما أذا وضعت صورتك ألى جوار هذه الصورة فسوف تقدرين ما أقول".
" هذا شيء فوق طاقتي , ومع ذلك أظن أنني لست على هذه الدرجة من الشبه ب........ميدج".
وعندما أستدارت وجدت أمها عند المدخل وقد علاها شيء من الخجل والسعادة, كانت تحمل بعض الأغصان الخضراء , وقالت :
" توني ......... حبيبتي ...... أنت هنا ؟ كنت أبحث عنك ؟ عيد ميلاد سعيد ولك يا سيد لورنس ".
وواصلت تقول :
" طلبت ألى البستاني أن يقطع هذه الأغصان , ولا أستطيع أن أدخل بها حتى لا يتساقط منها شيء على السجادة الجميلة في الردهة لأننا سنتناول عشاءنا هناك".
فجأة قال غراي :
" آسف , أنا مضطر للأستئذان".
وأومأ لهما وأنصرف من الغرفة.
وتنهدت السيدة وارين في سعادة وقالت :
" أنه رجل يثير الأهتمام ".
منتديات ليلاس
وأنفجرت توني تقول :
" أراك مستعدة لأمتداح الشيطان لو كان مقيما في قصر الطرق البيضاء ".
وألقت بحملها من الأغصان على أرض الردهة وقالت :
" ها هي يا عزيزتي , أذا جئت معي ألى المطبخ أريك مكان السلم , وتستطيعين أن تضعي بعض الأغصان حول الدرابزين , أنا واثقة أنك ستضعينها بطريقة جميلة".
وأتجهت ألى المطبخ , وتبعتها توني شاردة بفكرها- لولا ذلك الموقف السخيف من غراي لورنس لأستمتعت حقا بأقامتها في تلك الفترة ولكنها كانت تحس بالتوتر وبخوف لا تعرف مصدره كما لو كانت حياتها تتسرب رغما عنها .
وتخلصت من بعض قلقها وهي تزين الردهة وألقت بكتلة خشبية في النار وأختلط عطر خشب شجر التفاح بأريج خشب الصنوبر , كانت الردهة هادئة ألا من قرقعة الكتل الخشبية في الموقد تقطع الصمت بين حين وآخر , وصارت تقطع وتقص الأغصان وتصعد وتهبط على السلم تضعها حيثما أستطاعت , خلف قرون الوعل والسيوف القديمة المعلقة في أغمادها المصقولة بين أعمدة الدرابزين المنقوشة تتدلى من البهو فوقها بحبال وتضع أكليلا جميلا للساعة الأثرية العالية .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماجري لوتي, الماس اذا التهب, marjorie lewty, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الرومانسية, روايات عبير القديمة, the fire in the diamond
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية