كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأنقطعت الرسائل بعد فترة , ونسلمت أمها في السنة الماضية رسالة من والدة أدريان تخبرها فيها بزواجه , وحزنت توني وأحسّت بالضياع نسيت الموضوع ولكن صورة أدريان بقيت بشكل غريب أمير الأحلام.......
وألقى غراي لورنس عليها نظرة سريعة قائلا:
" أنت بخير ؟ لن يغمى عليك من جديد؟".
وأستجمعت قواها وقالت:
" بخير تام , أشكرك!".
وبدأت السيارة تشق طريقها في الشوارع الضيقة خلف طريق الكنيسة البيضاء , ثم توقفت أمام باب خشبي قديم لا يحمل أية علامة مميزة , قال غراي :
" ينبغي أن تأتي معي......... لا أستطيع أن أتركك وحدك!".
وقالت في سذاجة :
"لماذا؟".
وأجاب :
" يمكن أن تحدث أحداث غريبة للسيارة في مثل هذا المكان".
" ولكن أذا كان هناك شخص ما بالسيارة فأن شيئا لن يحدث".
منتديات ليلاس
ونظر أليها نظرة عابسة , وقال :
" أذا كان من ينتظر بالسيارة مثلك فمن المؤكد أن يقع ما أخشاه ...هيّا !".
وهزت كتفيها , وأطاعت , وأحكم أغلاق السيارة وسار أمامها وصعد درجا قديما ألى غرفة قديمة بالية وتبعته تونيوهي تنظر حولها في أهتمام ........ أذا هذا هو المصنع الخاص بشركة وارينز , المكان الذي صنعت فيه الدبابيس اللامعة والخواتم التي رأتها في بوند ستريت , وفي ضوء المصباح الوحيد رأت الأرض الخشبية العارية وصفا من المناضد على ثلاثة جوانب من الغرفة كل منها ينعزل عن الآخر بواسطة حواجز , أما على الجانب الرابع من الحجرة فكان هناك معدات أثقل , ضخمة , تقبع في الظلال ,وتحت الضوء جلس الشخص الوحيد الذي يشغل الغرفة ونهض فور دخولهما ,كان متوسط العمر يميل ألى السمنة له شعر خفيف يلبس مريلة بيضاء سميكة.
وعبر غراي الغرفة أتجاهه قائلا :
" أهلا يا جو ...... آمل ألا أكون حرمتك من المشاركة في تزيين شجرة عيد الميلاد لأطفالك!".
" أهلا سيد غراي ...... أنني أترك هذا اللهو لزوجتي , وكان لا بد أن أنهي كل شيء , أتصل بس السيد بنيامين وأخبرني أنك آت لتأخذ معك بعض الأنتاج ".
وفتح درجا وناول غراي طردا صغيرا صغيرا وضعه بعناية في جيبه الداخلي وسأل جو قائلا:
"ألم يقل السيد بنيامين شيئا عن سبب رغبته في هذه القطعة الثمينة في البيت؟".
" لا لم يذكر يا سيد غراي".
ونظر جو عبر كتفي غراي ألى حيث كانت توني تقف وقال :
"أستميحك عذرا يا آنسة ! فالواقع أنني لم أرك!".
ونظر غراي حوله وقال :
"نسيت أن أقدمكما ... أنطونيا !هذا هو جو لايتمر الذي يعرف كل شيء عن أسرار صناعة المجوهرات والذي يعرف كل شيء عن أسرار صناعة المجوهرات والذي له الفضل في أن تقف شركة وارينز على قدميها , وهذه هي الآنسة وارين يا جو حفيدة أخ السيد بنيامين وهي تمضي عيد الميلاد معنا".
ومدت توني يدها لتصافح جو الذي كان يبدو حرفيا من الطراز الأول .
وأخذ جو لايتمر يدها وهو لا يصدق عينيه وألتفت ألى غراي قائلا :
" لا أكاد أصدق يا سيد غراي أنها تبدو كما لو كانت.........".
" كما لو كانت زوجتي عادت عادت ألى الحياة! نعم يا جو أعرف ذلك ".
وأرتبك جو قائلا:
" آسف يا سيد غراي ... لم يكن لباقة منني أن أقول ذلك , ولكنني أخذت بالمفاجأة ..... آسف !".
" لا تشغل بالك يا جو شعرنا جميعا بالأحساس نفسه , ولكننا بدأنا نعتاد عليه ..... أليس كذلك يا أنطونيا ؟".
كانت نظرته أليها خبيثة ألى حد ما ولم تجب وأتجهت ألى منضدة العمل أسفل المصباح الوحيد حيث جلس جو , تدقق النظر في الطاولات الصغيرة وفي الأدوات التي تتدلى من الرفوف المثبتة على الحواجز ..... مطارق ومبارد ومناشر ومطارق خشبية وأشياء أخرى ...... كان كل شيء بحجم صغير وقالت :
" أنه شيء يبهر البصر! وهل كل الأشياء الجميلة التي رأيتها في بوند ستريت صنعت هنا؟".
وأجاب جو :
" كلها صنعت هنا يا آنسة ..... صنعناها بأنفسنا ... ما عدا الساعات فهي تأتي من سويسرا ..... هل تريدين ألقاء نظرة على هذه يا آنسة وارين ؟ لقد وصلتنا اليوم فقط".
ولكن غراي تقدم ألى دائرة الضوء حول المنضدة , وقال :
" آسف يا جو لنؤجل ذلك ألى زيارة ثانية فأمامنا رحلة طويلة".
منتديات ليلاس
وأسرع جو يقول :
" طبعا يا سيد غراي , لم أنتبه لذلك , وربما أحضرت الآنسة وارين مرة أخرى , هذا أذا كنت تحبين أن تري ما نصنعه هنا يا آنسة!".
" الواقع أنني أحب ذلك بالفعل ".
وغادرا لندن سالكين الطريق العمومي للسيارات , وقد ركز غراي أهتمامه على القيادة , وكان المرور في ليلة عيد الميلاد مزدحما والمطر ينهمر .
وجلست توني على مقعدها في السيارة في أسترخاء كامل , ربما كانت تود أن تسأل عن طول الرحلة وعن الزمن الذي قد تستغرقه ولكن الرجل لم يكن يظهر أي رغبة في الكلام , وركزت بصرها على الطريق وكانت أضواء السيارات المقبلة من الأتجاه المضاد تخطف البصر ثم تختفي , وأستسلمت للنوم , وعندما فتحت عينيها وجدت أنهما كانا تركا طريق السيارات , وأخذا يقودان في بطء أكثر على طول طريق ضيق يهبط ويرتفع ويدور ويتلوى , وجلست تجيل النظر.........
|