لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-10, 05:13 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبدأ الناس يقدمون على قاعة الطعام ومعظمهم مما ينم ملبسهم وسلوكهم عن الثراء , وأصطحب واحد أو أثنان منهم سيدات أنيقات وحرص الكثيرون منهم على تحية بنيامين كأنه من مشاهير رجال السياسة وأستمتعت توني بذلك , فقد بدا عمها الكبير شخصية مرموقة في غرب لندن , وكان بنيامين يركز أهتمامه على توني وقام بدور المضيف الممتاز فجعلها تحس بالأرتياح الكامل , وعندما جاء دور القهوة أحست بالأسترخاء وبالخلو الكامل من القلق , وعندئذ قال بنيامين :
" والآن يا أنطونيا .... حدثيني بالتفصيل عن أسرتك".
منتديات ليلاس
وحدثته بكل ما يثير أهتمامه , فقالت :
" أعرف أن جدي – شقيقك – تزوج من سيدة بولندية بعد الحرب العالمية الأولى , توفيت بعدما ولدت أبي , وكان أبي يتحدث عن طريقة تربية أبيه ليكون فنانا مثله وكيف كانا يتجولان معا في أوروبا ليريا اللوحات العجيبة والنحت والمباني , لم يكن لهما بيت خاص طوال حياتهما , وأعتقد أن أبي لم يحصل على أي قدر من التعليم _ أقصد التعليم المدرسي وكان يمزح ويقول : أنه لا يستطيع أن يجمع أثنين وأثنين , ولكنه كان يتحدث في الأدب والفلسفة والموسيقى والفن , وأعتقد أنه تعلم ذلك من خلال مصاحبته لأبيه طوال الوقت , وسمعت أبي مرارا يقول : أن أباه لم يكن حريصا على المال بل ربما كان يحتقر النقود مما يبدو شيئا غريبا لي".
وعلق بنيامين وارين :
" ولكنه ليس كذلك بالنسبة ألي .... أكملي".
" الحق أنني لا أعرف أكثر من ذلك , كان ذلك قبل مولدي نزمن طويل ".
وسألها في صوت خفيض:
"هل تعرفين كيف لقي جدك حتفه؟".
" لا , ولكنني أعرف أن أبي كان معه , وكان يقوم على تمريضه وأن ذلك حدث في روما وبعدها ذهب أبي ألى باريس ليعمل في رسم اللوحات وهناك قابل أمي وتزوجها , وقبيل الحرب مرض أبي وكان عليه أن يعيش في منطقة ذات هواء متجدد فرجعا ألى لندن ليعيشا في كوخ صغير في منطقة ديفون حيث ولدت , وأعتقد أن مولدي كان مفاجأة لهما".
" وهل ما زال أبوك هناك؟".
وبدا عليها الحزن , وقالت:
" لا! بالطبع مات أبي منذ أكثر من عامين بقليل وعند ذاك حضرت مع أمي ألى لندن , كانت تتمنى دائما أن تعيش في لندن حيث فرصة العمل أيسر وهذا هو كل شيء ...... هل هذا ما أردت أن تعرفه؟".
وأخرج بنيامين منديلا أبيض مطويا من جيبه وأخذ يقوم بتلميع زجاج المونوكل في تباطؤ وأعاد المنديل ألى جيبه وقال:
" أشكرك يا أنطونيا ولن أستطيع بحال أن أجعلك تفهمين مدى ما تعنيه هذه المقابلة لي كأنني بها أستعيد خيطا من شبابي , كنت وأخي لا نفترق وأصبت بصدمة قاسية عندما أختلف مع أبي ورفض أن يشارك في عمل الأسرة وتركها ليصبح فنانا , ولم يكن بوسعي عند ذاك أن أفعل شيئا لأمنع ذلك وكان أبي يتصرف في الأسرة كأنه حاكم مستبد".
وصمت لحظة قصيرة , وقدرت توني أنه كان يعود بذكرياته ألى الماضي البعيد ونسي أنها تجلس أمامه وسرعان ما رفع رأسه يقول:
" أعذريني! والآن حدثيني عن نفسك!".
" أنا لا أستحق هذا الأهتمام , عمري 21 عاما , وتدربت كسكرتيرة وأعيش مع أبي في شقة في حي هورنسي , عملت خلال العامين الأخيرين في وظائف مؤقتة في لندن..... هذا كل شيء".
ولمعت عيناه وقال :
"هذا وصف مختصر جدا , وماذا عن صداقاتك ؟ أنك جميلة للغاية ولا يعقل ألا تكون لك صداقة من بين الشباب".
" هذا أطراء منك ! ولكن ليس لي صديق بذاته كان هناك أحدهم في ديفون نشأنا معا وكنا نذهب ألى المدرسة سويا , ولكن أبويه هاجرا ألى أستراليا ورحل معهما , وهكذا أنتهت علاقتنا , ومنذ أن حضرت ألى لندن لا يوجد شخص معين".
وأبتسمت عبر المائدة أتجاه بنيامين وقالت :
" أعتقد أنني أنتظر أمير الأحلام".
وكان الغريب في تلك اللحظة بالذات أنها رفعت بصرها لتجد غراي لورنس يتجه أليها وقد قطب جبينه , وعندما وصل ألى المائدة نظر ألى بنيامين ثم نظر ألى توني وفي عينيه تعبير غريب عابث.
ونظر بنيامين ألى غراي قائلا:
" هل من جديد – يا غراي؟".
" أتصل بولستون منذ لحظة للمرة الثانية يا سيدي ويبدو أنه قلق بخصوص عقد الأيجار ويقول أنه يريد قرارا نهائيا في موعد أقصاه الغد , وفكرت في أخطارك على الفور فربما تكلفني بجمع بيانات أخرى ".
منتديات ليلاس
وتنهد بنسامين وقال :
" العمل! ألا أستطيع أن أصطحب فتاة في أحد المطاعم بدون أن – يقطع عليّ العمل ذلك".
ونظرت توني ألى ساعتها وقالت :
" أعتقد ينبغي أن أنصرف الآن وألا تأخرت على عملي".
" هكذا يا عزيزتي؟ أذا سيدبر لك غراي سيارة أجرة , هل أعددت لها السيارة يا غراي؟ سوف تلحق بك أنطونيا".
ونهضت توني ونهض بنيامين كذلك وأمسك بيديها وهو يقول:
" أنك لا تعرفين يا طفلتي العزيزة كم كانت هذه المفاجأة سارة لي , وأنني أتطلع ألى الأحتفاء بك في منزلي قريبا بعيدا عن جو العمل هذا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-09-10, 05:34 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وتراجعت ألى الخلف قليلا أذ لم تكن قد تهيأت لذلك , كانت تعتقد أنها بعد أن أخبرت بنيامين بكل ما تعرفه عن أخيه الذي توفي منذ زمن طويل لن يكون بحاجة ألى الأهتمام بها بعد ذلك , ولم تكن هي راغبة في أن توثق صلتها بالسيد وارين ألى أبعد من ذلك , لم يكن عالم الثراء عالمها ولم تكن حريصة على أن تنتمي أليه , وقالت:
" أنه لفضل كبير منك أن توجه أليّ الدعوة وأشعر بشيء من النكران أذ أخبرتك أني مضطرة للرفض , ولكنك قد قد تقدر أننا , أمي وأنا , نعيش حياة هادئة للغاية , لم نعتد كل هذا النمط من الحياة ....... لقد أستمتعت بمقابلتك للغاية وبدعوتك لي ألى الطعام وبكل شيء".
منتديات ليلاس
وأبتسم أبتسامة لطيفة تدل على الفهم ,وقال :
" ولكنك بهذا تكونين سندريللا التي تعترض! ".
وأومأت وقالت :
" أرجو ألا تتضايق ..... كنت كريما ورقيقا معي ....".
ووضعت يدا على ذراعها وقالت :
" أشكرك يا مستر وارين وأرجو أن .......".
وتذكرت فجأة المرأة التي قتلت , وهي الحفيدة التي قال غراي لورنس أن بنيامين كان يحبها , وواصلت تقول :
" أرجو أن تسعد في حياتك ".
وأحست بأنفعال جعلها تنحني وتقبل وجنته , وهمست :
" وداعا ".
وغادرت قاعة الطعام.
كان غراي لورنس يقف خارج المحل وألى جواره سيارة تكسي تنتظر ومحركها يدور , وفتح لها باب السيارة , وقال :
" ألى اللقاء يا آنسة وارين , ليس لدي شك في أننا سوف نتقابل قريبا".
ورفعت رأسها في ثقة تقول :
"ليرتح بالك! رفضت بحزم دعوة عمي الرقيقة لزيارته , وسيكون هذا لحس الحظ لقاؤنا الوحيد".
وصعدت ألى التاكسي وقالت :
" وداعا يا سيد لورنس !".
وأستدار السائق يسألها :
" ألى أين يا آنسة؟".
وأعطته عنوان أحد مكاتب التأمين في المدينة وشق التاكسي طريقه بدون أن تنظر ألى الوراء , وأحست بشيء من الأسف لأنها لن ترى عمها الكبير بنيامين مرة أخرى وأن كانت قد أحست بأرتياح كبير لأبتعادها عن لورنس البغيض .
توقفت توني وهي في طريقها ألى البيت لتشتري بعض الأزهار هدية لأمها , فقد ضاعت فرصة العمل ولم يعد هناك أمل من وراء المقابلة وخشيت أن تصلب أمها بشيء من الأحباط لتلك النهاية لأحلامها .
وما كادت تفتح باب الشقة حتى أحست بأن هناك بعض التغيير .... كان وعاء الزهور يزخر بأعداد كبيرة من القرنفل الأحمر تحيط بها أوراق السرخس , وعبق جو الغرفة برائحة القرنفل وقد تخللتها بقايا من دخان السكاير , ولمحت على الطاولة الصغيرة المجاورة للمدفأة بقايا شاي قدم لشخصين .
وجاءت السيدة وارين من المطبخ وقد أحمرت وجنتاها وأتجهت أليها توني تعانقها , وتقدم أليها زهور شقائق النعمان التي أحضرتها وهي تقول :
" أحضرت لك هذه يا ماما ولكن يبدو أن لا حاجة بك أليها".
وأجابت أمها :
" أشكرك يا عزيزتي ! أنها جميلة للغاية .... سأذهب وأضعها في ماء..".
وسارت توني في أثرها ألى المطبخ تقول :
" من كان عندك من الضيوف يا ماما ؟ أعتقد أنني يمكن أن أحزر!".
وأبتسمت السيدة وارين في سعادة قائلة :
" نعم تستطيعين أن تخمني يا عزيزتي , كان هنا السيد بنيامين وارين بنفسه وجاء في سيارة ليموزين ,ولحسن الحظ كنت قد فرغت للتو من خبز الكعكات التي تفضلينها , وقد أحبها بنيامين ..... وطلب مني أن أناديه بأسمه بلا ألقاب ".
وحملت المزهرية ألى غرفة الجلوس ووضعتها على رف الموقد ووقفت تنظر أليها في أعجاب.
وغاصت توني في أحد الكراسي وقد بدا أن أحداث ذلك اليوم كانت فوق طاقتها , وقالت في وهن :
" لم يقل لي أنه سيجيء لزيارتك !".
منتديات ليلاس
" لا , أعتقد أن الزيارة خطرت له فجأة , وأخبرني عن أصطحابه لك ألى المطعم! أنه معجب بك جدا يا توني وظل يردد لي أعجابه بك وكيف أنه مسرور لأنك قدمت نفسك أليه".
وقالت توني في بطء:
" لم أفعل ذلك بالضبط يا ماما – أنما أنت التي فعلت ذلك , وكنت أتمنى لو لم تكتبي تلك الرسالة وتسلميها أليه بدون أن تخبريني أذ وضعتني في موقف محرج تماما".
وتجاهلت السيدة وارين ذلك التأنيب فقد كانت في أوج سعادتها وقالت :
" أنه ليس كما تصورته على الأطلاق ..... كنت أظنه رجلا قاسيا متحجر القلب كرجال الأعمال ولكنه غير ذلك بالمرة ...... مهذب وساحر بل بالفعل يمثل الأصالة وكرم الأصل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 06:27 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتنهدت في سعادة وواصلت تقول :
" تحدثنا في أشياء كثيرة – وكان شغوفا بأن يعرف الكثير عن عمل أبيك , وطلب أن يعرف كل شيء عن حياتنا في الكوخ , وعندما أخبرته أن القسيس قبل عن طيب خاطر أن يخزن اللوحات تحت سطح المنزل قال أنه سيذهب ألى ديفون في يوم من الأيام ليراها , أليس ذلك شيئا لطيفا ؟".
وتمتمت توني :
" لطيف للغاية".
وواصلت الأم تقول :
" وأخبرني بكل شيء عن أسرته وهو يعيش وحده الآن ... أليس غريبا أنك تشبهين تماما حفيدته ؟ باشر تربيتها منذ كانت في سن الطفولة المبكرة عندما مات أبواها فقد راحا ضحية كتلة جليدية وهما يمارسان رياضة التزحلق في النمسا , وللأسف قتلت هذه الحفيدة في حادث أصطدام سيارة منذ عام أو عامين , يا لها من مأساة ! هل تصدقين يا توني أنه يشعر أنك نعمة أرسلها له القدر لتحلي محلها ؟".
وأنفجرت توني تقول :
" أسمعي يا أمي ! أحس بأنك فرحة للغاية ولا أحب أن تشعري بالأحباط ولكنني أقول أن الموضوع لن يسير هكذا , أحببت السيد وارين فهو شخص رقيق للغاية ولكنني لا أريد أن تلتف حولي عصا سحرية لأتحول ألى صورة أخرى , لا أريد أن أغير شيئا ما في حياتي , أنني سعيدة هنا معك , ولقد وفرت لنا بيتا يحوطه الدفء وسوف يزداد دخلي عما قريب , ويكون لنا بيت صغير تمتلكه في النهاية , ولعلك تذكرين كيف كان أبي يقول : الأشياء التي يحصل عليها الأنسان بالجهد هي الأشياء التي ينبغي أن يحرص على أقتنائها – ولذلك لم يقبل بتاتا بأن يلجأ ألى بنيامين وارين ليطلب منه المساعدة عندما طلبت أليه , بل أراد أن يعتمد على نفسه وألا يستند ألى دعم أحد أقاربه الأثرياء , وهذا هو شعوري أنا أتجاه هذا الموضوع ".
منتديات ليلاس
وتبع ذلك صمت طويل كانت السيدة وارين تحدق خلاله في توني وهي لا تكاد تصدق , وقد تدلت شفتاها الرقيقتان وقالت:
" ولكن لا يعقل أن نتجاهل تماما ما حدث!".
ونظرت توني ألى وجه أمها الذي أعتلته الدهشة , وأدركت أن أمها كانت كطفل يبني قصورا في الهواء وأنها تعاني تماما كما يعاني الطفل عندما تنهار تلك الآمال , وأومأت في كآبة قائلة :
" أخشى أن هذا هو الذي سوف يحدث وهذا هو ما كان أبي يتمنى أن يراني ألتزم به , لو كان الأمر قاصرا على ألتحاقي بعمل في الشركة لقبلته كما وعدتك ولكن هذا التفكير الجديد شيء لا يحتمل النقاش فقد حفر الرجل الذي أجرى لي المقابلة من شأني تماما .....".
وأنفعلت في شيء من الغضب عندما تذكرت كيف تمت المقابلة والطريقة المتغطرسة التي رفض بها طلبها , وأدركت أن وجه الشبه بينها وبين زوجته ربما كان وراء طريقته الفظة التي تصرف بها , ولكن ذلك لم يكن عذرا كافيا لما حدث , ووالت تقول :
" وهكذا يا ماما أذا كان بأستطاعتي أن أكسب معاشي من العمل في الشركة فما كنت أسمح بتاتا بأن أعامل بشيء من التدليل لأن ذلك ما يحدث الآن أرجوك أن تفهمي!".
وأومأت السيدة وارين في بطء وقالت :
" أنني أشعر تماما بما تشعرين به يا توني ! والواقع أنني لم أعش مع أبيك طوال تلك السنوات بدون أن أتعلم ما يعنيه الأستقلال".
وأستدارت لتكدس الأطباق فوق بعضها وأخذت تزيل بقايا الطعام بيد مهتزة من العصبية وقالت :
" فقط أرجو أن تعرفي يا حبيبتي أن السيد وارين دعانا لقضاء عيد الميلاد معه في بيته بمقاطعة غلوشستر ولقد قبلت الدعوة , فماذا نقول له؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 06:53 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- الظلام الدافىء

وخلال الأسابيع الباقية قبل عيد الميلاد ظلت توني تقنع نفسها بأن تقبل دعوة بنيامين لتظل أشراقة السعادة بادية على وجه أمها , وأتخذت السيدة وارين خطوات عملية أستعدادا للزيارة.
" أنك بحاجة لبعض الملابس الجديدة يا حبيبتي توني , قررت أن تقضي السبت في المدينة لتشتري ما لنشتري ما نريد بالنقود التي وفرناها لقضاء الأجازة في أسكتلندا".
وأعترضت توني بحجة أن لديها ملابس مناسبة , ولم يكن من السهل أن تعود السيدة وارين عن رأيها , وأمضتا يوما في السوق ورجعتا محملتين بصناديق ولفائف , وبينما كانت توني تعد الشاي قامت أمها بنشر الملابس الجديدة على السرير وعلى وجهها مشاعر البهجة والرضى .
ودخلت توني لترقب في أنبهار وقالت :
" أنها ملابس فاخرة , ولكن ماذا أفعل بها بعد عيد الميلاد؟ لن أستطيع أن ألبس رداء كهذا لأذهب به ألى السينما أو حتى ألى المطبخ ثم ضحكت وقالت :
"وماذا عن رحلتنا ألى أسكتلندا ؟".
وأبتسمت السيدة وارين أبتسامة أبتسامة غامضة وقالت :
" لا تشغلي بالك! وعيشي يومك فنحن لا نعرف ما يأتي به العام المقبل".
" أسمعي يا ماما! أذا كنت تتخيلين أنني سأسمح لنفسي .........".
ولكن الأم وضعت يدها على شفتيها وهي تقول :
"آه يا حبيبتي , دعينا نتقبل الأمور كما تحدث..... ذلك أفضل!".
ولم يكن بوسع توني أن تفعل شيئا بعد ذلك كان هناك مرض منتشر بين الموظفين في المكتب , تطلب منها أن تعمل في الصباح وفي المساء ساعات أضافية , وكان الطقس مريعا وأنخفضت درجة الحرارة خلال أيام وهطلت الأمطار بدون توقف حتى ليلة عيد الميلاد , وكذبت بذلك جميع التنبؤات الجوية وساءت الحالة النفسية بسبب الظلام والمطر الذي أستمر لأيام وأكتظت الحافلات والقطارات بطوفان البشر الذي لا ينقطع .
وعملت توني طوال ليلة عيد الميلاد حتى لا تتبقى أوراق تحتاج ألى النسخ , وغادرت المكتب في وقت متأخر تأمل أن تتفادى زحام وقت الذروة , ولكن الزحام كان كما هو وكانت الرحلة أكثر مللا , ووصلت ألى الشقة في النهاية وهي تأمل أن تمضي أجازة دافئة تقتصر عليهما , ولم تكن مرتاحة لفكرة السفر ألى مكان تجهله في بيت غريب وخطر لها أن تعتذر في آخر لحظة بمرض الأنفلونزا , وكانت ترتعد من البرد وهي تفتح الباب الخارجي للشقة.
وأطلت السيدة بلاث , مالكة البيت , من غرفتها في الدور الأرضي تقول :
" خرجت أمك , وتركت لك هذه الورقة".
منتديات ليلاس
فردت توني الورقة بأصابع مبتلة وقرأت :
" حبيبتي , تغيرت الخطة وأضطررت ألى أن أسبقك , كل شيء على ما يرام , وسأشرح لك عندما تلحقين بي , أتخذ بنيامين الترتيبات وسيمر عليك سائقه الخاص ليحضرك حوالي السادسة والنصف , كتبت لك هذا على عجل – أمك ,
ملحوظة : لا تنسي أن تطفئي الشعلة الصغيرة لموقد البوتاغاز ".
كانت السيدة بلاث تنتظر في لهفة , وقالت :
" سوف تذهبين في القطار أذا؟".
وبدا أنها كانت تعرف كل شيء عن زيارة توني وأمها لأقاربهما الأثرياء في غلوشستر .
وأتجهت توني ألى الدرج قائلة :
"أوه , لا , لا أعتقد".
" هل سيرسلون سيارة أليك ؟".
" نعم , أشكرك على أعطائي الرسالة يا سيدة بلاث ".
وصعدت الدرج وأغلقت الباب خلفها وأسندت ظهرها أليه.
كانت الشقة رطبة وباردة , وأشعلت موقد الغاز , وأرخت الستائر ووضعت غطاء وعاء أسفل المظلة التي تنضح بالماء ونفضت سترتها على أحد الكراسي لتجف , كانت الساعة تشير ألى السادسة وخمسة دقائق , وأدركت أن عليها أن تسرع بالأستعداد أذا ما كانت تعتزم الخروج مع ذلك السائق و وفكرت في مخاطر الرحلة الطويلة في السيارة وحدها مع سائق لا تعرفه , ودخلت ألى غرفة النوم لتغير ثيابها .
وخطر لها – هل تجد ماء ساخنا للحمام – وخلعت ملابس العمل وأرتدت رداء خفيفا وسارت حافية عبر الغرفة ألى الحمام المشترك ووجدت المياه ساخنة أتاحت لها حماما دافئا.
وما أن خرجت من الحمام حتى سمعت جرس الباب يدق من أسفل , وأطلت من النافذة فرأت سيارة طويلة أنيقة ألى جانب لحاجز الحجري عند حافة الطريق وأنحنت على الدرابزين لتسمع صوت السيدة بلاث وصوت رجل يحييها وصاحت تسأل :
" هل هذا لي يا سيدة بلاث ؟ أرجوك أن تجعليه ينتظر ؟ سأكون جاهزة خلال دقائق".
وسمعت صوت خطوات تصعد الدرج المغطى بالمشمع وتثب كل درجتين في خطوة , فأستدارت تعدو ألى غرفتها , وأنفرج دثارها الرقيق بينما كان غراي لورنس يدور مع الدرج ليواجهها , وتسمرت خطاها وحملقت أتجاهه والحرارة تصطخب في وجهها وأحكمت الرداء حولها وأسرعت ألى غرفة النوم وأغلقت الباب خلفها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 10:50 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وعندما خرجت تلبس كان لا يزال يقف في كبرياء بقامته الفارعة عند الموقد يدفىء يديه وألتفت أليها وقال :
" هكذا يكون اللقاء يا أنطونيا !".
كان قلبها ما زال يدق من صدمة اللقاء المفاجىء , وقالت :
" ما كان ينبغي للسيدة بلاث أن تسمح لك بالصعود , أنها لا تفعل ذلك عادة ولقد ظننت .....".
" لا تعتذري بسبب ثيابك , فلقد أمضيت عامين كاملين في لندن وهما يكفيان لتعديل مشاعر الخجل هذه".
وقالت في أقتضاب :
" لا أعرف ماذا تعني ؟".
كان يوما مرهقا للغاية حمل معه الكثير من الأحباط , وأحست بأنها عاجزة عن أن تدخل في تراشق لفظي مع ذلك الرجل الذي يثير الغيظ وواصلت تقول :
" هل حضرت حقا لتأخذني بالسيارة ألى غلوشستر؟".
" نعم , ولقد حرصت على ذلك بعد وداعك الساحق الأخير ".
" يمكنك أن تتظاهر بأنك مسرور لرؤيتي من جديد ".
ولولى فمه , وقال :
" أنا لا أتظاهر أبدا , ولكنني أخضع لما لا يمكن تجنبه ومن ذلك دعوة بنيامين لك لزيارته".
وأمتد بصره ألى الشقة وألى السجادة الصغيرة البالية والستائر الرخيصة الزاهية الألوان وألى المظلة التي يقطر ماؤها في الوعاء وواصل يقول :
" ليس من التهذيب أن ترفضي الدعوة في مثل هذه الظروف ".
وأحمر وجهها وهي تقول:
"أراك تحاول أهانتي!".
منتديات ليلاس
وأرتفع حاجباه وقال :
"أهينك؟ لماذا؟ أنني فقط أحاول أن أكون واقعيا ! تعلمت أن أقدر الحقيقة وأن أقولها وأن كنت لا أقولها كلها فليس هناك أنسان يفعل ذلك وعلى الأقل فأنني أتحدث بما في نفسي ".
وبدا الحديث مع ذلك الرجل شيئا مستحيلا , وجذبت سترتها من على ظهر الكرسي حيث تجف أمام المدفأة ولكنه أمسك بها وهو يقول :
" أسمحي لي!".
وترددت لحظة ثم دفعت بذراعيها فيها , وخيّل أليها أن يديه أستقرتا فوق ذراعيها أطول مما ينبغي , وسألها :
"هل حقائبك جاهزة لأحملها ألى الطابق الأرضي؟".
" نعم , أقصد لا..... ما زال أمامي بعض الوقت , هل يضايقك أن تنتظر دقائق أخرى؟".
" كما تريدين , فقد يعطينا ذلك بعض الفرصة لتفادي زحمة المرور.......".
ودخلت غرفة النوم وطوت فستان السهرة , وجمعت أدوات الزينة في حقيبة يدها وكان غراي لورنس قد تبعها ووقف يستند ألى دعامة الباب يرقبها ,وتجولت عيناه عبر الغرفة الصغيرة بستائرها المزركشة وفرش السرير والسجادة اليدوية على الأرض , وعلّق قائلا:
" دافئة! ومن ينام على السرير المقابل ؟".
" أمي!".
" آه.... كنت قد نسيت ! أنها في غلوشستر الآن ".
وأستمر في التأمل كأنما خطرت له فكرة ..... وطال الصمت وأخذت تبحث في حمية في أحد الأدراج , وظل واقفا عند المدخل ورفع رأسه يحدق في السقف , وقال :
" سوف يحتاج المرور ألى بعض الوقت حتى تخف حدته ".
وفطنت ألى نواياه , فأستدارت تقول :
" أذا لا داعي للأنتظار".
وعلق قائلا:
" لست ساذجة رغم كل شيء!".
وقالت في غضب:
" أن كنت تحاول أن تستكشف أي نوع من الفتيات أنا؟".
وسار عبر الغرفة أتجاهها يبتسم قائلا:
" لم أكن أعني بكلامي أن أغويك........".
وأغلقت حقيبة ملابسها في عصبية بأصابع مرتعشة , وهي تقول :
"أنك أنسان بغيض , بلا أخلاق ... لا أريد أن أركب معك ألى غلوشستر , تفضل وأنصرف ! سأجد طريقي بنفسي!".
ولكنه لم يتحرك , وقال :
" المكان على بعد أربعة أميال من أقرب محطة للسكك الحديدية , هذا أذا وجدت مكانا في القطار , والمنزل جميل ولكنه في مكان منعزل.....".
وأستمر كأنه يحدث نفسه :
" أنه طريق طويل تحف به أشجار الليمون تنضح أغصانها بقطرات المطر فتحول الطريق ألى سلسلة من البرك الصغيرة ..... وهناك سيارة تاكسي وحيدة ولكنها تحجز في ليلة عيد الميلاد.......".
وأستدار ألى الباب قائلا :
" أخبر أمك أنك ستلحقين بنا فيما بعد , ولديك العنوان بالطبع.........".
لم يكن معها عنوان , وحاولت أن تتذكر أسم المنزل الذي تتجه أليه , وتذكرت أنه يحمل في مقطع منه لفظة الأبيض ..... الغالون الأبيض ....... الدير الأبيض ...... ولم تستطع أن تتذكر الأسم بالضبط .... بل لم تستطع حتى أن تتذكر أسم القرية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماجري لوتي, الماس اذا التهب, marjorie lewty, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الرومانسية, روايات عبير القديمة, the fire in the diamond
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية