كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ووجدت توني نفسها ترتعد بأنفعال الغضب , كيف يجرؤ على أن يعاملها كما لو كانت قطة ضالة وقعت بين يديه وصارت ترقبه وهو يجلس وقد أنحنى رأسه القاتم على التلفون وتمردت ساقاه وبدت عليه الثقة الكاملة في أسترخاء , ولم تكن الأجابة بعيدة عن أدراكها .
أعترف لها أن وجه الشبه بينها وبين ميدج كان يقلقه في أول الأمر , وخلال عطلة العيد وفي الوسط العائلي حاول أن يقنع نفسه بأنها ميدج وأنه حصل على زوجته من جديد , ولكن ذلك كله تغيّر الآن فقد عاد ألى لندن في جوه الحقيقي يدير عملا معقدا ويكاد يكون وحده , ولقد أبدى سعادته بمعاونتها في تلك الأمسية , لم يكن يحلم بخيال ميدج هنا وكانت أمامه الحياة الحقيقية تتمثل في مارشا التي كانت تستطيع أن تشبعه من كل الوجوه.
ورفعت توني ذقنها وتصلب ظهرها! أن هذا ما أرادته ! لن تحتاج ألى مصارعة مرة أخرى.
وجاءها صوت من الداخل يقول – أو أنك تصارعين نفسك , وكان الصوت خفيضا أمكنها أن تتجاهله .
كان غراي قد توصل ألى الطرق البيضاء , وكان يحادث بنيامين وشرح له كل شيء عن السيارة المسروقة وقال :
" وهكذا فأنني أخشى يا سيدي ألا نستطيع العودة الليلة فليس أمامنا من سبيل ألا البقاء , وبصراحة فأنني لا أريد القيادة وخاصة أنني سأضطر ألى العودة في الصباح , كان يوما حافلا , أنطونيا ؟ أنها بخير عاونتني بدرجة كبيرة في المكتب , نعم أوافق تماما ! نعم , سأفعل ذلك ! هذا ما كنت أفكر فيه! نحن الآن في شقتي , وسنتناول العشاء".منتديات ليلاس
وضحك , وقال :
" أعد بأنني سأعنى بها , هل تحب أن تكلمها بنفسك؟".
ومد السماعة ألى توني وأخذتها منه وهي تقف على أبعد مسافة يسمح بها السلك , وسمعت صوت بنيامين يعلن أسفه على سرقة سيارة غراي , وقال :
" من المؤسف أن أمك ليست هنا حتى تكلميها , خرجت ألى الكوخ الآن لتحضر بيضا للفطور , سوف أطمئنها عندما تحضرا , هل أنت بخير تماما يا أنطونيا ؟".
" نعم , أنني بخير ".
وأحسّت بذراع غراي يحيط بخصرها ويشدها لتجلس على ذراع كرسيه .
قال لي غراي أنك ساعدته في أعمال المكتب........".
" بقدر ما أستطيع".
كانت ذراع غراي لا تزال تمتد على طول ذراع الكرسي خلفها .
" حسنا جدا يا أبنتي العزيزة , أشعر بالأطمئنان الكامل عليك طالما أن غراي هناك يعني بك وأرجو أن تخطرانا بما يحصل ".
ووعدته بذلك , وودعته , وأعطت السماعة لغراي الذي بدأ يتحدث عن بعض تفاصيل العمل مع بنيامين , وكانت تود أن تنهض ولكن ذراعه الحازمة أمسكت بها وحاولت أن تتملص بلا فائدة , ولم يكن بد من أن تجلس حيث هي حتى أنتهت المكالمة .
ووضع الهاتف على الأرض , وقالت له:
" هلا تركتني أذهب؟".
وطقطق لسانه وقال :
" كنت أظن أننا صرنا أصدقاء , لم أكن أتصور أنك تكرهينني ألى هذه الدرجة!".
وتعثرت تقول :
"ولماذا تظن أنني أكرهك ؟".
وسادت فترة صمت طويلة ورفع بصره أليها , وفي عينيه شيء من التأمل ثم أطلق سراحها ونهض على قدميه وقال :
"لماذا أظن أنك تكرهينني ؟ لا أعرف ! هذا ما أحس به".
وبلعت توني ريقها , لم تكن تريد شيئا سوى أن تغوص بها الأرض وتختفي عن الأنظار .
وأحضر لها كأسا من الشراب وكانت لا تزال تجلس على ذراع الكرسي وأحسّت بأنها لن تستطيع أن تنهض ثانية .
وفتح باب الغرفة ودخلت أمرأة جميلة شعرها أبيض تحمل صينية وقالت :
" هل أضع الصينية على الطاولة يا سيد لورنس ؟ الشواء على النار ولن يحتاج أكثر من دقائق قليلة ".
وحملت الصينية عبر الغرفة مبتسمة لتوني , وترددت بعض الشيء وأغمضت وفتحت عينيها ثم وضعت الصينية على المنضدة بطريقة مفاجئة توعا , كانت توني قد تعودت على ذلك من أولئك الذين كانوا يعرفون ميدج.
وقال غراي :
" شكرا يا سيدة وود أنك معجزة , توني! أليك مدبرة المنزل الممتازة التي تحول الأستراحة ألى بيت كامل , وهذه هي الآنسة وارين يا سيدة وود , أبنة أخ السيد بنيامين وسوف تنضم ألى الشركة ".
وتمتمت السيدة وود بكلمات مناسبة , وصافحت توني ثم خرجت وهي لا تزال تحت تأثير الأرتباك.
|