كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
8- لا خوف عليه من الليل
صحيح أن توني كانت طابعة سريعة على الآلة الكاتبة لكنها حاولت أن تبطىء من سرعتها حتى تنصرف مارشا , لكن الوقت مضى , وتحول الشفق ألى ظلام , ولم تستطع أن تنتظر لفترة أطول فجمعت الرسائل , وأخذتها ألى غرفة غراي ووضعتها على المكتب قربه , وقالت :
" ها هي الرسائل يا سيدي تنتظر توقيعك ".
قالتها بطريقة فيها شيء من الأثارة أنها الآن الآنسة أنطونيا وارين وليست مجلاد طابعة صغيرة .
وجمع غراي كومة الرسائل أمامه ورفع بصره مبتسما , وقال :
" أشكرك يا توني! لقد أديت خدمة عظيمة !".
ونهضت مارشا قائلة :
" لا بد أن أنصرف حتى لا أؤخر رحلتكما ! ألى اللقاء يا غرايّ! سأراك قريبا".
ووضعت يدها على ذراعه , وقالت :
" أنت تعرف مكاني ؟".
وأجاب غراي :
"نعم , أنتظري سأوصلك! أعتقد أن بيتس أنصرف أذ طلبت أليه ألا ينتظر!".
منتديات ليلاس
وأخذت حقيبة يدها , وقالت :
" ألى اللقاء يا آنسة أنطونيا وارين!".
ولدهشة توني , أنحنت مارشا ألى الأمام وقبلتها قبلة سريعة وأنتشر شذى عطرها الساحر في المكان , وقالت :
" لا بد أن يرى بعضنا بعضا كثيرا , قال لي غراي - أنك ستنضمين ألينا- هيا بنا غراي ! أقفل أبوابك الضخمة خلفي!".
وعاد غراي يعلو وجهه البشر والسعادة وقال :
" سوف يسير كل شيء على ما يرام ! سيضم المعرض أزياء المصمة كارين لاينر وحلى لارين ولا بد أن تشهديه يا توني فقد ترغبين في شراء شيء منه ".
وأبتسمت وقالت :
" أنا أشتري من معرض أزياء ! هذا يبدو خيالا!".
" بل أنه عين العقل في نظري ! فجسمك يلائم أزياء رينر تماما ".
قالها وهو يقرأ أول رسالة مما طبعته توني.
" لم أقل أن الأزياء لا تناسبني ..... ولكن المشكلة مشكلة توفر النقود لشراء هذه الملابس.....".
وقّع الرسالة وهو يقول :
" سوف يصبح هذا أمرا عاديا في حياتك خاصة أذا أنضممت ألى الفريق كما قالت مارشا ".
وأحست توني بالأحباط فلم يكن غراي يبدي أهتماما فعليا بالموضوع ولم تستغرب لذلك فقد شغلته مارشا طويلا , ووقفت تنتظر حتى وقع الرسالة الأخيرة , ولزمت الصمت وهما يغادران غرفة المعرضويخترقان الشوارع تحت الصقيع ألى مرآب السيارة , وقال :
" سوف نمر بالمصنع أولا فلدي مسائل أريد أن أحسمها مع جو ثم نتجه مباشرة ألى الطرق البيضاء لنصل مع وقت العشاء ".
كان المبنى القديم الذي يضم مصنع وارين أصغر بكثير مما تخيلته توني وبدا الطابق الأرضي خاليا بعد أن تكر هجوم اللصوص عليه , فقد سدت النوافذ بألواح خشبية وطبعت بعض الشعارات على الجدران غطاها الطين في أجزاء منها...
وأوقف غراي السيارة ونظر ألى المبنى المتآكل قائلا:
" كأنه مقلب نفاية! من يصدق أن هذه كانت منطقة محترمة عندما جاءها وارين لأول مرة , بنيامين يفكر في نقل المصنع برمته الآن ألى الطرق البيضاء ".
وعلقت توني :
" فكرة معقولة ! ولكن هل يوافق العمال على ذلك؟".
" جو موافق وزوجته تحبذ الحياة في الريف , ولكن بعض العمال , الآخرين قد يعترضون فأذا توفر لهم المسكن ربما يزول الأعتراض , أعتقد أن في هذا ما يثير أهتمامك لأنه مجال للعمل في الرعاية الأجتماعية".
وقالت في هدوء:
" يوافقني ".
ولم تطلب في هذه المرة أن تبقى في السيارة حتى ينهي عمله مع جو , كان مظهر الشارع الخالي يوحي بالخطر , وصعدا الدرح – الخشبي المتهالك , ووجدا لايتمر وحده في المصنع كالمرة السابقة عندما أحضرها غراي ألى المكان , وأنشرح صدره لرؤيتها وأخرج العقد الذي كان يقوم بأنجازه لمعرض كارين لاينر , وما كادت توني تراه حتى أخذت بجماله , كانت حبات الزمرد تتلألأ كبحيرات خضراء عميقة في قمة جبل , وتترابط مع بعضها البعض بكتل أصغر من البلاتين المرصع بالماس , ربط بينهما جميعا مشبك صمم بطريقة رائعة تصوّرتها من تصميم مارشا , وأمسك جو بيدها وأحاطها بالعقد ثم أطفأ كل الأضواء في المصنع وصارت الحلى تتلألأ وتلمع , وأخذت توني تحرك يدها في أتجاهات مختلفة معجبة بالعقد الجميل , وقالت :
" أنه رائع , ومتقن للغاية وفاخر".
|