لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-10, 03:49 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وتوقفت قليلا لتسترد أنفاسها ثم عادت تقول:
" دعني أقول لك يا فلينت ماكاليستر ....أنني لست من هؤلاء الفتيات , وكنت متأكدة طوال الوقت أنك رجل تستحق الأزدراء , جاريتك في تصرفاتك ترة لأنني أردت أن أعرف هدفك , وعليه فلا تجهد نفسك في ضميّ الى قائمة غزواتك".
" هل تقولين لي الحق؟ لأنك أذا لم تكوني تقولين الحق فأنني......".
وكانت أصابعه تقبض على كتفيها بشدة , فنظرت اليه وهي تهزأ من محاولته الوصول الى معرفة حقيقة شعورها نحوه , فقالت بتهكم:
" ماذا تظن؟ ........ أتركني حتى أذهب لأعد حقيبتي , أذ سيسعدني أن أفهم أختك حقيقية أخيها الأكبر".
فتركها فلينت فجأة وقال بصوت أجش:
"أذهبي..... وأخرجي من هنا!".
فردت عليه بنفس الشدة:
" بكل سرور".
منتديات ليلاس
وبعد ثلاث ساعات وصل فلينت وكايسي الى المستشفى , وبدا على جون غيلمور أنه أصبح أضعف مما كان , لكنه أستطاع أن يداعب أبنته ويقول لها أنه أتى الى المستشفى لمرض! وتعجبت كايسي كيف أمكنها أن تبدو طبيعية وفي نفسها خليط من الألم والرفض , يجردها من أي شعور آخر , وتفادت الأشارة الى فلينت ماكاليستر الذي وقف ساكنا في الغرفة بعد أن تبادل بصعوبة مالا يزيد عن خمس كلمات مع جون غيلمور , ثم وقف مستندا الى الباب وهو ينظر الى كايسي.
ومرت فترة أضطرت كايسي فيها أن تواجه نظرات والدها المليئة بالتساؤىت , بعد أن قالت أمها أن كايسي ستقيم مع شقيقة فلينت , لكنها نجحت في تخفيف حدة هذه العبارة , وقالت كايسي ضاحكة:
" ما رأيك في هذا يا أبي؟ أنت تقول أن هناك جانبا مضنيا لكل شيء , وها أنت في المستشفى بينما سأقوم بأجازة ممتعة أستريح فيها".
ونظرت الأم نظرة خوف وجهتها الى كايسي ثم فلينت , وعلى الرغم من أن كايسي بدت طبيعية , ألا أن فلينت لم يكن طبيعيا , ولا توجد أم في الدنيا لا تلحظ الأمور الخفية التي كانت لوسيل تشعر بها وهي تحدث في بيتها في الأسبوعين الماضيين , فهل أرتبكت خطأ بموافقتها على أقتراح فلينت بأن تقيم كايسي مع شقيقته! لقد بدا الأقتراح معقولا في أول الأمر , وعندما همت بأن تنتحل عذرا لتسأل أبنتها على أنفراد عن المتاعب الموجودة بينها وبين فلينت , دخل أحد الأطباء ليطمئن على مريضه , فأنتهز فلينت الفرصة وأقترح أن ينصرف هو وكايسي , قد بدأت كايسي تمل من التظاهر بالمرح , لذا وافقت بسرعة على أقتراح فلينت ,وتمهلت برهة لتطمئن أبيها على أنها ستأتي لزيارته كلما أستطاعت.
ولم تتوقع كايسي أن تكون الرحلة من سكوتيسلاف الى أوغالالا طويلة الى هذا الحد , كما لم تتوقع أن يعاملها فلينت في أثنائها بهذه الغطرسة وهذا الأحتقار , فحتى تعبير وجهه الذي قلما كان يديره نحوها كان ينم عن الغضب علاوة على النظرة الجافة من عينيه , أما هي فلم تحاول التخفيف عن حدة التوتر في السيارة ,بل أنزوت بجانب الباب , ونظرت من النافذة وحاولت أن تتخايل فلينت غير موجود على الأطلاق.
منتديات ليلاس
وعندما مرا بنشيتي روك , شعرت كايسي بالدموع الحبيسة تعكر صفو عينيها , وأخذت تفكر فيما ينتظرها من متاعب.
لقد أصبحت تعترف بحبها لفلينت كشيء واقعي , لذا فأن رفضه أياها وعدم رغبته في وجودها معه جاءا كالجرح المميت الذي أبت كبرياءها أن تفصح عنه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:51 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وظهرت مياه بحيرة ماكونوي وهي تلمع من خلف التلال الرملية التي تحد وادي نهر بلات ,ووجدت كايسي نفسها تفكر في المكان الذي كانا يقصدانه , كما وجدت أنها تعرف القليل عن السيدة التي ستقيم معها : مجرد أسمها كابرييل وسنها , وهو أربعة وعشرون عاما , وعملها , وهو الكتابة الحرة والتأليف , وتاقت الى سؤال فلينت عنها ألا أنها كانت تكبح هذه الرغبة وتبعدها عن ذهنها , وشعرت أن من الخطأ التمادي في مخالطة أسرته طالما أن شعورها نحوه بالصورة التي هي عليها , فكم هي الأيام التي ستتصوره فيها وكأنه بينهم , وأرتسمت على شفتيها أبتسامة مريرة عندما تذكرت أنها قالت لوالدها أن رحلتها ستكون بمثابة أجازة , وهي حقيقة بعيدة عن الواقع و أذ ستكون تجربة مريرة لأعصابها , وشعرت أنها لن تتحملها.
وأنحرف فلينت بالسيارة عن الطريق العام الى البحيرة , وفي ضوء الغروب الخافت , لفت نظر كايسي كابين حديث الطراز ذو شرفة واسعة خلف المبنى , ويطل على مياه البحيرة البراقة , ودل الطراز البسيط على أصالة وذوق رفيع , وهو السبب الذي جعل كايسي ترتجف حين أوقف فلينت السيارة عندها , فقد بعث يراؤها في نفسها شعورا بالخوف وجعلها أكثر حساسية بسبب تواضع أصلها وخلفية أسرتها.
منتديات ليلاس
وتوقفت السيارة في نفس الوقت الذي هدأت فيه دقات قلبها , وأوقف فلينت المحرك وأنتظرت كايسي بتلهف فتحه لباب السيارة معلنا أنتهاء الرحلة , ألا أنه تمهل ولم يفتحه , بل ألتفت اليها في ظلام السيارة , فعادت دقات قلبها تسرع من جديد , وكانت المسافة بينهما صغيرة بحيث يمكنها أن تصبح بين ذراعيه في لحظة واحدة , وأندهشت لبرودة مشاعرها المفاجئة , رغم أنها أستعادت في مخيلتها ذكرى اللحظات الدافئة وهو يقترب منها.
وقال فلينت بصوت حنون أثار أعصابها أكثر من أي شعور بالغضب:
" قلت في المستشفى أنك ستقومين بأجازة , فأرجو أن تكوني جادة في ذلك ,فقد حدثت أشياء كثيرة في الأسابيع القليلة الماضية تحتاجين للراحة منها , لذا فأن حياة الهدوء ستتيح لك فرصة التفكير بأمعان وتعطيك مهلة للتعرف على حقيقة مشاعرك بشأن أشياء كثيرة".
فردت عليه بحدة:
" كف عن التمثيل , فأنت تعلم جيدا أنني قلت ذلك لأطمئن أبي , لذا وفر شفقتك للفتيات البائسات اللواتي يقعن في حب الرجال المنافقين المحبين لأنفسهم مثلك".
وأندلع الغضب في عينيه ثانية , قبل أن يعود اليهما جمودهما.
" يجب أن ترشدك حاستك الى الأعتراف بأن ما أقوله هو الواقع".
" قالت لي حاستي أنه ما كان يجب أن أدعك تطأ أنكوربار بقدميك , وأكبر غلطة أقترفتها هي أنني لم أستمع لحاستي هذه".
فمال فلينت وقال:
"تقترفين غلطة أذا أستمريت في مقاومتي".
فردت عليه قائلة , وهي ترفض الأعتراف بأنها كانت خائفة من تهديده:
" لا فائدة من الكلام معك".
ثم فتحت باب السيارة ونزلت منه قبل أن تتيح له فرصة منعها , وشعرت كأن ساقيها ى تقويان على حملها لكنها نظرت اليه بكبرياء وهو يغلق باب السيارة الذي خرج منه وحمل حقيبتها من مؤخرة السيارة , وأحدثت نظرة الأحتقار المرتسمة على وجهه غصّة في حلق كايسي , فكل ما تمنته في هذه الساعة هو أن تبتعد عنه وتطلق العنان لدموعها التي حبستها طيلة الرحلة , فلم ترد أن يعرف أن في أستطاعته أثارة بكائها , وأشار اليها فلينت بأن تتقدمه الى الكابين , وكان من الصعب عليها أن تحتفظ بأستقامة هامتها ورفعة رأسها وثبات مشيتها وهي تعلم أن نظرته مصوبة الى ظهرها , وهدأت مشاعرها قليلا عندما أنفتح باب الكابين الأمامي وغمرهما فيض من النور .
" كنت أخشى أنكما لن تصلا أبدا".
هكذا رحّبت بهما , بصوت يفيض سعادة , الفتاة الفارعة القوام ذات الشعر الداكن الواقفة في فتحة الباب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:53 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

12- بصراحة لا أريدك

بعد أن أنصرف فلينت قالت كابي:
" كان جاف بالطبع , أليس كذلك؟ فلم يكن أبدا مثلا لشهامة الرجال وأحترامهم".

وأعترفت كايسي بالواقع بمحض أرادتها , وقالت , وقد أراحها أن أحدا غيرها لاحظ بروده وعدم أحترامه لها:
"نعم كان جافا".
كان فلينت مقتضبا في كلماته أذ عرّف الفتاتين بعضهما بأختصار قبل أن يعلن أنه يجب أن يعود لساندهيلز لتوّه ليصل الى المزرعة في وقت مناسب , لذا رفض ما عرضت كابي أن تقدمه له من مرطبات وأنصرف بأيماءة صغيرة لكايسي على سبيل الوداع.
وبالرغم من أن كايسي كانت لا تشعر بضيق ألا أن ترحيب كابي كان حارا وودودا , وظلت تحاول خلق روح من الود والصداقة بينهما , وكانت مشكلة كايسي هي شعورها أنها برحيل فلينت أصبحت مجردة من الدرع الواقي الذي كانت تحتمي به , فبعد أن تخلصت برحيله , من التوتر والضغط وجدت نفسها توشك على الأنفجار والبكاء وقالت لها كابي:
" لديّ مشروب مثلج في المطبخ ,فأرجو أن تدخلي وتستريحي في غرفة الجلوس حتى أحضره لك".
منتديات ليلاس
" شكرا , سأفعل ذلك".
وكانت الغرفة مبهجة ألا أن كايسي لم تكن في حالة تسمح لها بأن تشعر بما حولها من مباهج ,وكانت الجدران بيضاء لها عروق من الخشب مما يعطيها طابعا ريفيا محببا , ووجدت في الغرفة كرسيا من القش الأبيض يغريها بالغوص في أعماقه والأسترخاء في أحضانه , لذا جلست كايسي عليه وغابت في وسائده اللينة الملونة وجاءت كابي بعد لحظة وفي يدها كوب مثلج من المرطبات يغري شاربه بالقطرات المتجمعة خارجه.
وكان طعم العصير منعشا وملطفا لحلق كايسي , فساعد على أرتجاء عضلاتها وتهدئة أوصالها.
وأضافت كابي قائلة :
" أشعر أنك في حاجة الى شراب أكثر قوة وفاعلية من مجرد العصير".
فتنهدت كايسي ووافقتها على رأيها , وركزت نظرها على الكوب وهي تتلذذ بسماع صوت ملامسة الثلج لجوانب الكأس ورنينه.
وأسترخت كابي بقوامها الفارع على الأريكة المجاورة وقالت:
"كيف حال والدك؟".
" أحسن بكثير , وصل تأثير الميكروب الى ذروته هذا الصباح وبدأ في التحسن وكان يداعبنا عندما كان .....عندما كنا هناك".
وكانت تفكر في أي شيء تقوله , شيء يمنع ذهنها من العودة للتفكير في فلينت وهو الموضوع الذي تود أن تتحاشاه.
وأخذت عينا كابي الخضراوين مع شيء من الزرقة تفحصان كايسي بأمعان قبل أن تستقرا على السوار الفضي العريض الذي يطوّق معصمها:
" بدا على فلينت القلق والأهتمام وهو يطلبني ظهر اليوم , فهو ليس من الصنف الذي يطلب الأستغاثة بلا سبب ".
فأبتلعت كايسي ريقها بصعوبة ,لكنها لم تستطع التخلص من الغصّة التي في حلقها , وتمهلت كابي برهة لتعطي كايسي الفرصة للتعليق على ما قالته قبل أن تتم كلامها.
" في أجازات نهاية الأسبوع التي زارنا فيها فلينت , قال لنا الكثير عن أسرتكم , فهو معجب بوالديك , وقال أن لك أخوين , أليس كذلك؟".
فأومأت كايسي بالأيجاب.
" يرى فلينت أن مارك . أليس هو الأخ الأصغر ؟ سيصبح مزارعا ومربيا ممتازا للماشية , كما يعتقد فلينت أن لمارك ميلا طبيعيا وخبرة نظرية بالأرض ".
فلينت ! فلينت! فلينت! لا سبيل الى الهروب منه , وفجأة أمتلأت عيناها بالدموع وشعرت أنها توشط أن تسيل على خدّيها , فهبت واقفة ووضعت الكوب على المائدة وحاولت أن تستعيد هدوءها بلا طائل , فقالت لكابي , وهي لا تريد أن تبكي أمامها:
" أرجو أن تأذني لي بالأعتكاف , أعلم أن الوقت مبكر لكنني أشعر بالتعب وأريد أن آوي الى غرفتي".
قالت ذلك وهي تحاول التغلب على صوت النحيب الذي أخذ يقترب من نبراتها.
وأبتسمت كايسي , ووقفت تقول:
" لا داعي للأعتذار , فأنني أفهم شعورك جيدا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:55 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقادت كايسي الى غرفة نوم صغيرة ,وأرتها موقع الحمام والأدراج الخالية في خزانة أدوات المائدة , والطهي والخزانة التي ستعلق فيها ملابسها , ثم تركتها وأنصرفت , بعد أن قالت لها:
" يمكنك أن تتأخري في نومك , كما تريدين , فأنا أعمل في الصباح الباكر , لذا يستحسن أن تغطي رأسكبوسادة أذا سمعت صوت الآلة الكاتبة , والآن أرجو أن تستمتعي بليلة هادئة يا كايسي".
وعندما أغلقت الفتاة الباب وراءها , ألقت كايسي بنفسها فوق السرير وخلعت حذاءها وملابسها وراحت في النهاية تحملق في سقف الغرفة الذي سرعان ما غابت زخارفه في غمامة من الدموع.
في صباح اليوم التالي , أستغرقت كايسي نصف ساعة لكي تزيل آثار دموع الليلة السابقة , وبالرغم من محاولاتها , لم تفلح الوسائل الصناعية في أزالة الشحوب الذي ظهر في وجنتيها والأنكسار الذي بدا في عينيها , ومع ذلك هزت كتفيهال لتقنع نفسها بأن لا داعي للأهتمام بمظهرها , وأرتدت لوزة خضراء تلائم لون بنطلونها , وعندما دخلت الى غرفة الجلوس , كانت كابي تخرج من المطبخ وهي تحمل صينية في يدها وقالت بمرح:
" حان وقت راحتي من العمل ووقت أفطارنا".
ومشت أمام كايسي في طريقها الى الباب الزجاجي المؤدي الى الشرفة .
منتديات ليلاس
" هذا ما أقوله دائما عندما يتعثر العمل وأجد صعوبة في الأستمرار في الجلوس مام الآلة الكاتبة , فأرحب بأي عذر أقوم من أجله من أمام الآلة , وما رأيك فيما أعددته من أفطار؟ فطائر مقددة , ومربى وقهوة؟".
" تبدو شهية".
وتبعتها كايسي الى الشرفة المتسعة ولم يسعها ألا الأعجاب بالروب الذي كانت ترتديه كابي وقد عقصت شعرها الطويل فوق رأسها .
ولاحظت كابي أن كايسي تطيل النظر اليها فقالت:
" هل يعجبك ردائي ؟ يتوقع معظم الناس أن يكونوا غريبي الأطوار في ترفهم لذا أردت ألا أخيب ظنهم".
فأبتسمت كايسي وقالت:
" تبدين طبيعية في هذا الرداء , ولا أعتقد أن أحدا يعتبره غريبا".
ثم سحبت كايسي كرسيها بعيدا عن الطاولة وقالت:
" ما هو شعورك ككاتبة؟".
" العمل في الكتابة له محاسنه ومساوئه , فالمساؤى هي عندما تضعين الورق أمامك ولا تجدين ما تكتبينه , بينما الآلة الكاتبة أمامك ومفاتيحها تحملق فيك في صمت , ولكن من ناحية أخرى فأنها لسعادة غامرة عندما ترين أسمك في ذيل مقال ينشر لك , بشرط ألا يساورك شعور اليأس عندما يرفضون نشر مقالاتك أحيانا".
وأخذت كايسي تحتسي القهوة وتستمتع برائحتها العطرة الأخاذة , وعادت تسأل وهي تفرد المربى على الفطير:
" ما هي مواضيع كتاباتك؟".
" قصص قصيرة ومقالات للمجلات , وهناك فكرة تجول في ذهني وتصلح لقصة طويلة لكنها حتى الآن لم تر النور ولم تصل الى الورق بعد".
وأستندت الى ظهر مقعدها وأخذت تأكل وهي تنظر الى البحيرة.
وفجأة أمتقع لون كايسي حينما لاحظت وجه الفتاة الجانبي الأرستقراطي , كانت هذه الفتاة الجميلة تشبه فلينت شبها شديدا , كان لها نفس عظام الوجنتين والأنف المستقيم والحاجبين المقوسين , ألا أن عظام فكيا كانت أكثر أنوثة ورقة , وكانت رائعة الجمال بطريقتها الخاصة , أما الآن فكانت صورة من أنوثة ورقة , وكانت رائعة الجمال بطريقتها الخاصة , أما الآن فكانت صورة من فلينت أثارت كايسي لتشابه ملامحها المليحة الجذابة مع ملامحها.
ونظرت كابي بعينيها الخضراوين المشوبتين بالزرقة الى عيني كايسي اللتين ملأهما الألم وقالت:
" هل أكتشفت التشابه الموجود بين أفراد أسرتنا؟".
ووجدت كايسي صعوبة في مواجهة عيني كابي اللتيت يملأهما الذكاء والفطنة .
" لا أدري ما تعنيه ".
وأرتبكت كايسي وهي تحاول تجاهل نظرات كابي المصوبة اليها .
" كلنا أعضاء أسرة ماكاليستر متشابهون في شيء أو آخر , فكل منا أنا وفلينت له نفس التركيب العظمي برغم أن شعري أغمق من شعره وليست لي تلك الثنايا المحببة التي تضفي على فمه أبتسامة دائمة , وكنت متأكدة من أنك ستكتشفين هذا الشبه عاجلا أو آجلا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:56 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحاولت كايسي أن تخفي أرتباكها وراء فنجان القهوة وهي تعترف لنفسها بوجود الشبه بين الأخت وأخيها.
" يبدو أنك قضيت الليلة باكية".
ولم تستطع كايسي أن تمنع فنجانها من الأرتطام بصحنه عند عبارة كابي التي لم تتوقعها.
" لم أصبح كاتبة ناجحة بدون قدرتي على ملاحظة الناس المحيطين بي ,فلست أمرأة سهلة , ولن أحاول أن أكون كذلك".
وظهرت في عينيها نظرة عطف وهي ترى تضارب العواطف تتلاحق على وجه كايسي.
" أراهن أن دموعك ليلة أمس كان من أجل أخي وليس من أجل أبيك , فهل هذا صحيح؟".
فحملقت كايسي بدهشة وسألت نفسها كيف تسنى لكايسي أن تعرف هذه الحقيقة ؟ وكيف أمكنها أن تخمن ما تشعر به وفتحت فمها لتنكر هذا الأتهام , ألا أن كلمة نعم خرجت من بين شفتيها وهي تكاد تكون غير مفهومة , فشجعتها كابي على الأسترسال في الحديث وقالت:
" هل تريدين أن تحدثيني عن شعورك؟".
فرفعت كايسي رأسها ونظرت اليها وهي تفكر وطمأنتها كابي قائلة:
" أنني أتكلم كثيرا لكنني لا أبوح بالسر لأحد فلا تظني أنني سأنقل أخبارك الى فلينت وأذا فضّلت عدم الكلام , فلا مانع لديّ".
ووجدت كايسي نفسها ترحب بفكرة الأفصاح عما يدور في قلبها لتخفف من وطأة تحملها الآلآم وحدها كما أنها شعرت بأن في أمكانها الوثوق في كابلي كما كانت تثق في فلينت في وقت من الأوقات , لكنها قررت بينها وبين نفسها أن هناك نقطة لن تتعداها في البوح بسرها لذا حجبت عنها التفاصيل الخاصة ,وقصت عليها قصتها مختصرة أنهتها بالعبارة التي آلمتها وهي :
" بيّن لي بوضوح أنه لا يريدني ".
وأندهشت كايسي لرباطة الجأش والهدوء اللذين قصت بهما قصتها , فقد كانت الكلمات تخرج من فمها وكأنها منبعثة من شخص آخر , كما لو كانت قد أستنفدت كل دموعها في الليلة السابقة ولم تبق لها أي مشاعر أخرى تنفعل بها:
" يا له من مخلوق عدم الشعور!".
وأنبعت الدخان من السيكارة التي أشعلتها كابي وأخذت تنفخ فيها بين شفتيها الورديتين.
منتديات ليلاس
" فبالرغم من أنه شقيقي ألا أنني أرى أن تصرفه كان جافا".
وأنعكس لون ردائها الأخضر على بريق عينيها وأستطردت تقول:
" أذا لم يفطن فلينت الى الجوهرة التي كان في أمكانه الحصول عليها , فأنه يستحق ما سيحدث له".
وأندهشت كايسي لعبارة كابي وسألتها قائلة:
" ما الذي تتحدثين عنه؟".
فهزت كابي كتفيها وقامت من مجلسها وهي تقول :
" مجرد ملحوظة عابرة..... والآن يجب أن أعود لأتمام عملي , ويمكنك أن تمارسي رياضة السباحة أذا أردت فالشواطىء هنا ساحرة للغاية".
وبعد أنصراف كابي بدقائق سمعت كايسي صوت قرقعة الآلة الكاتبة فتنهدت وتمنت لو كانت في المزرعة حيث كان في أستطاعتها أن تشغل نفسها بعمل ما , فكل ما كان أمامها الآن هو النظر الى جمال البحيرة بشواطئها الرملية الممتدة حول المياه التي تحاكي زرقتها زرقة السماء , ففي وسط كل هذه الروعة من شمس ورمال , كانت كايسي تشعر بآلام حبها لفلينت.
وأفزعها صوت التلفون وهو يرن في المنزل وكأنه جرس منبه يوقظها من حلم مزعج ,وأنتظرت كايسي لترد كابي على التلفون , لكن صوت الآلة الكاتبة طغى على الرنين ولم يتوقف , وظنت كايسي أن كابي ربما لا تريد أن يعرف أحد أنها في المنزل , ألا أنها لم تستطع تجاهل رنين التلفون أكثر من ذلك لذا ردت عليه.
وجاء اليها صوت رجل وهو يرد من الجانب الآخر بمرح مما جعل قلب كايسي يدق بسرعة زائدة.
" هل هذا أنت يا كابي؟".
ولوهلة قصيرة , ذكّرها صوت ذلك الرجل بصوت فلينت العميق , وكادت ركبتاها تتخليان عنها , بينما أرتمت على الأريكة بجانب الطاولة التي عليها التلفون:
" كلا , لست كابي , سأناديها لك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
boss man from ogallala, الحصار الفضي, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية