لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 10:22 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صاحت كايسي بغضب :
" أنت مقزز ,وسرعان ما ستتباهى أنت أيضا بمغامراتك وغرامياتك , أفهم أنه لا يهتم فلينت بسمعة المرأة , لكنكما يجب أن تحترسا وتحترما سمعتها".
فنظر اليها جوني بأستغراب كبير وقال:
" ماذا قلنا حتى نستحق كل هذه الثورة؟".
فهز سميتي رأسه وقال:
"لا تلتفت اليها , فما عليك ألا ذكر أسم ذلك الرجل حتى تثور , فأول مرة رأته كانت مسرعة في الطريق العام وأنفجر أطار سيارتها فاّنبها وأعطاها درسا في أصول القيادة , ومنذ ذلك الوقت وهي ثائرة عليه ".
فقالت كايسي وهي تحتج على كلامه:
" لا علاقة لذلك الحادث بشعوري نحوه".
وألقت بالفوطة على المائدة , وفتحت حقيبة يدها وأخرجت منه بعض النقود وأعطتها لسميتي وهي تقول:
" سأعود لأبي في المستشفى ,ها هو ثمن عشائي , ويمكنكما البقاء هنا كما يحلو لكما".
منتديات ليلاس
وحضر فلينت في الساعة الثامنة تماما ليصحبهم الى المنزل , ولم يعلق على ركوب سميتي معهم , بل حياهم وهو يفتح باب السيارة الخلفي لسميتي وكايسي ومارك ثم عاون السيدة غيلمور ف الركوب في المقعد الأمامي قبل أن يجلس هو أمام عجلة القيادة , وبسرعة أشتركت السيدة غيلمور في الحديث معه عن زيارته لوالديه , بصوت خافت لم تشرك به ركاب الجزء الخلفي من السيارة , الأمر الذي سرت له كايسي كثيرا أذ جنبها أضطرارها للحديث معهما.
جلست كايسي خلف السائق بجانب النافذة , بينما جلس سميتي في الوسط ومارك في الجانب الآخر , ولاحظت كايسي أن سميتي كان صامتا بصورة غريبة , فيما أخرج مارك الراديو من جيبه وأداره بصوت خافت , مستندا على الباب وواضعا الراديو على أذنه , وأخذت كايسي تنظر من النافذة وترقب الشمس بلونها البرتقالي وهي تقترب من المغيب , وشعرت بالحزن والضيق لسبب لم تفهمه , تحولت عيناها الى الرجل الجالس أمامها , وأخذت تنظر الى شعره البني بخصله التي وصلت الى ياقة سترته الزرقاء , وشعرت بذراع سميتي تلتف وراءها ,وألتفتت اليه والأبتسامة الحلوة تضيء وجهها وقالت:
" عزيزي الحبيب سميتي!".
ثم أخذت يده التي أستقرت على كتفها ومست أطراف أصابعه ,ولسبب غير معروف ألا لعقلها الباطن , حوّلت نظرها الى المرآة المثبتة بجوار السائق , فرأت فلينت يحدّجها بعينيه الداكنتين اللتين تبعثان شرر الغضب , مثل سحب العاصفة العاتية وأدهشها العنف الذي رأته فيهما , وفي تلك اللحظة قالت الأم شيئا للسائق لم تتبينه كايسي , فأحتجبت النظرة التي كانت في عينيه وهو يلتفت ليرد عليها , أما نظرة الغضب التي بدت في عينيه , عندما رأى مداعبتها البريئة لسميتي جعلت كايسي تتعمد ألتصاقها أكثر بصديقها , وبعد ذلك ببضعة دقائق كانت تختلس النظر في المرآة من خلال أهدابها المرتخية ورأسها يستند على كتف سميتي ..... وهذه المرة رأت عيني السائق , وهما تلتقيان بعينيها , كانتا بلون رمادي فاتح , ترتسم فيهما نظرة تدل على عدم الأهتمام.
وسرعان ما أنتاب كايسي حالة تشبه النوم بسبب دفء ذراعي سميتي وظلام الليل المنسدل ,وعندما غيّرت السيارة صوت أيقاعها الرتيب , وخفّضت من سرعتها لأقترابها من المنزل , تنبّهت كايسي وشعرت بما حولها ودار فلينت في مقعده وقال:
" أتريد أن أوصلك للبيت الآن يا سميتي؟".
فكتمت كايسي تثاؤبها وأعتدلت في جلستها وقالت:
" سأوصله بنفسي الى المنزل عندما نصل الى هناك".
فال فلينت وهو يحاول أن تبدو نبرة صوته طبيعية :
" الساعة الآن بعد العاشرة , وننوي الأستيقاظ مبكرا لضم التبن".
تنبهت كايسي تماما لما يحمله صوته من أنتقاد , لذا لم تجنبه أستهزاءها فقالت:
" لا تقلق , مرة سهرت أكثر من الآن , ومع هذا أستيقظت عند الفجر".
" تصرفي كما تشائين".
وبعد لحظات وصلوا الى الطريق المؤدي الى المزرعة , وقفت السيارة تحت عامود نور الفناء وتبادل الجميع تحية المساء , فقبلت كايسي أمها , وتمنت لمارك ليلة مريحة , وأبتسمت بتثاقل لفلينت ,ثم جلست في مكان القيادة في السيارة التي نزل منها فلينت.
ورفع فلينت أصبعه لتحية سميتي وقال له:
" حاول أن تجعلها تقود السيارة بحذر".
وبعد ثلاثة أرباع الساعة عادت كايسي , وكان المنزل مظلما ألا من مصباح الشرفة , وتسلّلت كايسي الى المنزل بهدوء حتى لا تزعج أحدا , ورأت خطا من النور منبعثا من تحت باب غرفة المكتب التي كانت تستخدم الآن كغرفة نوم ومكتب لفلينت , وأحدث أحد الألواح الخشبية المثبتة تحت المشمع قرقعة عالية وهي تحاول أن تخطو بحذر فوقها , وفجأة أمتلأت الغرفة بالنور فيما عدا المكان الذي وقف فيه فلينت بالباب , ففوجئت به كايسي وبادرته قائلة:
" ما كانت هناك حاجة لكي تنتظرني".
منتديات ليلاس
وكانت غاضبة , لكن لم يكن ذلك هو السبب في أحمرار خديها بل كان السبب نظرته التي تفحصت وجهها بدقة وكأنه يرى آثار عناق سميتي , وتوتّرت عضلات خديه وهو يقول:
" نعم ما كان يجب أن أفعل ذلك , لكنني أنتظرتك لأنني رأيت نموذجا من قيادتك للسيارة , كما أن أمامي أعمالا كتابية يجب الأسراع بأتمامها".
فردت عليه بحنق قائلة:
" أن أهتمامك رقيق يستحق الشكر , لكنه غير مرغوب فيه , طاب مساؤك يا سيد ماكاليستر".
ترك أنتقاده الذي لا داعي له , مرارة أظهرتها في كلماتها , ألا أن فلينت هز رأسه في نوع من الغضب والتبرم قبل أن يغلق باب غرفته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:24 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- كل عضلة تئن

كان اليوم شديد الحرارة حتى بالنسبة لأول شهر يونيو ( حزيران) , وأقسمت كايسي أن الحرارة لا بد ستتجاوز الأربعين درجة قبل الظهر بكثير , وتنهدت بقلب كليل وهي تفكر أهي الشمس التي تنصب على رأسها طيلة النهار , أو عدم جدوى غضبها هو الذي سلبها ثقتها بنفسها , وأدارت السوار حول معصمها لتنظر الى ساعتها , فربما يرفّه عنها أن الساعة الرابعة وأن معظم التبن كان قد تم حصاده , ودلّكت مؤخرة رقبتها من حدة التوتر الذي أخذ يتزيد في الأيام الثلاثة الماضية.
ففي السنوات الماضية كانت تستمتع بموسم التبن برغم ما فيه من عمل شاق , فبالنسبة الى كايسي كانت أحب رائحة اليها هي رائحة التبن وحديث الحصاد , ثم ضمّت شفتيها من الغضب وقالت في نفسها أنها في هذه المرة لم تلحظ موسمه , وذلك بسبب هذا المستبد فلينت ماكاليستر , فكل أمر يصدره كان يثير أعصابها حتى أصيبت بالقلق , كانت عيناه ترقبان كل شيء تقوم به , وكان مستعدا لمهاجمتها على أي تقصير يصدر منها بسبب أنوثتها , لكنها أثبتت له عكس ظنه , لأنها أستيقظت مبكرة وخرجت قبل أي شخص آخر , وبقيت في الحقول بعد عودة جميع العمال , كما تشهد على ذلك كل عضلة تئن في جسمها وكل ما تتمناه وقتئذ هو أن تترك المزرعة , لذا جرّت قدميها بتثاقل وصعدت درج الشرفة الأمامية ونادت على أمها وهي تدفع الباب المؤدي الى المطبخ , سمعتها أمها فردّت عليها قائلة:
"أنني هنا يا حبيبتي ".
وأستدارت لوسيل غيلمور من أمام الفرن وقالت:
" هل أتيت من عملك ؟ تبدين منهكة".
"ضعي لي بعض الطعام في كيس , أريد الذهاب الى البحيرة".
وحاولت كايسي أن يبدو صوتها طبيعيا , لكنها أخفقت في ذلك , فقالت الأم بعد أن نظرت اليها مليا:
" بكل سرور".
منتديات ليلاس
ثم أضافت قائلة:
" ألم تتقبلي وجود فلينت بعد؟".
فنظرت كايسي الى أمها وهي تشعر بأخفاقها في أخفاء حقيقة مشاعرها , وقالت في نفسها أن الوالدين لا يجب أن يعرفا ما يدور بخاطر أبنائهما بهذه الصورة , وبدلا من أن تجيب على سؤال أمها قالت لها أنها ستصعد الى غرفتها لتغيّر ملابسها.
وعند نزولها وجدت كيسا من الورق على المائدة وبجانبه ترموس مملوء بعصير الليمون , فأبتسمت كايسي لرقّة أمها التي لبت طلبها بدون أن تحرجها بمزيد من الأسئلة ,حملت الكيس وخرجت مسرعة لتركب حصانها آخذة معها صنارة الصيد.
وبعد قليل أسقرت كايسي بجوار البحيرة , وفرشت زادها أمامها بينما أخذ حصانها يرعى العشب بالقرب منها , وكانت الحجارة التي أستخدمتها في أشعال النار قبل ذلك , ما زالت مرصوصة في دائرة حول الرماد القاتم , كما كانت فروع القطن الجافة ملقاة جنبا , وبعد قليل أوقدت نارا وألقت بسنارتها في مياه البحيرة , وجلست فوق بطانية سرج حصانها وقد ضمّت ركبتيها الى صدرها لتسند ذقنها عليهما في أسترخاء , وأمتلأت عيناها بدموع لم تسكبها , دموع الغيظ والغضب معا , ولم تسمح حالتها النفسية بالأستمتاع بمنظر العصافير التي أخذت تحوم فوقها في السماء الصافية.
وقررت كايسي عدم الأستسلام لهذه الدموع الصبيانية , وبينما هي تحبس عبرة من عبراتها أقسمت أنها لن تدع فلينت يتسبّب في مضايقتها بعد الآن , لكن المشكلة لم تكن فيه هو , بل في كونها تقف ضدّه بمفردها , بعد أن تخلّت عنها أسرتها في موقفها معه , ثم تبعهم سميتي , والآن لحق بهم سام , فكيف لها أن تحاربه وحدها؟".
وبينما هي تتأفف من مضايقته , سمعت صوت حوافر حصان يقترب فقالت في نفسها أذا كان مارك قد تبعني الى هنا , فأنني سأقتله.
وفيما هي تمسح الدموع من عينيها سمعت صوتا يقول لها:
" هل أصطدت شيئا؟".
لم يكن مارك بل فلينت! وعادت اليها نوبة الغضب وهبّت واقفة وهي تصرخ فيه قائلة:
" هل من الضروري ملاحقتي في كل مكان؟ لماذا لا تتركني وشأني؟".
" رأيت دخان النار ولم أعلم بوجودك هنا , فأول خاطر طرأ بذهني هو أن حريقا قد أندلع في الأعشاب , فجئت لأرى ما يحدث".
غير أن صوته المتزن وأرتجاف عضلات صدغيه لم تقتنع كايسي بسبب مجيئه فأرتجف جسدها من الغضب وهي تقول:
" عندما تأكدت من أنه ليس حريقا , كان يجب أن تعود من حيث أتيت".
وشعرت به يقترب منها لكنها لم تر الغضب في عينيه ألا عندما صاربجوارها ,كانت عيناه الرماديتان تبعثان الشرر , وأمتدت يده تمسك بمعصمها , وأدارها نحوه بعنف ودفع بها للأمام.
" أترين هذا النبات؟".
وتابعت عيناها أصبعه الممتد ,وبلا أرادة أطاعت صوته ونظرت الى النبات المليء بالشوك , والى الزهرة البيضاء التي تعلو وتتوجه بلونها الناصع.
" هذه؟".
وكان سؤالها بنبرة هازئة ,وهي تنظر الى الزهرة التي تشبه زهرة الخشخاش لولا بياضها , وأمرها فلينت قائلا:
" أذهبي وأقطفي لي هذه الزهرة ".
" هل أنت مجنون؟".
وحملقت فيه بدون أن تصدق ما تسمعه:
" أنها زهرة شائكة يعلو الشوك عنقها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:26 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تعجبها صرامة وجهه أو توتر جسمه وحدّة كلماته , وهو يعلو قامتها بثبات وعناد , ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها المتحدي وسمعته يقول بأنفعال شديد:
" أما أنا, فعليّ أن أتحمل أشواكك لمدة عشرة أيام , أيتها الزهرة الشائكة المسماة بكايسي , أنني لم أطلب هذه الوظيفة , كما لم أتمنى الحادث الذي وقع لأبيك , لكنني هنا وسأبقى هنا".
وظل يمسك بمعصمها وقد غرس أصابعه في عظامها ألا أن الألم الجسماني لم يكن هو الذي بعث فيها رجفة الخوف , بل الطريقة الآمرة التي كان يتكلم بها فلينت بهدوء ينذر بالعاصفة.
فردّت قائلة وصوتها يتهدج:
" أنني أحصي الأيام حتى ترحل".
" والدك علّمك الكثير عن الزراعة وتربية المواشي , لكن من الواضح أنه يعلمك أصول المعاملة المهذبة".
ثم ترك يدها بحركة تقزز وأستدار بعيدا عنها .
" لا تتكلم هكذا عن والدي".
وهذه المرة كانت يد كايسي هي التي أمتدت لتوقفه في مكانه , وأخذت الدموع التي كانت تحبسها تتجمع وتحجب عنها الرؤية , وقالت له:
" أنه خير والد في الدنيا , فأنني مستعدة للقيام بأي شيء من أجله , وهو أيضا مستعد لأن يفعل أي شيء لي".
ونظر اليها فلينت ببرود وقال:
" أنك مخطئة يا كايسي , فأنت أنانية ولا يمكنك آداء أي خدمة لأحد".
فأنكرت قوله بقوة وأنفجرت باكية وهي تقول:
" هذا كذب وأفتراء".
منتديات ليلاس
" أتظنين ذلك ؟ أنت لا تستطيعين حتى أن تكوني مؤدبة معي , أو ودودة ,ولو ترك الأمر لوالدك لرضي بأدارتك للمزرعة ,لكن يعلم كلانا أن هذا ليس صوابا , أنك لا تسمعين شكواه , لكنك الخاسرة يا كايسي , وما من أحد يحب أن يكون خاسرا".
ولم تستطع مواجهة نظراته , وأستقرت عيناها على حذائه المخدوش وحاولت بشجاعة أن تواجه الموقف مؤكدة بأن ما يقوله لا يمت الى الصواب بصلة ,وشعرت كأنها حشرة صغيرة لا فائدة منها , ولم يعد هناك مجال للمغالطة , أنها فعلا فتاة مدللة , أنانية لا تستحق الأشياء التي تنعم بها , وأفاقت من أفكارها لترى فلينت فوق صهوة جواده يمسك باللجام يتجه نحو المزرعة ....فنادت عليه قائلة:
" فلينت!".
كان صوتها ضعيفا , ألا أنه سمعه , فأوقف حصانه ونظر اليها , ألا أن كايسي مشت نحو فلينت ببطء , ولم تهتم بتجفيف دموعها من وجنتيها وهي ترفع وجهها لتنظر أليه في أنكسار:
" أنني آسفة لطريقة تصرفي معك!".
وقبل أن تتم عبارتها خفضت رأسها لتنظر الى الأرض , وأنتظرت أن يرفض فلينت أعتذارها وأن يلقي به في وجهها قائلا لها :" أن فرصة أصلاح ما حدث قد ولّت...." وبدلا من أن يفعل ذلك , أمتدت يده اليها مرحبة بصداقتها ,وقال فلينت:
" قد لا نكون أصدقاء , ولكن يجب ألا نكون أعداء".
قالها وهو يمسك باليد التي وضعتها برفق في يده , فأومأت برأسها وسحبت يدها في خجل ظاهر , ورفع ذقنها بأصبعه حتى أضطرت كايسي للنظر في وجهه , كان يبتسم تلك الأبتسامة الساحرة التي يحتفظ بها دائما , وحبست أنفاسها من قوة سحر جاذبيته.
" لم يكن ما قلته بالأمر الهين , لقد أعترفت بخطئك لي بالذات ,والدك رجل عنيد وألا ما أشتغل بالزراعة وتربية المواشي , ألا أنه عادل وأمين , ولم أتصور أن أبنته تختلف عنه في أخلاقه , ربما أكثر منه عنادا".
وتعجبت كايسي كيف لم تلحظ من قبل بريق عينيه , أو الخطوط المرتسمة على وجهه , وأصطبغت وجنتاها بحمرة الخجل عندما لاحظت أنها تحملق فيه وأنها معجبة به , فتراجعت وهي تتردد بدون أن تدري ما تقوله , وشعرت بخجل غريب .
وجاء اليهما صوت صهيل جواد من فوق الجبل سرعان ما ردده جواد فلينت , ومسحت كايسي الدموع من وجنتيها ,وحولت نظرها نحو مصدر الصهيل , وأبتسمت أبتسامة عريضة وهي ترى الحصان الأبيض وهو يهز رأسه على بعد مائة ياردة منهما , وقال فلينت:
" أنني لم أر هذا الحصان في المزرعة من قبل".
فردت كايسي وهي تضع أصبعها في فمها وتصفر للحان :
" هذا هو جوادي ميركوري".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:28 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ض يلمع في صحة واضحة , ولم تظهر عليه سنه الكبيرة ,وتوقف أمام كايسي فربتت برفق على عنقه , بينما وضع أنفه في جيوب ردائها , فضحكت وأخرجت قطع السكر وقدمتها له.
" أنه يقرب من سن السابعة عشرة ولا تبدو عليه سنّه".
ونظرت كايسي الى فلينت لتعرف رأيه وأستطردت قائلة:
"كان أول حصان لي , أول حصان لا يحتاج للسوط حتى يجبر على العدو بسرعة , كان سريعا كالريح لذا أسميته ميركوري كأسم البطل اروماني ذي الأجنحة في قدميه".
ونظرت كايسي الى فلينت مترددة خشية أن يعتبرها تافهة أو بلهاء لكثرة كلامها , لكنه كان يرقبها بأهتمام كبير , وأستطردت تقول:
" لقد كنت كالصبي الشقي".
فضحك وقال:
" كنت............؟".
لكنها كانت ضحكة رقيقة أمكنها أن تشاركه فيها .
" كنت أتصور أن ميركوري هو هندي , فكنت أركبه بدون سرج أو لجام ,بل كنت أوجهه بركبتيّ وأنجح في ذلك معظم الوقت".
" أن شكله رائع بالنسبة لسنه".
" بدأت أسنانه تتآكل".
وظهرت في صوتها نبرة حزن وهي تقول :
" قال أبي هذا الربيع أن ميركوري سيفقد كل أسنانه بأنتهاء الصيف القادم , فستتآكل كلها حتى تصل للّثة".
ثم قالت بحماس رغم تقطيبة بدت في جبينها :
" أنه يحب الجري بحرية , لكنني متألمة لليوم الذي سيضطر فيه ميركوري الى تناول الأكل بدلا من حشائش المراعي الوارفة".
وعاد الحصان يقترب من جيوبها بحثا عن مزيد من السكر , وعندما تأكد من عدم وجود السكر أبتعد وجرى نحو التلال من حيث أتى.
وقال فلينت:
" يجب أن يحدث ذلك يوما ما".
منتديات ليلاس
وشعرت كايسي بأنه يشاركها شعورها ومخاوفها.
" نعم , أعلم ذلك , أذ أنه عاش حياة عريضة".
وأبتسمت وهي تقول عبارتها الأخيرة , فقد علّمتها الظروف في المزرعة أن دورة الحياة لا نهاية لها , وأن أحدا لا يستطيع أيقافها أو التعرض لها , كما تعلمت أن تتقبّل الأشياء التي ليس في وسعها تغييرها , رغم أن ذلك لم يجعلها تتقبل الأمور بسهولة.
كانت تجربة جديدة بالنسبة لها أن تكلمه بهذه الحرية وهذه السهولة , حرية سببت لكايسي الأضطراب لكنها وجدتها ممتعة , فقد أشعرها فلينت بأهميتها في هذه اللحظات القليلة , وربما كان هذا هو السبب لشعورها بالوحدة عندما تركها وأنصرف.
صعدت كايسي درج الشرفة كل درجتين معا , أنها أخيرا وبعد مقاومة طويلة , تقبّلت فلينت كزميل لها في المزرعة , ووما ساعد في ذلك توافق أهتمامه مع أهتمامها في العمل لمصلحة المزرعة , وأكتشفت كايسي متعة جديدة في العمل جنبا الى جنب معه , وهو شعور بالرضى لم تعرفه من قبل , كما لاحظت أن أعجابها بفلينت يتزايد , ولكنها ظلت تحاول أن تخفيه , لكنه أخذ في الظهور شيئا فشيئا , وعندما فتحت باب المطبخ سمعت أخاها مارك يقول بحدة:
" كلا...كلا....هذا مستحيل".
وكان واقفا أمام المائدة وفي يده ورقة أخذ يقرأها ويهز رأسه بشدة , ونظر بوجهه المضطرب الى كايسي وهو يقول عند سماعه وقع أقدامها:
"كيف تفعل أمي بي ذلك؟".
" ما الذي بالورقة؟".
ومدت كايسي يدها للورقة , وبطرف عينيها رأت فلينت يدخل الى الغرفة وقال شارحا الموقف بينما أخذت كايسي تقرأ الرسالة:
" حضرت السيدة جراسيك ظهر اليوم وعرضت على والدتك أن تصحبها الى سكوتسيلاف لزيارة والدك بالمستشفى , وتركت هذه الرسالة تشرح فيها سبب عدم وجودها بالمنزل لعشاء الليلة".
وأـلقى مارك نفسه في كرسي المطبخ قائلا:
" لا يمكنني أن آكل الطعام الذي تعده أختي , لقد تحملته أسبوعا كاملا أثناء غياب أمي في المستشفى مع أبي , وأعتبرها معجزة أنني لم أمت من التسمم".
فصاحت فيه كايسي قائلة:
" مارك.....".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:30 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبرقت عيناها بالفخر وهي ترقب الحصان يقترب منهما بخطوات واسعة متهادية رافعا أنفه ليشم رائحة الرجل الغريب , أما ذيله فرفعه في خيلاء , وكان جلده الأبي
ولم يمكنها التغلب على حمرة الخجل التي علت وجهها وهي تنظر الى تعبيرات الرضى التي تجلت على وجه فلينت وهو يستمع الى ما يقوله مارك.
" أؤكد لك يا فلينت أنك لم تصادف في حياتك طاهية أسوأ من كايسي ".
وتمنت كايسي لو أمكنها أن تسد فم أخيها لتوقف سيل كلماته المتدفقة المحرجة لها .
" حدث مرة أنها حاولت أن تعد لنا جيلو فوضعت فيه كثيرا من الماء بحيث أضطررنا لنشربه!".
وعندما لاحظ فلينت الحرج والغضب المرتسمين على وجه كايسي ضحط وقال:
" يحسن أن نغيّر الموضوع يا مارك , قبل أن تضطر للدفاع عن نفسك , فقد قررت أنه بدلا من تعرّض أختك للوقوف أمام الموقد الساخن بعد عملها الشاق طول النهار , أن نذهب الى فورت روبنسون لتناول العشاء في الخارج".
ففرح مارك وقال:
" فكرة هائلة".
وسألها فلينت قائلا:
" هل هذا الأقتراح يناسبك يا كايسي؟".
منتديات ليلاس
ولأول مرة في حياتها تمنت كايسي لو أنها أتقنت الطهي مثل أمها , لكنها أومأت برأسها موافقة , وتمتمت أنها تريد تغيير ملابسها , وهربت من الغرفة قبل أن تفضحها دموع الخجل , وتمنت كايسي لو أنها أهتمت أكثر بأختيار ملابسها , حقا كان منظر بنطلونها الأبيض وبلوزتها ذات المربعات الحمراء والياقة ذات الكرانيش , جميلا , لكن شكلها بصفة عامة كان يشبه فتاة ريفية ساذجة , وتنهدت شاعرة بالندم لأنها لم تظهر بمنظر يليق بها كما ظهر فلينت , وأراحها أنها تركت حذاءها الطويل ولبست عوضا عنه صندلها الأبيض الوحيد.

وبينما كان مارك يتقدمها الى المبنى الذي كان في وقت من الأوقات ثكنات للجند , ثم تحول الى نزل ومطعم للسياح , أخذ يقص على فلينت تاريخ الحصن القديم.
" كان هذا المبنى الأبيض الكبير مقرا للقيادة , لكنهم يستخدمونه الآن كمتحف , وكان هذا الحصن مشهورا ليس فقط أثناء أستقرار المستوطنين في الغرب , بل في أثناء الحرب العالمية أيضا".
عرفت كايسي أن مارك أصبح مبهورا بتاريخ ( فورت روبنسون) ولم يأبه أذا كان فلينت مهتما به أم لا , فقد أصر على أن يعرفه بتاريخ الحصن لذا أستمر مارك يقول:
" هلى الجاني الآخر من الطريق , أي عند دخولنا لفورت روبنسون يوجد المكان الذي قتل فيه الزعيم كريزي هورس وهو يقاوم الجنود الذين حاولوا وضعه في السجن , كما أنه المكان الذي لجأ اليه الهنود عندما هربوا من مستوطناتهم , وعندما رفضوا العودة وعاقبوهم بتجويعهم لأرغامهم على الرجوع شتاء , حاربوا أعداءهم وخرجوا من الحصن , وهي معلومات معروفة لمعظم الناس".
وضحك فلينت متجها نحو كايسي وهو يفتح الباب الكبير المؤدي للمطعم.
" كيف توقف سيل كلماته؟".
" لا تستطيع ...... ألا أذا نفذ وقوده!".
وألقت الى أخيها نظرة كلها أنتقام ومداعبة.
وبمجرد دخول ثلاثتهم المطعم وجلوسهم , أنقضّ على مارك صبيان أضقران وقال أطولهما وهو يضرب مارك على ظهره مداعبا:
" كنا نتكلم عنك".
وضحك مارك وهو يحاول أن يتفادى ضربة أخرى من الصبي الآخر وقال:
" ماذا تفعلان هنا؟".
" أقنعنا والدنا أن يصحبنا الى السينما بعد أن فضلت أمنا الذهاب الى سكوتيسلاف".
وحاولت كايسي جاهدة أن تخمّن من من توأمي جراسيك هو المتحدث .
وقال مارك وعيناه تضحكان:
" لقد أخذت والدتي معها , وتركتني تحت رحمة طهي أختي , حتى أنقذني فلينت".
" بعد أن تنتهي من الطعام ... أو الأفضل أن تأتي لتأكل معنا......".
وجذب أقصر التوأمين ذراع مارك ليأخذه الى مائدتهم , مؤكدا دعوته له , وأضاف قائلا:
" يجلس أبي هناك , وقد طلبنا ما نريد من طعام , وتستطيع أن تذهب للسينما معنا بعد العشاء".
منتديات ليلاس
فنظر مارك الى كايسي مستأذنا في الذهاب مع صديقيه ,واللهفة تلمع في عينيه , فأومأت له قائلة:
" لا مانع طالما يوافق السيد جراسيك على توصيلك للمنزل".
فطمأنها أطول التوأمين قائلا لها:
" أنه لن يمانع".
ودام الصمت خلال الجزء الأول من العشاء بعد أنصراف الصبية ,وبالرغم من غضبها من أخيها , تمنت كايسي لو كان معهما ليبدد حدة السكون الذي أثار قلقها.
وأخيرا قال فلينت وهو يرقب الأحمرار المفاجىء في وجنتيها :
" أنت صامتة الليلة صمتا مطلقا , أرجو ألا تكوني ضقت ذرعا بمداعبة مارك , فأنت تعلمين أن كل الأخوة يمرحون هكذا فهم يحبون مشاكسة الأكبر منهم سنا".
" كلا لم أضق به , فهو يداعبني هكذا طوال الوقت".
وكان هذا التردد في أنكار حقيقة شعورها هو السبب في صعوبة مواجهة نظراته.
" فعلا...... الواقع أنني لا أعرف الطهو , ولا حتى كيف أغلي الماء".
" وهل يعرف سميتي كيف يطبخ؟".
" سميتي؟ كيف لي أن أعرف ذلك؟".
وواجهت نظراتها المندهشة نظراته بصرامة .
" وما علاقة ذلك بي؟".
" فهمت مما سمعته أن المتفق عليه هو أنكما ستتزوجان , ومن الأوفق أن يعرف أحدكما كيف يطبخ".
وأرتفع جانب من فمه في سخرية واضحة وعلقت كايسي على كلامه بتهكم:
" أذا كنا ننوي الزواج , الأمر الذي لن يحدث , فليس من شأنك أذا كان أحدنا يجيد الطهي أم لا".
ولم تقبل كايسي دعابته بخصوص عدم أتقانها لفن الطهو , ومما أثار رغبته في مضايقتها تهكمها الذي بدا في كلماتها.
" ما رأيك في قدرة صديقاتك على الطهو؟".
" في أستطاعتهن جميعا أعداد وجبات لذيذة نأكلها أمام شاشة التلفزيون".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
boss man from ogallala, الحصار الفضي, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية