لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 10:10 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولم يهتم مارك بسؤالها وعاد يقول:
" وكم عمره؟".
" كيف لي أن أعرف ذلك ؟ أنني لم أسأله أو أطلب منه توضيح هذه الأحصائيات التي لا تهمني ".
" هيّا حولي أن تحمّني سنّه".
" لعله في أوائل الثلاثينات".
وربتت كايسي على جانب البقرة وهي تزيح الوعاء من تحتها وتهم واقفة وقال مارك وهو يأخذ الوعاء من أخته:
" يبدو أنه رجل مسل".
" يا ألهي , يا مارك! أنك تفكر فيه كأنه الممثل آلان ديلون ! أنه مجرد الأبن المتكبر والمتعجرف لأحد المزارعين الأغنياء , والذي يتسّلى بمحاولة الظهور كأحد رعاة البقر".
وعندما سمعت كايسي صوت سيارة قادمة الى الفناء بصحبة نباح شيب قالت:
" قد يكون هذا هو الرجل العظيم".
وأتجه مارك نحو الباب لكنه أبطأ في سيره عندما حذرته كايسي من سكب الحليب , وتلكأت في الزريبة أطول مدة ممكنة لتشغل نفسها بالخيول التي سبق أأن أطعمها مارك قبل أن تتجه أخيرا للمنزل , وكانت الساعة وقتئذ تقترب من السادسة , فعندما تقول والدتها أن العشاء سيكون معدا في الساعة السادسة فهو فعلا يعد في موعده , وقد أفلحت في محاولتها التلكؤ , فعندما دخلت الى المطبخ لم يكن فلينت ماكاليستر هناك , وبسرعة بدأت كايسي في العمل, فغسلت يديها قبل معاونة والدتها في وضع الأطباق الساخنة على المائدة وبعد ثوان دخل مارك الغرفة وتبعه مباشرة مباشرة فلينت ماكاليستر , وحاولت كايسي ألا يتجه نظرها اليه , لأنها شعرت بالغضب والضيق والمذلة ومع ذلك كانت كل حواسها متنبهة الى وجوده , فرائحة الصابون وعطرا الحلاقة كانا ممتزجين برائحة اللحم المحمّر , ومن ركن عينها رأت الفرق الشاسع بين بياض قميصه ولون شعره الداكن الذي كان لا يزال يلمع بسبب أبتلاله بالماء بعد الحمام , كما سمعت صوت سحب كرسيه على الأرض وهو يجلس أمام المائدة , ونبرة صوته العميق , وهو يرد على أسئلة مارك بصبر وأهتمام.
منتديات ليلاس
وعندما تم وضع جميع الصحون على المائدة , لم يكن أمام كايسي مناص من الجلوس هي الأخرى , وكان الكرسي الوحيد الخالي هو الذي على يمينه , وألقت نحوه بأبتسامة , وهي تعلم جيدا زيف هذه النظرة , وتلاقت نظرته الرمادية بنظرتها وهو يتنازل يوميء برأسه ردا على تحيتها , وقدّمت اليه كايسي البطاطا وهي ترفع ذقنها متحدية , وكانت متأكدة أن الموجودين يلاحظون صمتها , ألا أن أسئلة مارك , كانت لا تنتهي بحيث ملأت الفراغ الذي خلفته هي بسكوتها.
" أرجو أن تقص علينا ما تعرفه عن أستراليا".
قالها مارك وهو يحث الضيف على الكلام , بينما يأخذ قطعة كبيرة من البطاطا برغم نظرة أمه التي تحمل معنى التأنيب على تصرفه الصبياني .

" ما شكل مزرع الماشية هناك؟".
فرد فلينت بهدوء قائلا:
" كانت المزرعتان اللتان زرتهما هناك تقعان في أواسط أستراليا , والأرض هناك مسطحة وبور بوجه عام , وفيها قليل من الزراعة , وعمل الناس هناك لا يختلف كثيرا عن عملنا هنا , وكل ما هناك هو ضرورة التعوّد على الأصطلاحات التي يستخدمونها , فالمزارع مثلا أسمها المحطات وهكذا وبسبب أختلاف الفصول عندهم لا يعلفون الماشية بالذرة والحبوب كما نفعل نحن , لذا أذا طلبت لحما في مطعم لا تجده طريا كاللحم الذي تعودت عليه هنا بالرغم من أن نكهته جيدة".
" وهل رأيت كثيرا من حيوان الكانغارو؟".
ونظرت كايسي الى فلينت نظرة تتحداه بها أن يستمر في أحتكار الحديث كله بمغامراته , ومع ذلك تابع كلامه مع مارك بصورة أعترفت كايسي لنفسها بأنها هادئة , أذ قال:
" نعم , رأيت عددا منها , وهي تعتبر من الحيوانات المتعبة , أما أشرس الحيوانات البرية فهو الدنجو".
وأراد مارك أن يستعرض معلوماته فقال , وكل أنتباهه موجه الى فلينت:
" هل هي أحد أنواع الكلاب المتوحة؟".
" أنها تتزوج من الكلاب المستأنسة , مما يجعلها ذكية بحيث يصعب صيدها , وهي تمشي في قطعان كبيرة , وتجوب المناطق الشاسعة وتهاجم العجول والمواشي الهزيلة , والدنجو يشبه الذئب , ألا أنه أكثر شراسة أذا حاول أحد مقاومته".
وأنتهى العشاء بسرعة بينما أستمر فلينت ماكاليستر يقص أحداث تجربته في السنة التي قضاها في أستراليا , وأكتشفت كايسي رغما عنها أن أهتمامها لا يقل عن أهتمام أمها وأخيها بحديث فلينت و ففي خلال تناول العشاء تعلمت عن أستراليا أكثر مما تعلمته من كتب الجغرافيا بالمدرسة وذلك بفضل مقارنة فلينت بين الحياة وبين مثيلتها في ولاية نبراسكا التي تعرفها جيدا , ومع ذلك ظلت محتفظة بمظهرها الذي لا يدل على الأهتمام بما يقول , بل والذي يتسم بالامبالاة .
وأخيرا قال فلينت وهو يشرب آخر قطرة من فنجان القهوة :
" هذه وجبة شهية جدا يا سيدة غيلمور".
فقالت له لوسيل غيلمور والأبتسامة تشع في وجهها :
" أننا في هذه الأسرة نتعامل بأسمائنا المجردة يا سيد ماكاليستر , لذا نادني بأسم لوسيل".
" أذن يجب أن تنسي لفظ السيد ماكاليستر وتنادني بأسم فلينت".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:13 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رأت كايسي كيف حوّلت الأبتسامة وجهه من تعبير الواثق من نفسه في تهكم ,الى نظرة ساحرة لا تقاوم , وهو يقول:
" بما أن هذه أول ليلة هنا , وربما لا تسنح لي الفرصة لقضاء ليلة أخرى بدون أعمال كتابية , أرجو أن أعبّر عن تقديري لضيافتكم وذلك بمساعدتكم في غسل الصحون".
فردّت كايسي لتبدد الصمت الذي فرضته على نفسها :
" أنني أقوم بهذه المهمة بدلا من والدتي".
غير أن مارك علّق على كلامها قائلا:
" وهي تكره هذه المهمة غاية الكراهية".
وكانت عبارة مارك في محلها , لكنها عملية فرضها ضمير كايسي عليها لتكفّر بها عن عدم معاونتها لوالدتها في شؤون المنزل.
" في هذه الحالة , لا بد أنها سترحب ببعض المساعدة".
وبرغم نظرة فلينت الهادئة , وهو يقول هذه العبارة ألا أن كايسي شعرت بما تحمله من تحد.
وكادت ترفض مساعدته , ألا أنها لم تستطع مقاومة رؤيتة وهو واقف أمام الحوض المليء بالصحون فمنظره وهو يرتدي مئزر والدتها المزركش حول خصره جعلت عينيها تبرقان في خبث ودهاء وهي تقبل مساعدته بدلال زائف.
وبدأت عملية غسل الصحون في صمت وقد أختار فلينت أن يقوم هو بمهمة الغسيل أذ أن كايسي تعرف مكان الصحون بعد تجفيفها ,والغريب أن فلينت بدا طبيعيا , وهو واقف أمام الحوض , وكان يشعر برغبة كايسي في الأحتفاظ بالتباعد الموجود بينهما وقصر الكلام على الرسميات.

فقال أخيرا مبددا صمتها:
"لاحظت أن التبن في الحقل الغربي جاهز للحصاد".
ولعدم رغبتها في موافقته على كل ما يقوله , ردتّت عليه بتثاقل قائلة:
" ربما الأفضل أن نحصده في بداية الأسبوع القادم , وبرغم أن الوقت مبكر ألا أننا حصدنا نفس الحقل في الأسبوع الثاني من حزيران ( يونيو ) في العام الماضي".
" أن طائرتكم ليست لها رخصة , وأريد أن ألقي نظرة من الجو على المزرعة بأسرها حتى أكوّن فكرة شاملة عن مواقعها".
وشعرت كايسي بنظره يتوقف على وجهها برهة ثم قال :
" هل يمكننا أستعارة طائرة من الجيران؟".
" أعتقد أن آل سميث مستعدون لأعارتي طائرتهم في أي وقت ,ولا أعرف شعورهم نحو أعارتها لشخص غريب".
وسّرها ايلامه , ولو أن الملاحظة لم تنجح في أختراق حاجز ثقته بنفسه فعاد يقول:
" لا أعتزم أن أقودها بنفسي , قالت لي والدتك أنك معتادة على قيادة الطائرة كأعتيادك على ركوب الخيل".
وألتقت عيناه الرماديتان بنظرتها التي علتها الدهشة في شيء من التسلية :
" طبعا لا أستطيع رؤية الأراضي جيدا أذا كنت خلف عجلة القيادة".
" لقد فهمت".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:15 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فهمت كايسي أنها ستكون قريبة من ذلك الرجل لمدة ساعتين أو ثلاثة , كما عرفت بمزيد من المضايقة أن تفتيشه على المزرعة سيكون دقيقا , لذا سألته:
" متى تريد مني تدبير أمر هذه الزيارة؟".
" غدا".
فتوقفت يد كايسي وهي تسحب صحنا من الماء ,أذ بدا لها أنه لن يمنحها الوقت الكافي لتعتاد على فكرته.
" سأسألهم أذا كانوا في حاجة الى أستخدام طائرتهم غدا".
" ربما يحتاجون اليها".
عادت كايسي الى عملها في تجفيف الصحون , فوقفت على أطراف أصابعها ومدّت ذراعيها نحو الرف الثالث من الخزانة المثبتة فوق الحوض , مم*** بالصحن في يدها , بينما حاولت أن تزيح بعض الأواني عن طريقها باليد الأخرى , فوقع على رأسها عدد من الأطباق البلاستيكية بينما كانت تسحب الأواني الزجاجية نحو الرف , الأمر الذي أدّى الى سقوطها عليها , فمالت كايسي بثقلها على الحوض وهي تحاول أن تطيل قامتها ما أمكنها بينما أحسّت بذيل قميصها يعوم في مياه الغسيل , وبينما تحاول أيجاد طريقة لأنزال الصحن ثانية وأنقاذ الأواني من الوقوع , لاحظت أن فلينت يستجيب لحرج موقفها.
منتديات ليلاس
فقد أتاح له طوله الفارع أن يصل للرف الثالث بلا عناء ,ولكن ,ليفعل ذلك , أضطر أن يشرئب بجسمه فوق رأس كايسي , وعندما لامس جسمه بعضلاته القوية جسمها أحدث فيها توترا قويا بينما حاولت هي السيطرة على قشعريرة جسمها حيث لامسها , وسمعت في الخارج صوت باب يغلق وصوت مارك وهو يرحب بالزائر القادم.
" أهلا يا سميتي , كنت متأكدا أنك ستحضر الليلة".
وأستطرد مارك قائلا بصوت كان يرن في المطبخ بوضوح :
" سيسبب لك الرجل الجديد كثيرا من المنافسة , فهو الآن في المطبخ يساعد كايسي في غسل الصحون".
وكان فلينت قد أنقذ الأواني الزجاجية ووضع الصحون وراءها , وأصطبغ وجه كايسي بلون أحمر عندما نظر اليها فلينت , وجالت بخاطر كايسي رغبة شديدة في أن تخرج الى الشرفة وتخنق أخاها ذا الصوت العالي الذي أحرجها , ألا أنها أختارت أن تجمع أغطية الأواني التي تبعثرت على الأرض.
وقال فلينت وقد عاد الى الحوض والصحون الباقية فيه :
" هل أفهم أن صديقك قد وصل؟".
" أنه سميتي , أقرب جيراننا الى بيتنا".
وحاولت كايسي أن تسيطر على نفسها بهدوء بعد أن أثارها برجولته وعضلاته .
" هل هو الذي ستستعيرين الطائرة منه؟".
" نعم ".
" خيرا , سنعرف الليلة أذا كان في أمكاننا الحصول عليها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:18 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- طائران في الهواء

حاولت كايسي جاهدة أن تحتكر سميتي ما أمكنها , وتسيطر على الحديث معه في تلك اللليلة لتنفس عن ضبها وتنتقم من فلينت , وتعمّدت أن تدير الحديث عن أشخاص وأماكن لا يعرفها غيرهما حتى تحرج فلينت وتتركه جاهلا بما يقولان , ألا أن سميتي لم يساعدها على ذلك , أما بسبب غبائه أو عناده , بل أخذ يدير الحديث ويعود به مرارا لموضوع الزراعة وتربية الماشية , وجلست كايسي في صمت متأففة وهي تستمع الى مواضيع البذور والري والعلف وتأثير الجو على الزراعة والماشية , كما أن فلينت لم يعطها الفرصة لتطلب موافقة آل سميث على أستعارة طائرتهم للجولة التفتيشية , فبسؤال بسيط مهذب حقق فلينت مطلبه وكاد سميتي يطير من الفرح لتلبية طلبه , وعندما وجدت كايسي نفسها وحدها مع سميتي بعد أن تركهما ماكاليستر , أخذت كايسي تؤنب سميتي على فعلته قائلة له:
" الطريقة التي وعدت بها أعارته الطائرة كلما أحتاج اليها كانت طريقة مبتذلة ومقززة , ويخيل اليّ من فرط أهتمامك به , أنك تريد أن تعلّق لافتة تقول فيها أن فلينت ماكاليستر كان يجلس هنا؟".
فردّ عليها سميتي وقد ضاق ذرعا بتصرفاتها وتبرّمها من فلينت ماكاليستر :
" لماذا تبالغين هكذا؟ فأنت تعلمين أن طائرتنا كانت وما زالت دائما تحت تصرفكم منذ تعطلت طائرتكم ,ويبدو أن السيد ماكاليستر لم يعلم بذلك فالواضح أنك لم تخبريه , بل صوّرت له الموضوع وكأنه من الصعوبة بمكان , فكل ما فعلته أنا أنني طمأنته على أستعدادنا لمساعدته كلما أحتاج الينا".
فسخرت كايسي من عبارات سميتي , وشعرت أنها تقف وحدها ضد فلينت ماكاليستر ففي يوم واحد رأت أنبهار أخيها الأصغر به , وتأثر أمها بظرفه وأدبه ووسامته , والآن ضاع أملها تماما بأنضمام سميتي الى جموع المعجبين !
أنسحاب السحاب الأبيض فوق الطائرة بينما أختلست كايسي نظرة نحو الرجل الجالس في الكرسي المخصص للركاب , وفجأة نظرت في العينين اللتين كانتا ترقبانها وتلحظان عبوسها المتزايد كلما أزدادت أفكارها كآبة , لقد مرّت ساعة وهما طائران في الهواء.
تضايقت كايسي من نظراته وسألته , محاولة ألا يبدو عليها الغضب من حملقته فيها , وكأنها تريد أن تنتهي من تلك المهمة الصعبة وهي البقاء معه في مكان واحد.
" ماذا تريد أن ترى غير ذلك؟".
فأجابها وكأنه لا يأبه ألا بالمهمة التي أمامه , والتي جاء من أجلها:
" دعينا نحلّق مرة أخرى فوق المرعى الموجود في الجزء الجنوبي , وأرجوك أن تطيري على أرتفاع منخفض هذه المرة".
وأومأت برأسها تعبيرا عن موافقتها , وبمهارة مالت بجناح الطائرة قبل أن تتم دورتها , ثم أستوت على أرتفاع ثمانمائة قدم فوق سطح الأرض , كان الطيران أحد الأشياء التي تحبها كايسي , وكانت فرحة ومستريحة لأستجابة الطائرة الى لمساتها الرقيقة كأستجابة الجواد المدرّب لأشارا صاحبه ,كما أن الطيران يمنحها شعورا بأنفصالها عن متاعبها , ففي الطائرة الصغيرة هدوء لا وجود لمثله على الأرض , وقال لها فلينت ,بدون أن تخطر بباله فكرة المجاملة :
" أنك طيارة ماهرة".
منتديات ليلاس
فأجابت بهدوء وبلا غرور بل بثقة:
" أعلم ذلك".
" قال لي والدك أنه لا يمكن الأستغناء عنك في المزرعة , ويبدو لي أنه من الذين يقولون ما يعنون".
فأجابت كايسي بثقة للمرة الثانية:
" نعم , هو من ذلك النوع ".
وشعرت كايسي بشعور دافىء من الفخر بأبيها , وبالمديح الذي وصفها به .
وحاولت في قيادتها للطائرة أن تقاوم الهواء وتطير في خط مستقيم , وقالت لفلنت الذي أخذ ينظر اليها:
" المرعى في الجانب الآخر".
وعاد فلينت الى موضوع والدها فقال:
" يعتقد والدك أن في أستطاعتك أدارة المزرعة بمهارة وبمفردك".
قالها فلينت وهو ينظر من النافذة التي يجلس بجانبها , الى ساند هيلز ,فردت بعزم وهي تقابل نظرته بثبات , وتحاول ألا تخرج عن الموضوع الذي أتيا من أجله.
" ظننتك تريد أن تتفقد المزرعة".
" هذا هو جزء مما أريد".
" والغرض الآخر؟".
" رغبتي في معرفتك أكثر مما أعرفك الآن , يا كاسندرا".
قالها ببساطة مع وجود لهجة جادة في كلماته , أشعرت كايسي بأنها الهدف الأساسي من الرحلة .
" كنت متأكدا من أنني , أذا حاولت التقرب منك في المزرعة , ستهربين مني كما فعلت أمس".
ونظر حوله داخل الطائرة وأستطرد يقول:
"أعترفي بأنه لا يمكنك الهروب مني الآن".
" دعنا نتكلم بصراحة يا سيد ماكاليستر , أنني لم أرحب بقدومك الى المزرعة ولم تكن دعودتك لمعاونتنا فكرتي أو فكرة أبي , بل هو البنك الذي أراد رجلا في موقع الرئاسة".
وتعمّدت كايسي وهي تتكلم , أن تضغط على لفظة رجل.
" وبصراحة لم تعجبني قبل أن أقابلك أما الآن قد.......".
فأتم فلينت عبارتها قائلا:
" ما زلت لا أعجبك......تصرفاتك أوضحت مشاعرك , لكن لا بد من وجودي هنا مؤقتا".
" يا له من سوء حظ لنا نحن الأثنين".
" أذا كان هذا موقفك دائما , فأمامنا شهر ونصف في منتهى الصعوبة".
ونظر فلينت اليها في تساؤل , وأتمّ كلامه قائلا:
" أم تقبلين الواقع بأنني مجرد بديل مؤقت لوالدك؟".
فقالت كايسي في قرارة نفسها : أنك لن تستطيع أن تملأ مكانه.
وعاد فلينت يقول:
" الأمر متروك لك , ففي أمكانك معاملتي كقريب أو كزميل في المزرعة مثل جيرانك آل سميث , وفي الحالتين أود أن أذكّرك بحكمة هندية قديمة تقول: ( لا تحكم على أنسان قبل أن تمشي عشرة أميال في حذائه) أي حتى تضع نفسك في مكانه وتشعر بشعوره".
فأشتدت قبضتها على عجلة القيادة وهي تتعجب من فلسفته المتغطرسة , فجزء منها يعترف بصدق عبارته , أما الجزء الأكبر فتبرم لأضطرارها الى الأشتراك في أي حديث معه.
" أوافقك على أننا نحاول أنجاح موقف لا بد لنا منه , والآن...... هل أتجه بالطائرة الى المزرعة؟".
أومأ فلينت برأسه فأضافت كايسي قائلة:
" هناك شيء آخر من الآن فصاعدا أرجو أن تناديني بأسم كايسي , لكن لا تناديني بعد الآن بأسم كاساندرا فأنني أكره هذا الأسم".
طمأنهم الطبيب أن حالة غيلمور تتحسن , وأعترفت كايسي عندما رأته أن روحه المعنوية ممتازة , فبعد الخروج من الكنيسة تطوّع فلينت بأخذ كايسي ووالدتها ومارك الى سكوتسيلاف , وأستأذن السيدة غيلمور في أن يتابع مسيرته لزيارة والديه في أوغالالا ثم يعود ليصطحب آل غيلمور في المساء بعد موعد الزيارة في المستشفى , وبسرعة رحبت الأم بالفكرة ووافقت عليها.
ولاحظت كايسي عودة اللون الى وجه والدها عندما دخلوا عليه في غرفته بالمستشفى , كما لمعت عيناه وهو يمسك بيد زوجته ويجذبها نحوه برفق ,وعندما تبادلا عبارات الشوق , شعرت كايسي بدفء الروابط العائلية الموجودة بينهما , ولم يفتها أن تنظر الى فلينت ماكاليستر لترى أذا كان سمع تبادل العبارات , وكان فلينت قد أوصلهم الى الغرفة عملا بأصول الأدب والأحترام , ورغبة منه في زيارة جون غيلمور.
وتأكدت كايسي من تعبيره الجاد المحترم بأنه سمع ما دار بين الزوجين من كلمات الود والشوق , ورغما عنها قدّرت فيه وقوفه بعيدا عنهم حتى يعطي الأسرة فرصة تبادل التحية , برغم أنه شخصيا كان تواقا الى أن يحيّ جون غيلمور قبل أنصرافه لزيارة أسرته.
وأخيرا صافح فلينت اليد الممتدة اليه وقال:
" يبدو عليك التحسن يا سيد غيلمور ".
وساء كايسي أن فلينت يكلّم والدها بهذا الأحترام ,وكانت تفضل لو أتّبع معه نفس روح التعالي التي أعتادتها منه , أي الطريقة التي لا يمكنها أن تولّد نظرة الأعجاب التي لاحت في عيني أبيها.
فأجاب الأب معترفا بسماحة الزائر :
" أشعر بخير وتحسن ..... وأسمي جون فقط يا فلينت".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:20 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأبتسم فلينت وأومأ برأسه معبرا عن موافقته لأزالة الرسميات بينهما , وقال :
" أنني في طريقي لزيارة والديّ , وأود أن أطمئنك بأن كل شيء يسير على ما يرام في المزرعة بأستثناء بعض الوجوه النتجهمة والعبوسة لغيابك !".
وجال بنظره حول أفراد الأسرة ليفسّر معنى عباراته , غير أن كايسي شعرت أن نظرته تمهلت وأستقرت عليها مدة أطول من غيرها , ومع ذلك لم تترك نفسها تشعر بالذنب لتصرفاتها , وأبتسم الأب وقال:
" أنني أقدر زيارتك لي , ولا شك أنك تريد الأسراع لزيارة أسرتك ,لذا لن أعطلك بأسئلتي الكثيرة , فأنني سأتركها لكايسي ".
وتركهم فلينت وهو يقول أنه سيعود الساعة الثامنة , غير أن أباها لم يلق عليها أي أسئلة من التي توقعتها , أذ أن آل سميث كانوا قد وصلوا بمجرد أنصراف فلينت.
وعندما صافح الوالد سميتي قال له مازحا:
" كنت أحاول أن أعرف سببا لأرتداء كايسي فستانا اليوم , ففكرت أولا أنه مرتبط بي , ثم قررت أنه مرتبط بماكاليستر , ثم ظهرت أنت, يا سميتي , فزادت حيرتي".
فأحمر وجه كايسي من الخجل والغضب وهي تنظر الى فستانها , وكان طرازه مثل فساتين الأربعينات , بياقة مستديرة وأكمام قصيرة تصل الى منكبيها , ألا أنه كان أقصر بكثير من الطراز القديم , وكان الزي يلائمها تماما , بعكس لونه الذي كان قاتما بالنسبة اليها , وقالت كايسي:
" أرتديت الفستان عند ذهابي للكنيسة يا أبي , أذ تعرف كيف لا يرحب الأب كارفر بلبس البنطلون".
" هذا , أذن, هو السبب".
ألا أن بريق عيني الأب ظل يداعبها , وغضبت كايسي من نفسها لأنها لم تستطع مجاراته في مزاحه , وحتى في مداعبته , لم يعجبها أن يفكر والدها بأنها أرتدت الفستان لتئثر على فلينت , وكانت هي الوحيدة التي لاحظت عبارة أبيها , غير أنه سرعان ما نسي الموضوع وأستراحت كايسي منه.
منتديات ليلاس
كان والدها محبوبا في المنطقة التي يعيش فيها , لذا جاء لزيارته عدد كبير من أصدقائه يوم الأحد , فكانت في غرفته حركة تنقلات مستمرة حرصا على أتباع تعليمات المستشفى بألا يزيد زوار المريض في المرة الواحدة على عدد معين , والوحيدة التي لم تتغيّر بتغيير الزوار , هي لوسيل غيلمور , فقد أمسك جون غيلمور بيدها وأبقاها بجانبه طوال الوقت.
وعندما أخذ آل سميث يستعدون للرحيل عصرا وصل جوني غيلمور فأعتنم سميتي فرصة وجوده وتوسل لكايسي أن يبقى هو وتوصله في طريق العودة حتى يقضي الوقت مع جوني , وأنتهى الأمر بثلاثتهم , كايسي وجوني وسميتي بأن ذهبوا لتناول العشاء معا كما كانوا يفعلون قديما.
وفي منتصف العشاء , ألح جوني عليهما قائلا:
" أخبراني عن ذلك الرجل الجديد , فقد أعطاني أبي فكرة عن خلفيته , لكت ما هي حقيقته؟".
فنظر سميتي الى كايسي عبر المائدة قبل أن يوجه كلامه الى جوني :
" أنه ليس فظا بالصورة التي كانت تتخيّلها كايسي , فهو في الواقع رجل عظيم , ذهبت الى المزرعة عدّة مرات هذا الأسبوع وأقسم يا جوني أنه لا توجد طريقة جديدة في فن المزارع لا يستطيع مناقشتها بمحاسنها ومساوئها ,ومع ذلك لا أراه مدّعيا أو متكبرا بسبب خبرته , بل هو طبيعي جدا وبسيط , فالسيد ماكاليستر لا يتعالى عليك في كلامه أبدا".
وتوقف سميتي عن الكلام ونظر الى كايسي بتردد قبل أن يستأنف حديثه:
" أن حياته ليست كلها مليئة بالعمل , ويوحي اليك منظره أن له أهتمامات أخرى بالمجتمع وأفراده , هل تفهم ما أعنيه؟".
وسأله جوني وعلى وجهه أبتسامة خبيثة ونظرة مداعبة صوّبها الى أخته :
" هل هو وسيم؟".
فردت كايسي بنفس طريقتها الخالية من الحما كلما جاء ذكر فلينت :
" أذا كان يعجبك صنفه!".
فأجاب سميتي وهو يضحك معلقا على كلامها :
" لا تصدقها , أنه من الصنف النحيل الخشن الذي يبدو وكأنه خطا لتوه من شاشة السينما , وأراهنك أن في مفكرته أسماء عدد من الفتيات اللواتي ينتظرن منه أشارة بسيطة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
boss man from ogallala, الحصار الفضي, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية