لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 09:55 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جالت الأم بنظراتها الفاحصة في أرجاء الغرفة بينما فطنت كايسي الى معنى ما يحدث ,وأسترسلت الأم تقول :
" يمكننا تنظيم الغرفة بطريقة ملائمة , بحيث يستطيع أن يضع ملابسه في مكان مناسب".
فأنفجرت كايسي قائلة:
" أتعنين أنه سيقيم هنا في هذه الغرفة؟ ولماذا لا يقيم في المنزل الصغير حيث يسكن بقية العمال الأجراء؟ لماذا يسكن هنا؟".
فردّت لوسيل غيلمور بصوت هادىء ينطوي على شيء من التأنيب :
" ليس السيد ماكاليستر أجيرا بالمعنى المعروف يا كاساندرا".
وكانت الأم لا تنادي أبنتها بأسمها كاملا ألا عندما تكون غاضبة منها , فقالت األأبنة بحدة تدل على أعتراضها:
" لكن هذه غرفة أبي".
وترقرقت الدموع في عينيها , عندما أيقنت أن ذلك الفلينت ماكاليستر , لم يكن يستولي على مركز أبيها فحسب بل على مكتبه الخاص أيضا , لذا أنسابت كلمات الغضب من فمها , لكن الأم أوقفت سيل كلماتها بنظراتها التي تحمل معاني التأنيب وهي تقول:
" ظننتك تغلبت على شعورك بالعداء نحوه , فمن حسن حظنا أننا عثرنا على رجل يمثل خبرته وعلمه".
" أنني أمقته".
منتديات ليلاس
وخرجت الكلمات كالهمس من بين أسنانها المطبقة من الغيظ ولم تصدق أمها ما سمعته فقالت وهي في قمة دهشتها:
" كاساندرا غيلمور!".
وعند سماعها كلمات أمها أندفعت كايسي مسرعة خارج الغرفة , فقد قررت ألا تستمع للمزيد من الحديث عن فلينت ماكاليستر

نادت كايسي سام ليذهب للمنزل حيث كانت أمها تحتاج اليه ثم أستقلّت السيارة وأغلقتها بعنف وحينما ثارت الرمال تحت العجلات المسرعة , رأت سام وهو يتجه نحو المنزل وقد رفع قبعته أحتراما للسيدة غيلمور , التي ظهرت في الشرفة وهي تحجب الشمس عن عينيها بيدها وتراقب كايسي وهي تسرع في الطريق , ولم تنتبه كايسي الى أنها خرجت الى الطريق المرصوف بالحصى , أو الى صوت عجلات السيارة وهي تطحن الأرض متجهة جنوبا الى الطريق العام , ولم تهدأ ثورتها ألا عندما وصلت الى أجيت فوسيل بيدز حيث لم يبق منها ألا رماد غضبها المكبوت , وفجأة أوقفت السيارة قرب الجسر الذي يعبر نهر نيويرارا ثم أدارتها لتعود ثانية الى المزرعة.
فلينت ماكاليستر! وتصورته في ذهنها وهو يلبس بدلة أنيقة مثل أهل الغرب , ويضع على رأسه قبعة بيضاء أنيقة ,ويلبس حذاء طويلا من الجلد الناعم ,ولا بد أنه يلبس رباطا رفيعا للعنق يثبته بمشبك مرصع بالماس بزخرفة مميزة , فقد سبق لها أن سمعت عن هؤلاء الكبار من أصحاب مزارع الماشية , وسمعت عن تفاخرهم بما كوّنوه من ثروات وكم خسروا في نزهاتهم القصيرة في نهاية الأسبوع للاس فيغاس , ولا شك أن والد ماكاليستر رحّب بأرساله الى أستراليا لمدة عام حتى لا يبدّد ثروة الأسرة , فقد سمعت عن تصرفات بعض الأحفاد المدللين لأصحاب لمزارع من الرواد القلائل , ولا بد أن ذلك الرجل القادم اليهم قد تفنن في كيفية العبث بأسم أسرته , لذلك لا عجب أن يكوّن الناس في الخارج فكرة خاطئة عن الأميركيين ويتصورونهم قوما مدّعين يحبون المظاهر , وذلك سبب أمثال فلينت ماكاليستر الذي يعتبر كتفاحة مهترئة في صندوق تفاح مرسل الى الخارج.
وكانت كايسي تقترب من قمة أحد التلال عندما لفتت نظرها سيارة بمقطورة للجياج وهي تسير بسرعة أقل من سرعة سيارتها , فلم يكن أمامها غير حلين : أما أن تضغط على مكابح السيارة حتى لا ترطم بها من الخلف , أو أن تسرع وتتخطاها , وفي اللحظة التي نظرت فيها أمامها لتتأكد من خلو الطريق , أدارت كايسي عجلة القيادة , وداست على البنزين لتضمن المرور بجانب السيارة والمقطورة قبل أن تصل الى التل التالي , ولم تكن كايسي تشك في قدرتها كسائقة ماهرة , أذ قامت بقيادة جرار المزرعة ثم تدرجت منه الى سيارة النقل بمجرد أن سمح طول ساثيها بذلك.
وظهرت عليها أبتسامة الرضا عندما مرت بجانبها السيارة وتعدّتها بمسافة كافية قبل أن يظهر التل أمامها , وكان صوت الهواء المنبعث من نافذة سيارتها يصم أذنيها ويمنحها شعورا بالنصر حتى أنها لم تقلل من سرعتها بل زادتها الى ثمانين ميلا وهي تنحدر في طريق النزول , وفجأة وبلا سابق أنذار سمعت كايسي دويا أزعجها , وأرتجفت عجلة القيادة تحت يديها وكادت أن تفلت منها........لقد أنفجرت أطاراتها , وبكل قواها أحتفظت بعجلة القيادة في أتجاه مستقيم , ورفعت قدميعا عن البنزين وضغطت على المكابح.
منتديات ليلاس
وأخيرا توقفت السيارة , وكانت ذراعاها وساقاها ترتعد من هول الموقف , بحيث لم تقو كايسي على الحركة , بل أسندت رأسها الى عجلة القيادة وهي تؤنب نفسها على السرعة التي كانت تسير بها محاولة التخفيف عن نفسها بالتفكير في أن لديها أطارا أحتياطيا في حالة جيدة , وفي لحظة فتح باب السيارة بعنف ووجدت نفسها أمام عينين رماديتين لم تر لغضبهما مثيلا , وفي لمح البصر تذكرت السحب القاتمة التي تنذر بالعاصفة , والتي كانت تغطي أحيانا سماء ساندهيلز , بلونها الذي ينذر بهدير الرعد.

" أيتها المجنونة ! لماذا هذه السرعة؟ هل كنت تحاولين قتل نفسك أم تتعمدين الأنتحار؟ النساء أمثالك يتسببن في مضايقة كل سائق عاقل على الطريق".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:58 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثار غضب كايسي وردّت على ذلك الغريب الشرس قائلة:
" شكرا! أنني لست مصابة , كما أنه كرم منك أن تقلق عليّ وتسأل عني".
" الذي يسأل عادة هو المخطىء ..... أين الرافعة؟".
" أنني قادرة على تغيير الأطار بنفسي".
وخرجت كايسي من السيارة , ومدّت يدها وراء المقود لتأخذ الرافعة وهي تنظر بكبرياء الى الرجل لتتحدى نظراته الساخرة المتعالية التي تكاد لا تصدق ما ترى , ودارت حول السيارة لتصل الى الأطار الأيمنت الأمامي.
ولم تحاول كايسي أخفاء غضبها عندما سمعت خطواته تتعقّبها , وبسرعة جمّعت الآلة الرافهة ورفعت بها مقدمة السيارة , وأخذت تحل الصواميل , ونجحت في حل الصالومة الأولى بيسر , أما الثانية فأبت أن تتحرك ,وشعرت كايسي بنظرات الرجل الغريب وهي تحاول أن تحل الصامولة بلا طائل , حتى كلت يدها من المحاولة الفاشلة برغم مجهوداتها العنيفة.
وقبل أن تمنعه أبعدها الرجل عن طريقه ليقوم هو بالعمل , ومع ذلك أحتجت بغضب وهي تقول:
" في أمكاني القيام بالعملية بنفسي".
فردّ وهو يسخر منها قائلا:
"هذا ما أراه فعلا!".
منتديات ليلاس
وبسهولة وخبرة فكّ المسمار وقال لها هازئا:
" أذا أردت المساهمة في العمل , ومساعدتي , أحضري الأطار الأحتياطي".
فضمّت كايسي قبضتي يديها وهي في طريقها لأحضار الأطار , فيما أثارتها طريقته الآمرة , وعند عودتهاوجدت أنه نزع الأطار وبسرعة وضع الأحتياطية في مكانها , ولأول مرة سنحت لكايسي الفرصة لتأمل الرجل الذي فرض عليها مساعدته بدون أستئذان , بل بثقة وكبرياء.
كانت قبعته من القش وقد أزاحها الى مؤخرة رأسه كاشفا بذلك عن شعر بني كثيف تتخلله خصلات متموجة من لفح الشمس , وكان جانب وجهه قويا يتدفق رجولة من الجبهة الملساء الى الأنف المستقيم ثم الصدغ المربع والذقن ذات العظام المتناسقة , وكان حاجباه بنفس لون الشعر القاتم , أما الجانب الأيسر فكان مرفوعا في سخرية واضحة , وكانت عيناه الرماديتان داكنتين بحيث بدتا وكأنهما سوداوان , وكان جلده مصطبغا بسمرة زادت من شدّة بياض بياض القميص لذي يرتديه , وعرفت كايسي في اللحظة التي وقفت بجانبه أنه فارع الطول : ستة أقدام أو تزيد , لذا وصفته كايسي بأنه طويل ونحيل وهي ترقب ظهره بعضلاته القوية وخصره النحيل في بنطلونه البسيط.
أخيرا قام الرجل وقال:
" اليك الأطار السليم".
ثم نزع الرافعة من مكانها وفكّها وأعادها الى كايسي , وقد بجت على وجهه طيف أبتسامة , وظهرت كسرتان على خدّيه يمكن وصفهما لو كان في أي شخص آخر , بأنهما غمازتان , أما في حالته هو , فقد عمّقتا نظرة السخرية المرتسمة في عينيه ,وراقبته كايسي وهو يعيد الأطار التالف الى مكانه في السيارة , بينما أخذت هي تسحر الرافعة في هدوء ممزوج بالغيظ المكبوت والحرج.
وعندما تقاعست كايسي عن أبداء الشكر لمساعدته , قال لها :
" لا شكر على واجب!".
فردّت كايسي قائلة:
" أنني لم أطلب مساعدتك".
فلبس قبعته بتحية هازئة وقال في سخرية واضحة :
" هذه غلطتي ولن أكررها ثانية ,لكن عليك أن تقودي سيارتك ببطء فقد لا يلازمك نفس الحظ في المرة القادمة".
هنا قفزت كايسي داخل السيارة , وأدارتها بسرعة , وأبتسمت بأستهزاء في المرآة الجانبية وهي تضغط على البنزين مبتعدة بسرعة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:04 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5_- لقاء على غسل الصحون

بعد أن تركت كايسي مسافة بينها وبين السيارة ذات المقطورة , هدأت من سرعتها وسارت بسرعة معتدلة , فلم يعجبها أن تعترف لراعي البقر الذي أثار غضبها أن أنفجار الأطار قد أفزعها ولو قليلا , وشعرت كأن الدنيا ضدها لمجرد أنها أنثى , حتى هو... فقد ألقى عبارة مهينة عن الفتيات الغبيّات ,لا عجب أذن أن تقوم المرأة بتلك الحركة التحررية لترد بها على عداوة الرجال.
وعندما وصلت الى المزرعة كانت كايسي تقود سيارتها بسرعة أقل من السرعة التي تركتها بها , وتوقفت عند محطة للوقود لتملأ خزان السيارة , الذي كاد يكون فارغا , ورأت سام وهو يحاول تهدئة أحد العجول الصغيرة وبدا كأنه أنتهى من معاونة والدتها في نقل الأثاث أستعدادا لوصول فلينت ماكاليستر , وبعد ملء خزان السيارة قادتها كايسي الى الشجرة الوحيدة الوارقة الموجودة في الفناء وأوقفتها تحتها , وجاء الكلب شيب يرحب بها بعودتها بحماس شديد عبّر عنه بحركاته الفرحة بها.
منتديات ليلاس
وبمجرد أن وطئت قدما كايسي درج الشرفة في طريقها الى المنزل , سمعت صوت سيارة أخرى تسير في الطريق المؤدي الى البيت , ولأول وهلة , حجبت الأتربة التي أثارتها السيارة القادمة الرؤية , بحيث لم تتبينها جيدا وهي تدور حول منحدر التل , ولم يستطع شيب بحاسة سمعه الحادة , أن يتعرف على صوت السيارة المقتربة من المنزل , لذا وقف شعر شيب على ظهره ترقبا , وهو يتقدم بشجاعة متحديا المتطفل الجديد القادم اليهم.
وعندما تعرّفت كايسي على السيارة والمقطورة حاملة الجواد , وضعت يدها على خصرها في حركة كلّها تقزز وغضب , بينما ضغطت على شفتيها بحركة تدل على الصرامة ,وتوقفت السيارة أمام المنزل , ونزل منها الرجل الغريب الطويل الذي سبق له أن عاونها في تغيير الأطار ولم يهتم الرجل بتهديدات شيب الشرسة وقالت كايسي بأستهزاء:
" لم تكن هناك حاجة لأن تتبعني , فأنا قادرة على العودة للمنزل بدون مساعدة ".
فقال الرجل بصوت أجش عميق , لكنه هادىء مع ما فيه من لهجة الآمر :
" أليست هذه مزرعة غيلمور؟".
فردت عليه كايسي بحدّة وتبرم:
" نعم ,ولكن أذا كنت تبحث عن عمل فيمكنك أن تعود من حيث أتيت , لأننا لا نحتاج الى عمال , وأذا أحتجنا اليهم فلا نريد أستخدام رعاة بقر من النوع الرخيص".
وألتقت نظراتهما في تحد صامت بينما ظل شيب يزمجر لوجود الرجل الغريب , وبالرغم من تأجج الغضب الواضح في عيني الرجل الرماديتين , ألا أن كايسي عجبت من رؤية بريق من الدهشة في عينيه ممزوج بنظرة كلّها أهتمام وتسلية ,وشعرت كايسي كأنها زهرة تحاول أن تمنع أسدا مفترسا من التعرض لطريقها , بكل ما يحمل هذا الشعور من يأس لا طائل من ورائه , فهذا الغريب ليس ألا متطفلا تسلّل الى مزرعتهم , وسمعت كايسي والدتها وهي تسأل :
" هل سمعت صوت سيارة تقف هنا؟".
وجاء السؤال من الداخل قبل أن تفتح الأم الباب وقبل أن تجيبها كايسي , رأت لوسيل غيلمور الرجل الغريب واقفا أمام الكلب المزمجر , فصفّقت الأم بيديها لتدعو الكلب اليها حتى يترك الرجل , كما ألقت على أبنتها نظرة تأنيب وعقاب , وبأدب رفع الغريب قبعته تحية للوالدة وتقدم نحوها وهو يسأل :
" هل أنت السيدة غيلمور؟".
" نعم , أنا هي , هل من خدمة تسديها اليك؟".
وكان صوت الأم يدل على ترحيب ودود وكرم طبيعي وهو أمر عادي بالنسبة اليها.
" أسمي ماكاليستر .....فلينت ماكاليستر".
أندهشت الأم وأبنتها أشد الدهشة لكلامه , وكان فلينت يرقب ردة فعل كشفه عن شخصيته بالنسبة الى كايسي بالذات , فقد أنزلت يديها عن خصرها , بينما خفّضت من كتفيها الشامختين بكبرياء , بحركة تدل على عدم تصديقها لما تسمع , ولو كانت فتحت فمها من الدهشة لما عبّرت عما بنفسها أكثر مما فعلت , فقد أنتابها ذهول فجائي لم تعرف كيف تواجهه , وتنبهت الى أمها وهي تقول للقادم الغريب:
" أننا لم نتوقع حضورك قبل منتصف الأسبوع".
منتديات ليلاس
أما كايسي فظلت تحملق في الرجل الذي لم يشبه تصوّرها السابق لفلينت ماكاليستر , الذي بدأ يقول:
" أرجو ألا أكون تسبّبت في مضايقتكم".
فأبتسمت لوسيل غيلمور وهي تقول مرحبة به:
" كلا , لقد أنتهيت لتوي من أعداد بعض الفطائر , أما القهوة فهي دائما على الموقد , هلا تفضّلت بالدخول؟".
فأشار نحو المقطورة وقال:
"يسرني ذلك , لكن يجب أن أعنى بأمر جوادي أولا".
" ستريك أبنتي كاسندرا مكانا تتركه فيه".
ومما أغضب كايسي أن والدتها نادتها بذلك الأسم الذي لا تحبه , كما أنها لا ترحب بأطلاع ذلك الرجل على أي شيء خاص بالمزرعة , ألا أنها لم تكن في مركز يسمح لها بعدم أطاعة والدتها , فقد نفّذت أمرها وهي مرغمة.
وألتقت نظراتها الثائرة بنظرات الرجل المتهكّمة برهة قبل أن تتجه كايسي نحوه , وقد عرفت من صوت أغلاق الباب أن الأم دخلت الى المنزل , وظلّت نظرات كايسي متجهة الى الأرض لفترة , ثم ذهبت الى خلف المقطورة حيث سبقها فلينت ماكاليستر , وكان العداء الذي شعرت به نحوه قبل أن تقابله , والعداء الذي شعرت به نحو الغريب الذي فرض عليها مساعدته بغطرسة وكبرياء قد تجمعا معا في شعور هائل من الكراهية , وكانت عيناها مثل قطعتين من الفحم المتوهج وهما تلتهبان بالشرر الداكن , بينما أخذ الرجل يسحب جواده من المقطورة.

ولو كانت الظروف مختلفة لوقعت كايسي في حب ذلك الحصان الذي رأته , فقد كان من نوع الأبالوشا الأسود النادر المحلّى باللون الأبيض في بعض أجزاء جسمه , وكل ما جال في خاطرها وقتئذ هو أن في مقدور أي شخص أن يقتني جوادا كهذا أذا كان لديه القدرة المالية على شرائه , ولو فكرت كايسي في ذلك قبل الآن , لما أختارت في مخيلتها غير هذا الحصان ليقتنيه فلينت ماكاليستر ويركبه ويجذب به الأنظار الى نفسه , وسرعان ما قالت:
" أتريد أصطبلا لحصانك ؟ أن جياد مزرعتنا تنطلق في الأحراش وتحتمي تحت تعريشة بسيطة".
فردّ عليها قائلا:
" أنه فحل جواد , وأفضل أن يكون منفصلا عن غيره , ولا داعي للأصطبل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:06 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكان رده مقتضبا مثل سؤال كايسي تماما , وأشارت نحو الحظيرة ,وقالت :
" يستطيع سام الذي يعمل في مزرعتنا , أن يعد مكانا مناسبا لجوادك , فهو يعننى ببعض المواشي الصغيرة اليوم".
وسارا نحو المبنى يتبعهما الحصان بهدوء وصاحبه يقوده من لجامه , وكان سام متكئا على أحد الأعمدة , والسيكارة تتدلى من فمه ,وهو يتحدث بهمس للمهر الصغير الواقف بجواره , ولم تشأ كايسي أن تبدد صفو أنسجام هذه الخلوات التي كان سام يمرّن فيها أذني المهر الذي كان يستمع بأنصات الى كل كلمة يقولها سام , ولم تكن هناك حاجة لأشعار سام بأنهما واقفان يرقبان , أذ كان يشعر فعلا بوجودهما , ونظرت كايسي بطرف عينها الى فلينت متوقعة أن يبدي تأففه ونفاذ صبره , لكنه لم يكن مستاء , بل كان يرقب المنظر بنفس الأهتمام الذي كانت كايسي تبديه عادة عندما كان سام يقوم بعمله السحري في تدريب الخيول الصغيرة , وأخيرا قاد المهر الى بوابة المرعى ونزع عنه اللجام وربت على فخذه وهو يطلقه نحو الحقول الواسعة.
وعندما عاد سام اليهما , راقبت كايسي وجهه جيدا لترى رد فعله نحو الرئيس الجديد , فمهما كانت أفكار سام وهو يصافح الرجل الغريب ...بعد أن قدمته اليه كايسي , فقد أخفاها عن أعينهما , الأمر الذي لا يستغربه أحد من سام المعروف بالغموض دائما , وبسرعة أنتهى التعارف بين الرجلين وقاد سام الجواد الجديد مبتعدا عنهما , وعادت كايسي بتثاقل الى المنزل , وكانت تتمنى أن تتخلص من صحبة ماكاليستر بتركه مع سام , فقد كانت متأكدة أن فلينت لن يدع سام يقوم بالعناية بأمر جواده الثمين بدون ملاحظته هو نفسه , ألا أن فلينت عاد معها , وبعد برهة قال :
" قابلت أباك صباح اليوم , وراجعنا معا كثيرا من الأمور المتعلقة بالمزرعة , لكنني سأحتاج الى مساعدتك لي في الأسابيع القليلة القادمة يا كاسندرا".
منتديات ليلاس
فحدجته كايسي بنظرة حانقة وسألت نفسها عما عساها أن تفعل , هل جلس عند قدميه شاكرة له ألقاء بعض الحلوى أليها كصدقة منه , في حين أن الحلوى كلّها يجب أن تكون لها ومن حقها؟ لذا قالت له بلهجة التهكم:
" أنه لكرم منك أن تقول هذا , خاصة وأنه موجه الى أنثى".
وعندما رفع حاجبيه مستغربا , وتابعت كلامها قائلة:
" أرجو أن تخبر والدتي بأنني سأذهب الى هاريسون لأصلاح الأطار وأنني سأتناول الغداء هناك".
وأستدارت كايسي وأنصرفت فجأة , تاركة لغيرها مهمة الترحيب بالضيف الجديد , لأنها قررت بينها وبين نفسها أنها لن ترحب به ولن تفوه بأي كلمة ترحيب زائفة لا تشعر بها , فهو بالنسبة اليها رجل دخيل وغير مرغوب فيه.
وعندما أدارت السيارة نحو الطريق رأته ينظر اليها , ورأت مظهره ينم عن غضبه من سوء أدبها معه وحماقة تصرفها , ومع ذلك كان رأسه يميل قليلا الى الجنب فيما يبدو وكأنه يتعجب لأمر طريف جدا.
وعند عودة كايسي من المدينة , قابلت سميتي وهو في طريقه الى مزرعتها , فأستخدم آلة التنبيه ليلفت نظرها , وأشار الى الجزء الخلفي من سيارة النقل , ورأت كايسي محركا موضوعا في السيارة , وأتضح أنه أصلح المضخة اللازمة رقم 10.
وعندما أنزل سميتي المضخة لأعادتها الى مكانها الأصلي سألها:
" لماذا تبدو عليك الكآبة اليوم؟".
فردّت عليه بتقطيبة غيّرت من ملامحها.
" لقد حضر!".
" ماكاليستر ؟ فلينت ماكاليستر؟".
ثم أخرج صفيرا من بين شفتيه وتوقّف عن عمله لغرابة الخبر وقال :
" أذا قابلت الرئيس الكبير , ما رأيك فيه؟".
منتديات ليلاس
" أنه ليس كبيرا , بل فارغ القامة فحسب".
وأستدارت كايسي في يأس وأستندت على السيارة , و قالت وهي تتوق الى الأفاضة في مشاعرها.
" أنه يا سميتي أسوأ مما تخيلت".
وبرفق أستدرجها سميتي الى الحديث , فبينما هي تقص عليه مقابلتها له في الطريق العام , أحتفظ سميتي بهدوئه الخارجي بينما أخذت يداه تثبتان المضخة في مكانها , وهو يلحظ الأسى في صوتها بسبب غضبها من فلينت ماكاليستر وكان سميتي يعرف أن كايسي لا تحب أن يراها أحد عندما تستسلم لجانب الأنوثة فيها وتبدي الضعف الذي تعتبره نوعا من الجبن , وأنهت قصتها بقولها :
" كان الموقف فظيعا يا سميتي , قد عاملني وكأنني مخلوقة خاوية المخ , وليست لديها ذرة من الحكمة ,ولا شك يمكنك أن تتخيل رأيه في أي سيدة تدير مزرعة , لذا شعرت بأنه مستبد ويميل الى السيطرة عندما تنازل وطلب مني مساعدته".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:08 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وسألها سميتي الذي وقف بجانبها:
" وكيف عرفت أن هذا هو شعوره؟ لماذا لا تقبلين الواقع؟ قد يكون فعلا في حاجة الى مساعدتك وأرشادك له في عمله الجديد؟ أنك أنت التي تعانين من مركب النقص".
" كلا , هذا غير صحيح".
" أذن لماذا تأخذين كل عبارة على أنها أهانة موجهة الى بنات جنسك؟".
قال سميتي عبارته هذه وهو يبتسم ليخفّف من حدّة كلماته حتى لا تغضب كايسي.
" هذا غير صحيح! كيف نشأ هذا الموقف من أول الأمر؟ لأنني لست رجلا! ولذلك أضطر والدي لتعيين شخص لأدارة المزرعة لكي يرضي هؤلاء الرجال في البنك الذين لا يؤمنون بأن في أستطاعة المرأة أن تدير مزرعة ,ولا بد أن هذا الرجل يتفق معهم في الرأي".
" أرجو أن تعرفيني بهذا الطاغية الذي تولّى أمر مزرعتكم".
" بكل سرور".
ألا أن الفرصة لم تسنح لكايسي أن تفعل ذلك , فعندما عادا الى المنزل في المزرعة أخبرت السيدة غيلمور أبنتها بحدة بأن السيد ماكاليستر ذهب ليتفقد المزرعة بمفرده وقد أنّبتها أمها على غيابها قائلة:
" كان من واجبك أن تعرّفيه بالمزرعة بنفسك , يا كايسي ".
منتديات ليلاس
وبالرغم من النظرة الثائرة في عينيها , فقد خفضتهما خجلا , فأن لوم لوسيل غيلمور الهادىء وتأنيبها قد أشعرا كايسي بتصرفها الصبياني , وبالرغم من كرهيتها للأعتراف بخطئها فقد تمتمت لأمها بعبارات الأعتذار , ألا أن الأم قالت :
" لا داعي للأعتذار لي , قدّمي أعتذارك للسيد ماكاليستر نفسه".
فسألتها كايسي بغضب ظاهر:
" ومتى سيعود ؟".
" قلت له أن العشاء في الساعة السادسة".
فقال سميتي ردا على عبارة السيدة غيلمور :
"لا يمكنني الأنتظار حتى ذلك الوقت , قد أحضر الليلة لمقابلة رئيس كايسي الكبير ".
وأبتسم أبتسامة جانبية صوّبها نحو كايسي لمداعبتها وقال لها:
" هل تصحبينني حتى السيارة؟".
" ما شكله؟".
هكذا سألها مارك بألحاح وهو يستند الى جانب الزريبة حيث كانت كايسي تحلب بقرتهم ميزي.
" لا أدري..... فهو مديد القامة ,ربما ست أقدام وبوصة أو بوصتين , أي يفوق جوني في الطول".
وحاولت أخفاء تبرمها بأسئلة أخيها وأستطردت تقول:
" وسيم بصورة مغرورة متعجرفة , ويغلب عليه التهكم , ولكن ما أهمية شكله؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
boss man from ogallala, الحصار الفضي, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية