لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 09:39 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


سبق لسميتي أن أستمع الى كايسي وهي تناقش موضوع المساواة بين الجنسين , وشعر أنها ستبدأ في ألقاء محاضرة عن تلك الفروق , لذا قال لها:
" بالطبع لن يدوم ذلك الحال الى الأبد".
لكنها عتبت عليه قائلة:
" كنت أتوقع أن تفهم موقفي".
" أنني أفهمه , لكن لا فائدة من السخط على شيء لا يمكن تغييره.......بينما كنت في طريقي للمرعى الغربي اليوم رأيت رؤوس الماشية العشرة التي فقدت منك وهي مختلطة مع قطيعنا الموجود هناك".
فتنهدت كايسي وقالت وهي تتنفس الصعداء:
"هذا معناه أن السور قد أنهار في مكان ما , أن الماشية قد تم العثور عليها ولم تسرق كما كنت تتوقع".
وسرعان ما قال لها سميتي:
" سأقابلك هناك غدا لنفرز الماشية معا".
" أشكرك , أذ أريد أن يكون كل شيء على ما يرام عندما يحضر هذا الرجل".
" ومن هو؟".
وبسبب ضيق كايسي من معرفة التفاصيل , هزت كتفيها في غير أكتراث وقالت:
" شخص من أوغالالا".
ثم أضافت قائلة:
" يحسن بي الأنصراف الآن لأصل الى المنزل قبل مارك".
منتديات ليلاس
ونقر سميتي على السيارة بيده وقال:
" مر الباص منذ نصف ساعة , وبالمناسبة , هل ما زال موعدنا مساء السبت القادم؟".
" سأضطر للذهاب الى سكوتسيلاف مع مارك , فما رأيك في الحضور لمشاهدة التلفزيون أو أي شيء آخر".
قالت كايسي ذلك وأدارت السيارة وخرجت بها الى الطريق العام بينما لوّح لها سميتي بموافقته على فكرتها.
وعلى بعد ميلين من مسيرتها , أنحرفت كايسي الى الطريق الجانبي المؤدي الى منزل المزرعة , وجالت بنظرها عبر التلال المحيطة بالمكان , وعبر البراري المغطاة بالأعشاب التي أخذت تتغيّر من اللون الربيعي والأخضر الى اللون الأصفر , كما لاحظت اللون النحاسي الذي يميّز جلود الماشية , وكانت التلال تمتد عبر الأفق يتخللها عدد من طواحين الهواء الشامخة ,وتابعت كايسي نظرها نحو منزلهم القابع في حضن الجانب الشمالي , في حمى التلال التي تحميه من لفح هواء الشمال البارد.
وعند سماع صوت أقتراب السيارة خرج كلب من تحت الشرفة الخشبية , شعره أشعث يهز ذيله من فرط السرور , كان شيب يعتبر عضوا في الأسرة منذ أن دخل عليها وهو جرو صغير , فأندفع بثقله نحو كايسي التي كان يعتبرها أحب أعضاء أسرته.
وظهر مارك على الشرفة بينما راحت كايسي تحيي شيب الذي ملأه قدومها بالفرح في محاولة لتهدئته , وأبتسمت للصبي الذي كان يلبس بنطلونا يصل الى أعلى كاحليه , مما يدل على مدى الطول الذي وصل اليه فجأة أثناء هذا الربيع , وكان قميصه مفتوحا ويظهر منه ضلوعه التي برزت من صدره , وكان مارك يشبه أمه بشعره الأشقر وعينيه الزرقاوين , كما بدا عليه أن طوله سيصل الى ستة أقدام مثل أبيه , أما الآن فهو في مثل طول كايسي:
" ألم يحن موعد عودتك بعد؟".
قالها مارك بصوت متبرم تظهر فيه نبرة الصبي الذي لم يكتمل وتحول صوته الى صوت الرجال , ثم ألقى بنفسه على أحد مقاعد الشرفة.
" أنني أموت جوعا , ألا يمكننا أن نذهب للمدينة لتناول فطيرة؟".
لكن كايسي تجاهلت طلبه المستمر للطعام وسألته :
" هل أنتهيت من أداء كل أعمالك؟".
" كلا , عدت لتوي الى المنزل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:42 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" قال سميتي أن الباص مر منذ نصف ساعة , مما يعني أنه كان لديك الوقت الكافي للأنتهاء من ألتهام البسكوت الذي أرسلته السيدة باركر , وشرب نصف غالون الحليب الموجود بالثلاجة , وكلها كافية لتعطيك القوة اللازمة للقيام بأعمالك".
غهز كتفيه وهو يلبس حذاءه وقال:
" كنت جائعا , كيف حال أبي؟".
" أعتقد أنه أحسن حالا".
" هل من الضروري الذهاب للمدرسة غدا ؟ ألا يمكنك أصطحابي معك لزيارته وكتابة أعتذار الى المدرسة؟".
" غدا يوم الجمعة يا مارك , ويوم واحد لن يضيرك , كما أن الأربعاء القادم هو آخر يوم قبل العطلة الصيفية".
ثم صعدت الدرج الى الشرفة وقالت له:
" أسرع بأنهاء أعمالك".
وظل مارك يتمتم مظهرا أمتعاضه وهو ينزل الدرج متجها نحو المباني الثلاثة التي كانت تكوّن مع المنزل مجموعة منشأت المزرعة .
" لا تنس أن تحضر السرج الليلة لتنظيفه".
ثم دفعت الباب وفتحته لتدخل الى المنزل.
منتديات ليلاس
وجدت كايسي أبريق الحليب الفارغ والكوب الذي يحمل أثاره جنبا الى جنب على طاولة المطبخ بين فتات البسكوت المبعثر حولهما , فهزت رأسها معبّرة عن ضياع أملها أخيها , وأخذت تنظف مائدة وهي تتمنى عودة أمها الى المنزل , فبالأضافة الى كراهتها للطهي والتنظيف كانت تكره أشد الكراهية غسل الصحون , وكانت كايسي وأخوها محظوظين ولمساهمة الجيران في أهدائهما الأطعمة المطهية والحلوى بعد وقوع الحادث الأليم لأبيها يوم الأثنين , ورحيل الأم الى سكوتسيلايف لتكون بجانب زوجها بعد العملية التي أجريت له لوضع مسمار في فخذه , ألا أن مارك كان قد ألتهم ما تبقى من هدايا الجيران .
ولما حان وقت العشاء سأل مارك أخته كايسي بتذمر :
" متى ستعود أمي الى المنزل؟".
فردت عليه:
" لن تعود قبل يوم الأحد ".
" أذا علينا الذهاب الى المدينة لتناول العشاء ".
وألتقت نظراتهما , وبحركة واحدة قاما وقال مارك:
" أذا تعاونا معا يمكننا تنظيف المطبخ في عشر دقائق والوصول الى المطعم بعد ساعة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:45 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- مجيء الرجل المتعجرف

[FONT="Arial Black"]
لوّحت كايسي مودعة مارك وهو يمتطي حصانه الى حيث يستقل سيارة المدرسة , وكان مبدأ مار ألا يمشي أذا كان بمقدوره الركوب , كما كان يحصي الأيام حتى يصل الى سن السادسة عشرة , حيث يسمح له بأستخراج رخصة القيادة حتى لا يضطر لركوب سيارة المدرسة , وتنهدت كايسي وهي تفكر بأن ذلك اليوم ليس ببعيد.
سام وولفر العامل المساعد في المزرعة منذ عشر سنوات بدأ في تثبيت حدوة للحصان , ورغما عنها نظرت كايسي الى الجواد المربوط في عامود قريب.
كان هو الحصان أيتغان جو الذي أسقط والدها من فوق ظهره , وأخذت كايسي تراقب الجواد من زاوية خلفية وقد أعجبت بكمال تكوينه وجمال عضلاته , وكان جلده البني الغامق يلمع في شمس الصباح , بينما أخذ يهز ذيله الأسود ليهش به الذباب من حوله , وعند سماع وقع حذائها الطويل على الأرض المغطاة بخليط من الرمل والحصى , أدار الحصان وجهه في أتجاهها , ولم تستطع أن تسيطر على الرجفة التي سرت في جسمها عندما نظرت الى وجهه الأبيض الذي يتخلله قليل من اللون البني على الصدغين , وكان والدها يسميه المتقلب وهي تسمية وافقت هي عليها خاصة عندما نظرت الى عينيه ووجدت أن أحداهما بنية والأخرى زرقاء.
ثارت أعصابها عندما ألتقت نظراتها بنظرات الحصان , فطالما ناقشت أباها في أمر بيعه ولكنه عارضها بحجة أنه حصان ممتاز لرعاية قطيع المواشي , وهي حقيقة لم تنكرها كايسي , فقد كان أينغان جو أحسن جواد في المزرعة , وكان الجلوس فوق سرجه متعة وهو يقوم بعمله , أما فيما عدا ذلك فلم تكت كايسي ترتاح اليه , أذ لم يكن من السهل التنبؤ بما قد يصدر عنه , ولا يمكن الأعتماد عليه في القيام بأبسط الأعمال.
وفي يوم الحادث حاولت كايسي أقناع والدها بأخذ جوادها للأطمئنان على حال البئر القريب من المنزل , أذ أن جواده المفضل كان يشكو من العرج , ومع ذلك صمم على أعتلاء أينغان جو الذي تسبب بوقوع الحادث الأليم.
منتديات ليلاس
وبصعوبة نفضت كايسي عنها تلك الذكرى الأليمة وأسرعت نحو جوادها الواقف على أهبة الأنطلاق , وكان لون جلده الأصفر الغامق يبرز سواد عرفه وذيله وأسفل أقدامه , وتبعها الجواد وهي تمسك لجامه وتقوده خارج الحظائر نحو مقطورة الخيول وكان الكلب شيب جالسا بجانب السيارة وهو يدق بأقدامه بحركة رتيبة متلهفة للأنطلاق , وبمجرد أن ربطت الجواد بعناية في المقطورة أعطت كايسي الأشارة للكلب لكي يركب في الجزء الخلفي من السيارة , وبسرعة لبى أمرها بدون حاجة لأن تكرره.
وعندما قفزت كايسي داخل السيارة أطلقت آلة تنبيهها مرتين لتخبر سام بأنها ستخرج.
كان مارك يسمس سام , سام الصامت , ولم يكن أحد يعرف الكثير عنه , فلم يظهر أي أهتمام بأسرته , وكان قد رفض أقتراح الأسرة بمبيته في الكشك الصغير ,وفضّل النوم في مقطورة شبه محطمة وضعها بجوار أحدى البحيرات الموجودة في المزرعة , والتي يمكن وصفها بأنها مستنقع كبير ,ولم يكن سام يتكلم كثيرا , ومن هنا جاء أسمه ,غير أنه عندما يتكلم كان لا بد أن يقول شيئا هاما أو مفيدا , وكان رأيه في النساء يتفق مع رأي أهل غرب أمريكا الأولين , لذا كان يعاملهم بمنتهى الأحترام والأدب , وكثيرا ما شعرت كايسي أن سلوك سام نحو والدتها كان يقرب من ,كما شعرت أنه من بقايا فئة من الرجال الذين تركوا بصماتهم على الحدود الغربية للولايات المتحدة , وكان سام مديد القامة , نحيل الجسم , خجول بالطبع , كما كان ملما ألماما تاما بكل خفايا الطبيعة من نبات وحيوان , لذا علّم كايسي أسماء النباتات التي كانت تنمو في ساندهيلز , كما عرّفها بفوائد هذه النباتات بالنسبة الى الهنود الذين جابوا تلك المناطق في وقت من الأوقات , وقصّ عليها كل ما يعرفه عن سيطرة الثيران البرية على هذه البراري بفضل عددها الكبير الذي كان يقرب من الملايين.


تذكرت كايسي كيف كان سميتي وجوني يداعبانها وهي صغيرة ويقولان لها أن سام يتيم من أبناء القبائل الرحل التي هاجمها الهنود وأنهم ربّوه كأحد أبناء الهنود.
وقد ساعد شكل سام المهيب ووجهه الذي لا يدل على سنه , ساعد كايسي على تصديق هذه القصة حتى قال لها والدها أنها قصة لا يمكن أن تحدث , ومع ذلك كانت تلك هي الصورة التي بدا بها سام وولفر لكايسي وسيبدو دائما بها , أنه ينتمي الى عهد مضى والى نوع آخر من الرجال.
وكادت كايسي أن تصل الى بوابة تدعى بيرنت هولو عندما شاهدت التراب المنبعث من سيارة سميتي وهي تقترب , وعندما أوقف سيارته بجانب سيارتها , كانت كايسي قد حلّت جوادها ثالي وأنزلته من المقطورة وأخذت تفتح البوابة , ومثل كايسي لم يضيع سميتي وقتا في أنزال حصانه وقيادته عبر البوابة , فقد آمن كل منهما بأن للعمل أولويته ثم يليه الحديث , وبمجرد قفل البوابة أعتلى كل منهما صهوة جواده وأخذ الجوادان يطويان الأرض بينما هز شيب ذيله وهو يمرح أمامهما.
وبعد أن سارا بمحاذاة السور لمسافة معينة , بدّد سميتي الصمت بينهما متسائلا :
" ماذا قال مارك عندما علم بمجيء الرجل الجديد؟".
" أنت تعرف مارك جيدا , فأن أكبر كارثة في حياته وأهم ما يشغل باله هو أعتقاده بأنه لن يزداد طولا".
وضحكت كايسي , لكن سرعان ما ظهرت على جبينها تقطيبة لا شأن لها بشمس الصباح الساطعة وقالت:
" بدا عليه الأرتياح لأن أعماله ستقل أثناء الصيف بقدوم الرجل , وأعتقد أنه رد فعل طبيعي لفتى في مثل سنه".
وعاد سميتي يقول مداعبا:
" هكذا تتكلم السيدة العجوز , وهي تعبّر عن حكمة الأيام والسنين!".
فأصطبغ وجه كايسي بحمرة الخجل وهي تشعر بما كان في صوتها من نبرات تنم عن السيطرة , وأضفت هذه الحمرة على وجنتيها وهجا جميلا من الأنوثة , وكان شعرها مكشوفا للشمس التي أضفت على اللون البني بريقا ذهبيا , وداعب النسيم شعرها القصير فلامست خصلات منه وجهها وكأنها تقبله , وكان حاجباها طبيعيين , لم تمس قوسيهما معدات التجميل , أما عيناها اللتان كانتا أحيانا تعكسان أمارات الغضب فقد بدتا اليوم دافئتين يغلب عليهما الخجل ,وقد زاد من مظهر البراءة البادية عليها نقط النمش المرتسمة على أنفها ووجنتيها , وبالرغم من صغر فمها الذي يتناسب مع حجم بقية قسماتها , فقد كانت شفتاها مكتنزتين , وأشارت كايسي بيدها قائلة:
" ها هي الفتحة الموجودة في السور".
وكانت أمامها تماما شجرة جرّدها برد الشتاء , وحر الصيف الجاف , من أوراقها وقشور جذعها الذي أصبح بلونه الكالح يبرز لون البراري الأخضر وقد سقط فرع من الشجرة فجذب معه جزءا من السور أثناء سقوطه.
وبسرعة ثبّت كل من كايسي وسميتي حبالهما حول الفرع وجذباه بعيدا عن السور , ثم نظّفا المكان من بقايا الأسلاك الشائكة المحطمة , وعندما أمتطيا جواديهما ودخلا من فتحة السور أشار سميتي الى الجهة التي رأى فيها ماشية أنكور بار.
وكانت التلال ممتدة أمامهما توحي لمن يراها أنها منبسطة , ألا أن المنخفضات التي تتخللها كانت غائرة بحيث يمكنها أخفاء أي بقرة كبيرة أو حتى أي جواد براكبه , وفي أماكن متفرقة كان عشب البراري قد تآكل من جانب التل بحيث تعرّت الأرض الصفراء , وكانت الطيور تشدو وتحلق حولهما.
وكثيرا ما سمعت كايسي بعض الناس يصفون المكان بأنه مهجوز بسبب السماء المفتوحة , والتلال الممتدة عبر الأفق , ألا أن كايسي سمعت بفرح همس الرياح , وتغريد الطيور , ووطء حوافر جوادها وهو يخطو بين الأعشاب والرمال , وكانت كايسي تحب الأستيقاظ مبكرة لترقب الشمس وهي تبرز من بين السحاب , كما ترقبها وراء الأفق , كان هذا موطنها الذي لم تشعر فيه بالوحدة , وكيف تشعر بالوحدة وحولها أشخاص تحبهم ومناظر جميلة من صنع الخالق!
منتديات ليلاس
وعندما وصل الفارسان الى قمة التل رأيا قطيع البقر الصغير وهو يرعى في الوادي الخصيب , ورفعت الماشية رؤوسها ببطء عندما أقترب كل من كايسي وسميتي منها , بينما مشى شيب وراءهما في صمت فاتحا فمه فيما يشبه الأبتسامة السعيدة وأخذ يلهث , وجال بعينيه البراقتين ليفحص الماشية منتظرا أشارة من سيدته لجمع القطيع , وقالت كايسي برفق.
" أرى سبع بقرات عليها علامة أنكور بار".
وأومأ سميتي لها بموافقته , بينما هما يطوفان حول القطيع ورأيا ثلاث بقرات أخرى ترعي بعيدا عن المجموعة الكبيرة , وأشارت كايسي بيدها نحوها فأندفع شيب مسرعا ليقوم بجمع البقر , وكان الكلب كالدوامة الهوائية وهو يجري ويقفز من بقرة الى أخرى حتى تجمعت معا في دائرة واسعة , فوخز كل من كايسي وسميتي جواده ليندفع الى الأمام لكي يفصلا بين بقر أنكور بار والبقر الآخر , وظل شيب جالسا في سكون على الأعشاب بلا حركة ألا عندما يشعر أن أحدى بقرات أنكور بار تحاول أن تنضم للبقر الآخر.
" أقسم بأن هذا الكلب يستطيع قراءة علامات البقر".
قالها سميتي عندما أنتهى الكلب من فصل آخر بقرة عن القطيع الآخر , وصحب الجميع البقرات العشر نحو الفتحة الموجودة في السور .
وقالت كايسي مبتسمة للكلب وهو يجري بجوار الماشية:
" أحيانا أشعر بشيء غريب عندما أنظر اليه".
[/FONT]

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:47 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت رحلة العودة الى السور أسرع من رحلة الذهاب , فبسرعة عادا مصطحبين معهما ماشية مزرعة غيلمور , ثم أخذا يصلحان الأأسلاك الشائكة حتى عاد السور كما كان.
وبينما أخذ سميتي يعيد معداته الى جرابها بالسرج , قالت له كايسي وهي تدعوه لتناول شيء من المرطبات:
" لدي بالسيارة بعض عصير الليمون".
فقال وهو يجفف العرق عن جبينه بظهر يده :
" أنني حقا بحاجة لتناول شيء منه ".
ثم أضاف:
" هيا نتسابق".
ولم تهتم كايسي بتلبية دعوته شفويا , بل أمسكت بجوادها وقفزت الى السرج ووراءها مباشرة جاء سميتي على ظهر جواده وسارا في طريقهما الى بوابة المزرعة , وعندما توقفا كانت قد سبقته بمسافة طويلة , وقالت والفرحة تغمرها:
"على الخاسر أن يقوم بتلطيف حرارة الجياد".
منتديات ليلاس
فأخذ منها سميتي اللجام وقال:
" لا مانع لديّ طالما يتولّى الفائز تقديم عصير الليمون".
وبعد دقائق أنضمت كايسي اليه وقدمت له كوبا من الليمون البارد , وقال سميتي بعد برهة:
" كنت أقص على أبي ليلة أمس , الترتيبات التي أتفق عليها والدك بخصوص الشخص الذي سيدير المزرعة أثناء أقامته في المستشفى , وعندما طلب مني المزيد من التفاصيل التي لم أستطع أن أمده بها , أتصل تلفونيا بالمستشفى ,أتعرفين أسم الشخص القادم اليكم؟".
" كلا , ولا يهمني معرفته".
قالتها وهي تحاول ألا تدع وجهها يعبّر عما يجري بنفسها:
" أسمه فلينت ماكاليستر".

وتمهل سميتي برهة لتعي كايسي الأسم جيدا , وأستمرت في سيرها وهي تنظر أمامها وكأنها لا ترى شيئا , كما أنها لم تعلق على عبارته , ومضى يقول:
" أنك تعرفينه . أليس كذلك؟".
" لا أستطيع القول أنني أعرفه".
وكان جوابها باردا بحيث تعمدت أن يشعر بتأففها من هذا الموضوع :
" أنه ينتمي الى شركة ماكاليستر للأراضي وشركة المواشي في أوغالالا ,ولقد سمع بهم جميع مربي المواشي في الغرب الأوسط".
فرفعت كايسي أنفها معبّرة عن كبريائها وأحتقارها.
" آه , تلك الشركة!".
فعاد سميتي للموضوع بأصرار وقال:
" لا تحاولي أقناعي بأن الخبر لم يكن له وقع قوي عليك , فلا بد أنك سمعت أنه كان في أستطاعة ماكاليستر الكبير وأبنه أن يستوليا على منطقة ساند هيلز كلها ويقتنيا أكبر أمبراطورية للمواشي في الولايات المتحدة في سنوات الجفاف , ومع ذلك بذل الأب ما في وسعه لمساعدة أصحاب المزارع , وبلغ به الأمر أن قدّم لهم القروض حتى بعد أن أصبح عاجزا عن ذلك , وكاد هو نفسه أن ينهار كما أنهار غيره , أن فيلنت ماكاليستر هو حفيد ذلك الرجل العظيم".
ولاحظ سميتي تعبير الأعجاب الذي حاولت كايسي ألا يظهر عليها وتابع كلامه قائلا:
" أنت تذكرين أنه منذ سنوات أشترك فيلنت ماكاليستر في برنامج تبادل زراعي , وقضى سنوات في أستراليا يدرس طريقة الناس في أدارة المزارع".
" أذكر ذلك ولا بد سيصدم عندما يكتشف أنه سيتولى هنا أدارة مزرعة هزيلة قوامها ستة عشر ألف فدان فقط".
منتديات ليلاس
" يا ألهي , يا كايسي! ألا تكفّين عن هذه المرارة , وتفكرين في الفرصة التي ستسنح لك؟ فكري فيما ستتعلمينه من هذا الرجل أثناء وجوده هنا , وهناك أشاعة تقول أن الأب سيعتزل هذا الشتاء وسيجعل فيلنت يتولى أدارة الشركة ويمنحه السلطة الكاملة عليها".
" كيف تكون بهذا الغباء؟ ألا ترى كيف سيسطر علينا هذا الرجل العظيم بعجرفته وكبريائه؟ أنك أمام فتاة ترفض أن يأمرها ذلك الرجل الذي يدّعي العلم بكل شيء".
قضم سميتي شفتيه بجدّية أذ أيقن ألا فائدة من الجدال معها , ففي أمكانها أن تكون عنيدة , الأمر الذي لا يؤدي ألا الى مزيد من الكلمات الصارمة , لذا تعمد أن يسحب جواده الى مقطورة السيارة ويحمّله عليها , وفهم من الأصوات التي كان يسمعها أن كايسي كانت هي أيضا تحمّل جوادها على مقطورة سيارته , وسرعان ما قال لها بأقتضاب قبل أن يركب سيارته:
" سأتبعك الى المزرعة لآخذ المحرك المعطل".
فأومأت كايسي برأسها موافقة على أقتراحه , وهي تدفع المزلاج الذي يغلق باب المقطورة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:50 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4-التفاحة المهترئة

فلينت ماكاليستر , فيلنت ماكاليستر , فيلنت ماكاليستر!
شعرت كايسي أنها ستنفجر أذا سمعت ذلك الأسم مرة أخرى , فقد كان الأسم على فم كل من زار والدها في المستشفى أثناء عطلة نهاية الأسبوع ,ولاحظت أن سرور والدها يتزايد كلما فكّر في أن ذلك الرجل سيدير مزرعته , وكأنه يفخر بأن شخصا معروفا ومحترما مثل فيلينت ماكاليستر سيكون رئيسا في أنكور بار , ومما زاد في رضاه فعل أصدقائه وزملائه المزارعين وحماسهم لوجوده , أما كايسي فقد قززتها نبرات التبجيل التي تسمعها في أصواتهم كلما ذكروا أسمه , وكانوا يتكلمون عنه وكأنه رئيس الولايات المتحدة , ونجم سينمائي مشهور.
فيوم الأحضر حضر جوني وسرّ هو أيضا للخبر , لأنه أنقذه من الشعور بالذنب الذي كان يعذبه .
منتديات ليلاس
وكانت كايسي محقة عندما قررت أن لا فائدة من مناشدة أخيها منع ذلك الرجل من الحضور , لأن جوني كان محبذا حضوره , وحتى مارك أنتابته عدوى المديح في تلك الأسطورة المسماة فيلينت ماكاليستر فقد أتحف كايسي في طريق العودة للمنزل مع أمها بكل القصص التي سمعها عنه , وكانت الأم هي الوحيدة التي لاحظت صمتها وهي تحاول السيطرة على غضبها المتزايد , لكنها لم تسترح لنظرات الوالدة المتعاطفة , فقد تأكدت أن لوسيل غيلمور هي الأخرى سعيدة بأن رجلا سيحضر لأدارة أنكور بار في غياب زوجها.
وكانت كايسي في مكتب والدها صباح ذلك اليوم لتكلم سميتي بالتلفون بخصوص حضوره لمعاينة المضخة المكسورة المثبتة على البئر رقم 10 , وقد سميت تلك الغرفة بالمكتب لأنها تضم مكتبا وملفات المزرعة و وكانت الغرفة مخصصة أصلا لتكون غرفة طعام لقربها من المطبخ ألا أنها لم تستعمل لهذا الغرض , بل أصبحت تلقائيا مكتبا للمزرعة حيث كان جون غيلمور يضع فيها خزانة أسلحته , ويزيّن جدرانها برؤوس الحيوانات التي أصطادها وجوائزها , كما وضع فيها مقعده المريح المفضل , وفي السنوات الأخيرة وضع جون غيلمور سريرا ليستريح عليه أثناء النهار , وذلك بسبب زيادة الأعمال الكتابية وساعات السهر في تلك الغرفة.
ودخلت الأم في اللحظة التي أعادت فيها كايسي السماعة لمكانها , وكانت ذراعا لوسيل محملتين بأدوات التنظيف من مكانس ومماسح ومنافض , ولم تلتفت كايسي لها بأهتمام ألا عندما أثارت كلماتها أنتباهها وأوقفتها عند الباب وهي تقول :
" توجد بعض الملاءات النظيفة والبطانيت على طاولة الردهة , يا كايسي , هلاّ أحضرتها".
" لماذا تريدينها؟".
" لكي أغيّر فراش السرير".
ومرت فترة صمت بينما فحصت السيدة غيلمور الفرشة العارية وقالت:
" ما رأيك لو أخذت الفرشة للخارج لتهويتها!".
منتديات ليلاس
ثم أضافت وهي تمد يدها بطريقة آلية:
" يحسن أن تساعديني في نقل خزانة جدتك من البيت الصغير الى هنا , كما سنحتاج لسام لمعاونتنا في نقله , أما خزانة الأطباق وأدوات الطهي فيمكننا أنزالها من مكانها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
boss man from ogallala, الحصار الفضي, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية