فأجابته فرجينيا والغضب باد على وجهها :
" ما رأيك أنت؟ أنا غير مجبرة على أحتمال تصرفاتك , وخصوصا منذ أن أتيت ألى هذا المكان".
وساد الصمت المرهق قليلا , ثم قال ديفيد :
"أخبرتك في الأسبوع الماضي أنني هنا لأقوم بعملي , وأنا أحب عملي هذا ولا أحد في الكون يقدر أن يحرمني منه .... أنا لم أعدك بالذهاب معك ألى الهايلاندز أو ألى السهرة الراقصة .. أنت أفترضت ذلك وكعادتك دائما".
فأحمرت وجنتا فرجينيا وأخفضت نظرتها , وأشفقت موراغ عليها لأن ديفيد كعادته يجيب بكلام لطيف يصرف الغضب , ولكنه مليء بوخز الحقيقة.
وأستعادت فرجينيا رباطة جأشها بسرعة وقالت لديفيد والأبتسامة تعلو وجهها :
" أنا آسفة يا حبيبي , فلا شك أنني أسأت فهمك , ولكن , أما أنت ذاهب بالطائرة غدا ألى لندن , فألاقيك هاك مساء؟".
منتديات ليلاس
وبدا ديفيد كأنه لم يكن يصغي , أذ كان ينظر ألى موراغ , وهي صامتة متضايقة , فتبادله النظرات , ثم قال لها:
" هاي موراغ , أين كنت مختبئة ؟".
وأخفضت نظراتها كما فعلت فرجينيا , ولجأت ألى القيام بعمل ما , فجمعت صحون الشاي ووضعتها على الصينية أستعدادا لحملها ألى المطبخ , وحاول طوني مساعدتها فشكرته وأكتفت بأن طلبت منه أن يفتح لها الباب , وفيما هي تمر أمامه نظر أليها وقال :
" سرّني جدا لقاؤك يا آنسة هندرسون , لا شك أنني سأراك يوما ما".
فأجابت موراغ :
" نعم , وداعا يا سيد بلاند , وشكرا ".
ولكن فرجينيا أستوقفتها وهرعت أليها قائلة :
" عندما أعود هل أجد غرفة في هذا الفندق لليلتين؟".
فأجابتها بلطف:
"بكل تأكيد , فما عليك ألا أن تتصلي بنا أنك قادمة , أتمنى لك رحلة سعيدة ..... وداعا".
فقالت فرجينيا :
" وداعا يا عزيزتي , لا تنسي النصيحة التي أسديتها أليك!".
وفكرت موراغ , وهي في طريقها ألى المطبخ , أن فرجينيا أظهرت مقدرة على ضبط النفس , فلو كانت مكانها لهاجت وثار غضبها , ولكن فرجينيا بخلافها هي , تقوى على كبح جماح عواطفها.
وفكرت موراغ أيضا أن من حسن الحظ أنها تجنبت التحدث ألى ديفيد في الأيام الأخيرة , وأنه لاحظ ذلك منها , وأذا بقي الحظ يحالفها , فلن تراه ألا بعد عودته من لندن بعد العيد , وعندئذ يكون آندي عاد هو أيضا , فيقرر مصيرها وتصبح في أمان.
ويوم السبت صعد بيتر وجين ألى غلاسكو لشراء بعض الحاجيات لمناسبة العيد ,فأنفردت موراغ بأدارة شؤون الفندق والعناية برون وستيف الذين لم يبق سواهما من النزلاء وهما لن يحضرا لتناول العشاء , وهذا يعني أن موراغ لم يكن لها ما تعمله طوال بعد الظهر , على أنها لم تجد فائدة في الذهاب لزيارة صديقاتها , لأن كايتي تكون منهمكة مع جوني , وآن مع فرنك ,وهكذا لم يبق أمامها غير الذهاب في نزهة.
وبعد أن لبست الثياب الملائمة وخرجت لتقفل الباب الخارجي وراءها , سمعت هدير سيارة , فألتفتت لتد أنها سيارة ديفيد الحمراء , فأرتبكت وأستولى عليها الذعر وهمّت بالهرب , ولكنها ضبطت عواطفها هذه المرة ووقفت تنتظره على عتبة الباب , فيما هو يوقف السيارة , وحين أقترب منها قالت له ببرودة أنها ظنته سافر ألى لندن فأجابها بأنه بدل رأيه.
فقالت له:
" أنت ماهر في تبديل رأيك!".
فأجابها :
" وأنت كذلك".
ورفعت موراغ رأسها بكبرياء , وأزعجها أن ترى أبتسامته تتسع , فسألته بجفاف:
" هل تريد أن تتناول طعامك ؟".
فأجابها :
" أن لم يكن في ذلك أزعاج لك ...... أين أنت ذاهبة؟".
منتديات ليلاس
فقالت :
" في نزهىة : بيتر وأمي خارج الفندق ........ وأمي لم تخبرني أنك ستعود للغداء ....... خذ , هذا هو المفتاح ".
فتجاهل ديفيد المفتاح وقال لها :
" لم أخبر أمك .... والآن أريد مرافقتك!".
فأجابته موراغ :
" لا لزوم لذلك!".
فقال لها بلطف :
" هل أنت خائفة أيضا؟".
وتطلع ألى شعرها , فمدت يدها وأخذت تصلحه عن غير وعي منها.
وتابع كلامه قائلا:
" أحب أن أذهب في نزهة أنا أيضا....... فالهواء المنعش مفقود في نوع لعمل الذي أقوم به في المحطة , ثم أنني لم أشاهدك ألا قليلا في الأيام الأخيرة , وأشعر أن صداقتنا لا تنمو كما يجب".
فحدقت أليه ببرودة وأجابته بالقبول , بعد أن علمتها تجربتها معه أن لا مرد لأرادته.