وفي الصباح الباكر , وهي في طريق العودة الى الفندق , سيطر عليها الغم , وكرهت الوقت الذي أنفقته في تلك العطلة , وأذ كانت تجلس في سيارة داني , أخذت تتطلع من النافذة الى المناظر التي كانت تمر بها وهي تقابل في ذهنها بين أسلوب داني المتسارع الفج في قيادة السيارة وبين أسلوب ديفيد الهادىء المنتظم , ثم سألت نفسها هل ستقضي عمرها في مقارنة ديفيد بكل جل ستتعرف اليه؟
وحين وصلت الى الفندق كان الطقس ماطرا , والمطبخ دافئا , وجين تعد بعض الكعك , فتبادلت معها التحية بأبتسامة باهتة وجلست الى الطاولة.
فقالت لها جين :
" كيف قضيت العطلة ؟ هل كان كما توقعت؟".
فأجابت موراغ:
" لا بأس , الفندق مريح وفخم لمن يفضل الفخامة ,والطعام شهيّ ولكن ليس كما في فندقنا , وهناك أكواخ للمبيت في الجبل , يمكن أستئجار واحدا عندما يعود آندي ".
ولاحظت جين أنها تبذل جهدها لأظهار حماسها وأهتمامها , فقالت لها:
" والتزلج ؟ هل كان على ما يرام؟".
فأجابت :
" رائع جدا , وحين رأيت المدربين السويسريين , والأستراليين , أدركت كم خبرتي بالتزلج ضئيلة!".
فقالت لها جين :
" هل تفضلين ذلك المكان على الذي ذهبت اليه الأسبوع الماضي؟".
فلزمت موراغ الصمت , وهي تساعد أمها في تهيئة صواني الكعك .
ولما طال صمتها قالت لها جين :
" هل تشكين من شيء يا أبنتي ؟ أراك شاحبة الوجه قليلا , أرجو أن لا تكوني أكثرت من التزلج".
فأجابت موراغ:
" أنا في خير يا أماه , كانت الرحلة متعبة , وداني لا يحسن قيادة السيارة , وأنا أفضل هوايت كراكز , مع أن سفوحها لا تضاهي سفوح كيرنغورمز في شيء , ثم أن المهم هو الرفاق".
وتوقعت موراغ تلك النظرة التي رمقتها بها جين , ولكنها سرّت حين أخذت جين تحدثها عن شؤونها الخاصة ,فقالت:
" كانت السهرة الراقصة ناجحة جدا , جلست أنا وبيتر الى طاولة واحدة مع لوندنغز وأبنته , يا له من رجل ساحر وراقص ماهر , ألقى خطابا رائعا في الحفلة , وتمنى لبيتر السعادة في زواجه المقبل.........".
قالت جين ذلك وأخذت تقهقه بهدوء وهي تستعيد ذكرى تلك السهرة , وأستندت موراغ بذراعيها الى الطاولة , ووضعت وجهها بين كفيها بأنتظار المزيد من حديث أمها.
وبعد قليل تنهدت جين وقالت:
" كانت سهرة ممتعة.........لولا عيب واحد".
منتديات ليلاس
فقالت موراغ بدعابة :
" معم , كانت الشورباء باردة ,وقطعة اللحم....".
فقاطعتها جين قائلة:
"كلا ......لم يكن هذا هو العيب , فالطعام كان خيرا من المعتاد.....".
وهنا دخل بيتر , قبل أن تكمل كلامها , فقالت له :
" ماذا تعمل هنا في هذا الوقت من النهار؟".
فأجابها بيتر :
" لسبب مؤسف , وهو أن أحد العمال وقع وكسر ظهره , ولكنه لم يفارق الحياة , فجئت لأخبر زوجته".
ثم ألتفت الى موراغ وسألها أذا كانت تمتعت بعطلتها الأسبوعية , فلما أجابت بالأيجاب لم يصدقها لأنه قرأ ما كان باديا على وجهها , فقال لها:
" لا أرى ذلك على وجهك , كان خيرا لك أن تحضري السهرة الراقصة , كانت ناجحة جدا , وقضينا وقتا ممتعا , ألا توافقين يا حبيبتي جين؟".
فأجابت جين :
" نعم , وكنت أقول لموراغ قبل مجيئك أنه كان للحفلة عيب واحد , وهو أن ديفيد لم يقبل بمرافقة فرجينيا , فأستعاضت عنه بشخص آخر يدعى طوني بلاند".
فسألتها موراغ:
" ومن هو طوني بلاند؟".
فأجابتها :
" شاب رائع , وهو يقيم عندنا الآن , لأنه لم يجد مكانا في فندق رويال".
قال بيتر :
" وهو رجل ذكي , وأن لم يظهر ذلك عليه ........ وأعزب أيضا".
وأرادت جين أن تستخبر من بيتر لماذا لم يذهب ديفيد الى السهرة , فأجابه بأنه لم يسأله عن السبب , فما دام الأنسان يقوم بوظيفته خير قيام , لا حق لأحد أن يتدخل في شؤونه الخاصة , ولكن بيتر أشار , بطريقة غير مباشرة , الى أن ديفيد أضطر الى العمل في المحطة حتى ساعة متأخرة من ليلة الجمعة , فلم يتمكن من حضور السهرة ".
وقالت جين :
" مع ذلك , كان عليه أن يخبر فرجينيا أنه لن يحضر ..... كما كان عليه أن يخبرني أنه لن يكون هنا يوم السبت حين جاء لونغدون وأبنته فرجينينيا لأخذه معهما الى قضاء عطلة نهاية الأسبوع في الشمال , وهذا , على ما أعتقد , تصرف غير لائق , وكانت فرجينئا على يقين أنني أعرف أين كان ديفيد , لأنها سألتني عنك , يا موراغ ,ظنا منها أنك ذهبت برفقته الى التزلج , كما في الأسبوع الماضي , وكم شعرت بالأرتياح حين عاد الى الفندق ليلة السبت".
وقال بيتر :
" الآن فهمت لماذا هاجمته صباح الأحد , عندما جاء لتناول طعام الفطور ".
فقالت جين :
" آه , كم كنت أتمنى أن أنتف شعره! وكل ما فعل , ردا على تصرفي نحوه , هو أنه غرق في الضحك قائلا أنني أذكره بأمه , ولكن , لو كانت أمه أدّبته كما يجب , لما تصرف ذلك التصرف مع تلك اتلفتاة المهذبة".