وعدت خطاي بأن تسابق ما مضى يوماً هنا
وتخوض سرداب السنين
وتراقصت .. أشباح ذكرى ما تربى بيننا
سقطت عباءة كبريائي
بين أغصان الحنين
ألفيت روحي عارية!
وطفقت أخصف من صحائف ما تركت لكي أواري ما بدا
من سوئها .. وصدوعها
بين الجموع الساخرين
فلقد لمحت نقوش خطوك ..
سحر عطرك
يملأ الأجواء .. فاستنشقته
عبأته رئتاي زاداً حين أنفاسي تغادر خلف حلمٍ
عاش في صدري يقين
ووجدت قلبي ينثر الدقات حتى
ما بقى لي ما أقيم به حياة!
دقاته عذراء صوت أنينها..
يدمي قلوب العاشقين
لازلت أنت كما تركتك هاهنا
عيناك
قلبك
حس همسك في كياني دافئا
ذابت ثلوج مشاعري
جمدتها منذ انطوت صفحاتنا
وكأن عمري قد توقف عند أعتاب اللقا بزماننا
يبساً حزين
ويعود عوداً أخضراً
في كل ليلٍ نلتقي
في ساحة الأحلام ننقش فوق سور جدارنا
" أنا في هواك كما أنا "
رغم السنين
جدّلت أشواقي بطرف ضفائري
ضربت جذوراً ثبتتني
حيث كنت
وحيث كنا
منذ ألف جديلة
طالت بطول فراقنا
رسمت تجاعيداً على خد الورود الذابلات
بلونها
بعبيرها
تتلو حكايا الصابرين
لازلت أبحث عن بريق الحلم في عينيك بين ضجيج ضوء مدينتي
فأراك في ألفٍ وألفٍ من وجوه السائرين
تنهيدةٌ
مرت على جمر اشتياقي حرّقت أحبال صبرٍ
كم تمرّد كل حين
من بعد حبك ظل قلبي خاويا
ولكم جرؤت على اختراق جنابه
حاورته!
لكن أبى استئجار بعض حياته
نبضاته
واستعفف القلب الذي ربيته
علمته نبض الهوى قبل الكلام
في حضن روحك مهده
أرضعته بهواك ثم تركته .. قبل الفطام
واستعفف القلب الذي
باع الدنا من أجل جناتٍ بقربك حُرّمت
أو ربما .. تدنو قليلاً!
ربما .. اختلط النعيم بسكرة الموت الذي
يشتاقه!
تدنو قليلاً
ثم ترحل ..
بعد حين
مما راق لي
النجوم السوداء.