المنتدى :
الشعر والشعراء
هل اسكنت افراحنا......
هل أُسكِنت أفراحُنا أحزاني
أم أُشرِبت دُنيايَ فيضُ دُخانِ
زمنٌ يُساقينا الكؤوس مرارةً
و يَهيلُ في الأرواحِ طعنُ سِنانِ
أين السّبيل بروحٍ هام مدمعُها
و الحزنُ يسكنُ خافقي و كياني
ما عادتِ الأفراحُ تجلو خاطري
بُعدُ الأحبّةِ في الدّجى أعياني
ما إن تروقُ لنا الدُّنا في لحظةٍ
حتّى تحينُ نوائبُ الأزمانِ
ذهبَ الذين هم الضّياء لرَوحِنا
يا ربُّ أسكنهُم بِعُلوِ جِنانِ
ربّاهُ إنّا في عُراكَ أكُفَّنا
و بِنورِ دربِكَ أستقي بُرهاني
ربّاهُ من يشفي جِراحَ قلوبِنا
إلّاكَ من هوَ بُرءُ ما أدماني
كنّا بعَيشٍ طابَ فيهم مورِقاً
هم خيرُ كنفٍ في الدُّنا ربّاني
بِذهابِهِم أُفقِدتُ كلَّ سعادةٍ
و هناءِ طيبِ أحبّةٍ و حنانِ
طيبُ النّفوسِ لهم بقلبيَ دعوةٌ
و يطيبُ ذِكرُ أحبّتي بِلساني
و فِضالُكم يا أهلُ بيتي قد سَمَت
نحوَ السّماءِ منيعةُ الأركانِ
لا زالَ طيفُ الرّاحلينَ يزورني
مادامَ حبٌّ دامَ في شِرياني
لو كانَ رجلاً ذا الفِراقُ قتلتُهُ
و أرحتَ روحاً و استراحَ جَناني
كم قد قضيتُ بأُنسِهم و بِظلّهِم
بِلذيذِ عيشٍ ساحرِ الألوانِ
هم كالطّيورِ الرَّوحُ في أحشائِها
و لِحُضنِهِم تَشتاقُهُم أحضاني
ذهبوا و أفراحُ الدّنا برحيلِهِم
أمسيتُ مُذ رَحلوا رؤى أحزاني
لو قد تُفيدُ دموعُنا أرواحَهَم
قَسَماً لَتسكُبَ أنهُراً أجفاني
إن هم قَضَوا فلِقاؤنا في رَبوَةٍ
خضراءَ وارِفةٍ بذي الأفنانِ
جَنّاتُ عَدنٍ إنّها لَمقيلَهم
و تَقِرُّ في فَرَحٍ بهم عَيناني
أدعو الإله بِمغفِرةٍ تُظلّلُهُم
رُحماكَ يا من في التُّقى أحياني
و أظِلُّهم في ظلِّ عَرشِك رحمةً
ربّاهُ يا من بالنّعيمِ كساني
يا ربُّ فلتربِط لنا بِقلوبِنا
صبراً سألتُك يا عظيمُ الشّانِ
إنّي أُمنّي النّفسَ في حُلُمٍ بِهم
حُلُمي و إنّك خيرَ من واساني
و تتوقُ عينيَ للمَنامِ لِقائَهم
و تتوقُ شوقاً للأكُفِّ يدانِ
سُكنايَ هلّا عُدتُمُ و لِوَهلةٍ
سُكنايَ عودوا إنّكم أوطاني
سُكنايَ عودوا كم يُعذّبُ خافقي
فقدٌ يَهُدُّ ضَجيجُهُ بُنياني
بِرحيلِهم لم يبقَ غيرُ مواجعٍ
ألمي و سُقيا الهمِّ في فنجاني
لن تذبُلَ الأزهارُ من أطيافِهِم
أو قد تَجِفُّ بِفقدِهِم أغصاني
فأنا المراكبُ ترسو في مَرافِئِهم
و همُ الطّيورُ نديّةُ الألحانِ
و عزاؤُنا أنّا نسيرُ بإثْرِهِم
و أنا السّعيدُ بِهِم بِقُربِ أواني
يا سادتي إنّا نسيرُ على هُدى
أنوارِكُم يا غاليوا الأثمانِ
خسِرَت دُنانا ظِّلكُم لم تَخسروا
شيئاً و أنتم سادةُ الإتقانِ
فهُمُ النّدى زهرُ الرّبيعِ نفوسُهُم
سَكنت بِها طُهراً و طيبَ بيانِ
إنّي لَموقِنةٌ بِمغفِرةٍ لهم
و بِجنّةٍ قد رُصِّعت بِجُمانِ
و بأنّهم في واحةٍ من ظُلّةٍ
غنّاءَ في روضٍ بِطيبِ مكانِ
يا ربُّ أنت رحيمُهُم رحمانُهُم
و أنا على عهدٍ يُقِرُّ بناني
لا زلتُ أشهدُ باليقين محبّةً
و رِضىً بِحُكمِكَ مُذ سما إيماني
فُقراءُ إنّا و الغنيُّ إلهنا
ربّاهُ إنّي مسلمٌ إذعاني
من ذا يُقرّبني إذا هوَ لم يشأ
و يزيدُ في قُربٍ بهِ اطمئناني
إلّاكَ يا ربُّ الخليقةِ لم يكُن
هوَ مُنقذي يا من به أغناني
أنتَ الذي هوَ واهبي في وِحدةٍ
ذِكراً له في القلبِ قد أحياني
أنتَ الذي إن ضاقتِ الدّنيا بنا
هوَ خيرُ مَن مِن جودِهِ أعطاني
أنتَ الذي إن أُظلِمت بِدروبِنا
سبُلٌ لأنتَ النّورُ حيثُ هداني
أنتَ الذي ما إن تُدارُ ظُهورُهم
سَنَدٌ لِظَهرِ مُتعبٍ و كَفاني
أنتَ الذي هوَ مؤنِسي في عُزلةٍ
مِن همِّ ضيقٍ في الدّجى أشقاني
أنتَ الذي ما إن ضَعُفْتُ أمدّني
صَبراً بِنورٍ شَعَّ في الأكوانِ
أنت الرّحيمُ الحيُّ قَيّومُ الوجود ـــ
ـــــ و من على سُبُلِ الهدى أبقاني
إنتَ الذي ما إن تَمَلْمَلَ صبرُنا
قُويِتْ بهِ في عِزّةٍ أشطاني
لُقيا الأحبّةِ كم تؤرّقُ مَدمعي
تاللهِ إنّهمُ لفي بُستانِ
ودّعتُهُم و القلبُ يقطرُ نزفَهُ
و مُناي أن لَحِقتْ بِهِم أكفاني
يوماً ستُقبضُ رُوحُنا في ساعةٍ
و يطيبُ لُقياهم بِعذبِ أماني
سُبحانَ من هوَ بالنّوازلِ يُحمدُ
حمداً كثيراً للذّي سوّاني
و على النّبيِّ الهاشميِّ سلامُنا
و عليهِ صلّى الله ذو الإحسانِ
منقول
النجوم السوداء
|