جلست جورجينا متقاطعة الساقين على ارض حجرة جلوسها ، يحيط بها كوم من المجلات ، المائلة الى الامام بشكل خطر ....، ادخلت اخر نسخة من " زاوية الاطفال " داخل غلافها البريدى ، ووضعتها بحذر على قمة اقرب كومة مهتزة 0
مررت يدا نحيلة فى شعر لامع يبلغ طوله حد الكتف ، شعر بنى توشحه خيوط العسل . وقد بدا من تشعثه قاتما كثا مما يشير الى وجهها صارمة وعيناها النجلاوان الرماديتان تعكسان قلقا يخلخل العظام 0
ثم لم يلبث ان بدا التعبير القلق بالزوال لتحل محله الراحة والرضى ولينطبع الوجه الرصين المتجهم بالفرحة والبهجة اللتين غيرتا كما السحر مىمحها ، فاذا هى تتحول من معلمة حازمة وقور الى فتاة خلابة اصبحت قسمات وجهها حية مفعمة بالضحك ، تتراقص بسحر فيه قليل من الخبث 0
منتديات ليلاس
مددت جسدها النحيل ، ثم نفضت غبار الورق عن بنطلونها الجينز الازرق البالى ثم وثبت بخفة من سجن المجلات الذى صنعته بنفسها . اندفعت ترقص بمرح على الارضية الخشبية اللماعة كالذهب ، واخذت تغنى : انتهى الامر سنة اخرى .... وبقى لنا الصيف الرائع كله 0
كان هناك زوج من العيون قابعتان فوق دائرة من الفرو ، وتحتهما انف افطس . اكملت جورجينا بسعادة " انا وانت فى فندقنا الخاص " وانطلقت تتمتع بفكاهتها الخاصة ، متجاهلة عينى كلبها اللتين اغمضتا الان ، وكانهما تعبران عن معاناة تشبه معاناة البشر 0
طافت خطوتان اخريان ، وكانها تظهر للكلب من هو " الريس " ثم رمت نفسها على اريكتها المتناثرة الوسائد متنهدة رضى . حركت انفها ، ومدت لسانها للمجلات ، ثم بدت نادمة وتمتمت : " اسفة " .... انها كالعديد من الناس الذين يعيشون وحدهم تندفع بين الحين والاخر الى الثرثرة مع نفسها او الى مخاطبة الاشياء لا حياة فيها ، مثل مجلاتها . اردفت تحدثها بوقار : انتم تكسبوننى ما اسدد به فواتيرى .... وتسمحون لى بان ارتع هانئة فى هذا المكان الرائع 0
طافت عيناها فى الغرفة المرتفعة السقف ذات النوافذ الزجاجية المرتفعة ، ثم عادت لمخاطبة المجلات : فى الواقع .... احبك ايضا .... فعلا . ولكننى فى مثل هذا الوقت من السنة احتاج الى الراحة ، تنهدت ، شبكت ذراعيها على صدرها ، ثم نظرت الى سقفها المزين بالاجر الغنى بالحفر ، مفكرة : فى السنة القادمة ، ساستاجر شخصا يهتم بالبريد .... سافعل هذا حقا 0