لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 05:42 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لفحتها أشعة الشمس عندما أصبحت في الخارج , لكنها واصلت جولتها في البرية المجاورة , وكما في كل مرة , أحست جانيت برعشة فرح تجتاح نفسها للمناظر اخلابة المحيطة بها , وأدركت أكثر الأسباب التي دفعت عائلة وبستون ألى أختيار هذه المنطقة لبناء الفيللا.
فالجبال القريبة المغطاة بأشجار الصنوبر , وخلفها السماء زرقاء صافية , تعطي الفيللا منظرا أخاذا يزيد في جاذبية البساتين المزروعة الممتدة ألى الجهة الأخرى , ولأعطاء لمسة جمالية أخيرة , كانت هناك ثلاث شجيرات نخيل نمت داخل أراضي الفيللا بحيث أصبحت علامة مميزة في المنطقة.
غضّت جانيت بصرها عن منظر الفيللا , وعادت للتفكير في مشاغلها وذلك بالتمعن في هندسة بيت أمها وموقعه من الفيللا والممر , كان البيت مستطيل الشكل ومن دور واحد مع أمتداد صغير ألى اليمين , أي ألى جهة الممر , وعلى طول أمتداد البيت يقع بستان واسع طرفه يشكل جزءا من الممر المتنازع عليه , وبأستثناء جدار قديم شبه منهار , وبعض الأسلاك الشائكة لمنع الكلب من الضياع في الحقول , فأن شيئا لا يميز الأرض الملحقة ببيت الأم عن الممر والحقول المجاورة.
نقلت جانيت نظرها الآن ألى الفيللا بجدرانها المرتفعة , كانت الفيللا تمتد بمحاذاة الممر من الجهة المقابلة وتضم قطعة من الأرض بطول القطعة التي يضمها بيت الأم , وأستطاعت جانيت من مكانها أن ترى الباب الأسباني الطراز المؤدي أليها عن طريق الممر , لكن هذا الباب كان المدخل الجانبي , فهي تعرف أن هناك مدخلا رئيسيا مماثلا يطل من الجهة الأخرى.
منتديات ليلاس
مرة أخرى عادت جانيت لتدرس هندسة بيت أمها وموقعه , فوجدت أنها مضطرة للأعتراف بأن باب البيت مثل باب الفيللا يطل على الحديقة من ناحية , وعلى الطريق الزراعي من الناحية المجاورة , لكن من الواضح أن البيت صمم ليكون الممر هو المدخل أليه...... وهذا الأمر واضح للعيان تماما.
كان دال يدور حولها منذ أن غادرت البيت , أما وقد أنتهت من مقارنتها بين الفيللا والبيت , فقد أخذت تداعبه وتلاعبه في حين أنهمكت أمها في ري الزهور التي تحتفظ بها أمام المنزل , كانت هناك شجرة ياسمين نمت لتتسلق الجدار الأمامي بمعظمه , وعلى الجدار المجاور تسلّقت نبتة ذات زهور حمراء قانية..... أما غرسة العنب التي زرعتها قبل سنتين فقد أصبحت كرمة وارفة الظلال .
لم تكن قادرة على فعل الكثير في الحديقة الكبيرة , لكن النباتات والزهور البرية التي تنمو في الصيف أعطت الحديقة طابعا خاصا وجذابا بالأضافة ألى شجرتي التين المثمرتين.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 08:41 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جلست جانيت في المقعد الموجود على الشرفة وألتفتت ألى والدتها , فأذا بنظرها يقع على سلة صغيرة من النوع المخصص للقطط , فسألت أمها على الفور:
" لم أكن أعرف أن عندك قطة !".
توقفت السيدة كيندال عن ري زهورها وألتفتت ألى جانيت التي حملت القطة وراحت تداعبها :
" لقد حصلت عليها من المزرعة , كانوا يريدون التخلص من عدة قطط , ورأيت من واجبي أن أنقذ واحدة على الأقل ".
أطلقت ضحكة قصيرة وتابعت تقول:
"كانت ذات أطراف طويلة عندما حصلت عليها , ولذلك أطلقت عليها أسم تويجي ".
أبتسمت جانيت لأمها وتركت القطة التي راحت تتلمس قدميها بكسل.
أضافت السيدة كيندال تقول:
" عمرها الآن ثمانية أشهر , والواقع أنها أصبحت عزيزة جدا , وهي مفيدة من حيث قدرتها على طرد جرزان الحقول".
ردّدت جانيت كلمة – مفيدة – بتعجب وأستغراب , وفي الوقت نفسه ألتفتتا معا بأتجاه الشخص الذي ظهر من باب الفيللا الجانبي وبدأ السير بأتجاه الممر ,كان طويل القامة متناسق الجسم ويرتدي ثيابا فخمة تعكس وضعه الأجتماعي .
ولا شك أنه ضيف في الفيللا , وكادت جانيت أن تبعد نظرها عنه عندما جذبها شيء في وجهه , حدّقت مجددا في الوجه الذي أتضحت معالمه أكثر , فأذا بها تتذكر أين ومتى شاهدته , سألت أمها بلهفة:
منتديات ليلاس
" من هو هذا الرجل ؟ هل تعرفينه؟".
أشرق وجه السيدة كيندال كدليل على معرفتها للشخص المعنى :
" طبعا , أنه الرجل الذي أخبرتك عنه صباح اليو م يا عزيزتي , أنه المحامي الذي جاء ألى الفيللا مساء أمس".
وألتقت عينا جانيت بعيني الرجل الزرقاوين , فأذا بهما العينان اللتا جمدتاها في مقعدها بالطائرة , أو الأصح مقعده , راقبتاها بأرتياح وهي تبتعد ألى مقعدها الخلفي , همست في أذن أمها بينما نظرها يتابع الرجل :
" هل تقصدين أن هذا الرجل هو بروس والبروك؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 10:12 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- العدو اللدود


كانت السيدة كيندال منشغلة بتوزيع أبتسامتها على الرجل الذي يسير على مقربة منها بحيث لم تقدّم لأبنتها الأجوبة التي تريدها , والحقيقة أن جانيت لم تكن تنتظر أي جواب , فقد أحست منذ أن رأته في مطار لندن أنها أمام عدو لدود , وها هي أحاسيسها تتأكد الآن , ومرة أخرى سمعت الصوت العميق الهادىء الذي سمعته في الطائرة , عندما حيّا الرجل أمها قائلا:
" صباح الخير , أنه يوم دافىء وجميل ".
ردت السيدة كيندال :
" أهلا وسهلا , فعلا أنه نهار جميل ".
أما جانيت التي لم تكن متأثرة بأدب ولطافة هذا الرجل , فقد أستطاعت التسلل من المكان بحجة أخذ الكلب في نزهة قصيرة عن طريق الحقل الصغير المحيط بالبيت.
في منتصف الحقل , كان هناك ممر يؤدي ألى شجرة اللوز العتيقة التي تشكل حدود البيت , ركزت جانيت نظرها على الشجرة البعيدة وأنشغلت بملاعبة الكلب كي تخفي خجلها وأضطرابها من لقاء شخص تمنت قبل يوم واحد فقط أن لا تراه أبدا , وأزداد أضطرابها الآن لأنها أدركت كم كانت جاهلة عندما لم تفطن لنواياه منذ اللحظة الأولى , أذ لا يكفي أنها مضطرة لأحتمال وجوده في الغرفة المجاورة , بل هو هنا للعمل على نزع حق والدتها في الممر وأعطاه لأصحاب الفيللا .
أزدادت مشاعر الغضب في نفسها وحثّت خطاها مبتعدة عن البيت واللتمنيات التي تبودلت قبل لحظات بين الرجل وأمها , فهي لا تريده أن يفكر بأنها ستتصرف كما لو أن حادث الطائرة لم يقع أبدا .
وصلت جانيت ألى أطراف الحقل وهي غارقة في أفكارها لتخوض في مساكب من الخضار التي زرعتها أمها لأستعمالها البيتي , وألى جانب المساكب سياج حديدي صغير يخص عدة دجاجات وبطات ومجموعة من الأرانب , بل وعنزة أيضا.
فتحت جانيت باب السياج الحديدي ودخلت لتبحث عما أذا كان هناك بيض طازج , بعد أن تركت الكلب في الخارج , وجدت بالقرب منها سلة من القصب ,فحملتها وراحت تبحث تحت الدجاجات التي تراكضت في كل أتجاه , وجدت ثلاث بيضات وضعتها في السلة وتركتها في مكان أمين قبل أن تواصل جولتها .
منتديات ليلاس

في نهاية الحفل كان هناك كوخ صغير وضعت فيه الأم كل الأغراض التي لا تريد رؤيتها في البيت , وفي الوقت نفسه لا تريد التفريط فيها , شاهدت جانيت ساعة حائط قديمة , مكنسة كهربائية معطلة ,والعديد من الأشياء التي غطاها الغبار.
وقعت عينا جانيت على الدراجة الهوائية التي كانت الأم تستعملها للتسوق في أنكلترا , ثم أحضرتها معها ألى الجزيرة للهدف نفسه ........ لكن من الواضح أنها لم تفعل.
بعد جولة قصيرة , غادرت جانيت الكوخ حاملة سلة البيض وأخذت تبحث عن الكلب , كانت قد تركته للحظات فقط , لكنه أختفى الآن بدون أن يترك أثرا , خفق قلبها خوفا عندما خطر في بالها أن يكون قد غادر الحفل غير المسيج , ولم تطل حيرتها , أذ ظهر دال ألى جانبها خارجا من خلف الكوخ .....حيث كان يلعب مع الرجل غير المرغوب فيه السيد والبروك.
" دال , تعال ألى هنا فورا".
صرخت بصوت مكتوم وهي تحاول أ تركض خوفا من أن تكسر البيضات , لكن الكلب تجاهل أوامرها كليا ومضى يلاعب اليد الممتدة أليه بعطف , حثت جانيت خطواتها أكثر وهي تتميز غضبا لعصيان الكل أوامرها ,ولعل الكلب أحس طبيعة مزاجها المتعكر , فأستدار تاركا الرجل .
لكن رفض الكلب لأوامرها للوهلة الأولى أصابها بصدمة جمدتها في مكانها ,وكانت على وشك أن تتجاهل الشخص الواقف قبالتها عندما ألتقت عيناه الزرقاوان بعينيها وسمعت صوته العميق يقول :
" أرى أن طبعك لم تتحسن بعد!".
تضرج خداها بالدم , ولاحظت أنها كانتفظّة معه في أكثر من مناسبة , ولكنها لم تكن قادرة على الأعتراف بهذا الأمر :
" أذا كنت تقصد أنني لم أقف صباحا لتحيتك عندما ظهرت أمامنا خاصة أنني أعرف لماذا أنت هنا , فأن طباعي لن تحسن".
كان من الواضح أنه خرج هذا الصباح ليدرس وضع المر بالنسبة ألى البيت والفيللا , لكنه أخذ أطراف الحديث متجاهلا عبارتها الأخيرة وقال :
" من الأفضل أن نتعارف , أنا بروس والبروك , وكما قلت , فأنت تعرفين سبب وجودي هنا".
عدلت جانيت من وقفتها وردّت عليه بهدوء :
" أنا جانيت كيندال , وأظنك تعرف أنني هنا للسبب نفسه , فأنا لا أنوي الوقوف مكتوفة اليدين وأراقب والدتي وهي تتعرض للأحتيال ".
" أعتقد أنا سنترك تعابير الأحتيال خارج قاموسنا , أليس كذلك يا آنسة كيندال؟".
كان صوته باردا وكأنه تكسر الجليد تحت تدفق مياه قوية.
أحست جانيت برعشة خوف بسيطة عندما تصورته بزي المحاماة الرصين , لكنها أستردت رباطة جأشها وتذكّرت أنها ليست في قفص الأتهام الآن.
" ماذا يمكن أن تقول أذن؟ لعلك لا تعرف أن أمي سبقت الجميع في المكالبة بهذا الممر طيلة السنتين الماضيتين , بينما وصل أصحاب الفيللا قبل أسابيع قليلة , فكيف يمكن أن يطالبوا بحقوقهم في الممر ".
ردّ المحامي بأبتسامة ساخرة:
"من أجل أيضاح الصورة القانونية يا آنسة كيندال , أقول لك أن قطعة الأرض التي قام عليها بيت أمك جزء من الفيللا , والبيت الذي قرر السيد ويستون بناءه على تلك القطعة ليس ألا أضافة حديثة , وهذا يعني تلقائيا أنه بات في المرتبة الثانية من حيث المطالبة بالممر مقارنة مع الفيللا القائمة هنا منذ أكثر من قرن كامل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 10:43 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


قالت جانيت بعدم أكتراث :
" هذا صحيح بالنسبة ألى الفيللا القديمة التي هدمت بالكامل ".
" هذا لا يغير شيئا من وجهة نظر القانون".
ثارت جانيت لتعابيره الباردة الحاسمة وصرخت قائلة:
" قانون من؟ ليس قانون أبييزا , فالسيد ويستون أكد لأمي أن تصميم بيتها يضم الممر كمدخل أليه , وعلى هذا الأساس رتب الوضع مع المسؤولين في القرية ".
تمعن بروس والبروك بجانيت من رأسها حتى أخمص قدميها وهو يبتسم الأبتسامة الساخرة نفسها وقال:
" لو كنت مكانك لما أعتمدت على هذا أبدا , فالتدابير الشفهية عادة تسقط دون أدنى تأثير".
ردّت جانيت مستعملة أسلوبه :
" بالتأكيد ,. ولهذا لا سبب يدعوك للتفاؤل الزائد..... أليس كذلك؟".
أعاد بروس التحديق فيها بحدة , ثم حوّل نظره ألى الممر معبرا عن نفاد صبره وقال:
" لست أدري لماذا يحتاج بيت صغير ألى ممر , يبدو لي أن أمك يمكن أن تحصل على ممر خاص يشق من الطريق الزراعي عبر الجدار القديم ثم ألى الحديقة التي يمكن أن تستوعب موقفا لسيارة أو سيارتين".
منتديات ليلاس

لجأت جانيت ألى المنطق نفسه لترد على الرجل الذي يحاول التقليل من أهمية بيت أمها :
" والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الفيللا!".
أجابها برودة قاتلة :
" الواقع أن معظم أراضي الفيللا حدائق هندسية جميلة بحيث لم يتبق مكان لممر صغير من البوابة الرئيسي , وبما أن أصحاب الفيللا يستقبلون الكثير من الضيوف , فالأمر بالنسبة أليهم لا يحتمل".
ردت جانيت بعنف شديد:
" وهل تعتقد أن ذلك يكفي للأستيلاء على أملاك أرملة وحيدة ؟".
أجابها بلهجة قاسية :
" الممر ليس ملكا لأحد بعد يا آنسة كيندال".
ولم تعر جانيت كيندال أهتماما لنظراته الباردة المتحدية , بل أستمرت في هجومها قائلة:
" حسنا , ففيما يخصني أعتقد أن الممر ملك لأمي , وسأفعل كل ما في وسعي لضمان حصولها على حقوقها".
تبادل المحامي وجانيت نظرة عدائية مكشوفة , في حين حافظ هو على أبتسامته القانونية الباردة وتابع قائلا:
" من المفيد أن يعرف الأنسان مواقف الطرف الآخر".
في هذه الأثناء كان الكلب دال قد ملّ من لدوران في الحلقة التي تجمع الشخصين وبدأ ينبح بصوت خافت , لذلك أنتهز بروس الفرصة وقال :
" أستودعك الله يا آنسة كيندال".
" وداعا يا سيد والبروك".
أطلقت جانيت هذه العبارة ببرودة واضحة ثم أستدارت عائدة ألى البيت , ولم تلحظ جانيت , بسبب الأحاسيس المتضاربة التي تخنق صدرها بعد هذه المعركة الكلامية , أن بروس كان يسير بمحاذاتها من الجهة الأخرى للبيت , بل تابعت سيرها بلا مبالاة وتشاغلت بملاعبة الكلب عن خفقان قلبها الشديد وأعصابها المتوترة , وعندما وصلت ألى باب البيت الخلفي عبرته بسرعة وهي تتنفس الصعداء لتخلصها من ذلك الظل المزعج.
كانت الأم تغني أحدى أغنياتها المفضلة وهي تعد بعض الطعام في المطبخ , وعندما دخلت جانيت بادرتها بالسؤال :
" ماذا كنت تتحدثين مع السيد والبروك يا عزيزتي ؟".
" لا شيء , فقط وضعته في الصورة التي نراها للبيت والممر ".
وأنتظرت حتى هدأت أعصابها وتوقفت قدماها عن الأرتعاش ثم قالت :
" أبلغته أننا لن نوافق على أي شيء لا يعطينا ملكية الممر بالكامل ".
لكن الوالدة كانت قد نسيت السؤال الذي طرحته قبل قليل , ومضت تعمل بنشاط متنقلة بين الطاولة والفرن ألى أن رأت البيض الذي أحضرته جانيت فقالت بسرور :
" أنا سعيدة جدا لما أحضرته , وأفكر بأعداد صينية لحم بالبيض للغداء , فما رأيك بذلك؟".
" وجدت أنني لا أعرف ماذا خلف السياج , لذلك قررت البحث وعثرت على ثلاث بيضات ".
وضحكت جانيت بسعادة لأنها أستطاعت أن تشغل فكرها في أمور غير المحامي والممر , ومع أنها شاركت بنشاط في عملية أعداد الطعام وراحت ترنم بعض الألحان الخفيفة وهي ترتب الطاولة , ألا أن أحساسا بالضيق ظل يراودها لعلمها بأن المعركة من أجل الممر قد بدأت فعلا , صدامها مع بروس والبروك بات المسألة الواضحة للغاية , ولما فكرت بهذا المحامي شعرت برغبة عارمة للخروج أليه ومهاجمته بعنف بدلا من الأنشغال بأعداد الأطباق والشوك والسكاكين , فلا شك أنه يخطط الآن لخطواته التالية ........ وعند هذا الحد من التفكير أحست أنها في سباق مع عدوها الذي يستعد بكل قواه....
وعلى المائدة سألت جانيت أمها قائلة:
" على فكرة , لقد شاهدت الدراجة الهوائية في الكوخ , ألا تستعملينها حاليا؟".
" الواقع أنني لست بحاجة أليها ".
صبت السيدة كيندال قدحين من الماء المثلج لها ولأبنتها وتابعت قائلة:
" أن ميغل الذي يعمل في المزرعة يحضر لي يوميا الخبز والحليب وأية أغراض أخرى أحتاجها من القرية , وفي نهاية الأسبوع أستقل الباص كي أتسوق من سوق المدينة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 11:22 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وشغلت الأم نفسها بتقليب عدة أغراض على الطاولة قبل أن تطرح السؤال الذي يلح في ذهنها:
" لكن لماذا تسألين يا حبيبتي؟".
حبست جانيت أنفاسها قليلا ثم قالت :
" فكرت في أستعمالها للتنقل ما دمت أنا هنا الآن".
وعندما شاهدت علامات الموافقة على وجه أمها أضافت :
" الحقيقة أنني أفكر في أستعمالها بعد الغداء للتوصل ألى القرية ومقابلة رئيس البلدية على الفور".
ضحكت السيدة كيندال وهي تنظر لأبنتها بعطف :
" هذه أبييزا يا حبيبتي , لا شيء يتحرك على الأطلاق قبل الساعة الرابعة ,وحتى ساعة البلدية تنام في هذا الوقت ".
جلجلت ضحكة الأم في الغرفة قبل أن تتابع :
" فهم دائما يعيدون تحركها عند حلول الساعة الرابعة".
أذن جاء وقت الملل , لقد نسيت جانيت كل ما عرفته في رحلتها الماضية و والآن بات عليها الأنتظار حتى تتحرك الحياة مجددا في القرية.
منتديات ليلاس
ولكن جانيت كانت مصرةعلى شغل وقتها كي تتناسى أحداث اليوم , فقامت بجلي الصحون وترتيب المائدة , ثم أنكبت على كتاب تعلم اللغة الأسبانية لزيادة معرفتها بهذه اللغة , وبينما هي منشغلة في حفظ جمل أسبانية تعني أين مقر البلدية ؟ أو أريد أن أقابل رئيس البلدية , كان البيت قد دخل في الجو الأسباني الكامل , فالأم في سريرها تمضي قيلولة بعد الظهر , والكلب نائم ألى جوارها , أما القطة تويجي فقد غرقت في سلتها الوثيرة المكشوفة للشمس الحادة .
أمضت جانيت وقتا طويلا وهي تراجع عن ظهر قلب ما علق من جمل أسبانية في ذهنها , كانت الفيللا المقابلة غارقة في الشمس والصمت أيضا , تساءلت جانيت عما يمكن أن يقوم به بروس والبروك الآن ! وتبيّن لها أن الشيء الوحيد له الآن هو أن يذهب لرؤية رئيس البلدية , كما ستفعل هي تماما.
وخوفا من أن يسبقها المحامي ألى موعد مع رئيس البلدية , قامت جانيت بغسل وجهها بسرعة ثم وضعت بعض لمسات من الماكياج ............. ومع أن الساعة لم تكن قد تجاوزت الثالثة والنصف فقد صمّمت على الخروج فورا , أخرجت جانيت الدراجة الهوائية من الكوخ , وقادتها عبر البيت محاولة ألا توقظ الكلب فيكشف عن رحيلها المبكر , وعندما وصلت ألى الطيق الزراعي أمتطت الدراجة وراحت تقودها بصمت وهدوء , كانت أبواب الفيللا مشرعة , ألا أن جانيت لم تلحظ سوى الحدائق الداخلية الجميلة وسيارتين فخمتين متوقفتين في الداخل .
الطبيعة الريفية الجميلة كانت نائمة مثل أي شيء آخر في الجزيرة , وكل الأصوات الممكنة غابت في الأفق البعيد بأستثناء طنين نحلة أو زقزقة عصفور شارد.
أضفت عجلات الدراجة صوتا خفيفا على الصمت عندما وصلت ألى الطريق المعبد , وأستغربت جانيت شدة حرارة الشمس مع أنهم ما زالوا في نيسان ( أبريل ) المعروف بأعتدال حرارته ,كانت الشمس تضربها على رأسها بحدة , ووجدت عيناها صعوبة في التركيز على الطريق لأنعكاس الأشعة على الأسفلت الساخن , لذلك فكرت أن تشتري قبل أي شيء قبعة قش واسعة ونظارات شمسية .
أضطرت جانيت ألى بذل مجهود عضلي أكبر عندما وصلت ألى الطريق ألذي يصعد نحو التلة القائمة عليها القرية , لكنها عجزت مما دفعها ألى التوقف والصعود مشيا وهي تدفع العجلة ألى جانبها ............ وأخيرا قررت التخلي عنها فتركتها قرب شارع فرعي على أمل أن تأخذها عندما تعود.
كانت المدينة خالية تماما وكأنها مدينة أشباح بالفعل , فالبيوت البيضاء الغافية مغلقة بأحكام ويبدو أن أصحابها هجروها ألى الأبد . واصلت جانيت التقدم داخل شوارع القرية بدون أن يخطر ببالها األألتفات ألى الخلف ........ ولكنها عندما فعلت وجدت نفسها أمام منظر طبيعي مذهل , فقد شاهدت السهول الخضراء التي لوحتها أشعة الشمس تمتد ألى ما لا نهاية حتى تلتقي بسفح سلسلة الجبال عند الأفق البعيد.
منتديات ليلاس
كان الرجل الذي ألتقته جانيت داخل مبنى البلدية يقرأ صحيفة الظهيرة بدون أدنى أهتمام , خاطبته بالمفردات الأسبانية التي حفظتها عن ظهر قلب , لكنه لم يجب , بل أكتفى برسم علامة أستفهام كبيرة على وجهه , وبعد جهد جهيد أستنزف من جانيت كل ما ما تعلمته من الأسبانية بالأضافة طبعا ألى صبرها غير المحدود , أبتسم الرجل ولم يقل سوى :
" نعم ............".
وجن جنون جانيت التي وجدت نفسها عاجزة عن الفهم, خاصة أن الجواب الذي أعطاها أياه الرجل كان يخص رئيس البلدية , وأضطرت ألى الأستعانة بالقاموس الأسباني مع تحريك اليدين والأصابع وكل تقاطيع الوجه , وأخيرا فهمت أن رئيس البلدية يرحب بكل الناس , لكنه لن يستطيع مقابلها الآن لأنه موجود في فالنسيا لبعض الأشغال التي تتعلق بالبلدية , وأنه لن يعود قبل عشرة أيام .
صرخت جانيت :
" عشرة أيام !".
" أجابها الرجل بهدوء :
" تقريبا ,ويمكن أقل ".
وعندما ألحت جانيت في مقابلة من ينوب عن رئيس البلدية في غيابه لأمور ضرورية وعاجلة , واجهها الرجل بالنفي الحازم , وطلب منها أن تعود بعد عشرة أيام أذا كانت تريد حل مشكلتها .
خرجت من المبنى الحجري وهي تندب حظها السيء , عشرة أيام كاملة من الأنتظار ؟ لو أنها حضرت قبل يوم لكان من المعقول أن تلتقي رئيس البلدية وينتهي الأمر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحد الفاصل, روميليا لاين, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, roumelia lane, stormy encounter, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية