لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-10, 05:15 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أمتلأ صوت السيدة كندال بالفرح والسرور :
" أنها مفاجأة حلوة , هل أستلمت رسالتي؟".
" أجل , وأعتقد أن أصحاب الفيللا يرتكبون خطأ بالغا في محاولتهم أنتزاع العمر منك ".
ودون أن تتيح لأمها فرصة الرد تابعت تقول :
" لهذا السبب أتصلت بك , أنا ذاهبة أليك قريبا".
تلعثمت السيدة كيندال وهي تقول :
"لكن يا عزيزتي , هل من الضروري ذلك ,أعني......... ماذا يمكن أن نفعل؟".
منتديات ليلاس
" سوف نتحدث عن ذلك عندما أصل أبيبيزا ".
ردت عليها جانيت بهذه العبارة أولا لتوفير الوقت والمال على الهاتف , وثانيا لأنها بالفعل لم تكن تدري ماذا ستفعل هناك , الشيء الوحيد الذي تعرفه أن كل أفراد العائلة لهم أرتباطات في أنكلترا , وحيث أن أمها ليس لها أحد للأعتماد عليه , فمن واجبها هي الأبنة المستقلة أن تذهب ألى هناك وتقف في مواجهة الذين يريدون أستغلال أرملة وحيدة لا عائل لها , قالت لأمها بنعومة :
" لا تهتمي بسفري , سآخذ سيارة تاكسي عندما أصل ألى المطار , هناك مقعدجاهز على طائرة الغد ,وسأكون في أيبيزا بعد الظهر أو قبيل المساء".
" كما تريدين يا حبيبتي ".
ردت السيدة كيندال بأذعان , أستطاعت بين كلمات الوداع السريعة أن تقول لأبنتها :
" أن رؤيتك ستبعث في نفسي السعادة ".
أستقلت جانيت سيارة المطار بعد ظهر اليوم التالي وشعور الأرتياح يملأ نفسها , فلقد حزمت حقيبتها مساء أمس , ثم أمضت صباح اليوم في المكتب للحصول على أذن أجازة , وبعد ذلك ذهبت ألى المصرف لسحب بعض المال من أجل تسوية أوضاعها مع نونا...... وقد فعلت ذلك ووضعت المبلغ المطلوب في مغلف تحت المنبه في المطبخ , وعندما أنتهت من هذه الترتيبات توجهت ألى وسط المدينة بالقطار لشراء تذكرة السفر في أحدى الوكالات السياحية .وبما أن موسم السياحة لم يكن قد بدأ بعد , فقد كانت هناك رحلتان في الأسبوع فقط ألى أيبيزا ...... ولحسن حظها صادفت أحدى الرحلتين هذا اليوم في الثالثة بعد الظهر .
أمتلأت السيارة بسرعة , فأخذت جانيت مكانها بين أناس يبدو هليهم الثراء ذاهبين بحثا عن أشعة الشمس في أسبانيا , أحست بنوع من المتعة كونها ذاهبة لرؤية والدتها , ولكن كانت الأمور ستختلف لو أنها ذاهبة في ظروف غير سيئة كما هي الحال الآن .
وعندما وصلت السيارة ألى المطار حيث زئير محركات الطائرات يصم الآذان ويملأ الجو هواء ساخنا قويا , جاهدت جانيت بحقيبتها للوصول ألى مكتب شركة الطيران...... لكن فكرها كان في الجزيرة , والأحداث المتوقعة فيها .
أنها تعرف تماما نوعية الناس الأغنياء مثل أصحاب الفيللا , فلمجرد كونهم من الأثرياء , فهم يعتقدون أن بأستطاعتهم تحقيق كل ما يريدون حتى على حساب الآخرين , حسنا , سوف يكتشف هؤلاء أن الأمر مختلف تماما معها هي , فليس لأحد أن يتجاوز حقوق والدتها وحقوقها أيضا.
وفي الصف الطويل من البشر المنتظرين أمام مكتب شركة الطيران , تجولت عيناها في أرجاء القاعة لتحطا على مجموعة من الحقائب الفاخرة هي ملك لرجل واحد يقف خارج طابور الأنتظار , رمقت جانب الرجل بنظرة حادة وثابتة مقررة أن لا تزيحها ألا عندما تريد هي . ورد الرجل بنظرة باردة ألى أن جاء أحد موظفي المطار ومعه حمان , راقبت جانيت بسخرية واضحة الحمالين وهما يأخذان الحقائب في حين رافق الموظف الرجل بأدب وخشوع.
جاء دورها لوضع الحقيبتين على الميزان , وكم كانت راحتها كبيرة عندما رأت أن ما جزمته جاء ضمن الوزن المسموح به مجانا , تركت الموظف المسؤول ليلصق البطاقات على الحقيبتين وتوجهت ألى قاعة الأنتظار أستعدادا للسفر.
منتديات ليلاس
قلة من الناس توجهوا ألى قاعة المغادرة عندما أعلن المذيع عن الرحلة وموعد أقلاعها , ولأنها كانت مستغرقة في قراءة أحدى المجلات , فقد وجدت نفسها في آخر الطابور السائر ألى السيارة التي ستقلهم ألى الطائرة , وهكذا أنحشرت حشرا في المؤخرة , وأحست بالأبواب تغلق على بعد سنتيمترات قليلة من وجهها.
هذا الموقف غير المريح تحول ألى موقف مناسب تماما عندما توقفت السيارة تحت جناح الطائرة التي كانت محركاتها تزأر بصوت يصم الآذان , فالذي ركب السيارة في الآخر كان الأول للنزول منها , ولم تضع جانت وقتها , بل ردت عل أبتسامة المضيفة الواقفة على سلم الطائرة بأبتسامة مماثلة , وأسرعت تهرب من الرياح العاصفة في الخارج.
ألتقت في داخل الطائرة المزيد من المضيفين والمضيفين , هذه هي المرة الثانية التي تطير فيها , وبما أن الطائرة كلها ( ملكها) الآن , فلماذا لا تختار مقعدا في الصفوف الأمامية ,لاحظت أن هناك ستارة بنية اللون تفصل القسم الأمامي من بقية جسم الطائرة , كما لاحظت أن المقاعد في ذلك القسم أكثر فخامة وراحة من باقي المقاعد , هذا أفضل بكثير...... ثم أختارت مقعدا منها ورمت نفسها فيه بأرتياح.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-09-10, 05:52 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

المضيفة التي تعمل في هذا القسم كانت على سلم الطائرة لأستقبال المسافرين , وقد أعطت أهتمامها لأمرأة مقعدة أنزلتها سيارة سوداء فخمة وأتجهت ألى مقعدها المتحرك ألى السلم , ومن خلال النافذة المطلة على المدرج راقبت جانيت المضيفة وهي تقدم يد المساعدة لتلك المرأة , وشاهدت جانيت سيارة سوداء فخمة أخرى تتهادى ببطء لتقف عند سلم الطاءرة , ثم ترجل منها أحد الأشخاص ليفتح الباب الخلفي ...........لمن؟ من غير الرجل الأنيق صاحب الحقائب الباهظة والذي رأته في قاعة المطار قبل قليل , ألقت نظرة متفحصة ألى بدلته الأنيقة ذات الحياكة الخاصة قبل أن تعاود قراءة المجلة ,كان المقال يتحدث عن أمرأة ذهبت ألى أدغال البرازيل لدراسة عادات نوع من السمك القاتل الذي يعيش هناك , وكانت المرأة الباحثة تروي ما حدث بعد أصطدام قاربها المطاطي بصخرة في أحد الأنهار.........عندما سمعت صوتا عميقا آليا يخاطبها قائلا:
"أعتقد أنك تجلسين في مقعدي!".
منتديات ليلاس
رفعت رأسها لتفاجأ بالرجل الذي ترجل من السيارة السوداء قبل لحظات وهو يقف ألى جانبها.
مقعده! نظرت أليه بحدة , فحسب علمها , كل الركاب الذين أتوا بعدها قانعون بالمقاعد التي حصلوا عليها.
أجابته ببرودة واضحة :
" هناك العديد من المقاعد الأخرى , ولست أرى سببا يدعوني ألى ترك هذا المقعد وقد كنت الأولى التي صعدت ألى الطائرة!".
كانت عينا الرجل زرقاوين وباردتين , أنتصب ألى جانبها ثم أستدار ليأخذ مقعدا بالقرب من جناح الطائرة , وبدون أن ينظر أليها مجددا , وضع قدما فوق الأخرى ثم فتح حقيبة يده الجلدية وأخذ يبعثر بعض الأوراق.
عادت جانيت مسرورة ألى مجلتها , لا شك أن جوابها وضعه في مكانه الطبيعي , أنها تريد الأستغراق مجددا في مغامرات الأدغال البرازيلية , لكن مشاعرها المتضاربة كانت تخفق في صدرها مثل عشرات الفراشات الأسيرة , ولذلك وجدت نفسها تحملق في الكلمات بدون أن تراها.
جذب أنتباهها الباب الأمامي حيث كانت المرأة المقعدة تسير بمساعدة المضيفة , وكان مع المرأة رجل عجوز أشيب الشعر , بعدهما دخل رجل وأمرأة يبدو عليهما اثراء الشديد , ثم أسرعت المضيفة التي كانت تهتم بالمرأة المقعدة ألى داخل الطائرة مجددا .
وعلى الفور حدقت المضيفة بجانيت , ثم نقلت نظرها ألى الرجل الأنيق بالمقعد المجاور , سارت ببطء نحو جانيت ثم طلبت منها بأبتسامة هامسة أن تريها بطاقة السفر الخاصة بها.
أبتسمت المضيفة مجددا بعد أن رأت البطاقة وقالت:
" طبعا يا آنسة كيندال , هناك مقعد محجوز لك في الخلف".
رفعت المضيفة الستارة البنية وأشارت ألى الخلف , فأدركت على الفور أن القسم الأمامي ليس لها , أسرعت بلملمة حوائجها وتراجعت ألى الوراء وقد علت الحمرة خديها .
عادت المضيفة نحو الرجل الأنيق تعتذر , وتطلب منه الأنتقال ألى مقعده في الدرجة الأولى :
" أنا متأسفة جدا يا سيدي , لست أدري كيف حدث ذلك , لقد كنت مشغولة جدا بركاب الدرجة الأولى الآخرين....".
" لا بأس , أنتهى الأمر على كل حال".
منتديات ليلاس
نه الرجل من مقعده وسار بأتجاه المقعد الذي كانت تحتله جانيت , دون أن يرفع عينيه الزرقاوين الجامدتين عن الأوراق التي بين يديه , في حين كانت جانيت ترخي الستارة خلفها وقد شعرت بالخجل حتى تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها .
كانت الطائرة قد أمتلأت ما عدا بعض المقاعد المتباعدة.
" هذا مقعدك, ما زال بأمكانك الجلوس قرب النافذة".
ساعدتها المضيفة التي لحقت بها بعد الأهتمام بالرجل على الجلوس وربط حزام الأمام ثم قالت:
" سنحضر القهوة والشاي والمرطبات بعد الأقلاع بقليل , فهل تريدين شيئا؟".
وبسبب خبرة المضيفة وكياستها , عادت جانيت ألى هدوئها المعهود , ولكنها ظلت تحس , حتى بعد أقلاع الطائرة ودخولها الغيوم البيضاء المتناثرة , بوجود ذلك الرجل قويا ومؤثرا وكأن لا ستارة تفصل بين قسمي الطائرة.
جاهدت جانيت لتنقل تفكيرها من الرجل ألى متعة الطيران والسفر , ففي كل حال , يجب أن يفهم أنها غير مهتمة على الأطلاق بمقعده الوثير .....المريح.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-09-10, 11:54 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- الوصول ألى أرض المشاكل!

أختفت الغيوم البيضاء المتناثرة , وأستطاعت جانيت أن تلمح محيطا شاسعا يترامى تحت الطائرة , كانت من الشجاعة , بحيث ركّزت نظرها على بعض الأمواج المتلاطمة , لكن ما أن عكست الشمس ظل الطائرة على ابحر حتى أضطرت لسحب نظرها مرة أخرى ألى الطائرة.
جاء الشاي والقهوة والمرطبات في منتصف الرحلة تقريبا , وعندما عاودت جانيت النظر من النافذة كانت الطائرة قد وصلت ألى جبال البيريف , حدّقت بذهول في الثلوج المترامية التي غطت رؤوس الجبال , بعد ذلك بدأت تشاهد مجموعة من لقصور والقلاع المتباعدة وسط البساتين التي لا حدود لها , لكن هذا المنظر غاب عن عينيها عندما دخلت الطائرة في غيوم رمادية كثيفة .
عند الساعة الخامسة تقريبا أعلن الطيّار أن الطائرة تقترب من أبييزا وأن الهبوط سيكون بعد عشر دقائق , أحكمت جانيت حزام الأمان , وألقت برأسها ألى الخلف بنوع من القلق عندما غيّرت الطائرة أتجاهها وغاصت في قلب الغيوم الكثيفة.
منتديات ليلاس
ومن خلال فتحات متباعدة بين الغيوم أستطاعت جانيت أن تشاهد الجزيرة تماما كما تتذكرها من الرحلة الماضية ..... وقد أخذت معالمها تزداد وضوحا كلّما أقتربت الطائرة من المطار , وادارت الطائرة , بأنتظار أذن الهبوط في حين كانت جانيت تحاول عبثا العثور على بيت أمها وسط الحقول والبساتين المترامية , وقبل أن تعيد نظرها ألى الداخل , كانت الطائرة قد حطت عجلاتها على مقدمة المدرج .
للحظات , لم تسمع غير صوت المحرك وأزيز العجلات , وتدريجيا خفّت سرعة الطائرة ثم ظهرت مباني المطار بوضوح.
وبمجرد وقوف العجلات وصمت المحرك , دبّت الحياة مجددا داخل الطائرة , عاود الناس أحاديثهم التي قطعوها أثناء الهبوط وهم يجهزون حقائبهم اليدوية , وأغراضهم الخاصة تمهيدا للنزول , في حين جابت المضيفة الطائرة لتقديم المساعدة للذين يحتاجون أليها .
أدارت جانيت ظهرها للستائر البنية الفاصلة بين قسمي الطائرة وأندمجت مع الجمع المتحرك , في الخارج كانت الباصات تنتظرهم لتعبر بهم المسافة القصيرة نحو مبنى المطار , بعد لحظات قليلة كانت جانيت في قاعة وصول المسافرين , للوهلة الأولى أحست بجو الوحدة والحزن الذي يميّز الأماكن التي تكثر فيها عمليات الوداع واللقاء , فقد كان الركاب يلوحون بأيديهم بأتجاهات مختلفة , في حين جاب الحمالون المكان وهو يدفعون عرباتهم أمامهم لنقل حقائب المسافرين ألى موقف سيارات الأجرة وأخيرا وصلت حقيبتاها و وقد فضلت جانيت أن تحملهما بنفسها لتوفر بعض النقود , في الخارج كانت سيارات التاكسي موجودة , لكن السائقين لم يكونوا مستعجلين لنقل الركاب .
منتديات ليلاس
وكما كانت جانيت تتوقع , فقد أصيب السائق الذي أقترب منها بخيبة أمل عندما علم أن بيت أمها يقع في الريف البعيد , ذلك أن السائقين لا يحبون الذهاب في رحلات بعيدة بل يفضلون الفنادق القريبة ثم يعودون ألى أحاديثهم التي لا تنتهي أمام المطار , فهم غير مهتمين بالمال , المهم عندهم أن يظلوا في الظل يتسامرون ويتضاحكون .
ظلت جانيت حازمة مع هذا السائق وطلبت منه أن ينقل الحقيبتين ألى السيارة , وعندما خرجا من محيط المطار وأخذا الطريق المؤدي ألى الريف , قبل السائق مصيره برضى وعادت السعادة ألى وجهه...... ثم أطلق صوته على مداه بأغنية أسبنية شعبية , وفي مثل هذا الجو , أستغلت جانيت الفرصة لتأمل الطبيعة الساحرة التي كانت تظهر بوضوح , رغم أن الظلام كان قد بدأ يحل على الجزيرة , ومع ذلك , كانت السماء صافية وفي كبدها ألتمع القمر البدر بأشعته الفضية , وقد أعطى هذا الضوء غير الطبيعي البساتين لونا أخضر غامقا , بحيث بدت البيوت البيضاء المتناثرة وكأنها قناديل في بحر من الخضرة الساكنة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-09-10, 04:37 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عبرت بهما السيارة في وسط مدينة أيبيزا بشوارعها الضيقة وأبنيتها البيضاء القديمة التي تتذكرها جانيت من زيارتها الماضية , ومن هناك أخذا الطريق الرئيسية الممتدة بين البساتين ثم أنعطفا على الطريق الساحلي الذي يمر بالقرب من شواطىء سانتا أولاليا المشهورة ..... بحيث أصبحت المناظر الآن بحرا متراميا يسبح بهدوء تحت أشعة القمر الفضية.
وعندما أنعطفت السيارة مجددا بأتجاه الريف الساحلي , أستعدت جانيت لأرشاد السائق على الطرقات , فمع أن سان غبرييل , القرية التي تسكنها أمها , معروفة تماما لدى سكان الجزيرة , ألا أنهم بحاجة لمن يرشدهم على الدروب المتعرجة التي تؤدي ألى البيت , وجانيت أدرى من الجميع بهذه الدروب.
لاحت القرية الوادعة لجانيت التي أخذت تدل السائق على الطرقات الواجب عليه السير فيها , وعلى طول الطريق أخذت تفتش عن شجرة الحور الكبيرة القائمة على مدخل الممر المؤدي ألى بيت أمها , وكما تتذكر , فأن الشجرة تقع على مسافة عشر دقائق من وسط القرية..... وبالفعل وصلا أليها بعد قليل.
قطب السائق المسكين حاجبيه عندما طلبت منه جانيت الأنعطاف يمينا في طريق غير معبد , لكنه فعل بدون تردد وقاد سيارته ببطء شديد.
وبينما كانت السيارة تتابع رحلتها المزعجة , أمعنت جانيت النظر في التلال والسهول كي تشاهد الفيللا التي سرعان ما ظهرت بجدرانها الوردية العالية , فخلال الصيف الذي أمضته هنا قبل سنتين , لاحظت جانيت أن الفيللا ظلّت مغلقة ومهجورة معظم الوقت ولذلك لم تعرها أي أهتمام , أما الآن فقد عبرت من أمامها وفي نفسها غضب عارم , فالفيللا مضاءة ومسكونة بأناس يحاولون سلب أمها حقوقها المشروعة.
منتديات ليلاس

وكأنما أرادت أن تؤكد حق أمها في الممر , فقد أمرت جانيت السائق بالدخول في الممر المهجور أمام الفيللا , تردّد السائق أمام الطريق المعبد بحصى صغيرة , لكنه واصل السير على مضض أمام ألحاح جانيت ........ ووصل أخيرا ألى البيت الأبيض الصغير الذي أضاءت مدخله أنوار خافتة.
وقبل أن تتوقف السيارة أمام الباب , سمعت جانيت نباح دال , الكلب الذي تملكه أمها , وسرعان ما فتحت أمها الباب وهرعت نحوها لأحتضانها بشوق واضح , وأضطرت جانيت لأنتزاع نفسها من بين ذراعي أمها كي تدفع الأجرة للسائق الذي كان يراقب المنظر بأهتمام وعطف , أعطته الأجرة المطلوبة وأضافت أكرامية خاصة قبلها مبتسما , ثم ودّع السيدتين بلغته األأسبانية وركب سيارته عائدا من حيث أتى.
حملت جانيت حقيبتها وتبعت والدتها ألى داخل المنزل , خطت فورا ألى غرفة جميلة مضاءة ثم عبرت الممر بأتجاه غرفة النوم الثانية , في حين كان دال يقفز بين قدميها مرحا , فتحت لها أمها الباب , وأنتظرتها حتى دخلت ثم قالت بمحبة وحنان:
" سوف أعد لك عشاءك , فلا بد أنك جائعة تماما!".
أمسكتها جانيت قبل أن تذهب وطبعت على خدها قبلة عميقة حارة , فأحست بنعومة بشرتها ورائحة عطر الورد التي أعتادت عليها مذ كانت طفلة ........ ثم تركتها ودخلت لترتب أغراضها .
غرفة النوم صغيرة ومرتبة ترتيبا جيدا , كما أنها مصممة لأعطاء أكبر قدر من الأنتعاش والبرودة , فالأرض مغطاة بسجاد خفيف مصنوع من خيوط قطنية سوداء وبيضاء , في حين كان السرير المزدوج غطاء عريض ينتهي بشراريب خضراء اللون , أما الجدران فقد كانت مطلية باللون الأزرق السماوي و بينما غطت الستائر الخضراء المزينة بزهور بيضاء كبيرة , الجدار الذي يضم النافذتين الوحيدتين في الغرفة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-09-10, 05:05 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنها تتذكر تفاصيل الغرفة منذ أن أستعملتها هي ونونا في الزيارة السابقة أما الآن فهي وحدها , ولذلك لا بأس من أستعمال كافة الخزائن والأدراج المصنوعة من الخشب الطبيعي ,ليست لديها أية فكرة عن الوقت الذي ستقضيه هنا , ومهما كان الأمر فلا بد أن تعد نفسها لكافة الأحتمالات , سرعان ما أنهت عملية الترتيب لأنها لم تحضر معها ألا بعض الثياب الصيفية الخفيفة , بعد ذلك توجهت ألى الحمام لتغسل وجهها طلبا للأنتعاش , ثم عادت ألى غرفة الجلوس , ومع أن هذه الغرفة مصممة على الطراز الأسباني الذي يبدو جليا في المدفأة الممتدة حتى السقف ألا أن الطابع الأنكليزي , وبالتحديد طابع أمها كان يبدو في صور العائلة المتناثرة على الجدران وفي الأرائك الكبيرة ذات الحياكة اليدوية...... وأيضا في السلة الخاصة بالكلب دال.
وأحست جانيت بأنها في بيتها فعلا وهي تتجول في الغرفة تتأمل الأباجورات المضيئة والعديد من التحف الصغيرة التي عرفتها منذ الطفولة ...... وقالت لنفسها بهدوء وحرارة:
" هذا هو بيتي ........".
نادتها أمها من المطبخ الذي يقع ألى الشمال من غرفة الجلوس , جلست جانيت ألى طاولة صغيرة محاطة بعدّة كراسي وأقبلت على الطعام بنهم ملحوظ , ومع أن الطعام الأسباني الذي أعدّته لها أمها بدا غريبا مقارنة مع الطعام الأنكليزي الذي أعتادت عليه في لندن , ألاّ أنها وجدته لذيذا للغاية.
أنهمكت السيدة كيندال في تقديم كل ما لذّ وطاب من طعام لأبنتها الجائعة بعد أن قررت تأجيل كل الأسئلة التي تختلج على شفتيها حول كافة أفراد العائلة لما بعد العشاء.
" خذي المزيد من الخضار يا حبيبتي , بل يجب أن تنهيها , سأجهّز لك المزيد من الجبنة أذا أردت!".
منتديات ليلاس

" أمي الحبيبة , أنا لست حصانا شرها".
ألقت جانيت هذه العبارة ألى أمها مازحة ثم قامت عن الطاولة وأخذت بذراعها وتوجهتا سوية ألى غرفة الجلوس , كان جو الغرفة دافا , وفي المدفأة أشتعلت بعض الأخشاب بألق خفيف في حين كان دال يغط في نوم عميق بعد أن أنتهى دوره في الترحيب بالضيفة العزيزة.
جلست جانيت في كرسي! منفرد وأسندت ذراعها ألى أريكة جلدية كبيرة ومضت تحدث أمها عن كافة شؤون العائلة والعمل في لندن , أخبرتها أن أخاها أيان لن يترك عائلته في لندن بهدف العمل في بروكسل فقد وجدت الشركة شخصا بديلا للذهاب ألى هناك , وهذا يعني أن فرصته في الترقية باتت مضمونة , وأخبرتها أيضا أن أبنة أخيها , الصغيرة أيما أصبحت طفلة جميلة جدا , وأن أدريان حفيدها من أبنها الثاني , سيبدأ الذهاب ألى المدرسة بعد عطلة الربيع الحالية .
وبمشاعر من أشتاقت ألى أبنائها وأحفادها , أستمعت السيدة كيندال بكل خبر حدثتها به أنبتها , كانت سيدة جذابة رغم التجاعيد التي غزت وجهها , والتغضن الذي أصاب جبينها لم يخف لمعان عينيها البرّاقتين , ومن عادتها أن تثرثر في أمور كثيرة حتى عندما لا يكون الآخرون يستمعون أليها , وفي كل الأحيان تختم حديثها بضحكة خافتة , وما عدا ذلك فهي أمرأة طيبة القلب جدا وعلى أتم الأستعداد لمساعدة كل محتاج.
وبعد أن أنتهت أخبار العائلة والوطن , تركت جانيت فاصلا زمنيا من الصمت يمر قبل أن تنتقل ألى المسألة الأساسية وتقول بنبرة جدية رصينة:
" والآن ماذا عن سكان الفيللا؟ أرجو أن تحدثيني بكل شيء عنهم!".
" ليس هناك الشيء الكثير يا عزيزتي".
لكنها مضت في حديث طويل عن أصحاب الشقة السابقين :
" كما تعرفين , أخطر السيد والسيدة ويستون للبيع , لقد كان الزوج تاجر مجوهرات ويملك العديد من المنازل في مختلف أنحاء الجزيرة , وكما تعرفين , بنيا بيتنا هذا كي يشرفا من خلاله على أعمال البناء في الفيللا الأساسية , وعندما باعاني أياع رفضا أن يربحا أي قرش أكثر من التكاليف الأساسية , لقد كانا شخصين رائعين بالرغم من أنني لم أرهما كثيرا".
توقفت الأم قليلا عندما لاحظت على وجهه أبنتها تعبيرا يشير ألى أنها أطالت في مقدمة حديثها , ثم أبتلعت ريقها وبدأت من جديد:
" في كل حال , يظهر أن الزوج المسكين أصيب بأضطرابات قلبية , وقد أبلغه الأطباء بخطورة السفر على حياته , وهكذا باعا كل ممتلكاتهما في الخارج وأستقرتا في لندن نهائيا ".
أرادت جانيت أن تحدد الكلام أكثر فقالت :
" وماذا عن أصحاب الفيللا الجدد , هل ألتقيت بهم؟".
ردت السيدة كيندال بسرعة:
"طبعا , طبعا , أنهما السيد رالف فورد وزوجته أليزابيت أو أزميرالدا أو ما شابه , أنهما غنيان جدا , يقولون أنه يعمل في حقل النقل البحري , في ضيافتهم الآن عدد من الأصدقاء , بالأضافة ألى أناس آخرين يأتون ويذهبون , بسياراتهم الأنيقة الباهظة الثمن , من البر الأسباني على ما أعتقد , ويوقفونها في هذا الممر الضيق".
سألت جانيت بنفاد صبر:
" لكن , لم تحاولي الشكوى؟".
أتسعت حدقتا السيدة كيندال وهي تقول :
" بالطبع , قلت لهم أن هذا العمل سيء للغاية خاصة عندما يأتي موزع الغاز أو عندما يريد سائق صهريج الماء الوصول ألى البئر لملهئا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحد الفاصل, روميليا لاين, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, roumelia lane, stormy encounter, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية