لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-10, 07:34 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
الفصل الثالث عشر من الرواية
ذاكرة الغد(13)...المؤامرة
***********************************
ذاكرة الغد(13).. المؤامرة
الدكتور نبيل فاروق رمضان
لم يكن جسد الطبيب الشرعي الشاب، قد توقّف بعد عن الارتجاف، عندما وصل "رشدي عبد الهادي" مندفعاً إلى المشرحة، وهو يهتف به:
- كيف حدث هذا؟!
رفع الطبيب عينيه إليه في بؤس عجيب، وهو يجيب:
- لست أدري!! لقد هاجمني شخص مقنّع، وأفقدني الوعي، و..
قاطعه "رشدي" في عصبية:
- هل بلغوا هذا الحد؟!
بدا صوت الطبيب الشاب أقرب إلى البكاء، وهو يقول:
- لقد حذّرتك.
انعقد حاجبا "رشدي" في ضيق، وهو يقول:
- هل سرقوا جثة "أمين ضياء" وحدها؟!
أومأ الطبيب برأسه إيجاباً في يأس؛ فقال "رشدي" في غضب:
- من الواضح أنهم كانوا من العجلة، بحيث لم يهتمّوا حتى بإخفاء أو تمويه هدفهم الحقيقي.
" ماذا تفعل هنا؟!"
اخترق ذلك الصوت الصارم الموقف فجأة؛ فاتسعت عينا الطبيب الشاب في ذعر، في حين التفت "رشدي" إلى مصدره في حركة حادة، ليقع بصره على "هشام حمزة"، الذي تألقت عيناه في ظفر شامتاً، وهو يضيف:
- هذا التحقيق يخصني وحدي.
ثم عقد ساعديه أمام صدره في تحدٍّ، مكملاً:
- القيادة السياسية كلفتني إياه.
رمقه "رشدي" بنظرة مقت، لم يحاول تجميلها وهو يقول:
- تسلسل طبيعي للمؤامرة.
هــّز "هشام" كتفيه، في استهتار واثق، قائلاً:
- هذا ما يصوّره لك خيالك المريض، ولكن حتى هذا، لا يمنحك حق التواجد هنا.
اقترب "رشدي" منه، وبادله نظرة التحدي، قائلاً:
- كلانا يعلم أن جثة "أمين ضياء" تمّت سرقتها، لإخفاء اغتياله المتعمّد.
عاد "هشام" يهزّ كتفيه، قائلاً:
- التحقيقات لم تسفر عن شيء بعد.
قال "رشدي" في حدة:
- أية تحقيقات؟! التي تجريها أنت؟!
انعقد حاجبا "هشام" في غضب واضح، وقال في حدّة مماثلة:
- قلت لك.. إنه لا يحقّ لك التواجد هنا، خلال هذا التحقيق، الذي يهمّ أعلى مستويات القيادة السياسية، وإن لم ترحل فوراً، فسأضطر إلى اتخاذ إجراء، يتنافي وكرامة رجال الشرطة.
ساد الصمت لحظات، وكل منهما ينظر إلى عيني الآخر، في تحدٍّ سافر، قبل أن يقول "رشدي" في بطء:
- سأبلغ النائب العام بما لديّ.
ابتسم "هشام" في سخرية، وهو يقول:
- بدون جثة؟! أشك أن يستمع إليك أحد.
مضت لحظة أخرى من الصمت، ثم قال "رشدي" في صرامة:
- سنرى.
قالها، والتفت يُلقي نظرة أخيرة، على ذلك الطبيب الشرعي الشاب، قبل أن يندفع مغادراً المكان..
وبعينين متألقتين، تَبِعه "هشام" ببصره، ثم التفت إلى الطبيب الشاب، وقال في صرامة قاسية مخيفة:
- والآن استعدّ، فستقصّ عليّ قصة حياتك، منذ أن عملت في هذا المضمار، وحتى هذه اللحظة، دون أن تهمل تفصيلاً واحداً، وإلا..
وانكمش الطبيب الشاب في مقعده في خوف..
خوف شديد..
للغاية..
* * *
كل شيء كان يسير على ما يرام..
السيارات الصاروخية تقطع الطرقات في انتظام..
الدوريات الطائرة تحفظ النظام والأمن، وتراقب انسياب الحركة المرورية..
وفجأة، انحرفت تلك السيارة، دون سابق إنذار..
انحرافها المباغت أربك الحركة المرورية كلها، مما تسبّب في أوّل حادثة مرورية داخل المدينة، منذ عقد كامل على الأقل..
ولكن تلك السيارة لم تبالِ بما حدث..
لقد انحرفت؛ لتندفع نحو سيارته مباشرة..
ولقد رآها تقترب..
وتقترب..
وتقترب..
ثم اندفعت تلك السيارة القوية، بين سيارته وتلك المهاجمة..
و..
"أين ذهبْتَ؟!"
ألقى اللواء "سامي" سؤاله في عصبية، وهو يهزّ "حاتم" في قوة، فانتفض هذا الأخير، واندهش لاستغراقه في أحلامه، في مثل هذه الظروف، وهتف في صوت عصبي:
- ماذا حدث؟!
صاح فيه اللواء "سامي" في حدة:
- ماذا حدث؟! يا له من سؤال! أُخبرك أن جثة "أمين ضياء" قد سُرقت من المشرحة، فتستغرق في النوم!!
هــّز "حاتم" رأسه في قوة، وهو يقول:
- لم يكن نوماً.
سأله في غضب:
- ماذا كان إذن؟!
أطلّت حيرة واضحة، من عيني "حاتم" وملامحه، وهو يجيب:
- لست أدري.
انعقد حاجبا اللواء "سامي" في غضب، فاستطرد "حاتم" في توتر:
- أقسم أنني لست أدري؟!
وعاودته تلك الحيرة الشاردة، وهو يكمل:
- إنها تبدو أشبه برؤيا، تهاجم عقلي فجأة، أو كذاكرة من زمن آخر، أرسلها أحدهم إلى عقلي بوسيلة ما.
قال اللواء "سامي" في حدة:
- أخبرتك أنني لا أؤمن بهذا.
قلب "حاتم" كفيه في حيرة، قائلاً:
- ومن أخبرَكَ أنني أؤمن به؟! إنني أصف لك ما يحدث لي فحسب، ولست أحاول إقناعك به.
انعقد حاجبا اللواء "سامي" أكثر، وهو يتأمله في دهشة..
أمجنون هو؟!
أم واهم؟!
أم هيستيري؟!
أم..
ترددّ كثيراً، عند تلك النقطة، قبل أن يهتف بها عقله..
أم أنه صادق؟! وأنه هناك رؤيا تأتيه لسبب ما؟!
احتمال ليس عملياً أو منطقياً.. ولكنه وارد..
لقد كشف حقيقة غامضة، تؤيدها كل الأحداث التي تلتها، وظهوره على الساحة قد يعني أن..
ولكن لا..
ماذا عن بطاقة الرقم القومي، المزيّفة بإتقان؟!
ماذا عن تاريخه الغامض؟!
وماذا عن..
قبل أن يُتمّ تساؤله الأخير، دوى ذلك الانفجار فجأة..
انفجار نسف جزءاً من جدار مكتب اللواء، ودفعه إلى الأمام، ليرتطم بـ"حاتم" ويسقط كلاهما أرضاً..
وفي اللحظة التالية، وقبل حتى أن يطرح أحدهما تساؤلاً واحداً، حدث أمر مذهل..
إلى أقصى الحدود..
* * *
"أريد رؤية زوجي"
نطقتها زوجة "حاتم" في صرامة عصبية، وهي تقف أمام ضابط أمن الدولة، في ذلك المبنى الرئيسي في "مدينة نصر"؛ فنظر إليها الضابط في دهشة، قبل أن يسألها، في صرامة اعتادها:
- ومن أخبرك أن زوجك هنا؟!
أجابته في حزم شديد العصبية:
- إنه هنا.
تراجع الضابط في دهشة، وتطلّع إليها بضع لحظات قبل أن يسألها:
- سيّدتي.. هل تعلمين أين أنت بالضبط؟!
أجابته في حدة، لم تخلُ من التوتر الشديد:
- في مبنى أمن الدولة، الذي يخشاه كل فرد في "مصر"؛ لأن ما يحدث فيه ليس قانونياً، ولأنه صورة حديثة من البوليس السياسي القديم، الذي لم يكن يعترف بحقّ، أو حرية، أو قانون، أو دستور.. أعلم جيداً أين أنا، وعلى الرغم من أنني أتمتع بكامل قواي العقلية؛ فإنني لا أخشاكم.
ارتفع حاجبا الضابط في دهشة عارمة، وتراجع كالمصدوم؛ في حين انخفض صوتها، وهي تتابع في مرارة شديدة:
- ولكن خوفي على مصير زوجي، يفوق خوفي منكم ألف مرة.
لم تكد تنتهي من حديثها، حتى بدأ جسدها ينتفض في عنف؛ فمال الضابط نحوها في إشفاق، قائلاً:
- ما اسم زوجك يا سيّدتي؟!
أجابته في لهفة:
- "حاتم الـ.."
قبل أن تُتمّ عبارتها، دوى ذلك الانفجار..
ومع دويّه، حدثت تلك الظاهرة الخارقة..
وعلى نحو مباغت..
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 08:26 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
الآن مع تحميل هذين الفصلين
ذاكرة الغد(12)...بلا أثر
ذاكرة الغد(13)...مؤامرة
شكرا لكم

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 05-11-10, 05:19 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
كيف حالكم جميعا ... جمعة مباركة
***********************************
ذاكرة الغد (14).. الظاهرة
الدكتور نبيل فاروق رمضان
غصة كبيرة، تلك التي ضاق بها حلق "رشدي"، وهو يقود سيارته، من مشرحة "زينهم"، إلى مكتب النائب العام..

إنها مؤامرة محكمة بحق..

مؤامرة، أحكموا آخر خيوطها، عندما سرقوا جثة "أمين ضياء" من المشرحة، بهذه الخطة الانتحارية..

لقد كان "هشام" على حق..

في غياب الجثة، لا يوجد دليل واحد..

تقرير التشريح الرسمي، يقول: إن سبب الوفاة هو حادث القطار..
ولا توجد جثة لنفي هذا..

والشاهد الوحيد هو الطبيب الشاب، الذي قام بإعادة تشريح الجثة، على نحو غير قانوني..

والحادث أتلف أية أدلة مادية، قد تتواجد في القطار..

وشهادة "حاتم"، حتماً لن يأخذ بها مخلوق واحد؛ بل وسيتمّ بناء عليها، التشكيك في قواه العقلية أيضاً..

لم تَعُد هناك وسيلة لكشف الحقيقة إذن..
أية وسيلة..

وهذا يعني أن المتآمرين قد نجحوا، وتخلّصوا من خصمهم، قبل أن يكشف تلك الوثائق، التي تُدينهم..

وهذا يُشعره بالاختناق..
اختناق شديد..

لقد تخلّصوا من كل ما يُدينهم، في شخص واحد..

"أمين ضياء"..

أوقف سيارته، إلى جانب الطريق، ودفن وجهه بين كفيه، وهو يغمغم في مرارة بلا حدود:

- كيف يمكنني تجاوز هذا؟! كيف؟

لم يدرِ كيف يمكن أن يقاوم تآمرهم، ويكشف أمرهم!!
كيف؟!
كيف؟!
كيف؟!

أدار الأمر على كل الوجوه، وتوقّف طويلاً عند واقعة سرقة جثة "أمين ضياء"..

لقد انتهت معه أدلة الإثبات..
كل الأدلة..
ولكن لا..

توّقف عند نقطة بعينها، وانعقد حاجباه في شدة، وهو يغمغم:

- ما زالت هناك الوثائق.. لقد تخلّصوا من "أمين"؛ ولكن.. هل تخلّصوا من الوثائق التي جمعها أيضاً؟!

تراجع في مقعده، وعاد يدرس الموقف مرة أخرى..

"أمين ضياء" توّصل إلى شيء ما يدينهم، ولهذا تخلّصوا منه..
فما هو هذا الشيء؟!!
وما الوثائق التي جمعها؟!

نعم.. هذه هي الأسئلة الصحيحة..
وهذا هو السبيل الأصح..

البداية..
أن يبدأ بحثه من البداية..

سيسعى خلف نفس ما سعى إليه "أمين ضياء".. ويكشف ما كشفه.. ويعرف ما الذي توصّل إليه..
هذا هو السبيل الوحيد..

اعتدل في حماس، عندما بلغ هذه النقطة، وأدار محرّك سيّارته، وهو يقول في نبرة جديدة:

- فليفعلوا كل ما بوسعهم.. يمكرون ويمكر الله.. والله سبحانه وتعالى خير الماكرين.

كان قد بدأ الانطلاق بسيّارته، عندما تنامى إلى مسامعه من بعيد، دوي ذلك الانفجار..

ثم أعقبته تلك الظاهرة العجيبة، التي جعلته يضغط فرامل سيارته في قوة، وهو يوقفها مرة أخرى إلى جانب الطريق، وقد اتسعت عيناه..

عن آخرهما..
* * *
أأنت واثق من هذا؟!

ألقى ذلك المسئول سؤاله، على رئيس طاقم أمنه، في توتّر ملحوظ؛ فشّد هذا الأخير قامته، وقال في حسم:

- تمام الثقة يا سيّدي.. لقد دمّرت حقيبة الوثائق بنفسي، بعد أن وصلتني..

تراجع المسئول في مقعده، وهو يقول في عصبية:

- كان ينبغي أن تطلعني عليها أوّلاً..

ثم اعتدل في حركة حادة، مستطرداً:

- وأن يتمّ تدميرها أمامي شخصياً.

بدت الدهشة على وجه رئيس أمنه، وهو يقول مرتبكاً:

- ولماذا يا سيّدي؟!

ضرب المسئول سطح مكتبه بقبضته في قوة، وهو يهتف:

- حتى أطمئن إلى تدميرها بالفعل.

احتقن وجه رئيس الأمن، وهو يقول:

- سيّدي.. هل تراودك الشكوك بشأني؟!

لوّح المسئول بذراعه كلها، وهو يهتف:

- الشكوك تراودني، بشأن كل مخلوق.

اتسعت عينا رئيس الأمن، وهو يقول مصدوماً:

- ولكنني مشارك في كل ما حدث يا سيّدي، وأطيع أوامرك في كل ما تأمر به، و..

قاطعه المسئول بإشارة من يده، ثم أعاد تلك اليد؛ ليخفي بها وجهه لحظات، قبل أن يرفعها، ويرفع عينيه معها إلى رئيس الأمن، قائلاً:

- معذرة يا رجل؛ ولكن الموقف كله يصيبني بتوتر لا حدود له.

خفض رئيس الأمن عينيه وصوته، وهو يغمغم:

- أعلم هذا يا سيّدي.. أعلم هذا.

نهض المسئول من خلف مكتبه، ودار حوله؛ ليضع يده على كتف رئيس الأمن، قائلاً في توتر، بذل جهداً عبثياً لإخفائه:

- أنت تعلم أن تلك الوثائق تعني نهايتي سياسياً، ومعظمها يعني نهايتك أيضاً، وما فعلناه لمنع نشرها، يعني نهايتنا جنائياً أيضاً، وهذا أمر بالغ الخطورة.

لم يُجب رئيس الأمن، وإن ظلّ يتطلّع إليه في حذر؛ فتابع المسئول:

- كثيرون متورّطون معنا في هذا الأمر، وكل منهم مستعد لدفع الملايين للخروج منه..

وتوّقف دفعة واحدة؛ ليضيف في شراسة:

- ومنهم من سيدفع ملايين أخرى، بلا تردّد؛ لشراء تلك الوثائق، والاحتفاظ بها.

امتقع وجه رئيس الأمن، وهو يقول:

- ما الذي يعنيه قولك هذا يا سيّدي؟!

التقط المسئول نفساً عميقاً، وربت على كتفه، قائلاً:

- يعني أنه كان من الضروري أن أرى تلك الوثائق بنفسي، قبل أن يتمّ تدميرها..

ثم أولاه ظهره، وهو يعود إلى مكتبه، مكملاً في صوت حمل كل شك الدنيا:

- كان من الضروري.. جداً.

ازداد وجه رئيس أمنه امتقاعاً، وهو يغمغم:

- أقسم أنني قد دمرتها.

ابتسم المسئول ابتسامة أشبه بالذئاب، وهو يقول:

- بالتأكيد.

شعر رئيس الأمن باضطراب شديد، وهو يتطلّع إلى ابتسامة ذلك المسئول، الذي صمت بضع لحظات، ثم قال في هدوء عجيب:

- ولكن عليك أن تنتبه إلى هذا، في المرات القادمة.

انخفض صوت رئيس الأمن، وهو يتمتم:

- سافعل يا سيّدي.. سأفعل..

أشار إليه المسئول، قائلاً في صرامة:

- والآن.. اتركني وحدي قليلاً.

تراجع رئيس الأمن، وهو يقول:

- كما تأمر يا سيّدي.. كما تأمر.

وما إن غادر رئيس الأمن المكتب، حتى انعقد حاجبا المسئول في شدة، وغمغم بمنتهى المقت:

- ومن أدراني أنك قد فعلت؟!

ثم التقط هاتفه الخاص، وطلب رقماً، وما إن استمع إلى محدّثه، حتى قال في صرامة عصبية:

- "هشام".. لدينا مشكلة جديدة.. بوق يرغب في أن ينطلق لحسابه.. وعلينا أن نخرسه.. وإلى الأبد..

وأنهى المحادثة، وعيناه تحملان المقت..
كل المقت..
* * *
ظاهرة عجيبة، تلك التي حدثت عند مقرّ أمن الدولة، في ذلك الصباح المبكّر..

كان كل شيء عادياً، والسماء صافية صحوة، و..

وفجأة، تكوّنت تلك الفقاعة في السماء..

فقاعة نصف شفافة، تكّونت على مسافة متر واحد، من نافذة حجرة مكتب اللواء "سامي"، ثم اندفعت منها حزمة من الأشعة فجأة؛ لتضرب الجدار في قوة مباغتة..

ومع دوي الانفجار، اختفت تلك الفقاعة..
تماماً..

وقد طار جسد اللواء "سامي" مع الانفجار، وارتطم بجسد "حاتم"، وسقط كلاهما أرضاً، قبل أن يهتف اللواء:

- ماذا..

لم يكتمل هتافه، مع تألق عجيب داخل ما تبقى من حجرته؛ فالتفت إليه مع "حاتم"..
واتسعت عيونهما معاً..
في شدة وذهول..
عنيفين...
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 05-11-10, 05:28 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Ciao

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
كيف حالكم جميعا ........ جمعة مباركة
الآن مع تحميل الفصل الجديد لرواية الدكتور نبيل فاروق
ذاكرة الغد(14).... الظاهرة
أرجوا أن تستمتعوا

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 07-11-10, 08:10 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب نشيط



البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155427
المشاركات: 1,390
الجنس أنثى
معدل التقييم: مس تومي عضو على طريق الابداعمس تومي عضو على طريق الابداعمس تومي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مس تومي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

السلام عليكم
يا عهد بالله عليكى
انا فعلا مش قادرة استنى
حاولى تحملى اجزاء كتير مع بعض
الاعداد مشوقة اوى
انا بدخل كل يوم هنا علشان اشوف يمكن فى عدد جديد
خلاص حاولى بسرعة

 
 

 

عرض البوم صور مس تومي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات نبيل فاروق, ذاكرى الغد, نبيل فاروق
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية