لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-10, 03:01 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب نشيط



البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155427
المشاركات: 1,390
الجنس أنثى
معدل التقييم: مس تومي عضو على طريق الابداعمس تومي عضو على طريق الابداعمس تومي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مس تومي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عهد amsdsei مشاهدة المشاركة
  


السلام عليكم
الكلام ده ليّ أنا مستحيييييييييييييييييل!!!!!!!!!!!!
ده الكلام بيسعدني و الله
و الإمتاع ده سببه الدكتور نبيل الي دائما بيخلينا نستمتع معاه
على العموم شكرا لك على الكلام الجميييييل ده و أتمنى أن أكون أستحقه

إنت بتعرفي sunny4doq؟؟؟؟
هي تبقى أختي و بتسلم عليك
سلام كبيييييييييييير جدا

شكرا على مرورك و أتمنى تستمتعي ببقية الأجزاء القادمة




طبعا عهد الشكر ليك
انتى من قام بالمجهود فى الرفع والكتابة
ايوة انا صحبة Sunny سلميليى عليه كتير
شكرا بجد

 
 

 

عرض البوم صور مس تومي   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 07:01 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ranmagdy مشاهدة المشاركة
   طبعا عهد الشكر ليك


اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ranmagdy مشاهدة المشاركة
  
انتى من قام بالمجهود فى الرفع والكتابة
ايوة انا صحبة Sunny سلميليى عليه كتير
شكرا بجد


السلام عليكم
أولا شكرا لك يا ران على كلامك الجميل
ثانيا الله يسلمك
ثالثا تابعينا بالفصل الحادي عشر من قصة الدكتور نبيل
الي جت بوقتها لأننا كلنا اشتقنا لكتاباته جدا جدا
شكرا لك على مرورك الجميل و (كلامك الي يخجلني جدا)

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 07:03 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands ذاكرة الغد(11).....اختفاء

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
لمحبي القراءة في كل مكان مع جديد الدكتور نبيل فاروق
ذاكرة الغد الفصل الحادي عشر ................... اختفاء
**********************************************
ذاكرة الغد (11).. اختفاء
الدكتور نبيل فاروق
بدت زوجة "حاتم" شديدة العصبية، وهي تقف في مواجهة ضابط شرطة القسم، قائلة:

- زوجي لم يعُد إلى منزله، منذ أتى إلى هنا؛ للإبلاغ عن.. عن..

ترددَّت طويلاً، حائرة فيمَ تُسمي سبب البلاغ، حتى سألها الضابط في ضجر:

- ما اسم زوجك هذا.

أجابته في سرعة وعصبية:

- المهندس "حاتم الـ.."

قاطعها هاتفاً:

- المجنون؟!

تراجعت كالمصعوقة، ورددَّت خلفه، في ذهول مستنكر:

- مجنون؟!

بدا شديد الانفعال، وهو يقول:

- لقد أتى إلى هنا بالفعل، ليبلغ عن حادث جنوني تماماً، ولقد صعد به "رشدي" باشا إلى مكتبه، و..

حان دورها لتقاطعه هي، مستفسرة في توتر:

- "رشدي" باشا؟!

أشار بسبَّابته إلى أعلى، قائلاً:

- المقدَّم "رشدي عبد الهادي".. ضابط أمن الدولة.. لقد صعد به إلى مكتبه، حتى جاء العقيد "هشام حمزة"، وتسلّمه منه.

هوى قلبها بين قدميها، وهي تغمغم، في صوت شديد الارتجاف:

- أمن دولة؟!.. لماذا؟!.. ماذا فعل "حاتم" بالضبط؟!

مال الضابط نحوها، وانعقد حاجباه في صرامة شديدة، وهو يجيب:

- زوجك يا سيدّتي متهم بتهمة بالغة الخطورة.

كاد قلبها يتوقف، وهي تسأله بصوت مبحوح، في صعوبة شديدة:

- أية تهمة.

مال نحوها أكثر، وحمل صوته صرامة قاسية، وهو يجيب، بلهجة من يوجّه إليها الاتهام شخصياً:

- الإرهاب.

انطلقت من حلقها، على الرغم منها، شهقة قوية، وهي تتراجع في حركة حادة عنيفة، هاتفة في ذعر مستنكر:

- إرهاب؟!.. "حاتم"؟!

اعتدل الضابط في صرامة أكثر قسوة، وهو يقول:

- أظنهم الآن يجبرونه على الاعتراف هناك.. في أمن الدولة.

امتقع وجهها في شدة، وتراجعت أكثر، وبدت لحظات وكأنها ستفقد الوعي، من شدة الذعر؛ إلا أنها لم تلبث أن اعتدلت، واستعادت حزمها في سرعة، وتنحنحت؛ لتطرد عنها بعض توترها، وهي تقول:

- وأين مبنى أمن الدولة هذا؟!

حدَّق فيها الضابط لحظة في دهشة، وتبخَّرت صرامته كلها دفعة واحدة، وهو يغمغم:

- هل ستذهبين..

قاطعته في حزم، يشفّ عن قوة شخصيتها:

- أين هو؟!

بدا صوته أكثر خضوعاً، وهو يجيبها:

- في مدينة "نصر".

ثم عاد يسألها، في قلق ليس له ما يبرره:

- هل ستذهبين إليه؟!

شدَّت قامتها في اعتداد، وهي تجيب في حزم:

- بالطبع.

قالتها، واستدارت لتنصرف؛ ولكنها توقفَّت لحظة، التفتت خلالها إلى الضابط؛ لتُكمل:

- إنه زوجي.

نطقتها بكل الحزم..
كل كل الحزم..

* * *

دقائق طويلة مضت، واللواء "سامي" متراجع في مقعده، يتطلّع إلى "حاتم" في صمت؛ حتى إن هذا الأخير شعر بالتوتّر يكاد يلتهمه؛ فهتف في عصبية:

- وماذا بعد؟!

واصل اللواء "سامي" صمته بضع لحظات، قبل أن يعتدل في حركة مفاجئة، ويقول في اهتمام مباغت:

- حالتك كلها عجيبة أيها المهندس.

زفر "حاتم" في عصبية، وتراجع بدوره في مقعده، وهو يغمغم:

- أعلم هذا.

واصل اللواء، وكأنه لم يسمعه:

- لقد بدأت ببلاغ عجيب، تؤكّد فيه، وبمنتهي الثقة، أن ما أعلنَتْه الدولة في بيان رسمي، عن حادث القطار، ليس صحيحاً، وأن هناك جريمة اغتيال سياسي خلف هذا، وبعدها راحت المفاجأت تتوالى.

غمغم "حاتم" في عصبية:

- لم يكن هذا بإرادتي.

مرة أخرى، تابع اللواء، متجاهلاً تعليقه:

- بطاقة رقم قومي مزوّرة بإتقان مذهل، يتجاوز حدود قدرات أي مزوّر منفرد، مهما بلغت براعته، وبيانات لا وجود لها عبر شبكة المعلومات كلها.. بصمات غير مسجّلة، وجه غير معروف.. وهذا ليس كل شيء.

صمت "حاتم" هذه المرة، وكأنما أدرك عدم جدوى الحديث؛ في حين استطرد اللواء، في مزيج من الاهتمام والحيرة:

- أضف إلى هذا تلك التطوّرات غير الطبيعية، في التعامل مع حالتك بالذات.. من القسم، إلى المقدّم "رشدي عبد الهادي"، وهو أحد أكفأ وأنزه ضباط أمن الدولة، ثم التدخّل المفاجئ للعقيد "هشام حمزة"، وهو ضابط ليس فوق مستوى الشبهات، وعنفه الشديد مع عصبيته البالغة، يشيران إلى وقوع ضغط شديد عليه، من جهة أعلى.

صمت عند هذه اللحظة، ومال نحو "حاتم"، قائلاً في لهجة مختلّة:

- وهي ذلك المسئول على الأرجح.

تطلّع إليه "حاتم" لحظة في توتر، و..
وفجأة، تقمّص تلك الحالة العجيبة..
فجأة، شعر أنه في مكان آخر..
وزمن آخر..

كان يجلس أمام "هولوفيزيون" كبير، في صالة منزله، يتابع تلك الأخبار ثلاثية الأبعاد، التي تروي تفاصيل المؤامرة، عبر برنامج "ذاكرة التاريخ" الأسبوعي، و..

" لماذا لم يَرِد اسمك في القضية؟!.."..

ألقى السؤال فجأة على اللواء "سامي"؛ فتراجع هذا الأخير في دهشة بالغة، وهو يتساءل:

- أية قضية؟!..

اعتدل "حاتم"، وشمله حماس مباغت، وهو يجيب:

- قضية حادث القطار.. لقد صار "رشدي عبد الهادي" بعدها شخصية شهيرة، وبعد سنوات قليلة، تولّى منصب وزير الأمن؛ وذلك المسئول حوكم وأُدين، مع عدد كبير من صغار المسئولين والمعاونين ورجال الأمن؛ فيما عرف بأنه أكبر مؤامرة سياسية جنائية، في تاريخ "مصر" كلها، حتى إن نُظُم الأمن ومفاهيمه، وحتى القوانين التي تحكمه، تغيّرت كلها بعدها.

صمت لحظة، بدا خلالها شديد الحيرة، وكأنه لم يفهم حرفاً واحداً مما قاله، ثم غمغم:

- ولكن اسمك لم يرد.

كان اللواء "سامي" يحدّق فيه بدهشة لا محدودة، وقد ارتفع حاجباه عن آخرهما، على نحو منح وجهه سحنة عجيبة، أصابت "حاتم" بشيء من التوتر، جعله يضيف، وهو ينكمش في مقعده:

- ماذا قلت؟!

أجابه اللواء، في بطء شديد:

- كنت سأُلقي عليك السؤال نفسه.

امتزجت حيرة "حاتم" بحالة من الذعر والاضطراب، وهو يتمتم:

- ولكنني لست أدري؟.. هذا يقفز إلى ذهني بغتة.. كأنني.. كأنني..

اتسعت عيناه في ذعر عجيب، وهو يضيف، في صوت بالغ الخفوت:

- كأنني على اتصال بروح، من زمن آخر.

حدّق فيه اللواء لحظات، في دهشة بلا حدود، ثم لم يلبث أن هزّ رأسه في قوة، وكأنما ينفض عنه دهشته، واعتدل يقول في حزم:

- أية روح، من أي زمن، لم يكن بإمكانها أن تمنحك هذه البطاقة المزوّرة.

قالها، ونهض من خلف مكتبه في حركة حادة، أصابت "حاتم" برجفة محدودة، واتجه نحو نافذة حجرته، وأزاح ستائرها، وتطلّع إلى المباني عبر الشارع، وإلى ألوان الشفق خلفها، وبدا من الواضح أن الفجر ينبلج؛ فراقبه في صمت استغرق ما يقرب من دقيقة، قبل أن يقول:

- اسمع أيها المهندس.. هذا لو أنك بالفعل مهندس.. أنا رجل واقعي، لا يؤمن بالخرافات والخزعبلات، والاتصال بالأرواح ليس جزءاً من اهتمامي أو قناعاتي.

صمت لحظة أخرى، ثم التفت إليه في حدة، مستطرداً في صرامة، هي أقرب إلى الغضب:

- هناك حتماً تفسير منطقي لكل هذا.

في الظروف الطبيعية، كان المتهم سيرتعد، أو يفزع، أو يضطرب، أو حتى يعترف..

ولكن "حاتم" لم يمرّ بأي من هذا...

لقد سأل، بكل الاهتمام والتوتر واللهفة:

- مثل ماذا؟!

وفي نفس اللحظة، التي حدّق فيها اللواء فيه، في دهشة مستنكرة متسائلة، كان هناك أمر شديد الخطورة، يحدث مع نسمات الفجر الأولى..
هناك..
في المشرحة..

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 07:10 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
الآن مع الفصل 11 الجاهزة للتحميل
ذاكرة الغد(11)...اختفاء
شكرا لكم

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 07:29 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
الآن مع الفصل الثاني عشر من رواية ذاكرة الغد
ذاكرة الغد(12)...بلا أثر
****************************************
ذاكرة الغد (12).. بلا أثر
الدكتور نبيل فاروق رمضان
لم يفارق التوتر الشديد ذلك الطبيب الشرعي الشاب لحظة واحدة، منذ غادر "رشدي عبد الهادي" المشرحة، مع فكرة تقديم بلاغ إلى النائب العام..

كان يدرك أن الأمر لن يكون بسيطاً..
وأن ما يحدث هو أمر كبير..
كبير جداً..
جداً..

كبير؛ حتى إنه يتجاوزه بألف مرة..
على الأقل..

إنه اغتيال سياسي يحدث عبر كارثة رهيبة، وعلى نحو لم تشهده "مصر" من قبل، في تاريخها الحديث على الأقل..
أو ربما حدث؛ ولكن أحداً لم يعلم به..

تماماً مثلما حدث هذه المرة؛ ولكن أحداً أيامها لم يشكّ، أو يبحث، أو يُعد التحقيق في الأمر..

وفي كل الأحوال؛ فهي سابقة غاية في الخطورة، تورَّط فيها حتماً مسئولون كبار، وربما قيادات أمنية كبيرة، تتجاوز "رشدي" نفسه بكثير..

لهذا كان رجل أمن الدولة متوتراً..
ولهذا كان يبحث عن حل..

لا ريب في أن هناك قيادات له، متورّطة في الأمر، وكلها لن تسمح بكشفه أبداً..
مهما كانت الأسباب..
ومهما كان الثمن..
وهو مجرّد طبيب شاب، لم يواجه مثل هذه الأمور من قبل قط..
بل، ولم يتخيّل حتى أن يواجهها..

لقد تربّى مثل كل شباب "مصر"، وسط شعب يحمل خوفاً غريزياً من رجال الأمن والمسئولين، أياً كانت مناصبهم أو مواقعهم..

إنه مازال -على الرغم من عمله- يخشى رؤية شرطي عادي؛ فماذا عن مواجهته لقيادات أمنية..

لقد أخطأ كثيراً، عندما وافق "رشدي" على ما طلبه، وأعاد فحص جثة "أمين ضياء"..
لم يكن له أن يفعل هذا بصفة شخصية أبداً..

من المحتمل إذن أن يتورّط في الأمر، عندما يتمّ إبلاغ النائب العام..
يا إلهي!! ليس من المحتمل.. بل من المؤكد..

أصابه هلع شديد، عندما بلغ بتفكيره هذه النقطة، وهبّ من مقعده في ارتياع، وقد اتّسعت عيناه عن آخرهما، وهو يحوّل أفكاره إلى صوت مسموع، قائلاً لنفسه، في اضطراب شديد:

- لن تكون هناك وسيلة للإبلاغ، ما لم يتمّ فحص جثة "أمين ضياء" مرة أخرى؛ لتحديد سبب الوفاة.. وحتى لو لم يُبلغهم "رشدي" بأننا قد فعلناها؛ فالطبيب الذي سيُعيد فحص الجثة سيكشف الأمر حتماً.. يا إلهي! يا إلهي!

بدأ رعبه يرسم له سيناريو مخيفاً للأحداث القادمة..

طبيب شرعي جديد يفحص الجثة، ويؤكد أنه قد تمّ فحص هذه المنطقة من قبل، ثم يعودون إلى السجلات، ويعثرون على اسمه، كطبيب نوبتجي، في نفس الفترة التي تمّ فيها الفحص السابق، و..
وينتقمون منه..
و..

تجمدّت أفكاره وكلماته عند هذه النقطة، ورسم الهلع ملامحه على كل خلجة من خلجاته، وراح جسده ينتفض انتفاضات متوالية، وهو يهتف بالتومرجي المناوب:

- "سيد".. "سيد"..

لم يكن يدري لماذا يناديه؛ ولكنه كان يرغب بشدة في الشعور بأنه ليس وحده، في تلك اللحظات الأولى في الفجر، والتي تبعث في المعتاد نسمات النوم، في أية جفون مجهدة؛ فاندفع خارجاً، وهو يواصل النداء، في عصبية شديدة للغاية:

- أين أنت يا "سيد"..أيها الـ..

تجمدّت قدماه، واتسعت عيناه على نحو فاق الطبيعي، وهو يحدّق في جسد التومرجي الساقط أرضاً، والتقطت أنفه تلك الرائحة النفّاذة، وهو يصرخ:

- ماذا يحدث هنا؟!

تنامى إلى مسامعه وقْع أقدام تتحرّك نحوه في خفة؛ فالتفت نحوها، وهو يطلق شهقة رعب، ووقع بصره على رجل متّشح بالسواد، يندفع نحوه، وهو يُخفي وجهه بمنديل كبير، يمسكه بيسراه، في حين تحمل يمناه علبة من الصفيح، ضغط فوهتها؛ فاندفع منها رذاذ، حمل تلك الرائحة النفاّذة في قوة..

وعلى الرغم منه، ومع أثر المفاجأة، استنشق الكثير من ذلك الرذاذ القوي..
الكثير جداً..

ولقد حاول أن يطلق صرخة ما..
حاول..
وحاول..
وحاول..

ثم انهارت محاولته دفعة واحدة..
وأظلم كل شيء من حوله..
تماماً..
* * *
"هناك حتماً تفسير منطقي لكل هذا.."

نطقها اللواء "سامي" للمرة العاشرة، وهو يتطلّع إلى السماء، التي أضاءتها أشعة الشمس منذ لحظات؛ فتمتم "حاتم"، وهو يفرك عينيه في إرهاق شديد، ويقاوم رغبة مسعورة في النوم:

- إنني أحاول البحث عنه، منذ راودتني تلك الذكريات العجيبة.

التفت إليه "سامي"، وهو يقول في توتر ملحوظ:

- الأمر لا يقتصر على مجرّد ذكريات.

فرك عينيه بدوره في إرهاق مماثل، قبل أن يُتابع في توتر أكثر:

- هناك بطاقة رقم قومي، مزوّرة بإتقان مذهل، وبصمات ليس لها مرجع.

صمت لحظة، قبل أن يضيف في حدة:

- وليس هناك أقارب، يمكن الرجوع إليهم؛ لتأكيد هويتك حتى..

ارتفع حاجبا "حاتم"، والعبارة تخترق رأسه..

ليس هناك أقارب!!
كيف هذا؟!

لا أشقاء..
أو أعمام..
أو أخوال..

أو حتى أصدقاء قدامى..
لا أحد على الإطلاق!!

إنه لا يذكر شخصاً واحداً، يمكن أن يذكره لهم!!

شخص واحد، يمكن الرجوع إليه؛ لتأكيد هويته..

" زوجتي.."

هتف بالكلمة في لهفة، فانعقد حاجبا اللواء، وهو يعود للجلوس خلف مكتبه، مرددّاً:

- زوجتك؟!

أجابه "حاتم" في لهفة:

- نعم.. زوجتي وعائلتها، يمكنهم تأكيد هويتي..

تراجع اللواء في مقعده، وغمغم وهو يفكّر:

- زوجتك وعائلتها؟!

ثم اعتدل في حركة حادة، مكملاً:

- وهل يمكنهم تحديد أي قريب أو صديق لك؟! هل حضر بعضهم حفل زفافك، ويمكن الرجوع إليه؟!

اتسعت عينا "حاتم"، وهو يتراجع في مقعده، قائلاً:

- كلا.

هتف به اللواء، في دهشة مستنكرة:

- كلا؟! هل تعني أنهم قد قبلوا زواجك بابنتهم، دون أن يعلموا شيئاً عن عائلتك أو أصدقائك.. ودون أن يحضر حفل زفافك شخص واحد من طرفك؟! أي زواج هذا؟!

غمغم "حاتم"، وهو ينكمش أكثر في مقعده، وصوته يزداد خفوتاً:

- لقد حضر أصدقاء وزملاء العمل.

انعقد حاجبا اللواء، وهو يقول:

- العمل، الذي التحقت به، ببطاقة رقم قومي زائفة؟!

ارتبك "حاتم"، وغمغم، وكأنه يحدّث نفسه:

- ولكنني أجيده بشهادة الجميع.. إنه مهنتي الأصلية، تحت أي مقياس.

تراجع اللواء في مقعده، وقال في صرامة:

- هذا سيحتاج إلى شهادة زملاء عملك.

رفع "حاتم" عينيه إليه، قائلاً في لهفة:

- كلهم سيؤكدون هذا.

تنهّد اللواء "سامي"، وهو يقول:

- ولكن أحداً منهم لن يمكنه إرشادنا إلى قريب أو صديق قديم، يخبرنا عن ماضيك..

الماضي؟!
كيف لم يخطر بباله هذا قط؟!

إنه لا يذكر بالفعل شيئاً عن ماضيه..
أي شيء..

وهذا أمر غير طبيعي..
على الإطلاق..

انتزعه من أفكاره رنين مفاجئ لهاتف اللواء، الذي التقطه في سرعة، وهو يقول في توتر:

- ماذا هناك، في هذه الساعة المبكّرة؟!

انعقد حاجباه في شدة، وهو يستمع إلى محدّثه، ثم قال في صرامة شديدة التوتر:

- أرسل عربة المعمل الجنائي فوراً، وسآتي خلال لحظات.

أنهى المحادثة في حدة، والتقت عيناه بعيني "حاتم" القلقتين المتسائلتين؛ فقال وهو ينهض في توتر:

- جثة "أمين ضياء" اختفت من مشرحة "زينهم".. ودون أدنى أثر.

وكانت مفاجأة جديدة..
وعنيفة..
للغاية..
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات نبيل فاروق, ذاكرى الغد, نبيل فاروق
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية